أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
101922 187381

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-27-2016, 09:14 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ...

** رسائل رمضانية (21) ..
في الحديث عن أمنا عائشة - رضي الله عنها - قالت : يا رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ ، قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " أنظر السلسلة الصحيحة رقم : 3337.

في هذا الحديث ( إشارة ) إلى أهمية شهود العبد ( مشهد عدم الاعتداد بعباداته وقرباته = شهود مشهد التقصير )!! ..، ( والذين يوتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) ..

وقد ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أيضا أنها سألت رسول الله - عليه الصلاة والسلام - عن هذه الآية فقالت : أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون ، فقال : " لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون أن لا يتقبل منهم ( أولئك يسارعون في الخيرات ) " ..

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " .. وإنما أمر بسؤال العفو ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر ، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر " لطائف المعارف ص: 290.

فاحرص - عبد الله - على سؤال الله العفو في ليالي العشر الأخيرة خاصة رجاء موافقة ليلة القدر ..، فقد أخفي تعيينها لحمل النفوس على الجد والاجتهاد .. ف " ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو " كما قال يحيى بن معاذ - رحمه الله -

قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في سياق كلامه عن الأذكار والأدعية المتعلقة بشهر رمضان : " .. تحري الدعاء في ليالي العشر الأواخر رجاء ليلة القدر ، وقد ثبت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه علم عائشة - رضي الله عنها - هذا الدعاء : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .
وزيادة لفظة : ( كريم ) : ( اللهم إنك عفو كريم ) لا تثبت في هذا الحديث " تصحيح الدعاء ص: 506.

وعموما : ما أحوجنا إلى ( عفو الله سبحانه ) وهو : " سؤال الله عز وجل التجاوز عن الذنب ، وترك العقاب عليه ، وعدم المؤاخذة على التقصير ، والسلامة من ( الفتن المضلة = الشبهات والشهوات) " .. ، وبه نشهد - كذلك - ( مشهد الافتقار إليه تعالى )؟! ..، و ( مشهد حسن الظن به جل وعلا )؟! ..

قال العلامة القرطبي - رحمه الله - : " العفو : عفو الله عز وجل عن خلقه ، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها ، بخلاف الغفران ، فإنه لا يكون معه عقوبة ألبتة " الجامع لأحكام القرآن 1/797.

يا رب عبدك قد أتاك * وقد أساء وقد هفا
يكفيك منه حياؤه * من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على * الذنوب الموبقات وأسرفا
رب اعف عنه * فلأنت أولى من عفا

واعلم - عفا الله عني وعنك - أن " السعيد من ذل لله وسأل العافية فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق إذ لابد من البلاء ، ولا يزال العاقل يسأل العافية لتغلب على جمهور أحواله ، فيقرب الصبر على يسير البلاء " صيد الخاطر لابن الجوزي - رحمه الله - ص: 275.
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 06-28-2016, 10:19 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


** رسائل رمضانية ( 22) ..


من المقاصد ( التبعية )! لصيام وقيام شهر رمضان : تجديد الشعور بالصلة بالأمة ( = شهود مشهد الاعتزاز بالأمة المحمدية )!! ..، ذلك أن المسلم يصوم ويصلي في غير أيام رمضان ، لكن فعل ذلك في هذا الشهر المبارك مختلف من جهة استصحاب كل واحد منا أن عموم أهل الإسلام معه في ذلك ( ؟! ) ..

وتلمح - يا رعاك الله - هذا المعنى في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ) ، وفي قوله - عليه الصلاة والسلام - كما في الصحيحين : " صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته .." حيث النداء في الآية ل ( عامة أهل الإيمان )!! ، كما وجه الخطاب في الحديث ل( عموم المسلمين ) !!..

واعلم - علمني الله وإياك - أن اعتزازك بانتمائك لأمتك منطلقه : ( الاعتزاز بالإيمان بالله تعالى )؟! ..، قال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ..، و " من اعتز بذي العز فذو العز له عز " ..

فالعزة بيد الله تعالى وحده يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، قال تعالى : ( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) ..، ولذا من أسمائه جل وعلا : " العزيز " ..

فله سبحانه العزة الكاملة المطلقة : ( عزة القوة )..، و( عزة الامتناع )..، و ( عزة القهر والغلبة ) ..

