أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
20904 123455

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأسئلة والأجوبة لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي-حفظه الله-.

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 03-28-2012, 02:26 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

190- ما النَّصيحةُ عند مُقابلتي لأحدِ الإخوةِ السَّلفيِّين وقع في أخطاء منهجيَّة: مِن استمالةِ الحزبيِّين، ومدحِ رموزِهم، ومُجالستِهم، وفي دُروسِه العوام، والحزبيُّون جُمهوره، ولا يشيرُ في دروسِه إلى العقيدة، ولا يُظهر سلفيَّته والمنهجَ السَّلفي.
ووقع منه أخطاء منهجيَّة؛ مِنها: قولَه أن ابن حجر والنَّووي كانوا أشاعرة.
أفيدونا -أحسن اللهُ إليكم-.
الجواب:
السُّؤال قسمان: القسمُ الأوَّل عامٌّ، والقسم الثَّاني خاصٌّ.
أمَّا بالنِّسبةِ للخاصِّ -نبدأُ به؛ حتَّى لا ننساهُ-:
اعتبار الأخ السَّائل أنَّ مِن الأخطاء المنهجيَّة قولَه في ابن حجرٍ والنَّووي أنَّهم أشاعرة؛ فنقول: نعم؛ هم أشاعِرة -لا شكَّ، ولا رَيب-وإن كانوا مُتفاوتِين في هذه الأشعريَّة-، أمَّا أنَّهم أشاعرة؛ فنعم، وابن حجر أقلُّ أشعريَّةً من النَّووي -رحمَ اللهُ الجميع-.
ولكنْ: هذا لا يَمنعُنا مِن أن نستفيدَ مِن كتبِهم -كما كان علماؤنا يَذكُرون ويُشيرون ويُنبِّهون-.
أمَّا بالنِّسبة لِهذا الأخ السَّلفي الذي يَمدحُ رموزَ الحزبيِّين، ولا يُشير في دروسِه إلى العقيدةِ:
فأنا أرى أنَّك عندما تُقابله -وهذا سؤالُك: ما النَّصيحة عند مُقابلتِه-: أن تتلطَّف معه في البيانِ، وأن تُذكِّره بِفضل اللهِ عليه، وأن تَلين له في القَول، وأن تُبيِّن له فضلَ هذه الدَّعوةِ السَّلفيَّةِ على سائر الدَّعواتِ والأحزاب، وأنَّ النَّاسَ بِحاجتها أكثر مِمَّا هي بِحاجَتهم، واللهُ -عزَّ وجلَّ- يقول: {مَن عملَ صالِحًا فَلِنفسِه ومَن أساءَ فَعَلَيها}، وأنَّ رؤوسَ الحِزبيِّين هؤلاء -الحقيقة- لا يستحقُّون هذه الاستِمالةَ، أو هذه المداراةَ، نعم؛ نحن نُحبُّ التَّلطُّفَ في البيان، ونحبُّ الرِّفقَ في الإبانة؛ ولكن: لا نجعلُ ذلك على حسابِ العقيدة، ولا نجعلُ ذلك على حسابِ المنهج، ولا نجعلُ ذلك على حسابِ هذه الدَّعوة، فلو لَم يأتِنا إلا القليلون؛ لكفانا ذلك، ولا نريدُ أن نستكثرَ بالعوامِّ والحزبيِّين، ويكون هذا الاستكثارُ سببًا في أن نسكتَ عن الحقِّ، أو أن نغضَّ الطرفَ عنه؛ هذا أمرٌ غير مَرضيٍّ، وغير مقبول.
فإذا وصلتَ إلى هذا الأخِ، وواجهتَه: فتلطَّف معه في البيان، وارفق به، وأظهِر له فضلَ تَميُّز دعوتِنا عن غيرها، وكيف كان علماؤُنا ومشايِخُنا -رحمهُم اللهُ أجمعين- حتى يكونَ له سلفٌ طيِّب -يتذكَّرُ به واقعَه، ويرجعُ به عن حالِه-.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (42:10). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #192  
قديم 03-30-2012, 02:13 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

191- يقول السَّائل: يا شيخ: نريد أن نَدرسَ أحدَ مُتون الفقه، مع العلم أنَّنا [مُبتدئون] -وليس لدينا شيخٌ نَدرُسُ عليه -لعدمِ وُجودهِ في بلدِنا-، فما هو أوَّلُ مَتنٍ مُناسبٍ لنا؟ وبارك الله فيك.
