أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
53940 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-24-2015, 09:11 AM
الباحث عن الحقيقة 2 الباحث عن الحقيقة 2 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: بسكرة. الجزائر
المشاركات: 178
افتراضي

بارك الله فيك. موضوع جد مهم.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-07-2016, 07:17 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


المعايدات المعاصرة ... كم أفقدتنا لذة المعايدة!!


أدركنا العيد والزيارات تملأ البيوت بهجة، والقلوب سرورا، والموائد تمد، والأحاديث الودية تمتد إلى منتصف الليل...

ثم تفرقت بنا الدروب وأصبحت التهاني بالعيد عبر الرسائل البريدية، وقد تتأخر ولا تصل إلا بعد انقضاء العيد واقتراب العيد الآخر...

ثم لجأ الناس إلى الاتصالات الهاتفية، ولكن مع تفرق الأقارب والأصدقاء بات ذلك مكلفا جدا...

وقد يلجأ بعض الناس إلى برامج البث الباشر ليوصلوا صوتهم إلى من يحبون عبر الحدود والبحار...

ثم تطورت الأجهزة فلجأ الكثيرون إلى الرسائل الهاتفية، يكتبون من خلالها إلى أهلهم وأصدقائهم...

وهناك من يرسل التهاني عبر الإيميل إلى كل من لديه إيميل له دفعة واحدة...

ثم تطورت الأمور وجاء الوتس اب فأصبح الوسيلة المفضلة، والطريق الأسهل للمعايدة...
وكان المعايدون يكتبون رسائل متنوعة حسب درجة القرابة أو الصحبة والمعرفة...

ثم صاروا يكتبون صيغة واحدة إلى كل الأسماء المسجلة لديم من أهل ومعارف...

وقد يضيق وقتهم وخلقهم عن إنشاء رسالة فيأخذون نصا وصل إليهم ويعيدون إرساله وكفى الله المؤمنين القتال...

وقد يكون في هذا النص اسم المرسل الأول...ولا بأس فهذا خطأ مطبعي...
والأمور محمولة على مقاصدها...

ثم تطورت الأمور فصرنا نلجأ إلى صورة أو لوحة جاهزة ونعمم إرسالها...

وإذا وجدنا دافعا فقد نتصل عبر الفايبر وإن كان الخط رديئا...

وقد نكتفي بظهور اسمنا عند المتصل به للدلالة على أننا قمنا بالواجب...

ماذا بقي لنا من العيد يا ترى؟
وأي طعم لرسائل موحدة ترسل إلى المئات؟

في هذا العيد عزمت أن أسجل أسماء من خصني برسالة باسمي، أو اتصل اتصالا قاصدا...
ولن أخبركم بالنتيجة
ربما دفعا للحسد أو الغبطة...
وربما دفعا للخجل...
وربما تسترا على العلاقات بين المسلمين...
وربما وربما وربما...

ولن أخبركم بجدول العيد
ولا بمن زرت أو زارني...
ولن أخبركم أننا صرنا نقنع أنفسنا بوصول رسالة أو صورة فذلك خير من لا شيء...

انقضى اليوم الأول وما زالت عيني على الهاتف...لعل فلانا ممن ربطت بيننا ذات يوم رابطة من علم أو تعليم أو عمل أو جوار..لعله يتصل أو يرسل صورة معايدة أو دعاء...
ولم يكن شيء من ذلك فقلت: ما زال في الوقت متسع وللعيد (بقية)...

ولكن يبدو أن هذه البقية لن تأتي...
وأن (صلة) ذلك الحديث انقطع بها الطريق في دروب الحياة الصعبة التي نحياها في غربتنا، أو اغترابنا، أو تغربنا....

ويا عيد كل عام وأنت بخير
وحسبك منا هذه الكلمات كل عام...
وإن غضبت فيمكنك ألا تأتي...
لأن إتيانك وعدمه أصبح لدى الكثرين سواء...
بل ربما كان مجيئك موقدا للأحزان، ومهيجا للآلام...

ولكن ما بالنا نلوم العيد ونحن العادون؟
نأسف يا عيد
وكل سنة وأنت طيب...

عبدالحكيم الأنيس

( العنوان مني)
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-06-2016, 06:31 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي



قاتل أوقاتنا، وناحر أبنائنا!