وعليه فاعتزازك - عبد الله - بأمتك بحسب قوة صلتك بربك تبارك وتعالى = ( شهود مشهد العزة : حالة مانعة للإنسان أن يغلب )؟! ..، فالعزة والإيمان صنوان لا يفترقان .. وكما قال عمر - رضي الله عنه - : " .. إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " الصحيحة 1/117.

نعم ؛ العزة عزتان : ( معنوية) و( مادية ) ، لكن الأولى هي الأصل ( = التقوى ) ، والثانية - بشرطها - تابعة لها فتنبه ، ف " من لم تعزه التقوى فلا عزة له "؟! ..، و " ليست العزة في حسن البزة "!! ..

قال إبراهيم بن شيبان - رحمه الله - : " الشرف في التواضع ، و ( العز في التقوى )! ، والحرية في القناعة " المدارج 2/343.

فللعبد " من العزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه ، فإذا فاته حظ من العلو والعزة ، ففي مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان علما وعملا ، ظاهرا وباطنا " إغاثة اللهفان للإمام ابن القيم - رحمه الله - 2/926

فاحذر - يا رعاك الله - أن تسكن في نفسك (بذرة الذلة والمهانة)؟! ..، فتمنع من غرس (بذرة العزة والشهامة = الفاعلية السنية لا مجرد الانفعال وردود الأفعال الخلفية التي ألبست لباس الوعي والسعي بنظرة سطحية )!!...

قال العلامة ابن باديس - رحمه الله - : " الجاهل يمكن أن تعلمه ، والجافي يمكن أن تهذبه ، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال " الآثار 4/64.

وافهم - يا رعاك الله - أنه بحسب تنكر المرء للنهج الأثري وتنكبه لطريقه وعدم يقينه فيه وبه يعاقب بالذلة والهزيمة النفسية و ( قد )! لا يشعر ، فلا تغتر بالمظاهر .. ، فالعبرة بالحقائق ..، فإياك أن تكابر ..، ومن يكابر ..

والله المستعان ...، وعليه التكلان ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 06-29-2016, 09:29 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (23) ..
سبق معنا أن صيام نهار رمضان وقيام لياليه يجدد في النفس الشعور بالانتساب للأمة المحمدية .. ( = تحقيق مقصد من المقاصد التبعية لهذا الشهر المبارك )!! ..بسبب شهود مشهد الاجتماع مع عموم المسلمين في ذلك وإن اختلفت أجناسهم ، وتباعدت أقطارهم ( ؟!) ...، مما يورث = ( الاعتزاز بالانتساب لأمة الإسلام )!! ..

والالتفات إلى هذا المعنى الرائق والفائق من المهمات خاصة في زمن الضعف والاستضعاف ..، لكن بشرط ( الصدق = صدق الانتماء للأمة )؟! ..، الذي هو من " مقومات عزة المسلمين " ! ..، هذا الصدق الذي أساسه : " الصدق مع الله تعالى " ف ( من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق والباطل ) المدارج 2/279 ..

قال تعالى : ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ) ..

فما أحوجنا إلى ( مقام الصدق ) علما وعملا واعتقادا خصوصا ونحن في أزمنة المحن ، وأيام الإحن ، ف " صاحب الصدق مع الله تعالى لا تضره الفتن " الفتح للحافظ - رحمه الله - 6/483.

فالله الله في ( صدق الانتماء ) فبه يهون الابتلاء .. ، ويخفف هجير المحنة وألم البلاء ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - عن مقام الصدق هو : " الطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين ، وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان ، وسكان الجنان من أهل النيران ، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه ، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه ، من صال به لم ترد صولته ، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته ، فهو روح الأعمال ومحك الأحوال .." المدارج 2268.

واعلم - يا رعاك الله - أن ( صدق الانتماء للأمة المصطفوية ) يتم بتحقيق مقام الصدق من جميع جهاته وهي :

- ( مدخل الصدق ومخرجه ) بأن تكون في إقدامك وإحجامك فيما يتعلق بالأمة وفق " العلم الأثري = السلطان النصير " !! ..، قال تعالى : ( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) ..

- و ( لسان الصدق ) بحفظ المنطق ، وضبط حركة اللسان ف " رب حرف أدى إلى حتف " ..، قال تعالى : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ...