الجواب:
لو ابتدأتُم بـ«منهج السَّالِكين» للشَّيخ السَّعدي لكان حسنًا؛ فهو متنٌ فِقهيٌّ جيِّد ولطيف.
كذلك: «الدُّرر البهيَّة» للشَّوكاني متنٌ فقهيٌّ لطيف.
فلا أرى مانعًا من ذلك.
وإن عوَّدتُم أنفسَكم على ما هو أعلى مِن ذلك -كـ«عُمدة الأحكام»- فأنا لا أرى أيَّ مانعٍ مِن ذلك؛ بل أرى أنَّه أفضل لتعويدِ العُقول والقُلوب والآذانِ على تعظيمِ الحديثِ والسُّنَّة أفضلَ مِن أن يكونَ ذلك مُجرَّدًا مِن الدَّليل.
والحقيقة: أنَّ الخيرَ في الهديِ النَّبويِّ والسُّنَّة المُشرَّفة، فـ«عُمدة الأحكام» كلُّه أحاديث متَّفق على صحَّتها؛ فهو -إن شاء الله- يكون أفضل في هذه البداية.
وإن استعنتُم بـ«تيسير العلَّام» للشَّيخ البسَّام؛ فهو خيرٌ كبير في ذلك.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (45:35). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #193  
قديم 03-30-2012, 02:49 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

192- يقول السَّائل: لاحظتُ أنَّ الشَّيخَ سَلِم منه حاكمُ تُونس العلماني الذي يُحارب الإسلامَ، ولم يَسلم منه الشَّباب الذين أرادوا أن يُدافِعوا عن الدِّين -على الأقل-، كنتُ أنتظرُ منهُ أن يتوقَّف فيهم؛ فهُم دافعوا عن أعراضِهم -بعدما أجبرهم الحاكِمُ على نزع حجابِ أمَّهاتِهم وأخواتِهم وبناتِهم-.
إلى متَى سنظلُّ نُرقِّع لِهؤلاء العلمانيِّين الْمُحارِبين للدِّين -يا شيخ-؟ (*)
الجواب:
جزاك الله خيرًا -أخي السَّائل-، وأشكركَ على هذه المُصارَحة -وإن كنتُ أقولُ إنَّ ملاحظتَك في غيرِ موضعِها!-.
لأنَّنا تكلَّمنا -في الأسبوع الماضي، أو في اللقاء الماضي- تكلَّمنا عن حاكِم تونس، وعن أفعاله، وأنَّ هذا لا يَجوزُ، وأنَّ هذا فيه خطر على الأمَّة وو.. إلخ.
ثم: حاكم تونس العلماني -كما تصفُه-والعهدةُ عليكَ في ذلك؛ نَحن نخافُ بابَ التَّكفير، ولا نلِجُه إلا بِبيِّنةٍ من علمائِنا الكبار؛ حتى يكون ذلك وقاءً لنا وسترًا-؛ أقول:
هذا الحاكِم معروفٌ عند الجميع، ولا أحد يقول إنه يُمثِّل الإسلامَ، ويُمثِّل السُّنَّة، ويُمثِّل السَّلفيَّة؛ لكنْ أولئك الشَّباب -الذين فَعلوا ما فعَلُوا- فعلوهُ على أساس أنَّهم يُمثِّلون الإسلام، ويُمثِّلون السَّلفيَّة، ويُمثِّلون الدِّين!
وأنتَ عندما تقول: (دافعُوا عن أعراضِهم)؛ نَحن نعلم -ولا نُشكِّك في نواياهم-؛ وإنَّما نتكلَّم عن أفعالِهم.
هذه نقطة.
