أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
69583 | 88813 |
#1
|
|||
|
|||
إيقاظ لأصحاب الدورات الشرعية والدروس العلمية* /الشيخ فتحي الموصلي:
الشيخ فتحي الموصلي: * إيقاظ لأصحاب الدورات الشرعية والدروس العلمية*
القائم على العلم نشراً وترييةً وتعليماً يحتاج ان يعتني بامور ثلاثة : الأول : عرض العلم . والثاني : سمت العلم والامر الثالث : تأصيل العلم وعرض العلم يكون بضبط العبارة وتقريب المعنى وحسن المحاورة . وسمت العلم تكون بصفات العالم وأخلاق الداعية وحسن المدارسة والمعالجة . وتأصيل العلم يكون بتصوير المسألة وبيان الأدلة ورفع الخلاف ودفع المعارضة . فالتدريس ينبغي أن يقوم على هذه الأمور الثلاثة ... والتدريس سواء كان في المجالس العلمية أو في الدورات الشرعية أو من خلال المحاضرات الأكاديمية ينبغي أن يستند إلى : - اعتبار التخصص -وحسن اختيار المقرر - والتدرج من المجمل إلى المفصل - وترك العلم ينضج في الأذهان والواقع - وحل الإشكالات بحكمة وتأمل . - وعدم التعجل في البناء ، والتأهل قبل التصدر . - وربط قلوب الطلبة بالنية الخالصة لا بالشهادة العالية . - وانتقاء الطلبة الذين لهم مع العلم أدب وصبر . - وتعليم الطالب أن التلقي من الشيوخ مفتاح للكتب . - وتأصيل المتعلم بأصول الطلب وقواعد الفهم . فهذه عشرة كاملة لانجاح الدروس العلمية والدورات الشرعية بعيداً عن مجرد الحرص على حضور الحشود الجماهيرية أو تواجد الأدوات الإعلامية أو الكلام على الأرقام الحسابية ... * فالدورات السريعة، وشرح المتون في ساعات قليلة، ومنح التزكيات والشهادات لأصحاب الهمم الضعيفة، والتركيز كثيرا على الوسائل الحديثة ، والتعامل مع الكتب الكبيرة فقط باقتناء طبعاتها الحديثة ... كلها لا تصنع طالباً في العلم ولا تؤصل متعلماً في الفهم * ... وقد أصابت الفوضى في هذه الأيام بعض مجالات الدورات والدروس العلمية بسبب الابتعاد عن المنجية والتدرج في عرض المادة العلمية ، وعدم الاعتناء بأصول الفنون الشرعية، وعدم الدقة في اختيار الشيوخ من أهل الاختصاصات العلمية ... وهذا الخلل واقع في باب غداء القلوب والعقول . ومثله في زماننا واقع في غذاء الأبدان بما نراه من حال بعض المطاعم الجديدة والوجبات السريعة ووليمة الأنكحة الخفية الحديثة ؛ من غير منافع كثيرة ولا حصول البركة من اجتماع الأيدي على الأطعمة القليلة ، وإنما تعرض الجسم إلى سموم خطيرة وآفات غريبة . فإصلاح العقول والقلوب بالدروس المنهجية العلمية وإصلاح الأبدان ببركة الأطعمة الزكية ... ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ...
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ). قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»: «.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل». وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه رفقا أهل السنة ص (16) كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها |
|
|