أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
136464 | 89305 |
#1
|
|||
|
|||
( من السياسة ترك السياسة )
بسم الله الرحمن الرحيم [من الكلمات التي تُنقل عن الإمام محدِّث العصر محمَّد ناصر الدِّين الألباني -رحمهُ اللهُ- قولهُ: «إن من السِّياسَة تركُ السِّياسَة»، و] بعض النَّاس فسَّرها تفسيرًا سلبيًّا على ما يقولُه غير المسلمين: «دعْ ما لِقَيصر لِقيصر، وما لله لله»! هذا كلام غير صَحيح! الشَّيخ الألْبانِي كأنَّه يقول: من السِّياسَة الشرعيَّة تركُ السِّياسَة غير الشَّرعيَّة، والسِّياسَة الشرعيَّة في ظَرف المسلمين الحالي لا تأذنُ لهم -شرعًا، ولا واقعًا-؛ إلا بِالدَّعوة إلى الكِتاب والسُّنَّة، وحثِّ النَّاس عليهما، ودعوة النَّاس إليهما؛ اعتِمادًا على مثل قولِ الله -تَبارك وتعالى-: {إنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. بل الشَّيخ الألْبانِي كان يقولُ: «السَّعيد من وُعظ بغيره» -وهي أثر عن ابن مسعودٍ-رضيَ اللهُ عنهُ-. هذه كانت نظرة الشَّيخ الألباني: نظرة علميَّة شرعيَّة -من جهةٍ-، ونظرة واقعيَّة حاليَّة -مِن جهة أخرى-؛ وللأسف: قلَّ مَن يستطيع ضبطَ هاتَين النَّظرتَين ليخرجَ بنتيجة صَحيحة. [و] في «سنن التِّرمذي»: «أن النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأبا بكرٍ وعُمر كانوا يَسهَرون في معرفةِ أخبار، أو أحوالِ المسلمين» -أو كما في ذِهني مِن هذا الحديث في «سُنن التِّرمذي»- (في شُؤون المسلمين). [إنَّما يُستنكر] الغُلو والزِّيادة، والدُّخول فيما لا فائدة منه، ولا مصلحة راجحة! يعني: أنا أذكر لك مِثالَين: أنا أعلم -جيِّدًا- أن الشَّيخ الألبانِي كان يقرأ صحيفةً أسبوعيَّة يقرؤُها في كل يومِ صُدورِها؛ ليعرفَ أخبار الأسبوع. وأنا أعرف أن الشَّيخ الألْبانِي في ساعات راحتِه -مِن طعامٍ، أو شرابٍ- كان يفتح على نشراتِ الأخبار. هذه صفحة قد لا يعرفها كثير من النَّاس.. وأن الشَّيخ الألْبانِي يضع رأسه في الكِتاب، ولا ينتبه..!! هذا غير صَحيح! الشَّيخ الألْبانِي كان واقعُه العِلميُّ والدَّعوي والمنهجيُّ الذي انتهى إليه؛ بسببِ نظرتِه لفِقه الواقِعِ؛ لكنْ: بصورةٍ شرعيَّة؛ ليست بصورة صِبيانيَّة، ليست بصورة استِفزازيَّة، ليست بصورةٍ منقوصَة، ليست بصورةٍ ذات جانبٍ واحد -فقط-؛ وإنَّما بصورةٍ فيها نظرٌ من جميع الجوانب. [من كلامٍ لفضيلة الشيخ علي الحلبي-حفظه الله-مفرَّغًا- من برنامج: «محدث العصر»، على قناة الرحمة، الحلقة الأولى، بشيء من الحذف والزيادة -والتي جعلتها بين معقوفَين-]. |
#2
|
|||
|
|||
قال الإمامُ الألباني -رحمهُ اللهُ-:
«الذي أراهُ -واللهُ أعلم- أن السَّلفيِّين يجبُ أن يقومُوا بواجبِ الدَّعوة إلى الله؛ إلى كتاب اللهِ، وإلى سُنَّة رسول الله ، وعلى منهج سلفِنا الصَّالح. ولا ينبغي لهم أن يَنضمُّوا إلى أحزابٍ سياسيَّة؛ ذلك لأنَّ الأحزاب السِّياسيَّة حتى هذه السَّاعة -فيما اطَّلعنا وفيها عَلِمنا- لا يوجدُ فيها حزبٌ على وجهِ الأرضِ تهيَّأ ليكونَ حِزبًا إسلاميًّا -بمعنى الكلمةِ- سِياسيًّا على مقتضى المنهجِ الإسلاميِّ الصَّحيح. وبلا شكٍّ أن كلامي هذا صريحٌ في أنَّ العمل السِّياسيَّ ليس مُخالِفًا للشَّرع، بل السِّياسةُ مِن الشَّرع؛ فلا غرابةَ أن يكونَ هناك بعضُ المؤلَّفات التي تبحث هذا الموضوع، ألَّفها بعضُ أئمَّتنا السَّابقين، الذين بهم توجَّهنا، وعليهم تعلَّمنا هذا الإسلامَ الذي وصفناهُ بأنَّه مستقًى من الكتاب والسُّنَّة وعلى منهج السَّلف الصَّالح. أشيرُ -منها- إلى كتابِ شيخ الإسلامِ ابنِ تيميَّة -رحمهُ اللهُ- الذي سمَّاهُ بـ«السِّياسةِ الشَّرعيَّة». فلذلك -وأعني ما أقولُ-: إن السِّياسةَ مِن الشَّرع -لا شكَّ-؛ ولكن: مَن