أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
80003 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > ركن الإمام المحدث الألباني -رحمه الله- > الدفاع والذب عن الإمام الألباني -رحمه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2013, 10:50 AM
محمد أبو إلياس الأثري محمد أبو إلياس الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 822
افتراضي «بيانُ خطأ نسبةِ «قصيدة في الزواج» إلى أبي الإمامِ الالباني/الأخت سكينة بنت الشيخ رحم

«بيانُ خطأ نسبةِ «قصيدة في الزواج» إلى أبي الإمامِ الالباني


بسمِ اللهِ الرحمٰن الرحيم، الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ خاتَم رُسُلِ اللهِ،
أمّا بعد: فقد تَناقلتْ عدةُ مواقع في الشبكةِ قصيدةً تتعلَّق بالزواجِ مَطْلعها: «اللهُ يُغْنيه وسيعًا فضلُه فهو الغنيُّ عَطاؤه مشكورُ»، وقد نُسِبَتْ إلىٰ أبي الإمامِ الألبانيِّ رَحِمَهُ اللهُ، والحقُّ أنها ليست له، فهو وإنْ كان فصيحًا رغم أصله العَجَميّ، أدِيبًا في لفظِه الدُّرِّيِّ، حافظًا لكثيرٍ مِن رائقِ الشِّعْرِ الزَّكِيّ؛ إلا أنه لم يكن يَقرضه، فهٰذه القصيدةُ ليست مِن نظمِه، وإنما هي لأحدِ تلاميذه مِن الشُّعراء، وقد حصل اللبسُ –واللهُ أعلم- مِن أنها فُرِّغَتْ في سياقِ تفريغِ شريطِ «الزواجِ في الإسلام» الذي جُمعتْ فيه فتاوىٰ متفرِّقة للوالدِ، وجُعلت هٰذه القصيدة ضمنه -وسط الشريط تقريبًا-، فظُنَّ أنها له، بينما هي لِتلميذِه الشاعر، وقد كان أبي -رَحِمَهُ اللهُ- يَأذن له بإلقاءِ شيءٍ مِن شِعْرِه في بعضِ دروسه، ومَن يستمع لأشرطةِ شرح "الترغيب والترهيب" يُلاحِظ ذٰلك، فهي عدّةُ قصائد أُلقيتْ بحضورِ الوالد وفي دروسِه، رَحِمَهُ اللهُ وأَسْعَدَهُ.
وما جاء في أحدِ الأبيات في وصفِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ:
كان النبيُّ معلِّمًا في أهـــلِه *** وهو الرسـولُ مُبشِّر ونذيرُ
خيرُ الأنامِ وخــيرُهم في أهلِه *** في خِدمةٍ لعياله مَشــهورُ
يَرعىٰ صغيرَهم ويحفظ عَهْدهم *** خُلُقٌ بفُرقانِ الهدىٰ مَسطورُ
يَحمي النسـاءَ يصونُهُنَّ عَفافُه *** وهو الأنيسُ المؤنِسُ السِّتِّيرُ

