أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
9985 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-27-2009, 04:12 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي البطــــانة صالحـــــة 2

البطــــانة صالحـــــة

2.

أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها –.

ولنا في أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها – قدوة صالحـــــــة وأسوة حسنة ومثال رائعٌ للبطانة الصالحة، والزوجة الصابرة الودود الولود، والأم الحنون.

نسبها - رضي الله عنها - : هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشية الأسدية.

أمها : فاطمة بنت زائدة * بن الأصمّ بن رواحة بن حجر بن عبد بن مَعيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
* " بنت زائدة " : كذا في رواية الطبري، وفي سائر الأصول : " بنت زائد ".

وأم أمها : هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن مُنـْفِـذ بن عمرو بن مَعيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.

كنيتها : أم القاسم .

لقبها : كانت تدعى في الجاهلية : " بالطاهرة " لعفتها ونقاء سيرتها .

1. فازت بقدم السبق إلى الإسلام، فكانت أول من آمن بالله تبارك وتعالى من النساء والرجال، منذ اللحظة الأولى لانبثاق نور الإسلام، صدّقت زوجها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وآمنت بدعوته، واستجابت لرسالته، ونصرته، وآزرته، وأيدته ماديًا ومعنويا، وهوّنت عليه ما كان يلقاه من قومه.

فعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : (إن أول ما بدئ به رسول الله – صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه، وهو التعبّد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة - رضي الله عنها – فيتزوّد لمثلها حتى جاءه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال : (إقرأ، قال : ما انا بقارئ، قال : فأخذني فغطّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : {إقرأ ، قال : ما أنا بقارئ، قال : فأخذني فغطّني الثالثة ثم أرسلني فقال: {إقرأ بسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم} [سورة العلق: 1 – 3].
فرجع بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد " - رضي الله عنها – فقال زمّـلوني زمّـلوني، فزمّـلوه حتى ذهب عنه الروْع، فقال لخديجة وقد أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي ؟ فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به وَرَقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عمّ خديجة، وكان امرئ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عَمِي، فقالت له خديجة : يا ابن العم ! اسمع من ابن أخيك ؟ فقال ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله – صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى.
فقال له ورقة : "هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا ليتني فيه جذع، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك". فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أوَمُخْرِجِيَّ هم ؟) قال : "نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرا) انظر : [صحيح البخاري . باب بدء الوحي ، جـ 1 ص 3 – 4].

2. كانت أعظم سند لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - بعد الله - تبارك وتعالى - في بدء نبوته : وفــّرَت له أسباب الراحة والهدوء النفسي في خلواته قبل الوحي، واستمعت له حين أخبرها عن هوْل ما رأى، فهدأت من روعه – صلى الله عليه وسلم - وطمأنته، وذكرت له من صفاته الجليلة، وسجاياه الحسنة، ما يثبـّـته، ويهوّن عليه شدّته، ويزيل عنه وحشته، ليقينها - رضي الله عنها - وذكرته بأن من كان متصفًا بصفات الخير والكمال هذه، لن يُخزيه الله - تعالى - أبدًا في الدنيا والاخرة.
قال ابن إسحاق - رحمه الله تعالى – عنها : [... وكانت خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها – امرأة حازمة، شريفة، لبيبة، مع ما أراد الله – تعالى - بها من كرامته ... فقد كانت من أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، فقد كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال. كانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم * إياه، بشيئ تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها، إلى الشام تاجـــــرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار...] السيرة النبوية لابن هشام : (1/ 187– 189).

* تُضارِبُهُم : تقرضهم، والمضاربة : المقارضة.

3. وهي ممن كمل من النساء ومن أفضلهن وخيرهن : فعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية زوجة فرعون , ومريم بنت عمران).

في رواية بإسناد صحيح : ( وخديجة بنت خويلد، وإن فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) (متفق عليه). [مختصر مسلم 1667].
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (حسبك من نساء العالمين , مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون) [صحيح الجامع 313].

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون) [صحيح الجامع 1135].

وعن عبدالله بن جعفر - رضي الله عنه – قال : سمعت عليا - رضي الله عنه – بالكوفة يقول : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد) قال أبو كريب : وأشار وكيع إلى السماء والأرض. [مختصر مسلم 1670].

4. رزقه الله - تعالى - منها الذرية : ولدت له : القاسم، وعبدالله، وهو "الطيّب، والطاهر"، قيل أنه لُـقّبَ بذلك لأنها ولدته في الإسلام. وقيل أن ابنيه كلاهما وُلدا وماتا في الجاهلية قبل الإسلام ، - والله – تعالى - أعلم -.
وولدت له أربعا من البنات وهنّ : زينب، وأم كلثوم، ورقيّة، وفاطمة - رضي الله عنهن – أسلمن كلهن، وهاجرن مع النبي – صلى الله عليه وسلم -.