وليد بن عبده الوصابي

جلستُ مع أطفال صغار، متحدِّثًا لهم وإليهم..

ثم ختمت المجلس قائلًا: أخبروا أهاليكم بما سمعتم؟

قال لي صغير: أستاذ، أمي وأبي مشغولان!

قلت له: طوال الوقت مشغولان؟!

قال لي: نعم، وأشار إلى يده يحرِّكها؛ يعني: مشغولَيْن بالجوَّال!

فحزنت وأسيتُ، وبكى قلبي قبلَ عيني!



وقلت: أمَّتي إلى أين؟ وفي أيِّ وادٍ تسير؟ فإلى أين المصير؟!

لقد نجح الغرب في غزونا فكريًّا وإعلاميًّا وأخلاقيًّا! إننا نعيش على فُتات زبالاتهم النَّتنةِ، ولا يرضونها عيشةً لأنفسهم!

لا تقل لي: هناك علمٌ ومنافع في الجوال.



أقول لك: أيعقلُ أن الإنسان (المؤنتر، والمفسبك، والمتوتر، والموتسب ووو) يقضي وقتَه كلَّه في قراءة العلم أو سماعه؟!



لا، وألف لا، لا يكون ولا يعقلُ، ولكن عسى أن يكون - وأنا رجل فؤول! - بل أكاد أجزم أن الكثير الأكثرَ يقضون أوقاتَهم في القيل والقال، وربما بعض المحرمات؛ كالأغاني والموسيقا ونحوهما! وربما البعض - والعياذ بالله - يقضي وقتَه مع أفلام ساقطةٍ، ومسلسلات هابطة!



فيا لله! أيُّ جيلٍ سيخرج من هذا الزخمِ الهائل الآيل!

ربَّاه رحماك بنا وبأبنائنا وبناتنا وصغارنا ومجتمعنا أجمعَ.

فإن هذه القطعةَ الصغيرة قد أفسدت علينا وعلى الناس معايشَهم، فالتمسوا لي حياةً ليس فيها!

والله لقد غيَّرت حالنا، وحرَّفَت مسارنا، وأبعدتنا عن ربنا!

هجَرْنا القرآن، ولم نعد نقرأ إلا قليلًا بل أقل من القليلِ، بل ربما هجرناه بالكلية!

وذلك لأن حبَّ القرآن وحبَّ الغناء ونحوهما لا يجتمعان في قلب أبدًا:

حبُّ الكتاب وحبُّ ألحان الغِنا ♦♦♦ في جوفِ عبدٍ ليس يجتمعانِ



تجرَّأت البنت، وراسلت، وواصلت، ومازحت، وسهرت مع شباب لاهثٍ! ثم أسألكم بالله قل لي ما يكونُ؟

لا تتهموني، بأني تشاؤميٌّ، وأني سيِّئ الظن بالآخرين؛ لا ورب البنيَّة وأنتم تعلمون ماذا تحت الكواليس!

الأمر خطير جدُّ خطير، لِنتدارَكْه قبل السقوط في الوحَلْ!

ما رأيكم بمن ترسلُ صورَها لصديق عبر هذه القطعة القاتلة!

لا، بل ترسلُ نفسَها وهي في وضع مزرٍ فاضح؟ فهمتم؟!

آهٍ! لم أكن أظن أني أدركُ هذا الزمن الخائب اللَّاهب!



• اتصلتْ عليَّ فتاة تبكي، والله تبكي وتنتحب، بل تقول: إنها عزَمَت على الانتحار!

• خيرًا ما شأنك؟

• قالت: ضيَّعت حياتي، ودمَّرت مستقبلي!

• قلت: خيرًا، ما الأمر؟

• قالت: تعرفت على شابٍّ عن طريق الجوال الخائن، وصار بيننا حب وعشق وتعلُّق، حتى أعطيتُه صوري!



والآن، يُهدِّدني بنشر الصور إن لم أخرج معه!

يا لَلفاجعة!

يا لَلكارثة!

يا لَلجاثمة!