- و ( قدم الصدق ) بأن تقدم ما فيه الصلاح والإصلاح حالا ومآلا وفق العلم والفهم ، وبمبعدة عن الجهل والوهم ...، قال تعالى : ( وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم ) ..

والله المستعان ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-01-2016, 04:35 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية ( 24 ) ..
مما ( يتجدد ) في شهر رمضان : الكلام عن شعور النفوس بقوة انتمائها إلى الأمة المحمدية ( ؟! ) ..، وهو مهم غاية ..، وشرطه كما قررناه سلفا : ( الصدق فيه ) من جميع جهاته (!) ..، ويتبدى هذا في : " صدق الانتماء إلى هوية واضحة ثابتة "؟! ، وليست إلا ( الهوية الإسلامية = الماهية الإسلامية التي يتميز بها أهل الإسلام )! ..، وهي (تستغني) تماما عن أي لقاح أجنبي عنها .. ، كما ( تستعلي ) مطلقا على أن تحتاج إلى لقاح أجنبي يخصبها ..

فما أحوجنا إلى شهود هذا المشهد ونحن نعيش - عموما (!) - ما يمكن أن يصطلح عليه ب ( أزمة الهوية )!! ..، و " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق .." فتأمل ولا تتعجل ..

وحتى نرتفع عن ( حضيض الهاوية ) = التخبط والتنقل على موائد الشرق والغرب(!!).. ، إلى ( علو الهوية ) = التمسك بدين الإسلام وفق فهم السلف الكرام والاعتزاز بمقوماته(!!) ..، ينبغي استغلال شعور الانتماء لهذه الأمة ونحن في شهر رمضان ، لتقوية الصلة بأركان الهوية الإسلامية المتمثلة في :

- ( العقيدة الصحيحة وما يتبعها من أخلاق حسنة وعمل صالح ) ..
- ( الاعتزاز باللسان العربي ) ..
- ( اعتبار التاريخ الإسلامي وما يتبع ذلك ) ..

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال عليه الصلاة والسلام : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ..
فقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إيمانا )! شهود ل ( ركن العقيدة ) من الهوية الإسلامية ، وهو الركن الأعظم ( = الأصل الأصيل ) !! ..، وهو صبغة التوحيد والإيمان ..، قال تعالى : ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون ) ..، وقال تعالى : ( لكم دينكم ولي دين ) ..

ولا يخفى أن القرآن العظيم نزل في شهر رمضان ، و ( لسانه عربي )! وفي هذا شهود ل ( ركن الاعتزاز باللسان العربي ) من الهوية الإسلامية ، وهو ( مفتاح الهوية )؟! ..، " فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله " الاقتضاء ص: 203 للإمام ابن تيمية - رحمه الله - .
قال إمام البيان مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - : " ما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار " وحي القلم 3/33 .

ومعلوم - أيضا - أن شهر رمضان ( شهر الانتصارات والفتوحات الإسلامية )!! ، وفي هذا شهود ل ( ركن اعتبار التاريخ الإسلامي ) من الهوية الإسلامية ، وهو ( مرآة للاستبصار ، ومحل للاقتداء والاتساء والاعتبار )؟! ..، فلا بد - إذن - من استعراض التاريخ الإسلامي في عهد القرون الفضلى ..، لننظر كيف قام شأن أهل الإسلام على تقوى ..
قال ابن الأثير - رحمه الله - عن علم التاريخ : " .. ومن رزقه الله طبعا سليما ، وهداه صراطا مستقيما : علم أن فوائده كثيرة ، ومنافعه الدنيوية والأخروية جمة غزيرة " الكامل في التاريخ 1/8.

فالله الله في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتقويتها في النفوس .. ، والأمر بها .. ، والنهي عن كل ما يضادها ..، ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 07-01-2016, 04:37 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (25) ..

اعلم - رحمك الله - أن مما يستوجبه ( تجدد ) شعور النفوس بالانتماء للأمة المصطفوية في شهر رمضان خاصة كما بيناه : ( الاهتمام بقضايا المسلمين وأمورهم )؟! ..وفق المفاهيم الشرعية ..، والطريقة السلفية .. ، مع التنبه أن بعضهم (!) يحصر - اعتقادا أو حالا ( ؟! ) - هذا الموضوع فقط في مثل " نصرة المستضعفين في سوريا " ؟! ..