أمَّا النُّقطةُ الثَّانية: فإذا نظرتَ إلى ما فعلُوا لا تنظرْ إلى عَينِ ما فعلوه؛ ولكن انظر إلى ما بعده:
هل عندما دافَعوا عن أعراضِهم توقَّف نزعُ الحجابِ عن الأمَّهات والأخواتِ والبنات، أم ازداد؟
خفَّت الشِّدةُ، أم ازدادتْ؟
هُون الضَّغط عن المسلمين، أم ازداد؟
هل تَميَّز أهلُ السُّنة من غيرِهم، والسَّلفيُّون مِن الخوارج، أم صاروا -جَميعًا- في إطارٍ واحد، وفي بوتقة واحدة بسببِ هؤلاء الشَّباب الذين دافعوا عن دينِهم وعن أعراضِهم -كما تقول-، ونحن لا نُشكِّك بنواياهم؛ إنَّما نُشكِّك بأفعالِهم، ونرى أنَّهم أخطؤوا؛ لأن هذه الأفعالَ ستزيدُ البلاءَ بلاءً، والفتنةَ فتنةً، إلى أن يُفرِّج اللهُ الكرب.
فأنا أشكرُ أخي على صراحتِه، وأؤكِّد له أن ملاحظتَه في غير مكانِها!
فجزاهُ الله خيرًا.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (47:15). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.

(*) يُشير إلى الفتوى رقم (180) -من هذا المجموع-.
  #194  
قديم 04-06-2012, 09:53 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

193- [...غير واضح...] كيف يكون -يا فضيلة الشَّيخ- الرجل مِن أهلِ السُّنة والجماعة وهو يُناصر عن قُطب والبنَّا، ويُناصر عن المنحرِفين -أمثال الصَّاوي، وغيره-؟
ثم -يا فضيلةَ الشَّيخ- أريد أن أعرفَ منكم شيئًا -بارك الله فيكم-؛ وهو: متى يَخرج الرَّجلُ مِن دائرة أهل السُّنَّة والجماعة إذا كان يعتقدُ هذا -أو أقل منه، أو أكثر-؟ بارك الله فيكم وعليكم.
وأُشهِد الله -عزَّ وجلَّ- أنَّني ما تكلمتُ فيما أنا بِصددِه -الآن- حتى لا يأخذ كلامَكم بعضُ المتسرِّعين، ومِن ثَم يَحكُمون عليكم أنَّكم تُزكُّون هذا الرَّجلَ(*) وأمثاله، وكما تَعرِفون أنَّ بلديَّ الرجلِ أعلم به؛ فنحن نعلمُ عن الرَّجل -هُنا- طوام وخفايا كثيرة جدًّا.
وبارك الله فيكم...
الجواب:
الحقيقة أنَّ الصوتَ -صوتَ أخينا سَمير- جاء متقطِّعًا؛ وبالتَّالي: لَم أفهم مِنه بعضَه -وإن كنتُ فهمتُ منه مُجمَله-.
وفهمتُ منهُ أنَّه سرَدَ عددًا مِن المآخِذ نحنُ معهُ فيها جَميعًا، أو: فلأقل -مِن باب التحفُّظ- في أكثرها، وقد تكون فيها جميعًا.
ولكن الأمرُ هنا ليس في المآخذ؛ وإنَّما الأمرُ في تنزيل هذه المآخذِ حُكمًا على صاحبِها.
فنحن مع الأخ في هذه المآخِذ، وقد يكون عندنا غيرُها، وأكثر منها، وأنا ناقشتُ الشَّيخ محمَّد حسَّان -شخصيًّا-في أمريكا-قبل سنوات-، ورأيتُ منه رخاوةً في المسائل المنهجيَّة؛ لكنْ هذا لا يجعلني أقول إنَّه ليس سلفيًّا، ولا أخاف أن يقولَ عني بعضُ المتسرِّعين إنَّني أدافع عنه أو لا أدافع، فأنا عندما أتكلَّم أتكلَّم وأنا أعلمُ أنَّ ربِّي يَسمعُني ويرانِي، وأنَّ ملائكتَه تكتبُ ما أقول.
وبالتَّالي: فأولئك المتسرِّعون لا يضرُّون إلا أنفسهم، {وَسَيَعْلَمُ الذين ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.