5 و6. حازت على حسن العشرة في حياتها، ونالت حسن العهد، وطيب الذكرى بعد وفـاتها : فعن عائشة -رضي الله عنها - قالت : (ما غرت على أحد من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجه - رضي الله عنها -، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثمَ يقطعها أعضاء، ثمَ يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له، كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلاّ خديجـة ؟، فيقول : إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد) (متفق عليه).
وفي رواية أخرى لها - رضي الله عنها - قالت : "فأغضبته يومًا فقلت : خديجة ؟" فقال : (إني رزقت حبها) [مختصر صحيح مسلم 1672 ].

وعنها أيضا - رضي الله عنها - قالت : (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فعرف استأذان خديجة، فارتاح لذلك ، فقال : " اللهم هالة بنت خويلد "، فغرت. فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها) [مختصر مسلم 1674].

قال شيخنا الألباني يرحمه الله - تعالى - في التعليق على الحديث : زاد أحمد في رواية : (قالت : فتمعـّر وجهه تمعـّـرًا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي، أو عند المخيلة، حتى ينظر أرحمة أم عذاب) وإسناده على شرط مسلم.

وفي رواية أخرى له قال : (ما أبدلني الله - عز وجل خيرًا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزفني الله - عز وجل - منها ولدها إذ حرمني أولاد النساء).
وفي رواية أخرى له وللطبراني ذكرها الحافظ في الفتح (7/ 107) من طريق نجيح عنها - رضي الله عنها - بلفظ : (فغضب حتى قلت : والذي بعثك بالحق لا أذكرها بعد هذا إلا بخير) انتهى . انظر : [مختصر صحيح مسلم صفحة : 445- الحاشية -].

7. وهي من المبشرات بالجنة : سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن أم المؤمنين " السيدة خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها – ، لأنها ماتت قبل الفرائض ، وأحكام القرآن ؟ فقال أبصرتها على نهر في الجنة ، في بيت من قصب ، لا صخب فيه ، ولا نصب قال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : " إسناده حسن ، ولبعضه شواهد في الصحيح " . والله أعلم . [ انظر صحيح السيرة النبوية بقلمه رحمه الله تعالى ص 94 ] .
وعن عبدالله بن أبي أوفى ، وعن عائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( بشروا خديجة ببيت في الجنة من قصب , لا صخب فيه ولا نصب ) متفق عليه .
من قصب : أي ما استطال من الجوهر وبه تجويف. انظر : مختصر صحيح مسلم حديث رقم (1671 ص 444).

8. خصّها الله - تبارك وتعالى - بالسلام من عنده - سبحانه ، وبالسلام من جبريل - عليه الصلاة والسلام - ، وهذه خاصية لم تعرف لامرأة سواها : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أتى جبريل النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : ( يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب , فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني , وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ) مختصر صحيح مسلم 1671 .

9. رزق الله - تبارك وتعالى - رسوله – صلى الله عليه وسلم - حبها : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما غرت على نساء النبي – صلى الله عليه وسلم - إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت : وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح الشاة يقــــــول : (أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة). قالت : فأغضبته يومًا فقلت : خديجة ؟ فقال : (إني قد رزقت حبها ) [مختصر صحيح مسلم 1672].

هنيئا لأمنا أم المؤمنين السيدة خديجـــة - رضي الله عنها – هذه المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة عند الله - تبارك وتعالى -، وعند رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وليكن لنا فيها أسوة حسنة، فإنها مثال البطانة الصالحة، الصادقة، الناصحة، والزوجة المواتية، المواسية.

ماتت - رضي الله عنها – وجعل الفردوس الأعلى مأواها، قبل الهجرة بثلاث سنين، عن خمس وستين عاما.

أسال الله تعالى العظيم رب العرش العظيم، أن يجمعنا بها في أعلى عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

أختــــــــــاه ! يا من امتنّ الله – تعالى – عليك فأعزك وأكرمك بالإسلام.

ما أجمل أن تقتدي بأمهات المؤمنين الطاهرات، وبالصحابيات الصالحات - رضوان الله عليهن -.

فهلاّ كنت أيتها الغاليـــــة، الزوجة الحانيـــــة، والأمينة الناصحـــــة، والبطانــــــة الصالحـــــة للصاحب بالجنب وأنت تشاطرينـــــــه أعبــــــاء الحيـــــاة، وقاك الله - تعالى – وأهل بيتك بطانة السوء، وحماكم المولى من كل سوء.


وكتبته أم عبدالله نجلاء الصالح

يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-17-2014, 05:27 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي البطــــانة الصالحـــــة : أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها – 3.