نعم ؛ لا ريب أن هذا المثال يدرج في ( قضايا المسلمين وأمورهم ) ، لكن ( الحقيقةالشرعية)!! لهذه القضايا .. أوسع .. فهي : " كل ما يتعلق بمصلحة المسلمين العامة..، وهذه المصلحة ليست على (رتبة واحدة)!! .. ففيها الضروري والحاجي ..، ومنها ما هو أصل ..، ومنها ما هو فرع ..، ومنها ما هو من باب البر والإحسان.. وهكذا دواليك "..

ومن هذه القضايا الكبرى - بل هي الكبرى منها - التي تتجلى في شهر رمضان كمظهر من مظاهره : ( الاهتمام بالعقيدة الصحيحة علما ودعوة.. ، وعملا وتزكية ..، وكشفا ومجادلة ..) ؟! ..، وهذه القضية هي : " أصل الملة المحمدية "؟! ...

فنهضة ودعوة .. بلا أسس عقدية صحيحة تبنى عليها وتستصحب... ك(سراب بقيعة ) !! ..

و إصلاح ونصرة .. بلا أصول إيمانية سديدة يعمل بها وينظر في الأمور من خلالها .. ك( جسد بلا روح )!! ..

فالغاية من صيام رمضان : تحقيق التقوى ..، ( لعلكم تتقون ) ..، وهذا من مقتضيات (العقيدة والتوحيد)؟!..

وفي شهر رمضان نزل القرآن الذي هو المصدر الأساس - مع بيان سنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام - ل (عقيدة المسلمين)! ..

وشهر رمضان شهر الصيام الذي هو ركن من أركان الإسلام ..، حيث ( إنكار ) إيجاب صومه علينا يضاد (صحة الإيمان)؟! ..

وشهر رمضان شهر ( الإقبال ) على الله بالطاعة والتضرع والدعاء ..، وهذه القربات تصرف لله جل وعلا وحده..، فيشهد معها العبد ( وحدانية الله تعالى )! ..

وشهر رمضان شهر الانتصارات والفتوحات الإسلامية ...، وكل هذا من أجل إعلاء ( كلمة التوحيد = لا إله إلا الله )! ..

فالله الله في ( التوحيد والعقيدة )؟! ..، " فأصل الصلاح : التوحيد والإيمان ، وأصل الفساد : الشرك والكفر " الفتاوي للإمام ابن تيمية - رحمه الله - 18/163.

قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : " . . نحن لا نهمل قضايا المسلمين ، بل نهتم بها ، ونناصرهم ، ونحاول كف الأذى عنهم بكل وسيلة ، وليس من السهل علينا أن المسلمين يقتلون ويشردون ، ولكن ليس الاهتمام بقضايا المسلمين أننا نبكي ونتباكى ، ونملأ الدنيا بالكلام والكتابة ، والصياح والعويل ، فإن هذا لا يجدي شيئا .
لكن العلاج الصحيح لقضايا المسلمين : أن نبحث ( أولا ) عن الأسباب التي أوجبت هذه العقوبات التي حلت بالمسلمين ، وسلطت عليهم عدوهم ، .. وأهم هذه الأسباب .. هو : ( إهمالهم للتوحيد )!!! " دروس من القرآن ص : 8 - 11 .

والله المستعان ..، وعليه التكلان ..

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 07-03-2016, 10:11 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (26) ..

تجدد الشعور بالانتماء لأمة محمد - عليه الصلاة والسلام - في شهر رمضان خاصة نشهد به " مشهد الأخوة في الله تعالى "..، ( إنما المؤمنون إخوة ) ..

وهذا يستدعي : ( نصرة المستضعفين من المسلمين )؟! ..، ففي الحديث الصحيح عند البخاري - رحمه الله - من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : قال عليه الصلاة والسلام : " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال له رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ؟ ، قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره " .

إذا أنا لم أنصر أخي وهو ظالم * على القوم لم أنصر أخي حين يظلم

واعلم - يا رعاك الله - أن نصرة المستضعفين من المسلمين صورة من صور ( تعظيم الحرمات ) ؟! ..

قال تعالى : ( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه ) ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بيان معنى الحرمات : " هي جمع حرمة ، وهي ما يجب احترامه وحفظه من الحقوق والأشخاص والأزمنة والأماكن.
فتعظيمها : توفيتها حقها ، وحفظها من الإضاعة " المدارج 2/73.