لكن -في الوقت نفسِه-: إذا وجدنا هذه المؤاخذاتِ؛ فإنه لا يُكتفى بها لنزعِ السَّلفيَّة منه، أو السُّنَّة -وهذا أوسع-؛ لا بُد مِن إقامة الحُجة، لا بدَّ من المواجهة والمناصَحة.
فإذا أخبرتُمونا أنَّ بعضَ أهل السُّنَّة المعروفين مِن أهل العلم الثِّقاة الأكابر ناصحه وواجَهَه، ثم أصرَّ واستكبر -بعد البيانِ الكافي، والقولِ الشَّافي-؛ فحينئذٍ نقول: إنَّ بعضًا من هذه المؤاخذاتِ -فضلًا عنها جميعًا- قد يكونُ كافيًا في نزع وصفِ السَّلفيَّة عنه.
لكن: اعلموا -إخواني- أنَّ السلفيَّة ليست حركةً، وليست حزبًا، وليست بطاقةً شخصيَّة -ننزعها مِمَّن نشاء، ونَمنحُها مَن نشاء-، ولنتذكر -جميعًا- قول النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنَفسِه».
وأنا أقول هذا وأنا أعلمُ أنَّه نالني من الأخ محمَّد حسَّان شيءٌ من النَّقد والغمز -في شريطهِ «غُلاة التَّجريح»-، وأشار إشارةً -الحقيقة- غير دقيقة إلى ما حدث بيني وبينهُ في أمريكا.
ونقل لي بعضُ الإخوةِ أنَّه سُئل -مرَّةً-في بعض القنوات الفضائيَّة- عما جرى في الأردن -من تفجيراتٍ، أو تقتيل، وما أشبه-، فقال: كيف تسألوننا وعندكم العلماء في الأردن -وإن كانوا تكلَّموا فينا، وطعنوا فينا، أو غمزوا بنا؟ -أو كما قال-.
وأنا أقول: هذه الكلمة لا تكفي لأن تكونَ سبيلًا للتَّعاونِ بين محمَّد حسَّان وإخوانِه في الأردن؛ لأنَّ الأردن فيها -مِمَّن يُقال إنَّهم عُلماء- صوفيَّة، وفيها -مِمَّن يُقال إنَّهم عُلماء- حزبيُّون، وفيها -مِمَّن يُقال إنَّهم عُلماء- أشاعرة، وفيها -مِمَّن يُقال إنَّهم عُلماء- دكاترة -هكذا- أكاديميُّون، فكلٌّ سيسمع هذه الكلمةَ؛ فسيُفسِّرها على ما يرى، وعلى ما يهوَى، وبخاصَّة أن محمَّد حسَّان لا يُركِّز -وللأسفِ- أقول هذا -وللأسف-وأضم صوتي إلى صوت الأخ سَمير -في ذلك-وللأسف- أنَّه لا يُظهر دعوتَه السَّلفيَّة -التي هو يقول إنَّه ينتسب إليها- إظهارًا واضحًا بيِّنًا -بلا خفاء، وبلا مُواربة-، ويُركِّز على القضايا المنهجيَّة والعقائديَّة، حتى إذا قال قولًا مثل هذا يُحمل على الدَّعوةِ السلفيَّة، وعلى علمائِها السَّلفيِّين.
أقول -ومع هذا كلِّه-: فرضي اللهُ عن عمرَ بنِ الخطَّاب القائلِ: «لا يُجزئُ مَن عصى اللهَ فيكَ بأحسنَ مِن أن تُطيع اللهَ فيه».
وأنا -إن شاء الله-بعد أقل من عشرةِ أيَّام- سأزور القاهرة -بمناسبة معرض الكتاب الدَّولي-، ولعل الله ييسر لي لقاء الأخ محمَّد حسَّان، وأناصحه، فأنا أقول: إنَّه على ثغرةٍ طيِّبة -لو أنَّه أحسن عرضَ الدعوةِ السَّلفيَّة، ولَم يكن منه هذه الأغلاط -التي نحن مع الأخ سَمير فيها-؛ لكن: لا نُريد أن نتعجَّل، ولا نُريد أن نتسرَّع -كما يتسرَّع غيرُنا- في أن نَسلبَ وصفَ السُّنة والسَّلفيَّة منه؛ فـ«لا يُؤمنُ أحدُكم حتَّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنَفسِه».