أختاه، أتنتظرين الدور ليأتي إليك وعليكِ؟ أم أنك حصيفةٌ تعتبرين بغيرك؟

و(العاقل مَن اتَّعظ بغيره)

أخي أختي، لنضبط أنفسَنا في تعاملنا مع جوَّالاتنا وأجهزتنا الإلكترونية، ولنحاسب أنفسَنا ونراقبها، ونحذر أن نجعلَ له أكثرَ أوقاتنا وأجملها؛ فإنه لصٌّ ومخاتل!



تالله إنا لنسألُ عن كل دقيقة، وعن كلِّ لحظة مضتْ من أعمارنا، ألم نقرأ قولَ رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع: عن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن عمره فيمَ أفناه...)) الحديث.



ما جوابُنا بين يدي خالقِنا يوم العرض الأكبر، فلا كذبَ ولا تدليس ولا مراوغةَ ولا احتيال ولا تلبيس، بل ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].



ما هو قولُك؟

ألا نشعرُ بالحرج والخيبة، حين أن يكون جوابنا: ربَّاه قضينا أوقاتنا مع الجوال في الليل والنهار..

ربَّاه قضينا أوقاتنا في النظر إلى الأفلام الخليعةِ الساقطة الهابطة..

ربَّاه نظرتُ إلى النساء بل وإلى عوراتهن..

ربَّاه نظرت إلى الرجال بل إلى عوراتهم!

ربَّاه ربَّاه ربَّاه!



كيف موقفُك، حين يقول لك الله مقرِّرًا:

أغرَّك حلمي عنك يا عبدي؟! أغرَّك أن سترتُ عليك في الدنيا؟!

لا تقل: سأتوب، وأنت لازلتَ مصرًّا على الذنوب، بل إن كنت صادقًا فعودة حقيقية، وتوبة نصوح، وحزمٌ وعزم، وأبشِر بالفلاح والنجاح والانشراح.



أخي أختي: من الآن، عرفتَ فالزم، وإلا فإن الأمرَ شديد، بل يقال لك: ﴿ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]!



إنها فضيحةٌ وعار، وذلٌّ ومهانة وخزي وشنارٌ ونار، وغضبٌ للجبَّار! هل نحتملُ كلَّ هذا؟ لا وربي ولا أقلَّ منه، ولكنها المكابرة! فلا نغالط أنفسنا، ولْنعُدْ إلى ربنا، وننسَ الماضي أيًّا كان ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 53]، بشرط عدم العودة إلى الذنب، والندم عليه، والإقلاعِ عنه، وإرجاعِ مظالم الناس!

ربِّ هذا بلاغي للناس؛ لتكون حجتي بين يديك.



ربِّ اشهد وأنت خير الشاهدين

هذا بلاغٌ لكم والبعثُ موعدُنا ♦♦♦ وعند ذي العرشِ يدري الناس ما الخبرُ
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-06-2016, 03:41 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

. ما عرفت طريقي إلا بعد هجري لمواقع التواصل بخاصة الفيسبوك!!
إنها وسائل إلهاء و إبعاد عن الله و عن طلب العلم و عن الأسرة..
و صدق من سماها وسائل التقاطع الاجتماعي،
إذ كيف تقطع من عندك و معك و تتواصل نع الأبعد"؟؟
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-02-2016, 05:41 PM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


الله المستعان،
ووسائل الرفاهية والإلهاء تتجدد كل فترة لابسة ثوب مزخرف!
أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن!
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-02-2016, 06:04 PM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي مشاهدة المشاركة
[size="5"][color="blue"][center]
المعايدات المعاصرة ...
وكان المعايدون يكتبون رسائل متنوعة حسب درجة القرابة أو الصحبة والمعرفة...

ثم صاروا يكتبون صيغة واحدة إلى كل الأسماء المسجلة لديم من أهل ومعارف...


عبدالحكيم الأنيس

( العنوان مني)


جزاكم الله خيرا. موضوع مهم وكأن كاتبه يتكلم بلساني.
في الحقيقة انا اعتبر هذه التهاني التي تأتي 'بالكمشة' اعتبرها شتيمة لا تهنئة لأن مرسلها أرسلها للخلاص من كل من يعرفه دفعة واحدة. لهذا لا ارد عليها ابدا.

__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-13-2017, 07:43 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


لكي لا تنقلب برامج التواصل إلى أدوات للتقاطع!!