فالله الله في تعظيم حرمات المسلمين ...، وجبر كسرهم وضعفهم .. ، وحفظ دمائهم وأعراضهم ..، ونصرتهم ومواساتهم ..، فبهذا يشهد العبد ( مشهد الغيرة )!! ..، ف " أصل الدين الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له (؟!) " الجواب الكافي للإمام ابن القيم - رحمه الله - ص: 68.

و جماع ما يستطاع .. - ولا عذر في عدم فعله - : (اعتقاد) نصرتهم وجمعية القلب على ذلك ، والتوجع لأجلهم ، والدعاء لهم ( ؟! ) ..، ف " الميسور لا يسقط بالمعسور "! ..

و تنبه أن ( نصرة المستضعفين )؟! يجب أن تقوم على دعامتي :

- " الوعي " بالعلم والفهم بعيدا عن الجهل والوهم ..
- و " السعي " بالاستبصار والتؤدة بعيدا عن السطحية والعجلة ..

مع إناطة الأمر ب :

- ( المسالك الشرعية )؟! ..
- و ( استصحاب الغائية )؟! ..
- و ( الرتب المرعية )؟! ..
- و ( مراعاة الأولوية )؟! ..
- و ( اعتبار الإمكانية )؟! ..

ومما يقوي نصرة المستضعفين في شهر رمضان خصوصا ، أن هذا الشهر هو ( شهر الرحمة )! ..فعند مسلم - رحمه الله - وغيره من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال عليه الصلاة والسلام : " إذا كان رمضان فتحت (أبواب الرحمة)! ..." الحديث .

فتحيا القلوب بالرحمة في شهر الرحمة ..، وتتبدى مظهرا ربانيا من المسلمين في صور متنوعة من أعظمها : ( نصرة إخوانهم المستضعفين )؟!! ..

قال إمام البيان مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - : " ..من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم . وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في ( الصوم) ، إذ يبالغ أشد المبالغة ، ويدقق كل التدقيق ، في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة ، فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس .." وحي القلم ج 2 ص : 59 - 69.

والله المستعان ..، وعليه التكلان ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 07-04-2016, 10:06 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


** رسائل رمضانية (27) ..


ما نراه من تعلق المسلمين بشهر رمضان وإقبالهم فيه - عامة - على طاعة الرحمن مع اختلاف أجناسهم .. ، وتبابن ألوانهم .. ، وتباعد ديارهم .. ، وتفاوت أعمارهم ..، يدل على لفت النظر إلى مقصد عظيم من مقاصد الشريعة ألا وهو ( الاجتماع )؟! ..، ف " من القواعد العظيمة التي هي جماع الدين : تأليف القلوب واجتماع الكلمة ، وصلاح ذات البين ..، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة ، كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة " الفتاوي للإمام ابن تيمية - رحمه الله - 28/51.

لكن ( مفهوم الاجتماع ) عند الكثيرين - بل وعند بعض النخبة (!!) - قد شابه ما شابه من " المظهرية الجوفاء "!! ..، حيث تجد الحرص على مجرد الدعوة إلى الاجتماع دون مراعاة ( ماهيته )؟! ..، والنتيجة : اجتماع الأشباح وتنافر الأرواح (!!) ..، فحصل من جرائه - خاصة في الميدان الدعوي (!) - : تصدع داخلي تحت لباس الدين .. ، و تبدى الترنح بين ضجيج الشعارات ، واضطراب الخطوات ..، إلا من رحم رب الأرض والسماوات ..

فمن الضروري - إذن - الوقوف (عند/مع) الحقيقة في هذا الباب المتمثلة في (نهج الاجتماع )؟! ..الذي نشهد به " مشهد الاعتصام بحبل الله تعالى " مصداقا لقوله جل وعلا : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ..
قال العلامة أبو السعود - رحمه الله - عند تفسير قوله تعالى : ( ولا تفرقوا ) : " لا تحدثوا ما يوجب التفرق ، ويزيل الألفة " إرشاد العقل السليم 1/526 .