البطــــانة الصالحـــــة.

3.

أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها –

أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها – زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هند القرشية المخزومية التي جمعت بفضل من الله – تعالى - عليها : الجمال، وسداد الرأي، ونشأت في بيت جود وكرم، وشرف نسب.

أبوها : أبو أمية حذيفة، وقيل : سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

أسلم أبو امية بن المغيرة - رضي الله عنه - قبل فتح مكة، انظر : [السيرة النبوية لإبن هشام 1/ 298 – الحاشية].

وقد كان - رضي الله عنه - ذا رأي سديد وحكمة في قريش، وكان أسنهم، ومن أجواد العرب المشهورين بالكرم، فقد كان يُعرف " بزاد الركب "، إذا سافر لم يكن أحد من رفقته يحمل زادًا ولا يوقد نارا، لأنه كان يكفيهم حمل الزاد.

وعندما رفعوا بنيان الكعبة، واختصموا فيمن يضع الحجر الأسود في ركنه، أشار عليهم "أبو امية بن المغيرة" - رضي الله عنه - بأن يحكـّـموا أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام، وهو باب بني شيبة – وكان يقال له في الجاهلية : باب بني عبد شمس، ويقال له الآن : باب السلام -، ليقضي بينهم فيما اختلفوا فيه، فكان أول من دخل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هلمّ إليّ ثوبا، فأتي به، فأخذ الحجر فوضعه فيه بيده، ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا، ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثم بنى عليه . فرضي الجميع بحكمه، وائتلفت القبائل، وحقنت الدماء ". انظر : [ السيرة النبوية لإبن هشام : 1 / 197 ].

أمها : عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس .

أخواهـــا لأبيها : عبدالله وزهير ابنا عاتكة عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها -.

أما عبد الله فقد أعرض عن الإسلام، وقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".... فوالله لا أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما، ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها، ثم تأتي معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول، وأيم الله لو فعلت ما ظننت أني أصدقك. " انظر : [السيرة النبوية 1/ 298] لإبن هشام - رحمه الله تعالى -.

وأما أخوها زهير - رضي الله عنه - فقد أسلم وحسن إسلامه .

أخوها لأمها : عمار بن ياسر - رضي الله عنه - .انظر : [سير أعلام النبلاء 2/204] الحاشية .

وهي ابنة عم سيف الله المسلول خالد بن الوليد بن المغيرة - رضي الله عنه -، وابنة عم أبي جهل عمرو بن هشام بن المغيرة .

كانت أم سلمة - رضي الله عنها – الأم الحنون، والزوجة الصالحة التي تتصف بالإتزان والحكمة، وسداد الرأي وبعد النظر.

روى الشيخان - رحمهما الله تعالى - عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت : قلت : يا رسول الله ! هل لي أجر في بني أبي سلمة ؟ أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا وهكذا، إنما هم بَـنيّ . فقال : نعم، لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم) (متفق عليه).

تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة الرابعة للهجرة ، بعد أن انقصت عدتها من أبي سلمة - رضي الله عنه -.

روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول : (ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إلليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرا منها) قالت : فلما توفّي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخلف الله لي خيرا منه، رسول الله - صلى الله عليه وسلم ) [مختصر صحيح مسلم 461].

رضيَت بقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، لأنه كان يقسم عند البناء بزوجاته للبكر سبعًا، وللثيب ثلاثًا.

فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تزوّج أم سلمة، أقام عندها ثلاثا، وقال : (إنه ليس بك على أهلك هوان، إن شئتِ سبَّعْتُ لك ، وإن سَبّعْتُ لكِ سَبّعْتُ لنسائي) [مختصر صحيح مسلم (839)، باب المقام عند البكر والثيّب].

وروى الإمام البخاري رحمه الله - تعالى – عن المسور بن مخرمة – رضي الله عنه – قال : "... فلما فرغ من قضية الكتاب، كتاب صلح الحديبية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : (قوموا فانحروا ثمّ احلقوا)، قال : فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس !، فقالت أم سلمة : "يا نبيّ الله ! أتحبّ ذلك ؟ تقصد بقولها : أتحب أن يُطيعوك ؟! اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم كلمةً حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم احدًا منهم حتى فعل ذلك، نحرَ بُدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوْا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غما) [صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب : الشروط في الجهاد 3/ 275].

نِعمَ البطــــانة الصالحـــــة أم المؤمنين أم سلمة هند - رضي الله عنها – استشارها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فرأت برأيها السديد أن من الحكمة وجود رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بين أصحابه بعد فراغه من كتابة صلح الحديبية، رجاء أن يحفظ الله المسلمين من الإنقسام والفتنة، في وقت هم أحوج ما يكونون فيه إلى التماسك والترابط، وذلك لمجاورتهم المشركين، وقرب عهدهم بصلح الحديبية.