الدكتور محمد عياش الكبيسي

إذا كان السفر في السابق يسفر عن أخلاق الرجال، فبرامج التواصل الإلكتروني هي التي تسفر اليوم عن هذه الأخلاق أكثر من السفر وغير السفر! بهذه الكلمات عبّر أحد الأصدقاء الأفاضل وهو من أصحاب المجالس العامرة والمقصودة عن شكواه ومعاناته من برامج التواصل، يقول: إن كثيرا من وقته يذهب في مسح الرسائل وتنظيف هاتفه المحمول من مئات الصور والتسجيلات التي تنهال عليه كل يوم. تفاعل الناس معه كان لافتا وكأنه لامس جرحا مختزنا، قال أحدهم: بعث إلينا أحد الأصدقاء أكثر من ثلاثين رسالة جملة واحدة، فقام صديق ثانٍ فأرسل أكثر من أربعين رسالة، وكأنّهما في مباراة، ويقول: أنا أشك أن أي واحد منهما قد قرأ هذه الرسائل خاصة أن فيها أشياء لا تليق! أكّد صاحب المجلس هذا وقال: تصوّر أنه يأتينا فيديو رقص من أحد روّاد حلقة القرآن عندنا، وحينما عاتبناه اعتذر وقال: «السموحة يا ربع أني أرسلتها قبل أن أفتحها»! وهكذا انفتح موضوع ساخن والكل يدلي بدلوه ويفرغ ما بصدره.
أعجبني سؤال نبيه طرحه أحد الأصدقاء الأعزاء قال: هل شعوب العالم هكذا لديهم الفراغ الكافي كما هو عندنا نحن العرب؟ كأنه يشير إلى أن هذا مجرّد عرض للمرض، وليس هو المرض بحدّ ذاته، فالوقت الذي هو العمر وهو الحياة ليس له قيمة عندنا، وهذا أصل العلّة وأساس الداء، تذكرت عندها قصة لطيفة حكاها لي أخي الدكتور محمد المصلح قال: تأخّر أحد الإخوة العرب عن موعده لنصف ساعة فأنّبه صاحبه الغربي تأنيبا شديدا، فحاول في المرة الثانية أن يبكّر فجاء قبل نصف ساعة، فأنّبه صاحبه أيضا، وقال له: هذه مثل تلك، أمس أضعتَ نصف ساعة من وقتنا، واليوم أضعتَ نصف ساعة من وقتك!
نعم إنها ظاهرة مكررة ويشكو منها غير واحد خاصة ممن ابتلي ببلاء الشهرة، فأنت تجد نفسك يوميّا أو بين يوم وآخر في مجموعة أو «جروب» جديد، منهم الأصحاب ومنهم الأغراب، لا تدري من أسّسها ومن أدخلك فيها أو ضمّك إليها؟ ثم لا يكتفون بذلك بل يتبرعون بالتعريف، أو بطلب التعريف، ويكتبون لك: «عذرا لأن الكثير من المجموعة لا يعرفون من صاحب هذا الرقم»، ولأنك متأكّد من النوايا الطيّبة والعفويّة فإنك تشعر بالحرج إن انسحبت أو اعتذرت، ثم لمّا عمّت البلوى خفّ عندي بعض هذا الحرج، فجربت الانسحاب مرة ثم أخرى، فأعادني مشرفها أو مؤسسها لها أو لمثيلاتها أكثر من عشرين مرّة!
في البرامج الأوسع ترى عجبا أكبر، فهناك طلبات واقتراحات وسؤالات «على الخاص» لا حصر لها، تهبط عليك كالمطر، وكل واحد منهم يظنّ أنك مفرّغ له، والغريب أن بعضهم يكتب برموز وأسماء وهمية، ثم يعتب عليك لأنك لم تتجاوب معه، وأنت لا تعرف من صاحب هذا الحساب أصلا!
أما الصفحات المفتوحة وما فيها من انتهاك للمحرّمات والحرمات خاصة من أصحاب «الأقنعة الإلكترونية» فحدّث ولا حرج، إضافة إلى الإشاعات والدعايات والأحاديث الموضوعة والفتاوى المقلوبة التي ليس لها سند ولا مصدر.;
إذا أردنا أن نطوّق هذه الظاهرة ونعالجها أو نخفف من آثارها فيمكن تقسيمها أولا إلى دائرتين:
الأولى: المعلومات غير الموثّقة، فكم الأحاديث والروايات والفتاوى والتقارير والإحصاءات التي تهبط علينا يوميا من غير مصدر لا حصر لها، وبعض الأصدقاء يظن أنه حينما يذيّل منشوره بكلمة «منقول» فقد أبرأ الذمة، وهذا غير صحيح، فإن كنت تعلم المصدر فاذكره، وإلا فلا تسند إلى مجهول، لأن هذا ليس بسند، وقد ساعد في انتشار هذه الظاهرة أن بعض العلماء والمفكرين يكتب لمجموعته مثلا دون ذكر اسمه لأنه معروف عندهم، ولكن نسخه ثم نشره في مواقع أخرى سيكون من غير اسم، ومن ثمّ فإني أقترح على كل من يكتب مقالة أورأيا أوتعليقا مهما أن يذيّل منشوره باسمه الصريح ليسهل الرجوع إليه والتوثّق منه، والتواضع في هذا الباب مفسدة ظاهرة، أما النقل عن الأعلام من غير سند أو مصدر فهذه يجب أن ترفض جملة واحدة، وأذكر بهذا الصدد أنه انتشرت منذ أشهر فتوى للشيخ ابن عثيمين -عليه رحمة الله-، وقد استغربت منها، فلما رجعت إلى كتبه رأيت الفتوى معكوسة تماما، أما إذا وصل الأمر إلى الأحاديث النبويّة الشريفة فينبغي أن يعلم المسلم أنه يرتكب اثما كبيرا حينما ينشر حديثا موضوعا، ولا عذر للجهل في هذا على الإطلاق.
الثانية: انتهاك الخصوصيّات والآداب العامة، وله صور كثيرة وشائعة، وإذا كانت الدائرة الأولى قد أسفرت عن مستوى الجهل والإهمال والفوضى الفكرية والعلمية، فإن هذه الدائرة قد كشفت عن مستوى الأخلاق والتديّن العملي لدى كثير من الناس، فترى بعضهم إذا تستّر باسم مستعار أباح لنفسه الكذب والبهتان والطعن بالأعراض، وما درى هذا المسكين أن اسمه المستعار قد يستره عن الناس ولكن بكل تأكيد لن يستره عن الله، والأسوأ من هذا أنك ترى صفحته مليئة بالآيات والأحاديث والمواعظ، وكأنه كان يتقرّب إلى الله بتلك الأخلاق السيئة والألفاظ البذيئة!
على مستوى أخف بكثير لكنه لا يليق أيضا ما تجده في بعض المجموعات الخاصّة والمحدودة، وهؤلاء يفترض أن بعضهم يعرف بعضا، فتجد مثلا منشورا لأحد الفضلاء أو كبار السن عن موضوع جاد، فتجد المنشور الثاني عبارة عن نكتة، وأقبح من هذا أن تأتي هذه النكتة أو الطرفة المضحكة بعد خبر وفاة! وقد رأيت هذا في أكثر من مجموعة، والظاهر أنا أخانا ينشر ما يقع بيده دون أن يقرأ المنشورات السابقة.
هناك أيضا حالات من الإزعاج والإثقال بكثرة المنشورات التي لا معنى لها ولا لتكرارها، وهي ليست سوى نوع من «الثرثرة»، وأذكر أن أحد الأصدقاء عاتبني لأنه وجّه لي سؤالا شرعيا فلم أجبه، وحينما رجعت إلى المجموعة وجدت سؤاله قد غاص في موج من الصور والتسجيلات، وهذه مفسدة أخرى تقتل روح التواصل المطلوب، فمن حق السائل أن يتلقى الجواب، وتضييع سؤاله بهذه الطريقة ومن غير ضرورة ليست من أخلاق المسلم مع أخيه.
إن برامج التواصل هذه لا شك أنها من أفضل ما أنتجه العقل البشري لتقريب المسافات وتوثيق العلاقات، وهي نعمة كبيرة إذا أحسنا استعمالها، والشكر أن لا نستعين بنعم الله على معاصيه.
صحيفة العرب
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-13-2016, 05:42 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


هـوس العالم الجديد

فهد عامر الأحمدي

كل ابتكار جديد يغير معه حياة الناس والمجتمعات إلى الأبد.. قبل اختراع السيارة كانت شوارعنا ضيقة مصممة للمشاة، ومدننا صغيرة مصممة لقطعها على الأقدام.. السيارة تسببت في ظهور الشوارع العريضة والمـدن العملاقة والتسبب بحالات تلوث وازدحام غير مسبوقة..