وعليه ؛ فمما هو معيب في مقامنا هذا : الاستغراق في ( الحكم التكليفي للاجتماع = الإيجاب )!! ..مع أنه ليس محلا للنزاع ..، وبالمقابل : ( إهمال الحكم الوضعي له = مراعاة الحقوق وزوال الموانع ) ..مع أنه الأساس في الموضوع ..، فالأمر بالاجتماع من جملة الأوامر التي لا تتحقق فينا - على وفق مراد الله تعالى (!) - إلا بتوفير الشروط والحرص على إزالة الموانع ..، ف " الأمر بالشيء أمر به وبما لا يتم إلا به " !! ..

قال الشيخ رشيد رضا - رحمه الله - في معرض كلامه عن الاجتماع : " ..لا أدعوكم إلى اجتماع مبهم أو خيالي ، ولا إلى تعاون مطلق أو إجمالي ، بل أدعوكم إلى الاجتماع لإزالة ( موانع الاجتماع )!! " مقالات الشيخ رشيد الرضا السياسية 2/687.

فالحذر الحذر من ( صناعة الغثائية )!! ولو على صعيد الخطاب ، فإن التنادي للاجتماع بمبعدة عن ( نهجه وحقيقته = شروط الاجتماع ، والحرص على إبعاد موانعه ) التي يقوم عليها شرعا : " نزعة حركية "! ..، و " لوثة حزبية "! ..

فالله الله في شهود ( مشهد الاعتصام بحبل الله )؟! ..ف " الاعتصام ب ( حبل الله ) يحمي من البدعة وآفات العمل " المدارج للإمام ابن القيم - رحمه الله - 2/53.

فإذا كان شهودنا لصيام رمضان وفق شروط وزوال موانع ..، فيجب - أيضا - أن نعتبر ذلك - دون مصانعة ولا مجاملة (!!) - عند شهودنا لأمر الاجتماع الذي نلمسه معنا وحسا في هذا الشهر المبارك ..

قال الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي - رحمه الله - : " ( المصانعة والمجاملة ) في الدين ليست سبيل الاتحاد والاتفاق كما يظن الذين يصانعون ويجاملون ، وما هي إلا الخداع والغش ، وما علمنا أن أمة أسعدها الغش أو رفعها الخداع " النظرات ص : 68 - 69 .

والله المستعان ...، وعليه التكلان ..

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07-04-2016, 10:09 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..

** رسائل رمضانية (28) ..

لا يخفى أن شهر رمضان شهر ( التطهير )!.. ، و ( التنوير )! .. ، و ( التغيير )! ..

- أما "التطهير " فمن المعاصي والذنوب ..
- وأما " التنوير " فبطاعة علام الغيوب ..

والنتيجة :

- " التغيير " إلى ما يرضاه اللطيف الخبير ..

وعليه ؛ فإن ( شهر رمضان ) محطة لتعلم وإحياء " الأصول السنية التي يقوم عليها منهج استصلاح المجتمعات لاستئناف الحياة الإسلامية "؟! = ( شهود مشهد التصفية والتربية )!! ..

واعتبر في خصوصه بكون شهر رمضان شهر نزول القرآن ..، فأول ما نزل من الآيات القرآنية : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، و " اقرأ " تقرير ( للتصفية )! ، و " ربك " تدليل على ( التربية )! ، فافهم حقيقة الرسالة المصطفوية ( ؟! ) ..

فالتطهير : ( تصفية )؟! .. بالعلم رواية ودراية ..
والتنوير : ( تربية )؟! .. بالدعوة قولية وفعلية ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : " إذا كانت الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد ، وأجلها ، وأفضلها ، فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه ، بل لا بد لكمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حد يصل إليه السعي " مفتاح دار السعادة 1/154.

فلابد من تصفية الإسلام مما علق به من محدثات وعوائد وتحريفات في (سائر المجالات)؟! ، وكل مجال بحسب منزلته ومقداره وحدوده المرعية ..، وبالطرائق الشرعية ..، ( و ) تربية الناس والأجيال المسلمة عموما على هذا الإسلام المصفى وفق المسالك الأثرية ( تحبيبا وترغيبا وترهيبا )!! .. ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ..

مع التنبه إلى ضرورة تقلب النظر عند عملية الإصلاح في أزمنته الثلاثة : الماضي والحاضر والمستقبل .

فننظر إلى الماضي نظر ( عبرة وتوبة )! .. حتى لا نبتلى ب ( الكسل والدعة والخمول )! ..

وننظر في الحاضر نظر ( عمل واجتهاد )! .. حتى لا نبتلى ب ( الغفلة والسكرة )! ..