وعسى أن يكونَ هذا اللقاءُ قريبًا، والمجالُ فيه مفسوحًا، والوقتُ فيه مفتوحًا؛ إنه -سبحانهُ- قريبٌ مجيب.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (50:10). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.

(*) يشير إلى الشيخ محمَّد حسان.
  #195  
قديم 04-20-2012, 01:31 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

194- يقول السَّائل: لا يَخفى عليكم -شَيخَنا- ما صار يُعدُّ سِمةً في واقعِنا -نحن السَّلفيِّين-بعضًا ببعض-، واقعٌ [تدمى] له القُلوب، وتدمعُ له الأعين، وتتفطرُ له الأكباد؛ حيث التَّقاطُع والتَّدابُر والتَّهاجُر والإغلاظُ في القَول بدون سببٍ، وإن كان هناك مِن سببٍ فيكون سببًا تافهًا!!
وهذا أثَّر على استجابةِ النَّاس لنا؛ فيقول القائلُ منهم: انظُر إليهم كيف يتقاطَعون ويَتدابَرون ويَتناوَشون؟!!
شيخَنا: إذا لَم نَستطِع أن نسبلَ ثوبَ الرَّحمةِ والرَّأفةِ والمودَّةِ بيننا -نحنُ السَّلفيِّين أتباع المنهج الواحد-؛ فهل نستطيعُ أن نتواصلَ بالدَّعوة والإرشادِ والنُّصح والتَّوجيه مع مَن خالفنا في العقيدةِ والمنهَجِ؟!
وهذا ما تنبَّهَ له شيخُكم وشَيخُ مشايخنا العلامةُ الإمام محمَّد ناصر الدِّين الألباني -في آخرِ حياتِه-، وأثبتَه في وصيَّته للأمَّة.
فهل الحرصُ -شيخَنا- على سلامةِ المُعتقد وسلامةِ المنهج يُسوِّغُ الاستهانةَ بالأدبِ والأخلاقِ التي قال فيها النَّبيُّ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: «إنَّما بُعثتُ لأُتَمِّمَّ مكارمَ الأخلاقِ»، وقال فيها: «إنَّكم لن تَسَعُوا النَّاسَ بِأموالِكُم، فسَعُوهُم بِأخلاقِكم»؟
شيء من التَّفصيل -شيخَنا-حفظكم الله وسدَّدكم ورعاكم-.
الجواب:
الحقيقة: أن كلامَ أخينا أبي إسحاق هو شكايةُ حالٍ أكثرُ منه سُؤالًا، وأنا معهُ في كلِّ ما قال -حرفًا بحرفٍ-، وأضمُّ صوتي إلى صوتِه، وأدعو اللهَ -عزَّ وجلَّ- أن يؤلِّف بين قلوبِ السَّلفيِّين في كل مكان، وأن يُرِيَ النَّاسَ منهم أجملَ وأحسنَ ما فيهم، وأن تكونَ أخلاقُهم -كما هي عقائدُهم ومناهجُهم- سبيلًا راشدًا، وطريقًا مَسلوكًا لقلوبِ النَّاس حتى يَسَعوهم، ويشمَلوهم برحمتِهم، ويُؤنِسوهم بأخلاقِهم.
أمَّا أن يُظنَّ أن العقيدةَ والمنهج لا تأتِي إلا بالعُنف والغِلظة تحت اسمِ الهجر، وتحت اسم الولاءِ والبراء؛ فهذا خلافُ ما عليه أهلُ العلم؛ فإنَّ الولاءَ والبراء له ضوابطُه، والهجرَ الشَّرعيَّ له ضوابطُه، فلا يجوزُ أن نَخلطَ بين هذه الأمور خلطًا قبيحًا، مُتصوِّرين أنَّ مَعَنا ما ليس مَع غيرِنا، وأنَّ هذا الذي معنا هو سَبيلُ السَّيطرةِ على قلوبِ العِباد؛ نقول: نعم؛ لكنْ: لنتذكَّر جميعًا قولَ اللهِ -عزَّ وجلَّ-في كتابِه- لنبيِّه -حول أصحابِه-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} هذا رسول الله -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، وهؤلاء أصحابُه، وهذا كلامُ الله في كتابِه، والحقُّ الكاملُ بين يدَيه، ومع ذلك قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.