فهو -واللهُ أعلم- مِن بابِ ما جاء في "صحيح البخاري" (3404) وَصْفًا لموسىٰ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ مُوسَىٰ كَانَ رَجُلاً حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَىٰ مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ؛ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ» الحديث.
فـ (السِّتِّير) وإنْ كان مِن أسماء الله عَزَّ وَجَلَّ؛ لِلحديث الذي رواه الإمام أبو داود وصححه أبي رَحِمَهُ اللهُ؛ "الإرواء" (2335):«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ»؛ ولٰكن:
(1) ليس هو مِن قِسمِ ما يختصُّ به جَلَّ جَلالُهُ مِن الأسماء كـ(الرّحمٰن) و(الخلاق)؛ قال الإمام ابن باز رَحِمَهُ اللهُ:
"أسماء الرَّبِّ قسمان:
قسم يجوز التسمِّي به.
وقسم لا يجوز.
لا يقال: فلان خَلاق، ولا: رَزَّاق، ولا: ربُّ العالمين.
لٰكن مِثْل: عزيز، بصير؛ لا بأس؛ لأنّ الله سُبْحانَهُ سَمَّىٰ بعضَ مخلوقاته كذٰلك، فقال سُبْحانَهُ: ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[الإنسان:2]، وفي قصة يوسف عن ﴿امْرَأَةُ الْعَزِيزِ﴾ يوسف: 30 و51]، فمِثل هٰذه الأشياء تُطلق على المخلوق، (عزيزُ قومِه)، كذا (البصير) المنظور، أو (بصير) بمعنىٰ مبصِر، كذٰلك (حكيم) بمعنى الحكمة، لا بأس بهٰذه الأسماء؛ لأن هٰذه مشتركة:
لِلمخلوق نصيبُه منها.
واللهُ له الأكْمَلُ منها سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.
لٰكنّ الأسماءَ المختصَّةَ باللهِ لا تُطْلَقُ علىٰ غيرِه، لا يُقال: (الله) لابنِ آدم، ولا (الرحمٰن)، ولا (الخلاق) ولا (الرزّاق)، ولا (خالق الخَلق)، ولا أشباهُه مما يختصُّ بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ" اﻫ مِن "فتاوى نور على الدرب" (1/ 177 - الشاملة).
(2) سياق الكلام يُظهِر إضافةَ وتخصيصَ الوصفِ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون مما يَلِيق بالمخلوق ولا يَشمل ما يختصُّ بالخالق عَزَّ وَجَلَّ، والقاعدة:
"أنّ الاشتراكَ في الأسماء والصِّفاتِ لا يَسْتلزم تماثُلَ المسَمَّيَاتِ والموصُوفات" كما في "تقريب التدمُريّة" للعلامة العثيمين (ص20، ط1، 1419 ﻫ، دار ابن الجوزي)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ- في "الأصل":"فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ حَيًّا؛ فَقَالَ: ﴿اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255].
وَسَمَّىٰ بَعْضَ عِبَادِهِ حَيًّا؛ فَقَالَ: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [الروم: 19]. وَلَيْسَ هٰذَا الْحَيُّ مِثْلَ هٰذَا الْحَيِّ.
لأَنَّ قَوْلَهُ: {الْحَيُّ} اسْمٌ لِلَّهِ مُخْتَصٌّ بِهِ.
وَقَوْلَهُ: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ اسْمٌ لِلْحَيِّ الْمَخْلُوقِ مُخْتَصٌّ بِهِ.
وَإِنَّمَا يَتَّفِقَانِ إذَا أُطْلِقَا وَجُرِّدَا عَنْ التَّخْصِيصِ؛ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِلْمُطْلَقِ مُسَمًّى مَوْجُودٌ فِي الْخَارِجِ، وَلٰكِنَّ الْعَقْلَ يَفْهَمُ مِنَ الْمُطْلَقِ قَدْرًا مُشْتَرَكًا بَيْنَ الْمُسَمَّيَيْنِ، وَعِنْدَ الاخْتِصَاصِ يُقَيِّدُ ذٰلِكَ بِمَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْخَالِقُ عَنْ الْمَخْلُوقِ، وَالْمَخْلُوقُ عَنِ الْخَالِقِ.
وَلا بُدَّ مِنْ هٰذَا فِي جَمِيعِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، يُفْهَمُ مِنْهَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ الاسْمُ بِالْمُوَاطَأَةِ وَالاتِّفَاقِ، وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ بِالإِضَافَةِ وَالاخْتِصَاصِ، الْمَانِعَةِ مِنْ مُشَارَكَةِ الْمَخْلُوقِ لِلْخَالِقِ فِي شَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.
وَكَذٰلِكَ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ عَلِيمًا حَلِيمًا.
وَسَمَّىٰ بَعْضَ عِبَادِهِ عَلِيمًا؛ فَقَالَ: ﴿وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ [الذّاريات: 28]، يَعْنِي إسْحَاقَ.
وَسَمَّىٰ آخَرَ حَلِيمًا؛ فَقَالَ: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ [الصّافّات: 101]، يَعْنِي إسْمَاعِيلَ.
وَلَيْسَ الْعَلِيمُ كَالْعَلِيمِ، وَلا الْحَلِيمُ كَالْحَلِيمِ...." ويستمرّ -رَحِمَهُ اللهُ- في ذِكرِ الأمثلةِ العديدةِ لِهٰذا ولِتسميةِ الصّفات، تُنظَر في "مجموع الفتاوىٰ" (3/ 9 – 16).
(3) لم يُطلَق هٰذا تسميةً للرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو ضمن تعداد وُصوفاتٍ له، فلا يُشْكل -حينئذ- مجيءُ كلمةِ (السِّتِّير) مُعرَّفةً بـ (الـ)، فقد جاء في كتاب اللهِ تَعَالَىٰ تَسميتُه جَلَّ جَلالُهُ بالقَوِيّ:
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [هود: 66]، وجاء وصْفًا لموسىٰ عَلَيْهِ السَّلامُ مِن قولِ ابنةِ صاحبِ مَدْين:
﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: 26]، وعلى القاعدة المذكورة أعلاه: فليس القويُّ كالقويِّ، وليست القوَّة كالقوَّة، فكذٰلك هنا:
ليس السِّتِّيرُ كالسِّتِّيرِ، وليس السَّتْرُ كالسَّتْرِ. والله تَعَالَىٰ أعلَم.
والحمدُ لله، وصلى اللهُ وسلَّمَ وبارَك علىٰ نبيِّنا محمَّد.

سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألباني
ليلة الخميس 14/صفر/1434ﻫـ
الموافق لـ27/ديسمبر/2012
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-02-2013, 12:01 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

سبحان الله..
هذا -والله- ما وقع في قلبي...
وإن لم تخنّي الذاكرة ؛ فقد نبّهت عليه في بعض الأماكن.
ومذ قرأتُه وقع في قلبي أنه من نمط شعر الأستاذ الشيخ خير الدين وانلي-رحمه الله-.
بوركتم-جميعاً-.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-04-2013, 11:05 AM
محمد أبو إلياس الأثري محمد أبو إلياس الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 822
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة
سبحان الله..
هذا -والله- ما وقع في قلبي...
وإن لم تخنّي الذاكرة ؛ فقد نبّهت عليه في بعض الأماكن.
ومذ قرأتُه وقع في قلبي أنه من نمط شعر الأستاذ الشيخ خير الدين وانلي-رحمه الله-.
بوركتم-جميعاً-.
بارك الله فيكم، وحفظكم فضيلة الشيخ.
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.