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى – في التعليق على الحديث الضعيف : (هلكت الرجال حين أطاعت النساء) :

[وقد ورد لمّا بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن فارسا مَلَّكوا ابنة كسرى قال : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). أخرجه البخاري في صحيحه والحاكم أيضا.

والحديث ليس معناه صحيحًا على إطلاقه، فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من صحيح البخاري أن أم سلمة - رضي الله عنها - أشارت على النبي - صلى الله عليه وسلم - حين امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم، أن يخرج - صلى الله عليه وسلم - ولا يكلم أحدا منهم كلمة حتى ينحر بدنه ويحلق، ففعل - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروا.
ففيه أنه - صلى الله عليه وسلم - أطاع أم سلمة - رضي الله عنها - فيما أشارت به عليه، فدلَّ على أن الحديث ليس على إطلاقه.
ومثله الحديث الذي لا أصل له : ( شاوروهن وخالفوهن) . وقد تقدم برقم 430]. ا - هـ. انظر : [السلسلة الضعيفة والموضوعة 1/ 625 رقم 436].

رضي الله عن أم المؤمنين أم سلمة وأرضاها وجعل الفردوس الأعلى مأواها.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-17-2014, 06:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي البطــــانة الصالحـــــة 4. أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها –.

البطــــانة الصالحـــــة

4.

أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها –.

هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، من بنات عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس في أزواجه من هي أقرب نسبًا إليه منها. [قاله الإمام الذهبي في السير 2/ 219].

وأسم أمها : صفية بنت أبي العاص بن أميّة، عمة عثمان بن عفان - رضي الله عنه –.

أخوها : الخليفة الراشد معاوية بن أبى سفيان - رضي الله عنه – كاتب الوحي، صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولمكانه منها كان يقال له : " خال المؤمنين ".

زوجها قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كانت زوجة لعُبيد الله بن جحش بن رباب الأسدي " أسد خزيمة "، وكان قد تنصر في الجاهلية، وترك عبادة الأصنام، ثم أسلم وزوجه أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها – وخرج مهاجرًا بها من مكة إلى الحبشة في الهجرة الثانية، وفى الحبشة ارتد عبيد اللَّه بن جحش عن الإسلام، واعتنق النصرانية، ومات مرتدا متنصرا.

وثبتت أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها – على دينها في غربتها، واستمسكت بعقيدتها ... فنجاها اللَّه - تعالى - بصبرها، وأعقبها زوجًا خيرًا من زوجها، أبدلها به خيرُ البرية محمد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.

تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنه – قبل الفتح، وهي نائية الدار، بعيدة عنه في الحبشة، فقدَ بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضّمْري إلى النجاشي ملك الحبشة يخطب عليه أم حبيبة، فتولّى أمر تزويجها، وجهازها، وأصدقها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعمائة دينار، وأجرى العقد خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة] أخرجه أبو داود (2107) في النكاح : باب الصداق بإسناد صحيح. والنسائي [6 / 119] في النكاح : باب القسط في الأصدقة ، وأحمد (6/ 427).

وعُقدّ عليها للنبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ست للهجرة، كان الوليّ عثمان بن عفان - رضي الله عنه –. انظر : المستدرك [4/ 20] و [الإستيعاب 4/ 13] أخرجه [ابن سعد في الطبقات 8 / 98 – 99] و [سير أعلام النبلاء 2 / 220 - 221].

تزوّج بأم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها – قبل الفتح، وبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية، وكان لها من العمر يوم قدمت إلى المدينة بضع وثلاثون سنة. أخرجه [ابن سعد في الطبقات 8 / 99] و [سير أعلام النبلاء جـ 2 / 220].

ولما بلغ أبا سفيان بن حرب خبر زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من ابنته وقد كان مشركا قال : [ذلك الفحل لا يُقرع أنفه].
أي : (ذاك الرجل الصالح الكفء الكريم الذي لا يُرد نكاحه).

ومما يدلّ على مدى قوة شخصيتها، وتمسكها بدينها وأن أهمية رابطة الدين عندها أقوى من رابطة الدم حتى ولو كان أبوها، ما أورد ابن الجوزي في صفوة الصفوة عن الزهري قال : [لما قدم أبو سفيان - رضي الله عنه – من المدينة، جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يريد غزو مكة، فكلّمه أن يزيد في هدنة الحديبية، فلم يُقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام ودخل على ابنته - رضي الله عنها – أم حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها – فلما ذهب ليجلس على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - طوتْهُ دونه، فقال : يا بنيّة أرغبتِ بهذا الفراش عنى ؟، أم بي عنه ؟ فقالت : بل هو فراش رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وأنت امرؤ نجسٌ مشرك، قال : يا ُبنية لقد أصابك بعدي شر] . انظر : [صفوة الصفوة 2 / 46] و [طبقات ابن سعد في 8 / 99 - 100] و [سير أعلام النبلاء 2/ 220 - 221].