الذي يستطيعُ أن يَسُوسَ المسلمين؟! إذا تيسَّر له أن يكونَ حاكِمًا، تكون سُلطة الحُكم في يده؛ من الذي يستطيع أن يَسوسَ الأمَّة أو الشَّعب المسلمَ السياسةَ الشَّرعيَّة؟! لا شكَّ أنَّه يجبُ أن يتوفَّر فيه خصالٌ جمَّةٌ من أهمِّها: أن يكونَ عالِمًا بالكتاب والسُّنَّة. لذلك؛ لـمَّا لم نجِدْ -حتى اليوم- جماعةً تأسَّسوا وتحزَّبوا -أيضًا- على هذا المنهج الصحيح، ثم تهيَّؤوا للعمل السياسيِّ الصَّحيح: لا ننصحُ إخوانَنا السلفيِّين في أرضِ الله الواسعةِ في كلِّ بلدٍ إسلاميٍّ أن يعملوا عملًا سياسيًّا، ولو كان هذا العمل نابعًا من أنفسِهم فضلًا عن أن يكونوا في العمل تبعًا لغيرِهم. لا ننصحُ بهذا أبدًا؛ ذلك لأن العمل السِّياسيَّ يحتاج -في الحقيقةِ- إلى مقدِّماتٍ كثيرةٍ، واتِّخاذ أسبابٍ جمَّةٍ ليتمكَّن هؤلاء الذين تأسَّسوا وتربَّوا على هذا المنهج أن يقوموا بالسِّياسة الشَّرعيَّة. وفيما نعلمُ: كل الأجواء في البلادِ الإسلاميَّة -اليوم- لا يوجد فيها جماعةٌ -ولنقلْها لفظةً قُرآنيَّة: (أمَّة)- تكتَّلت وتجمَّعت على هذا المنهج الإسلاميِّ الصَّحيح، ولم يبق لديهم ما ينقُصهم مِن القيام بالواجبات الشَّرعيَّة إلا العمل السِّياسي؛ لا نعلم أنَّ طائفةً أو جماعةً أو أمَّةً توجدُ اليومَ على وجهِ الأرضِ لا ينقصُها إلا العمل السِّياسي. العمل السياسيُّ -في اعتِقادي- إنَّما يأتي بعد زمنٍ واستعداداتٍ جمَّة تقوم بها الطائفةُ المنصورةُ التي جاء ذِكرُها في الحديث المشهور المتواتِر عن الرَّسول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرين على الحقِّ، لا يضرُّهم مَن خالفهمْ حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ». ... لذلك؛ فالاشتغالُ بالعمل السياسيِّ قبل أن تصلَ الأمَّةُ أو الجماعةُ إلى مرحلةِ هذا العملِ السياسيِّ؛ ستكونُ عاقبةُ أمرِه أن تنهارَ الدَّعوةُ، وأن ترجعَ القهقرى. ورُبَّ أناسٍ لا يقتنعون بهذه النَّظريَّة مِن النَّاحية العِلميَّة؛ فحسبُهم أن يُلقوا نظرةً سريعةً في بعضِ البلادِ الإسلاميَّة التي وقعت فيها بعضُ الأعمالِ السياسيَّة؛ فكان عاقبة أمرهم أن لم يكنْ ذلك رُشدًا، ولم يكن توفيقًا؛ بل كانت عاقبةُ أمرِهم القهقرَى والرُّجوع إلى الوراءِ في الدَّعوةِ؛ فقد كانوا ماضِين في دعوتِهم كما يأمرُ الشَّرعُ، وإذا بهم -بسببِ النُّهوضِ المفاجئِ في العمل السياسيِّ- تكونُ عاقبةُ أمرِهم وعاقبةُ نهضتِهم أن رجعوا القَهقَرى. ولذلك؛ إن مِن بعضِ الحِكَم التي تُذكَرُ عن بعضِهم قولَهم: «مَن استعجلَ الشَّيءَ قبل أوانِه؛ ابتُلي بِحِرمانِه»، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ جدًّا قبل أن يكونَ أمرًا شرعيًّا». نقلًا مِن «سُؤالات الحلبيِّ لشَيخِه الألبانيِّ»، (ص197-201). |
#3
|
|||
|
|||
رحم الله شيخنا الألباني ...
وأعتقد أختي أن لكل أمر مأرب ..ولعل في موضوعك هذا إشارات وتلميحات : ) وأول ما يحضرني كلمة شيخنا أبا إسحاق الحويني الأولى بعد غياب طال في ظل الأحداث قال حفظه الله : قلبي منقبض ...قراءة بعض الناس قرءاة مستعجله .......فنسأل الله البصيرة ..وأن يرزقنا الحكمه في التعامل مع الأمور .... جزاك الله خيرا على النقل الطيب |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخيتي والله نسأل أن يقينا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
__________________
اعلـم هديت أن أفضل المنــــــن علم يزيل الشك عنك والدرن ويكشـف الحق لذي القلـــــــوب ويوصل العبد إلى المطلــوب فاحرص على فهمك للقواعــــــد جامعـة المسائل الشـــــوارد فترتقي في العلم خير مرتقـــــــا وتقتفـي سـبل الذي قد وفقا من منظومة القواعد الفقهية للعلامة ابن السُّعدي رحمه الله
|
|
|