أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
64367 | 85137 |
#1
|
|||
|
|||
في حكم تشييخ الحدث
في حكم تشييخ الحدث الشيخ أبي عبد المعز محمد بن علي فركوس السـؤال: قد كثر في هذا الزمان التلقيب بالشيخ على كلِّ مَن تصدَّر للتدريس أو الدعوة، حتى ولو كان مستواه عاديًّا جدًا، فأرجو من فضيلتكم بيان مدلول هذه الكلمة ومن يستحقُّها؟ وجزاكم الله خيرًا. الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد: فالشيخ هو كُلُّ مَن زاد على الخمسين، وهو فوق الكهل ودون الهرِم الذي فنيت قوته، وهو يسمَّى بالشيخ الفاني(١). وفي مقام العلم يُطلق هذا اللقب على كلِّ كبير السنِّ المهيبِ الوقورِ الذي اكتسب التجربة في مختلف العلوم واستصحب الخبرةَ في مجالاتها، ويتمتَّع غالبًا بقوّة في ردِّ الشبهة وتقرير الحُجَّة، ويظهر ذلك في إنتاجه العلمي والتربوي والتوجيهي، بعيدًا عن الهوى واستمالة النفس به إلى الطمع بما في أيدي الناس. وتأسيسًا على هذا المعيار فلا يليق تلقيب طالبٍ مبتدئٍ في العلوم أو شابٍّ حديث السِّنِّ «بالشيخ» بالمعنى الاصطلاحي، ولو اكتسب بعض العلوم أو تخرَّج من جامعة شرعية أو مركز للعلوم أو زاوية لحفظ كتاب الله وبعض سنن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، أو وُسم بشهادات وإجازات وتزكيات؛ لأن المناهج الدراسية المتَّبعة حاليًا قصيرة المدة لا تفي بالغرض ولا تغطي المطلوب، وجوانب النقص في الطالب على العموم بارزة بل حتى في أستاذه في الجملة فهو يحتاج بدوره إلى إعادة تأهيل. وقد نُقِلَ عن الشافعي -رحمه الله- قوله: «من طلب الرئاسة فرَّت منه وإذا تصدَّر الحدث فاته علم كثير»(٢). وفي تعليق لابن قتيبة -رحمه الله- على أثر ابن مسعود رضي الله عنه قوله: «لا يزال الناس بخيرٍ ما أخذوا العلم عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم»(٣)، قال -رحمه الله- شارحًا معنى الأثر: «لأنَّ الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، ولا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزله الشيطان استزلال الحدث، فمع السن والوقار والجلالة والهيبة، والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ، فإذا دخلت عليه وأفتى هلك وأهلك»(٤). وعليه، فإنّ تلقيب من لا يليق برتبة المشيخة يندرج تحت «وضع الأشياء في غير موضعها الصحيح» مع فتح مداخل الشيطان في نفس الطالب المتطلع وتورثه هذه التلقيبات من أنواع أمراض القلوب ما لا يخفى من العُجب والغرور والاكتفاء بالنفس والتكبُّر عند الطلب ونحو ذلك من آفات العلم، وقد ينعكس الأمر سلبًا على سلوكه النفسي والتربوي فيؤدي إلى التشنيع بالأكابر والتنقّص منهم والنيل من مناصبهم. وفي مقام الرئاسة والفضل والمكانة فإن إطلاق لفظ «الشيخ» يكون غالبًا مضافًا إلى مكان أو مكانة كشيخ البلد فإنه يُطلق على منصب إداري في القرية وهو دون العمدة، وشيخ الفضل والإحسان وما يقابل ذلك في باب الرذيلة كشيخ الضلالة والغواية والفساد ونحو ذلك. والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. الجزائر في: 15 جمادى الثانية 1430ﻫ ١- «التعريفات الفقهية» للبركتي: (125).الموافق ﻟ 08 جوان 2009م ٢- «صفة الصفوة» لابن الجوزي: (2/252). ٣- «نصيحة أهل الحديث» للخطيب البغدادي:(1/28). ٤- المصدر نفسه: (1/30).
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9). قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)): "ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب." عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي |
#2
|
|||
|
|||
فماذا عن تشييخهم لعبد الحكيم؟
وبعض الصغار معهم ؟ يقولون أقوالا ولا يعملون بها ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249 قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) : (وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه). |
#3
|
|||
|
|||
قال الشيخ عبد السلام بن برجس : (( ومما ينبغي أن يميَّز به من يُطلق عليه لفظ عالم. كبر السن، وهذا وإن لم يكن شرطا في بلوغ مرتبة العلماء إلا أن في هذا الزمن ينبغي أن يُجعل هذا كشرط لما يترتب على أخذ العلم عن الصغار من المفاسد الكثيرة، وأيضا لعدم قُدرة كثير من الناس اليوم على تمييز العالم من غيره، ولذا قال عبد الله بن مسعود ( فيما صح عنه يقول ”لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعن علمائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا“. وقد أسند الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه ”نصيحة أهل الحديث“ بسنده إلى ابن قتيبة أنه سئل عن معنى هذا الأثر، فأجاب بما نصه، يقول ابن قتيبة: يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث، -ثم يعلل هذا التـفسير فيقول- لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحِدَّتُه وعجلته وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، فلا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزل الشيطان استزلال الحَدَث، ومع السّن الوقار والجلال والهيبة، والحَدَث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أُمنت على الشيخ فإذا دخلت عليه و أفتى هلك وأهلك. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وهو كلام جدير بالتأمل, إن كان بعض العلماء يرى أن بعض الأصاغر هنا هم أهل البدع، فإن الصغار هنا لفظ عام، يتناول الصغير لفظا والصغير معنى، فعلى هذا ينبغي التوجه إلى أهل العلم الكبار وأخذ العلم عنهم ماداموا موجودين، أمّا لو كان الإنسان في بلد ليس فيها كبير وهناك صغير عنده من العلم ما يؤهله للتدريس، ويؤهله لتلقي العلم عنه، فلا بأس حينئذ للحاجة. لكن العيب كلَّ العيب أن يكون العلماء الكبار موجودين متوافرين فينصرف الإنسان عنهم إلى من دونهم )). وشكرا جزيلا لكم .