أقرّ الله عينيها بإسلام أبيها أبي سفيان - رضي الله عنه - في فتح مكة، فقد أسلم وحسن إسلامه، وأعطى الأمان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - ولمن دخل داره، فقال : " ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ". انظر : [تفسير القرآن العظيم 4/ 448].

وأقرّ الله عينيها بإسلام أخيها معاوية - رضي الله عنهما – فقد كان كاتب الوحي، وكان يُدعى خال المؤمنين، دعا له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فعن عبد الرحمن بن أبي عميرة - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال لمعاوية : (اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهده واهد به) قال أبو عيسى (الترمذي) : (هذا حديث حسن غريب)، وقال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [جامع الترمذي 5/ 687 رقم 3842].

وعن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة - رضي الله عنهم أجمعين – حدثتها أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " انكح أختي عَزّة "، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتحبين ذلك ؟ قالت : نعم يا رسول الله، فلست لك بمخلية، وأحق من شركني في خير أختي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فإن ذلك لا يحل لي، قالت : فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة، فقال : بنت أم سلمة ؟ قالت : نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (فإنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأباها ثويبة، فلا تَعْرِِضْنَ عَليَّ أخواتِكن ولا بناتِكن) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر [سنن ابن ماجة 1/ 624 رقم 1939].

إن التربية الإيمانية تتحقق إذا تمكن الإيمان في القلوب، إذعان للأمر الرباني، وتسليم للحكمة الربانية، وتلقٍ بالقبول بل بروح المبادرة، فقد كانت أم حبيبة - رضي الله عنها – نعمَ البطانة الصالحة، الأمينة الناصحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الحريصة على الخير له ولأختها ولأهلها.

روى المعرور بن سويد عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنهما - قال : قالت أم حبيبة بنت أبي سفيان : "اللهم متعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (لقد سألت الله لآجال مضروبة، وآثار معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئا قبل محله، أو يؤخر شيئًا عن أجله، ولو سألت الله يعيذك من عذاب النار أو من عذاب في القبر كان خيرًا وأفضل). قال : وذكره عنده القردة والخنازير هن مسخ.
قال : (إن الله - تعالى - لم يمسخ شيئًا فجعل له نسلًا ولا عقبا، وكانت القردة والخنازير قبل ذلك) والحديث صحيح أخرجه مسلم. وإسناده صحيح من طريق أخرى في المسند عن ابن مسعود - رضي الله عنه - بقصة المسخ فقط . انظر : [ ظلال الجنة 1/ 262 ] .

نِعم الزوج المُوَجِّهْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي – المُعلِّم للشريعة والأحكام، وقد أوتي جوامع الكلم، أراد بتوجيهٍ بيّنٌٍ فعّال لأم المؤمنين أم حبيبة، في هذا الحديث أن لا يكون همّها دنيا فقط، وأن لا يتعلق قلبها بالأشخاص ... لأن الدنيا وما فيها من شهوات إلى زوال، وقد ضمن الله – تعالى - لها الرزق والأجل، فالأرزاق مقسومة والآجال معلومة.
وأن يكون لها همًا واحدًا همّ المعاد وما بعد الممات، وأن تستعيذ بالله من عذاب النار أو من عذاب في القبر، لأن النجاة منهما سببٌ في النجاة مما بعدهما وخيرٌ وأفضل، وهو وبكلماتٍ موجزةٍ توجيهٌ لنساء الأمة، بل للأمة بأسرها.

كانت أم المؤمنين السيدة أم حبيبة - رضى اللَّه عنها – ورعة تقية، وقافةً عند حدود الله، وتحرص دائمًا على مراقبة اللَّه - عز وجل - ابتغاء مرضاته، فقد قالت السيدة عائشة - رضى اللَّه عنها - : [دعتني أم حبيبة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم - عند موتها، فقالت : قد كان يحدُث بيننا ما يكونُ بين الضّرائر، فغفر اللَّه لي ولك ما كان من ذلك. فقلت : غفر الله لكِ ذلك كله وتجاوَزَهُ ، وحَلَّكِ من ذلك كله. فقالت : سَرَرْتِني سَرّكِ الله، وأرْسَلتْ إلى أم سلمة - رضى اللَّه عنها - فقالت لها مثل ذلك] أخرجه الحاكم [4/ 22 - 23] وابن الجوزي في [صفوة الصفوة 2/ 46] و [طبقات ابن سعد [8/ 100].