فنحنُ أَولَى وأَولَى أن نأخذَ بهذا التَّوجيه الرَّبَّاني لنبيِّنا -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الذي هو توجيهٌ للأمَّة-؛ حتى نشملَ النَّاس بِمحبَّتِنا وأُلفتِنا وأُنسِنا وأخلاقِنا -كما رغِبنا منهم ولَهم أن يكونُوا مشمولِين بِعقيدتِنا ومَنهجِنا وحقِّنا -الذي امتنَّ اللهُ-تَعالى-به علينا-.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (55:55). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #196  
قديم 04-20-2012, 01:52 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

195- يقول السَّائل: شيخَنا: هل تعرفُ الشَّيخ [أبا] سعيد بلعيد الجزائري والشَّيخ عبد الحميد العربِي؟ وهل تنصحنا بِهم -بارك الله فيكم-؟
الجواب:
نعم؛ نعرف كِلا الأخوَين الفاضِلَين -جزاهمُ الله خيرًا-، وإن كانت معرفتُنا بالأخِ أبي سعيد أكثر، وهذا لا يعني أنَّنا لا نعرفُ الأخَ عبدَ الحميد -كما قلتُ ابتداءً-، نعرفُهما جيِّدًا، والتقيناهما مِرارًا، وهما على خيرٍ -إن شاء الله-.
لكنْ -على قاعدتِنا التي نقولُها-: هُما بشَرٌ، يُخطئون ويُصيبون -كما نحن، كما علماؤُنا، كما مشايخُنا، كما كل بني آدم-.
نقولُ هذا حتى لا يُظنَّ أنَّ ما نقولُه تزكيةٌ مُطلَقة، وثناءٌ شاملٌ لكلِّ التَّصرُّفات والسُّلوكيَّات -فضلًا عن الفتاوى والأقوال والكِتابات-.
نُوصي بالأخوَين المذكورَين خيرًا، ونُوصيهِما بالرِّفق واللِّين، والعلم والتَّعليم، والدَّعوةِ والصَّبر على لأوائِها في بلادِهم التي تحتاجُ جهودًا وتضافُرَ جُهودٍ -في كثيرٍ، أو بين كثيرٍ من الإخوة-ليس-فقط-في واحدٍ أو اثنين-؛ لأن بلاد الجزائر تَحتاجُ هذا الجهدَ الموصولَ الدَّائبَ لنشرِ هذه الدعوةِ -بعد هذه الفتن التي ضربت الجزائر-على مدارِ السَّنوات الطويلة الماضية-.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:03:43). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #197  
قديم 04-20-2012, 02:03 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

196- يقول السَّائل: فضيلةَ الشَّيخ؛ ابتُلينا بأئمَّةٍ يَدعونَ دعاءَ القُنوت على الدَّوام -في غالبِ مساجدِنا-، وهم يَدعونَه سِرًّا؛ فما موقفُنا -كَمأمومين- وراءَ هؤلاء الأئمَّة: أنسكتُ أم ندعو؟ أم ماذا نفعلُ لِتعميرِ الرُّكنِ -وبالذَّاتِ أنَّهم يُطيلونَ هذا الدُّعاء-؟
الجواب:
إذا قصدتَ -طبعًا- دعاءَ القُنوت وتخصيصَه في الفِجرِ؛ فهذا لا أصلَ في السُّنَّة، وكذلك إذا قصدتَ أنَّهم يُسرُّونه سرًّا، ولا يجهرون به جهرًا؛ أيضًا هذا لا أصلَ له في السُّنَّة؛ وبالتالي: لا يُتابَعون فيما خالفوا فيه السُّنَّة.