|
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
العبرة بالعلم ليس بكبر السن
قد يكون عند الصغير من العلم ماليس عند الكبير كم من كبير في السن ممن قيل عنه عالم لا يستحق ذلك |
#5
|
|||
|
|||
مثل من, في عصرنا الحاضر؟
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9). قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)): "ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب." عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي |
#6
|
|||
|
|||
مقال رائع شكرا لناقله .
__________________
رقمي على الواتس أب 00962799096268 رأيي أعرضه ولا أفرضه ، وقولي مُعْلم وليس بملزم . |
#7
|
|||
|
|||
ضرب الأمثلة قد لا تفيد في هذا الباب
المهم في الكلام صواب أم خطأ |
#8
|
|||
|
|||
مقال جميل ورائع و ماتع جزاكم الله خيرا
|
#9
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم. نعم تشييخ الحدث فيه مساوئ مثل انصرافه عن طلب العلم فيفوته خيراً كثيراً. لكن هناك أمر حقيقةً يقع كثيراً و خاصةً في بلاد الغرب حيث العلماء قلة، و هناك حاجة لمن يعلم الناس دينهم و يخطب فيهم الجمعة و يدرسهم أمور الدين و التوحيد، و كثيراً لا يجدوا إلا هذا الحدث، طالب علم عنده شيء من العلم و إن لم يكن كثيراً، فيقدموه. فماذا يفعل هذا الحدث في مثل هذه الحالة؟! إن تقدم فاته خيراً كثيراً و صرفه هذا الأمر عن طلب العلم و التفرغ له، و إن لم يفعل ذلك ترك المكان ليأخذه أحد آخر من عامة الناس أو أحد المبتدعة، فإن هؤلاء لا يتورعون عن نشر الضلال بين المسلمين و عن الكلام بدون علم و نشر البدع أو الشركيات.. ففي هذه الحالة ربما يكون الأفضل للحدث أن لا يترك المكان لأهل البدع، خاصةً إن كان يعلم قدر نفسه و مقدار علمه فيقول فيما يعلم و يقول لما لا يعلم، الله أعلم. كما يربط الناس بعلمائهم و يستفيد من العلماء و يرجع اليهم في كلامه و أفعاله.
فلا أدري ما رأي الإخوة في مثل هذه الحالات؟
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#10
|
|||
|
|||
كلام الشيخ فركوس - حفظه الله ورعاه - ليس صحيحا على إطلاقه ؛ يوجد في تاريخنا الإسلامي - الحافل - علماء لهم مكانتهم العلمية العلية وقد ماتوا ولم يبلغوا سنّ الخمسين ؛ وأضرب مثلاً وحداً لإمام عرفه الكل الصغير و الكبير والجاهل و العالم ألا وهو الإمام النووي - رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى - ، فهل يقال : إنه ليس بشيخ بله عالم !!! ؟؟؟ - ومثله كثير - في تاريخنا الحافل ؛ وقد سمعت الشيخ الألباني - رحمه الله - في بعض أشرطته فيما معناه : أنه لما حج لأول مرة - وكان عمره 35 عاما - وعندما لقي الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله تعالى - قبل رأسه ويده ، وقال له : أنت العلامة محمد ناصر الدين الألباني ....
وعندنا في واقعنا المعاصر أمثلة كثيرة من شيوخ بلغوا منزلة رفيعة عالية في العلم ولم يبلغوا سنّ الخمسين ؛ وأظنّ أن الشيخ العلامة مشهور حسن سلمان لم يبلغ هذا السنّ بعد ، وإن بلغه فهو في هذه السنة أو التيى قبلها وكان قد ذاع صيته في كل مكان ؛ وكذا شيخنا العلامة المحدث علي بن حسن الحلبي أظنه أوائل هذا السنّ وكان من قبل ومن بعد في منزلة أهل العلم والفضل - شهد له بذلك كبار أهل العلم في عصرنا الحاضر - .... وأنا أظنّ أن كلمة الشيخ عبد السلام برجس - رحمه الله تعالى وغفر له - ؛ وكان رحمه الله مات ولم يبلغ سنّ 40 رحمه الله ؛ هي الصواب - لضبطها وعدم إطلاقها ..... |
|
|