وروى الإمام البخاري رحمه الله - تعالى - في صحيحه عن زينب بنت أبي سلمة قالت : [دَخلتُ على أم حبيبة - رضي الله عنها – زوج النبي – صلى الله عليه وسلم - حين تُوفّي أبوها أبو سفيان بن حرب - رضي الله عنه -، فدَعَتْ أم حبيبة - رضي الله عنها – بطيب فيه صفرة، خلوف أو غيره، فدَهَنَتْ منه جارية ثم مسّتْ بعارضَيْها، ثم قالت : واللهِ ما لي بالطيب مِن حاجَة غيرَ أني سَمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول : (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا ) (صحيح البخاري 5024).

وروى الإمام مسلم رحمه الله - تعالى - في صحيحه عن عمرو بن أوس - رضي الله عنه - قال : حدثني عنبسة بن أبي سفيان - رضي الله عنه - في مرضه الذي مات فيه بحديث يَُتسارُّ إليه، قال : " سمعت أم حبيبة تقول " : " سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول " : (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى له بهنّ بيت في الجنة) رواه مسلم برقم (728 / 104).

روت أم المؤمنين أم حبيبة - رضي الله عنها - 65 حديثا. وحدّث عنها كثير من الصحابة والتابعين منهم أخواها : معاوية، وعنبسة، وابن أخيها عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وشُتَيْرُ بن شكـَل، وأبو المليح عامِرُ الهُذَلي، وآخرون - رضي الله عنهم أجمعين -. اتفق لها البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالى - على حديثين، وتفرّد مسلم بحديثين.

انظر : [ البخاري9/ 137في النكاح باب : {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَف}]. و [9/ 432 في الطلاق : باب الكحل للحادة، ومسلم (1949) في الرضاع : باب تحريم الربيبة وأخت المرأة، و (1486) في الطلاق : باب وجوب الإحداد، و(728) في صلاة المسافرين : باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهنّ، و (1292) في الحج : باب استحباب تقديم الضعفة من النساء وغيرهنّ مِن مزدَلفة إلى مِنى في أواخِرالليلِ قبل زحْمةِ الناس]. انظر : [سير أعلام النبلاء جـ 2/ 219].

وامتد العمر بأم المؤمنين أم حبيبة - رضى اللَّه عنها – إلى عَهْدِ أخيها معاوية بن أبى سفيان - رضى اللَّه عنهما -، وتوفيت في سنة أربع وأربعين للهجرة، وقبرها بالمدينة .

رحم الله السيدة أم حبيبة ورضي عنها وأرضاها ، وجعل الفردوس الأعلى مأواها، وجمعنا بها في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

جزى الله نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عنا خير ما جزى به نبيًا عن أمته، ورضي الله عن أم المؤمنين أم حبيبة وأرضاها وجعل الفردوس الأعلى مأواها - .


يُتبع بإذن الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-17-2014, 07:24 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي البطــــانة الصالحـــــة 5.: فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان

[وما كنـت لأطيــــعه حيــًــا وأعصيــــه ميتـــا]

5.

فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى – في مقدمة كتابه القيّم آداب الزفاف :
[ .... وأقدم بين يدي الرسالة الكلمة الهامة التي كان العلامة الشيخ محب الدين الخطيب تفضل بكتابتها في مقدمة الطبعة الأولى من كتاب آداب الزفاف ، لما فيها من فوائد ومواعظ ، وهي في رأيي تمهيد قوي لنساء هذا العصر، لكي يتيسر لهن العمل بما جاء في هذه الرسالة مما لم يألفنه، بل ولم يسمعن به من قبل، فاللهمّ أرنا الحقَّ حقَّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، إنك سميع مجيب.
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا رب لهم غيره، ولا يطاع في السر والعلن سواه، وصلى الله على معلم الناس الخير محمد هادي الإنسانية إلى سنة الحق، وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد فإن جماهير المسلمين لا يزالون في مثل عقول الأطفال يلهيهم ما يلهي الأطفال، ويصرفهم عن مناهج الخير وأهداف الحق كل ما يصرف الأطفال من ألاعيب وتوافه وأوهام، حتى يتحروا سنة الإسلام في الاعتدال، وهدايته في التحرر من كل ما استعبدوا له من الملاهي والسفاسف والزخارف والشهوات، وحينئذ يرجعون إلى ربهم، فيحفظ لهم عقولهم، ويبارك لهم في أوقاتهم وأعمالهم وجهودهم، ويدخر لهم ثروتهم وأسباب قوتهم، فيستعملونها فيما ينفعهم، ويكون به عزهم، ويعلو به سلطانهم.
وتحرّي سنة الإسلام في الاعتدال، والانتفاع بهدايته في التحرر من السفاسف التي صار المسلمون مستعبدين لها منذ أكثر من ألف سنة، يتوقف على أمرين :

أحدهما : إخلاص العلماء العاملين الذين يبينون للأمة سنن دينها في كل ناحية من النواحي التي تتناولها رسالة الإسلام.