أمَّا: كيف تُعمِّر هذا الرُّكن؟
فأنتَ بين يدي مولاكَ؛ فعَمِّرهُ بالتَّفكُّر، ولا ترفعْ يدَيك، ولا توافِقْهُم على بدعتِهم، وعَمِّرهُ بالتَّفكُّر أنَّك بين يدي مولاك؛ فالتَّفكُّر عبادةٌ قلبيَّة؛ أيضًا لك فيها أجرٌ ومثوبةٌ -إن شاء الله-.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:06:18). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #198  
قديم 04-20-2012, 02:35 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

197- يقول السَّائل: شركة أجنبيَّة كافرة، منها رأسُ المال، وهو منهُ الجهدُ والعملُ، والرِّبح بالنِّصف؛ فهل يجوزُ له ذلك -مع عدمِ علمِه بأنَّ المالَ هل فيه رِبا أم لا-؟ وما حُكمُهُ في حالِ عِلمِه بأنَّه مالُ رِبا؟
الجواب:
الأصلُ في المسلم أن يحرصَ، وأن يعرفَ هذا الشَّريكَ الذي يُشاركُه: هل مالُه مالٌ حلالٌ؟ أم مالٌ مُحرَّم؟ أم مالٌ مختلِط؟ فكلُّ صورةٍ لَها أحكامُها، وإن لم يَعرفْ -جزمًا-؛ فعليهِ أن ينظرَ إلى الأمور في بابِ غلبةِ الظنِّ.
أمَّا أن يتعجَّل -هكذا-، ويدخل هذا المَدخَلَ في المالِ، وفي الشَّراكةِ والشَّركة، وخاصَّة أنَّها شركةٌ أجنبيَّة كافِرة -كما ورد في السُّؤال-، وهي لا تسألُ عن الحلالِ والحرام، ولا تُؤمنُ باللهِ ولا باليومِ الآخر؛ فأنا لا أنصحُ بِمثلِ هذه الشَّراكةِ، وأرى أن يُشاركَ المسلمين الحرِيصين، واللهُ -تَعالَى- يقولُ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
أمَّا أن يدخلَ هذه المداخِلَ -هكذا-؛ فأنا لا أنصحُ، وأؤكِّد على ما ذكرتُ.
والله المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:07:32). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #199  
قديم 04-20-2012, 02:44 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

198- تقول السَّائلة: بارك الله فيكم -يا شيخ-: أضطرُّ -أحيانًا- لِحضور مَجالسَ فيها غِيبة مِن أحدِهم، وأنصحهُم لكن دون جَدوى؛ بل ويَسخرون منِّي -أحيانًا-؛ هل عليَّ إثم إن سمعتُ كلامَهم وأنا مضطرَّة للجُلوس معهم -بارك الله فيكم-؟
الجواب:
درجاتُ إنكار المنكر ثلاثةٌ: باليدِ واللِّسانِ والقلبِ.
فإذا كان السَّائلُ مُضطرًّا للجلوسِ معهم دون القُدرةِ على التَّغيير؛ فلا حولَ ولا قوَّة إلا بالله، وليحاولْ أن يَستمرَّ في النُّصحِ -حتى لو سَخِروا-؛ فإن شاء اللهُ؛ ربُّنا -عزَّ وجلَّ- يُثمرُ في القلوبِ صِدقًا وإخلاصًا وتأثيرًا -إن شاء اللهُ-تَعالى-.
وإن لم يَنتفِعوا؛ فلا شكَّ ولا رَيب سيكونُ ذلك سبيلًا لرفعِ الإثمِ عن هذا الجالسِ الذي يَقولُ إنَّه مُضطرٌّ، وليحاولْ أن يدفعَ هذا الاضطرارَ بالصُّورة الشَّرعيَّة؛ حتى يخرجَ من الإثمِ -أوَّلهِ وآخرِه-.
واللهُ المستعان.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:09:05). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
  #200  
قديم 04-20-2012, 03:07 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

199- يقول السَّائل: يَعتبر البعضُ الكلامَ عن الشِّيعة -اليومَ- إحياءً للنَّعراتِ الطَّائفيَّة، وصرفًا للأمَّة عن عدوِّها الحقيقيِّ، وتفريقًا لوحدةِ الصَّف؛ فما قولُكم -بارك اللهُ فيكم-؟
الجواب:
إذا كان الكلامُ عن الشِّيعة إحياءً للنَّعرات، وصرفًا للأمة..؛ فإن أوَّل مَن يفعلُ ذلك هُم الشِّيعة!