.. ويمكنك قول الشيء نفسه عن الكهرباء والإنترنت والقنوات الفضائية والطائرات التجارية التي غيرت سلوكنا وطبيعة مجتمعـاتنا إلى الأبد..

وفي اعتقادي أن الهاتف الجوال هو آخر التقنيات التي أثرت في حياتنا وثقافتنا وسلوكنا الاجتماعي.. أصبـنا (مثل كافة المجتمعات) بهوس الجوال وتحوله إلى إدمان يستقطع أوقاتاً ثمينة من حياتنا وحياة أبنائنا..

هناك صورة مشهورة ــ على الواتسآب ــ يظهر فيها صـف كامل من وزرائنا الأعزاء وقـد فتح كل منهم جواله ينظر إلـيه..

ومن الصور العالقة في ذهني (ورأيتها في دول كثيرة حول العالم) أم برازيلية مع ثلاثة أطفال تنظر للجوال وأطفالها للآيباد..

وعائلة سعودية في أحد مطاعم دبي ينظر كل منهم لجواله دون أن ينطق بكلمة (ولا أعلم لماذا نسافر طالما نراها أكثر من غيرها)..

وشابة صينية بثياب الزفاف تنظر لجوالها في حديقة في شنغاهاي ريثما ينتهي عريسها من ترتيب المواقع مع المصورين..

وملصق في سانت بطرسبورج لزوجين روسيين ينظر كل منهما لهاتفه الجوال كتبت تحتها: "بعد أن كانت .... تجمعنا أصبح التلفون يفرقنا"..

وصورة لم أرها، ولكن يمكنني تخيلها لزوجين شابين يستلقيان على سرير الزوجية وقد حمل كل منهما جواله لمتابعة آخر المستجدات قبل النوم..

... في فبراير الماضي كنت في جزيرة بالي التي عـدت لزيارتها مجدداً بعد ثماني سنوات.. في المرة الأولى كان أصحاب المحلات الصغيرة يتهافتون لإغرائي بشراء أي شيء منهم.. أما في المرة الثانية فتغيرت الأحوال ولم أعد أثير اهتمام أحد كون معظم البائعين (خصوصاً الجيل الجديد) كانوا مشغولين بجوالاتهم عن تصيد السياح..

وحين زرت سنغافورة في يونيو الماضي شاهدت حالة إدمان متقدمة بين المراهقين بالـذات. فـفي الشوارع والأسواق والقطارات والباصات لا يكاد أحدهم يرفع رأسه عن هاتفه الجوال.. رأيت ثلاثة أصدقاء يدخلون ويخرجون من المترو دون أن ينظروا لبعضهم أو يتوقفوا عن كتابة رسائل الدردشة (بسرعة ثلاث مقالات في الساعة الأمر الذي جـعلني أحسدهم على هذه الموهبة)..

وبطبعة الحال؛ لست بدعاً من القوم.. فأنا شخصياً لا أخرج من منزلي قبل التأكد من حمل هاتفي الجوال.. وبمجرد ركوبي السيارة أفتحه لأشاهد ما استجد في آخر خمس دقائق.. وحين أصل لأول إشارة أشاهد من حولي ينظرون أيضاً في جوالاتهم.. وحين أصل لـدوار السلام أشاهد رجل المرور ينظر لجواله غير عابئ بالازدحام حوله.. وحين أصل لمنزل والدتي أجد حولها شخصين أو ثلاثة "يبحلقون" في ذات الجهاز!!

... أدرك تماماً أن الجـوال أصبح ضرورة (ونافذة على العالم) تخرجنا من دائرة الملل.. ولكن حفاظاً على أوقاتنا الجميلة أتمنى منكم التقيد بأربعة بروتوكولات تحافظ على أوقاتكم وتحميكم من إدمان الجوال:

ــ الأول: عاهد نفسك على عدم النظر إليه حين تتواجد بين أفراد عائلتك (ووالديك على وجة الخصوص) واجعله دائماً في غرفة غير التي تجتمعون فيها..