والثاني : ازدياد عدد المسلمين الذين يوطنون أنفسهم في ترديد ذلك البيان العلمي بالعمل به، حتى يتلقاه عنهم بالقدوة من لا يتيسر لهم تلقيه بالدرس والتعلم.

وهذه الرسالة اللطيفة نموذج لناحية من النواحي التي تناولتها رسالة الإسلام بالسنن الصحيحة عن معلم الناس الخير - صلى الله عليه وسلم -، في حفلات الزفاف وآدابه وولائمه، وهي الناحية التي أسرف فيها المسلمون بالبعد عن سنن الإسلام، حتى أوْغَلوا لا في الجاهلية الأولى التي امتازت - في هذه الناحية - بفطرة العروبة وتحرّرِها من بذخ المترفين، بل في الجاهلية الطارئة التي تشبهت فيها كل طبقة بالطبقة التي سبقتها إلى النار.

حتى أصبحت أعباء الزواج وتكاليفه فوق طاقة الناس، فكادوا ينصرفون عنه - وهو في نفسه من سنة الإسلام - لأنهم انصرفوا فيه عن سنن الإسلام، فأوقعهم ذلك في شر أنواع الجاهلية.

وبعد أن تهيأت لهذه الرسالة المناسبة التي عينت موضوعها ، تهيأ لها مؤلف من دعاة السنة الذين وقفوا حياتهم على العمل لإحيائها، وهو أخونا بالغيب الشيخ أبو عبد الرحمن محمد ناصر نوح نجاتي الألباني، فوضع بين أيدي المسلمين النصوص الصحيحة والحسنة من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آداب الزفاف، وحبذا لو كان قد اتسع له الوقت وواتته الأسباب، فاستقصى كل ماورد من ذلك في الحياة الزوجية، وآداب البيت، وما ينبغي أن تكون عليه الأسرة الإسلامية.

ولكن ظهور الهلال في ليلته الأولى، قد يشعر بما يليه من مطالع صفحات القمر حتى يكون بدرًا كاملا.
وكما تهيأ لهذه الرسالة موضوعها والمؤلف الذي يستوفيه، تهيأ لها كذلك المسلم الأول والمسلمة الأولى اللذان آلَيا أن يكونا قدوة للمسلمين في الاعتدال والتحرر من العبودية للسفاسف والملاهي وتوافه العادات، عندما استخارا الله، فخارَ لهما أن يبنيا البيت المسلم الطاهر، والأسرة الإسلامية المتحررة من تقاليد الجاهلية الأجنبية عنا ، والطارئة علينا .
فأرجو الله عز وجل أن يأخذ بيد أخي المؤمن المجاهد الأستاذ السيد عبد الرحمن الباني في جميع مراحل حياته ، حتى يحقق له آماله، ملتزمًا سنة الإسلام في ذلك ما استطاع .

وأختم هذه الكلمة بأن أضرب لعروسِهِ المسلمة الفاضلة مثلاً من تاريخ نساء العروبة والإسلام، ينبغي لكل مسلمة أن تجعله نصب عينيها، لتكون من الخالدات إن شاء الله.

إن فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان كان لأبيها - يوم تزوجت - السلطان الأعظم على الشام والعراق والحجاز واليمن وإيران والسند وقفقاسيا والقرم وما وراء النهر إلى نجارا وجنوة شرقا، وعلى مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب الأقصى وإسبانيا غربا.

ولم تكن فاطمة هذه بنت الخليفة الأعظم وحسب، بل كانت كذلك أخت أربعة من فحول خلفاء الإسلام، وهم :

الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، وكانت فيما بين ذلك زوجة أعظم خليفة عرفه الإسلام بعد خلفاء الصدر الأول، وهو أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز .

وهذه السيدة التي كانت بنت خليفة، وزوجة خليفة، وأخت أربعة من الخلفاء.

خرجت من بيت أبيها إلى بيت زوجها يوم زفت إليه وهي مثقلة بأثمن ما تملكه امرأة على وجه الأرض من الحلي والمجوهرات.

ويقال : إن من هذه الحلي قرطي مارية اللذين اشتهرا في التاريخ ، وتغنى بهما الشعراء ، وكانا وحدهما يساويان كنزا.

ومن فضول القول أن أشير إلى أن عروس عمر بن عبد العزيز كانت في بيت أبيها تعيش في نعمة لا تعلوا عليها عيشة امرأة أخرى في الدنيا لذلك العهد، ولو أنها استمرت في بيت زوجها تعيش كما كانت تعيش قبل ذلك لتملأ كرشها في كل يوم وفي كل ساعة بأدسم المأكولات وأندرها وأغلاها، وتنعم نفسها بكل أنواع النعيم الذي عرفه البشر، لاستطاعت ذلك.