والحقيقة: أنَّ السُّنةَ مُقصِّرون جدًّا في الكلامِ عن الشِّيعة وكشفِ حقائِقِهم.
فهذا ليس من النَّعرات في شيء؛ وإنَّما هذا مِن باب -كما يُقال-: (مَن طرقَ البابَ؛ سَمِع الجواب)؛ فهم الذين أظهروا حِقدَهم في العراقِ -كما لا يَخفى على أحدٍ-، حتى عرفَ وأيقنَ عامَّةُ النَّاس وغوغاؤُهُم ورَعاعُهم بِحقيقة هؤلاء وحقدِهم الطَّائفيِّ، فهُم دُعاة الطَّائفيَّة، وهم دُعاة الحزبيَّة، وهُم دُعاةُ النَّعرات، أمَّا أهل السُّنَّة؛ فهم لا يُعاملونَهم كذلك.
العراق مضى عليها في هذا الخليطِ بين السُّنة والشِّيعة [قُرون] كثيرة، هل مرَّ في قرنٍ من القُرون مثلُ هذا الذي يَجري اليوم بعد أن مُكِّن لَهم، وبعد أن وجدوا أقدامًا في الحُكم؟ الحقيقة أنَّ هذا يكادُ يكون ما جَرى في التَّاريخ المُعاصِر منذ قُرون.
فنحن نرى أنَّه إذا كان هنالك إثارة لِنَعرات؛ فهم أسبابُها؛ بل هم فاتِحو أبوابِها!
وأمَّا أهل السُّنَّة: فيجبُ أن يُبيِّنوا حقيقةَ الشِّيعةِ مِن خلال ما لا يُنكرُه الشِّيعةُ -أنفسُهم-.
مثلًا؛ أنا أضربُ مثالًا واحدًا: نعمة الله الجزائري في كتابِه «الأنوار النُّعمانيَّة»، والكتابُ مطبوعٌ في مؤسَّسة الأعلميِّ للمطبوعاتِ، في بيروت-لبنان، وهذه المؤسَّسةُ هي أشهرُ مؤسَّسةٍ شيعيَّة تطبع كتب الشِّيعةِ، وهذا نعمةُ الله تُوفِّي قبل نَحو (150) سَنة -أو قريب من ذلك-.
يقول في كتابِه: (وأمَّا هذا الإلهُ الذي أرسل نبيًّا خليفتُه أبو بكر؛ فليس هذا الإله إلَهَنا، ولا هذا النَّبي نبيَّنا، ولا هذا الإمامُ إمامَنا)!
إذا كان هذا قولَهم الذي يُدافعون عنه في لحظةٍ لا يستعملون فيها التَّقيَّة، ولا يستعملون فيها تلوُّنَهم -الذي هم به معروفون، وهم فيه مشهورون-؟
فماذا نحن نقول؟
هم أصحابُ النَّعرات، وهم أصحاب التَّعصُّب، وهم أصحاب الطائفيَّة، هم الذين سَلَخوا أنفسَهم من جِلد الأمَّة، وهم الذين يعيثون -الآن- في الأرضِ الفساد، ومواقع إيران وما تفعله في أهل السُّنة -أيضًا- عن المنصف ببعيد.
ونسأل الله أن يُبارِك في أهل السُّنَّة، وأن ينصرَهم على أعدائِهم، وأن يَردَّ الضالِّين عن ضلالِهم، وأن يَهديَ الشَّاردِين [من] الحقِّ إلى الحق؛ إنَّه -سُبحانهُ- سَميعٌ مُجيبُ الدَّعوات.
المصدر: لقاء البالتوك (16/1/2007) -من لقاءات البالتوك القديمة، في غرفة مركز الإمام الألباني-، (1:10:24). من هنـا لسماع اللقاء كاملًا.
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.