أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
65050 91579

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2010, 02:26 PM
ابو الفداء السلفى المصرى ابو الفداء السلفى المصرى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 361
افتراضي دعوة لمناقشة فتوى دار الافتاء حول مصير والدى الرسول..

رفضت دار الإفتاء المصرية الفتاوى التى خرجت بأن والدى الرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين وأنهما فى النار، حيث قالت الدار فى بحث لأمانة الفتوى أعادت نشره برقم (2623 ) أن الحكم فى أبوَى النبى صلى الله عليه وسلم أنهما ناجيان وليسا من أهل النار، وقد صرح بذلك جمع من العلماء، وصنف العلماء المصنفات فى بيان ذلك، منها: رسالتا الإمام السيوطى "مسالك الحنفا فى نجاة والدَى المصطفى" و"التعظيم والمِنّة بأنَّ والدَى المصطفى فى الجنة".

وقالت الدار إن العلماء استدلوا على ذلك بأنهما مِن أهل "الفَترة"، لأنهما ماتا قبل البعثة ولا تعذيب قبلها، لأن مَن مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجيًا، لتأخر زمانهما وبُعدِه عن زمان آخر الأنبياء، وهوسيدنا عيسى- عليه السلام-، ولإطباق الجهل فى عصرهما، فلم يبلغ أحدًا دعوةُ نبى من أنبياء الله إلا النفر اليسير من أحبار أهل الكتاب فى أقطار الأرض كالشام وغيرها، ولم يعهد لهما التقلب فى الأسفار ولا عمَّرا عمرًا يمكن معه البحث عن أخبار الأنبياء، وهما ليسا من ذرية عيسى عليه السلام ولا من قومه، فبان أنهما مِن أهل الفترة بلا شك. ومَن قال: إن أهل الفترة يُمتَحَنُون على الصراط فإن أطاعوا دخلوا الجنة وإلا كانت الأخرى، فإن العلماء نصُّوا على أن الوالدين الشريفين لو قيل بامتحانهما فإنهما من أهل الطاعة، قال الحافظ ابن حجر: "إن الظن بهما أن يطيعا عند الامتحان".

وأضافت أمانة الفتوى أن الطبرى أورد فى تفسيره عن ابن عباس –رضى الله عنهما- أنه قال فى تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}[الضحى: 5]، قال: "مِن رِضا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أن لا يَدخُل أحدٌ مِن أهل بيته النار".

وقالت الفتوى الطريق الثانى الذى سلكه القائلون بنجاة أبوَى النبى-صلى الله عليه وآله وسلم: أنهما ناجيان؛ لأنهما لم يثبت عنهما شرك، بل كانا على الحنيفية دِين جدهما إبراهيم- عليه السلام-، ولقد ذهب إلى هذا القول جمعٌ من العلماء منهم الفخر الرازى فى كتابه "أسرار التنزيل".

واستدل أهل هذا الطريق بقوله تعالى: {الَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِى السَّاجِدِينَ}. [الشعراء: 218، 219]، أى أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يتقلب فى أصلاب الساجدين المؤمنين مما يدل على أن آباءه لم يكونوا مشركين، قال الرازى: "قال -صلى الله عليه وآله وسلم: ((لَم أَزَل أُنقَلُ مِن أَصلابِ الطّاهِرِينَ إلى أَرحامِ الطّاهِراتِ))، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}. [التوبة: 28]، فوجب ألا يكون أحدٌ مِن أجداده -صلى الله عليه وآله وسلم-مشركًا".

كما رفضت أمانة الفتوى القول بأن القول إنهما خير من المؤمنين مع كفرهما، لأن هذا يعنى القول بتفضيل الكافرين على المؤمنين؛ وأضافت "ولكى نخرج من هذا المحظور وجب أن نقول بأنهما مؤمنان.

أما الرواية الثالثة التى استندت إليها أمانة الفتوى فى قولها بنجاة والدى الرسول، بأن الله تعالى أحياهما له -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى آمَنا به، وأضافت أن هذا المسلك مال إليه طائفة كثيرة مِن حفاظ المحدِّثين وغيرهم، منهم: الخطيب البغدادى وابن شاهين وابن المُنَيِّر والمحب الطبرى والقرطبى، واحتجوا لمسلكهم بأحاديث ضعيفة، ولكنها ترقى إلى الحسن بمجموع طرقها.