إلا أني لا أذيع مجهولاً بين الناس إن قلت : إن عيشة البذخ والترف قد تضرها في صحتها من حيث يتمتع بالعافية المعتدلون، وقد تكسبها هذه العيشة الحقد والحسد والكراهية من أهل الفاقة والمعدمين، زد على ذلك أن العيشة مهما اختلفت ألوانها تكون مع الاعتياد مألوفة ومملولة، والذين بلغوا من النعيم أقصاه يصطدمون بالفاقة عندما تطلب أنفسهم ما وراء ذلك، فلا يجدونه، بينما المعتدلون يعلمون أن في متناول أيديهم وراء الذي هم فيه، وأنهم يجدونه متى شاؤوا، غير أنهم اختاروا التحرر منه ومن سائر الكماليات، ليكونوا أرفع منها، وليكونوا غير مستعبدين لشهواتها.

ولذلك اختار الخليفة الأعظم عمر بن عبد العزيز - في الوقت الذي كان فيه أعظم ملوك الأرض - أن تكون نفقة بيته بضعة دراهم في اليوم، ورضيت بذلك زوجة الخيلفة التي كانت بنت خليفة وأخت أربعة من الخلفاء، فكانت مغتبطة بذلك لأنها تذوقت لذة القناعة، وتمتعت بحلاوة الاعتدال، فصارت هذه اللذة وهذه الحلاوة أطيب لها وأرضى لنفسها من كل ما كانت تعرفه قبل ذلك من صنوف البذخ وألوان الترف.

بل اقترح عليها زوجها أن تترفع عن عقلية الطفولة فتخرج عن هذه الألاعيب والسفاسف التي كانت تبهرج بها أذنيها وعنقها وشعرها ومعصميها مما لا يسمن ولا يغني من جوع، ولو بيع لأشبَعَ ثمنه بطون شعبٍ برجالهِ ونسائهِ وأطفاله، فاستجابت له، واستراحت من أثقال الحلي والمجوهرات واللآلىء والدُّرَر التي حملتها معها من بيت أبيها، فبعثت بذلك كله إلى بيت مال المسلمين.

وتوفي عقب ذلك أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ولم يخلف لزوجته وأولاده شيئا، فجاءها أمين بيت المال، وقال لها : إن مجوهراتك يا سيدتي لا تزال كما هي، وإني اعتبرتها أمانة لك، وحفظتها لهذا اليوم، وقد جئت أستأذنك في إحضارها.

[فأجابته بأنها وهبتها لبيت مال المسلمين طاعةً لأمير المؤمنين، ثم قالت :

وما كنت لأطيعه حيــــًـا وأعصيهِ ميتا].

وأبَت أن تسترد من مالها الحلال الموروث ما يساوي الملايين الكثيرة، في الوقت الذي كانت محتاجة فيه إلى دريهمات، وبذلك كتب الله لها الخلود، وها نحن نتحدث عن شرف معدنها، ورفيع منزلتها بعد عصور وعصور، - رحمها الله -، وأعلى مقامهما في جنات النعيم.

إن أهنأ العيش هو العيش المعتدل في كل شيء، وكل عيش مهما خشن أو نعم، إذا اعتاده أهله ألفوه وارتاحوا إليه، والسعادة هي الرضا، والحر هو الذي يتحرر من كل ما يستطيع الاستغناء عنه، وذلك هو الغنى بالمعنى الإسلامي والمعنى الإنساني، جعلنا الله من أهله]. ا هـ. انظر : [آداب الزفاف ص 7 - 17].

فنعم الأمير : أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.
ونعم البطانة الصالحة زوجه فاطمة بنت أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.

رحمهما الله - تعالى -، ورحم شيخينا الفاضلين : " محمد ناصر الدين الألباني" و " الشيخ محب الدين الخطيب ".

وجزاهم جميعا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء على هذه الدرر الغالية البليغة، ونفع بهم، وأثقل لهم الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-17-2014, 08:18 AM
أم تميم أم تميم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 77
افتراضي

جزاكم الله خيرا وهيأ لكم البطانة الصالحة التي تعيينكم على الخير وتحثكم عليه ووقاكم بطانة السوء
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 08-17-2014, 08:58 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم تميم مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا وهيأ لكم البطانة الصالحة التي تعيينكم على الخير وتحثكم عليه ووقاكم بطانة السوء
آمين ... آمين ، وإياكم ولكم بمثل ما دعوتم ابنتي الغاليـــــة " أم تميم " وزيادة رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.

شكر الله لكم المرور والدعاء وجزاكم خير الجزاء
.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.