وننظر إلى المستقبل نظر ( أمل ورجاء )! .. حتى لا نبتلى ب ( اليأس والهزيمة النفسية )! ..

واعلم - يا رعاك الله - أن الأساس الذي تنطلق منه عملية الإصلاح عموما تصفية وتربية : ( إصلاح الأنفس = شهود مشهد تغيير النفس وهو مشهد مشهود - بشرطه - في شهر رمضان فتأمل ) !! ..مصدقا لقوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ..

قال العلامة ابن باديس - رحمه الله - : " فصلاح النفس هو صلاح الفرد ، وصلاح الفرد هو صلاح المجموع ، والعناية الشرعية متوجهة كلها إلى إصلاح النفوس ، إما مباشرة وإما بواسطة ، فما من شيء مما شرعه الله تعالى لعباده من الحق والخير والعدل والإحسان إلا وهو راجع عليها بالصلاح ، وما من شيء نهى الله تعالى عنه من الباطل والشر والظلم والسوء إلا وهو عائد عليها بالفساد ، فتكميل النفس الإنسانية هو أعظم المقصود من إنزال الكتب ، وإرسال الرسل ، وشرع الشرائع " الآثار 1/232-233.

واالله المستعان ...
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 07-04-2016, 10:12 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


** رسائل رمضانية (29) ..

عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : " فرض رسول الله - عليه الصلاة والسلام - زكاة الفطر (طهرة للصائم)! من اللغو والرفث ، وطعمة للمساكين ، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " صحيح سنن أبي داود ( 1437) .

الشاهد - هنا - من الحديث قوله عليه الصلاة والسلام في حق زكاة الفطر : ( طهرة للصائم )؟! ..، أي : تطهره من الآفات والنقائص التي حصلت في صومه ..

قال وكيع بن الجراح - رحمه الله - :" زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة ، تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاة " تاريخ بغداد 11/ 576.

ومثله في المعنى صيام ستة أيام من شوال (نافلة) بعد رمضان لجبر النقص والخلل الذي حصل في شهر العفو والغفران ..

فصيام ستة أيام من شوال - إذن - هو ب ( مثابة )! النافلة البعدية لصيام شهر رمضان ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : " من صام رمضان ثم ( أتبعه ) ستا من شوال كان كصيام الدهر " ..

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " .. صيام ( شوال )؟! وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها ، فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص ، فإن الفرائض تكمل بالنوافل يوم القيامة كما ورد ذلك عن النبي - عليه الصلاة والسلام - من وجوه متعددة ، وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال .." لطائف المعارف ص : 311.

فاعلم - يا رعاك الله - أن في هذه الأسرار التزكوية شهود مشهد من ( مشاهد الحياء من الله تعالى = حياء التقصير )!! ..، حيث يستحي العبد من ربه تبارك وتعالى أنه قدم له طاعة وقربة وفيها ما فيها من الخلل والنقص ، وهذا مقام مهم شهوده من العبد لأنه حق من ( حقوق الطاعة )! فتذكر ..

والحياء - عبد الله - يتولد من شيئين :

- ( رؤية الآلاء ) : وحقيقته - هنا - شهود مشهد توفيق الله لك لصيام شهر رمضان ..
- و( رؤية التقصير ) : وحقيقته - هنا - شهود مشهد الخلل والنقص عند صوم رمضان ..

ولأجله شرع الاستغفار عقيب الأعمال الصالحة = ( الاستغفار من النقص والخلل الذي حصل في القربات )!! ..

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " والاستغفار هو خاتمة الأعمال الصالحة ....، وسبب هذا أن العباد مقصرون عن القيام بحقوق الله كما ينبغي ، وأدائها على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ، وإنما يؤدونها على قدر ما يطيقونه ، فالعارف يعرف أن قدر الحق أعلى وأجل من ذلك . فيستحي من عمله ويستغفر من تقصيره فيه كما يستغفر غيره من ذنوبه وغفلاته ، وكلما كان الشخص بالله أعرف كان له أخوف ، وبرؤية تقصيره أبصر " مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي 4/249.

فالله الله في شهودك أيها المسلم مشهد ( حياء التقصير ) ..خاصة ونحن في نهاية شهر رمضان..، حتى لا تنظر إلى أعمالك نظر الكمال والتمام ..، = فتنظر إلى نفسك نظر التعظيم والتبجيل ..، فتكون بذلك ممن ابتلي بآفة العجب ف ( تهلك ) ...عياذا بالله من ذلك ..

فآفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه باستحسان شيء منها عجبا بها فقد أهلكها ، ومن لم يتهم نفسه وأعماله على دوام الأوقات فهو ( مغرور )!! ..

والله المستعان .. ، وعليه التكلان ..

كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07-06-2016, 11:32 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

بسم الله ..


** رسائل رمضانية ( 30 ) ..

مع نهاية شهر رمضان تعيش نفوس أهل الخير بين ( ألم الفراق )! ..، و ( لوعة الاشتياق )! ..

قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - : " قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن " لطائف المعارف ص: 304.

لهفي على شهر الصيام الفاضل * ولى وأصبح كالخيال الحائل
ولى سريعا وانقضى فكأنه * أحلام نوم أو كضوء زائل
فانظر إلى أيامه كيف انقضت * في الحين كالبرق السريع العاجل

ف " كيف لا تجري للمؤمن على فراقه عليه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع ( ! ) " لطائف المعارف ص: 304 .

وبهذا المعنى التزكوي ونحن في ختام الشهر نشهد ( مشهد تعلق القلب بالخاتمة = بم سيختم لنا عند خروجنا من هذه الدار )؟! ..، وقد قيل : إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم ، يقولون : بماذا يختم لنا ؟ ..

ورحمة الله على سفيان الثوري حيث بكى ليلة إلى الصباح ، فلما أصبح قيل له : كل هذا خوفا من الذنوب ؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال : الذنوب أهون من هذا ، وإنما أبكي من خوف الخاتمة " !! ..

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - معلقا : " وهذا من أعظم الفقه ، أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت ، فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى " الداء والدواء ص : 390.

ومما يعين على شهود مشهد الخاتمة عند ختام شهر رمضان : ( مشهد الشبه بين يوم العيد ويوم القيامة )؟! ..

قال ابن الجوزي - رحمه الله - : " رأيت الناس يوم العيد فشبهت الحال بالقيامة ، فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم ، فمنهم من زينته الغاية ومركبه النهاية ، ومنهم المتوسط ، ومنهم المرذول . وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة " صيد الخاطر ص : 592.

ومشهد الخاتمة هذا يستدعي من العبد شهود ( مشهد الثبات على الطاعات ) حتى بعد شهر البركات ليختم له - بفضل من رب الأرض والسماوات - في هذه الحياة بالخيرات ( ؟!) ...، فلا تغفل - وفقني الله وإياك - عن الصيام و القيام ...، ولا تتجاهل الصدقة وصلة الأرحام ..، ولا تهجر ذكر الرحمان ..

قال الحسن البصري - رحمه الله - " إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت ، ثم قرأ : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) " الفتاوي للإمام ابن تيمية - رحمه الله - 11/ 418.

ومن نفيس التقريرات عند هذا الحرف من الكلام ..، ما جادت به قريحة شيخ الإسلام - رحمه الله - حيث قال في سياق الحديث عن مسألة تخص الإصرار على المعاصي : " ..كمن يعزم على ترك المعاصي في شهر رمضان دون غيره ، فليس هذا بتائب ( مطلقا )! . ولكنه تارك للفعل في شهر رمضان ، ويثاب إذا كان ذلك الترك لله وتعظيم شعائر الله ، واجتناب محارمه في ذلك الوقت ، ولكنه ليس من التائبين الذين يغفر لهم بالتوبة مغفرة ( مطلقة )! ، ولا هو مصر ( مطلقا)! " الفتاوي 10 / 743.

رمضان لا أدري أعمري ينقضي * من قادم الأيام أم نتقابل
فالقلب غاية سعده سيعيشها *
والعين في لقياك سوف تكحل
تبكي القلوب على وداعك حرقة *
كيف العيون إذا رحلت ستفعل
فعساك ربي قد قبلت صيامنا * وعساك كل قيامنا تتقبل

وبهذا المرقوم ( خاتمة هذه الرسائل الرمضانية ونهايتها )! ..، فأسأل الله لي ولكم القبول والهدى ، وأن يختم لنا ولكم بالحسنى ، وأن يجعلنا عنده بالمحل الأسنى .
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.