ــ والثاني: ضعـه على "الصامت" ولا تخرجه من جيبك حين تكون في اجتماع أو دعـوة مهمة..

ــ والثالث: اتفق مع أبنائك على البروتوكول الأول، ونبههـم للبروتوكول الثـاني..

ــ والرابع: حين تحتاج جوالك فعلاً (أو يأتـيك اتصال أو رسالة مهمة) افعل مثلي واستأذن الحاضرين "بعـد إذنكم أرد على هالرسالة"..

... فأنت مثل كل العالم أصبحت مدمنا على الجوال؛ وشفاء الإدمان يحتاج لوقت ويتم على مراحل .!
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-30-2016, 05:46 AM
أبو معاوية البيروتي أبو معاوية البيروتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 7,435
افتراضي


*اجتمــــــاع عــــــائلــــــي*

مقال جميل وواقعي
في بعض الأحيان …الندرة تجمع، والكثرة تفرّق …
في زمن فائت كانت العائلة تسكن في غرفة واحدة ، تجلس على مائدة واحدة ، تشاهد تلفزيوناً واحداً ، لتتابع مسلسل السهرة الواحد ، تطلق ضحكة واحدة ،
كما في البيت تلفون واحد ، تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد، كانت الملامح مكشوفة للجميع ، وصفحات الوجوه مقروءة بفواصلها ونقاطها بفقرات الفرح وهوامش الحزن..
كانت القلوب قريبة ومتراصة مثل قلادة التّين المجفّف..
الآن الوضع اختلف،البيت عبارة عن مطار …الجميع يدخلون من نفس البوابة لكن كل يتوجه إلى “راحته” و”رحلته” ، صالة الجلوس شبه فارغة .. كل فرد في غرفة منفصلة ينتظر إقلاع يومه المليء بالعزلة ،طعام الغداء مثل تذاكر “المترو” أوقات متقاربة لكن ليست موحدة كي لا يحدث تصادم بالأطباق ، الشاشة صارت شاشات..ومسلسل السهرة لا يقبل القسمة على أحد ، ما يضحكك لم يعد يضحك غيرك..

كلٌّ يمسك بهاتفه يفرغ حواسه جميعها فيه.. وبالضرورة لا تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد..الملامح مغلقة،

الاطمئنان عن الأخ صارت بالتأكد خلال آخر ظهور على “الواتساب” ، وبر الوالدين تقتصر على “الحالة” أو “البيج كوفر” ،التعبير عن الفرح مجرد “لايك”، والقيام بواجب العزاء صار من خلال “شير وكومنت” على الفيسبوك، ولقاء الأسرة اليومي من خلال “جروب”مغلق…


كلما قررت شركة الاتصالات بزيادة “الجيجا بايت” للمشتركين،وضعت يدي على قلبي خوفاً من انخفاض “اللقاء البيتي” للمشتركين..وكلما قوي بث شبكة الواي فاي ..كلما ضعف بث شبكة “العاطفة” وأصبحت العلاقات الحميمة باي باي.. أخشى إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، من انعزالية طوعية للناس ،

أخشى أن يصبح اللقاء العائلي مثل اجتماع الهيئة العمومية للشركات المساهمة يعلن عنه في الصحف اليومية .

حيث يعقد مرة واحدة في السنة..يتلى فيها ما جرى من أحداث خلال العام…ثم ينتخب رب أسرة جديد في حال العجز او المرض او الوفاة أو يجدد للسابق بالأغلبية….

*أغلقوا هواتفكم* ..
*ضعوها في حقائبكم*…
*والتقوا بأرواحكم لا بأجسادكم* …
*فبطارية العمر توشك على النفاد..*

منقول
__________________
.

((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :

https://telegram.me/Kunnash
.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-30-2016, 08:01 AM
الباحث عن الحقيقة 2 الباحث عن الحقيقة 2 غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: بسكرة. الجزائر
المشاركات: 178
افتراضي

تسجيل متابعة.
جزاك الله خيرا شيخنا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.