وأنهت أمانة الفتوى بحثها بتوجيه النصيحة لشباب الدعوة إلى الله أن يتقوا الله فى الأمة ولا يبالغوا فى إطلاق الأحكام قبل الفهم والبحث، وإن ضاقت بهم ملكاتهم العقلية والعلمية فقد وصف لهم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الدواء مِن هذا المرض فقال: ((إنَّما شِفاءُ العِى السُّؤالُ))، فعليهم سؤال أهل العلم بدلا مِن إيقاع أنفسهم فى اللعن والخروج من رحمة الله بالتعدى على جناب الحبيب- صلى الله عليه وآله وسلم، وأضافت أن القاضى أبا بكر بن العربى أحد أئمة المالكية سُئِل عن رجل قال: إنّ أبا النبى-صلى الله عليه وآله وسلم- فى النار، فأجاب بأن مَن قال ذلك فهو ملعون؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}. [الأحزاب: 57]. قال: "ولا أذًى أعظم مِن أن يقال عن أبيه إنه فى النار".فليتقوا الله وليخشوا لَعنَه وإيذاءَ حبيبه -صلى الله عليه وآله وسلم- المستوجب للعن فاعله، ونصيحتنا لهم أيضًا بألا يشغلوا الأمة بخلاف لا طائل مِن ورائه.

__________________
أبو الفداء عاطف بن محمدعدس بن محمد عبدالله البحراوي
المصري المولد و الجنسية - السلفي عقيدة و منهجا
الغارق فى خطاياه - الفقير الى عفو ربه
غفر الله له و لوالديه

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"" لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ ". صححه الالباني
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-14-2010, 01:23 PM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

أبوي الرسول بين الجفري وعلماء الشافعية
أبو أمامة

المقدمة
ذكر اللازم لبيان فساد القول جادة مطروقة


من المقرر عند أهل العلم أن ذكر اللازم لبيان فساد القول وما يفضي إليه من المنكرات ، جادة مطروقة ، وعليها العمل ، وردود أهل العلم منذ القدم تقوم على هذا الأمر ، فيذكرون في ردودهم على من قال كلاماً باطلاً ما ينبني على هذا القول وما يؤدي إليه من اللوازم الفاسدة ؛ لأنه إذا فسد اللازم فسد الملزوم ، وقد يكون ذكر اللازم وفساده أوضح من إفساد الملزوم بمجرده . وأنا في موضوعي هذا سأذكر لازم قلة أدب الجفري وسوء ظنه مع المخالفين له في مسألة أبوي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الطعن واللمز واللغمز في المخالفين هو في حقيقته طعن ولمز وغمز لمن قال به من العلماء من قبل ، ولو أن الجفري التزم بنصرة رأيه وعقيدته بالأدلة دون الطعن والإتهام في الدين لكان أولى .


فصلٌ
في ذكر بعض أقوال علماء الشافعية في المسألة

1/ الإمام النووي رحمه الله تعالى :
وقد بوب في شرحه لصحيح مسلم عند حديث " أبي وأباك في النار " بقوله " باب : بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ، ولا تناله شفاعته ، ولا تنفعه قرابة المقربين " .
وقال في شرحه " وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو في النار ، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ؛ فإن الدعوة كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم " انتهى .

وقال رحمه الله عند شرحه لحديث " استأذنت ربي أن أستنغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي " .
قال " فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة ؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى ، وقد قال الله تعالى ( وصاحبهما في الدنيا معلروفا ) ، وفيه النهي عن الاستغفار للكفار ، قال القاضي عياض رحمه الله : سبب زيارته قبرها أنه قصد قوة الموعضة والذكرى بمشاهدة قبرها ؛ ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : فزوروا القبور ؛ فإنها تذكركم باتلآخرة " انتهى .

وقال أيضاً رحمه الله " قوله : فبكى وأبكى من حوله ، قال القاضي : بكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به " انتهى .

2/ البيهقي :
قال في كتابه دلائل النبوة (1/192، 193) بعد تخريجه لحديث " أبي وأباك في النار " : (وكيف لا يكون أبواه وجدُّه بهذه الصفة في الآخرة ، وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا ، ولم يدينوا دين عيسى ابن مريم عليه السلام " انتهى .
وقال أيضا في سننه(7: 190): " وأبواه كانا مشركين, بدليل ما أخبرنا.." ثم ساق حديث أنس " أبي وأباك في النار " .
وقال في الدلائل (1/192, 193) : " وكفرُهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أنكحة الكفار صحيحة ، ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم ، فلا يلزمهم تجديد العقد ، ولا مفارقتهن ؛ إذ كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق " انتهى .

3/ ابن كثير :
قال في (سيرة الرسول وذكر أيامه.. ) : " وإخبارهصلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء-أي الذين أخبر عنهم النبي- من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة " انتهى .

وقدر رد على حديث أن الله أحياهم ثم آمنوا بأنه " حديث منكر "

وللزيادة أنظر تفسيره وكتابه البداية والنهاية .


فصلٌ
في ذكر بعض أقوال العلماء المجتهدين وغيرهم من أصحاب المذاهب.

1- الإمام مسلم:
حيث رواه في صحيحه وعنون عليه: باب بيان أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تناله شفاعة ولا تنفعه قرابة المقربين.

2- أبو داود صاحب السنن:
حيث روى حديث أنس مع أحاديث أخرى وعنون عليها: باب في ذراري- أي أبناء- المشركين.

3- النسائي, :
حيث روى حديث الاستئذان(2032) - وهو:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وهو كما ترى بمعنى حديث أنس في أنه قد ثبت أن من أهل الجاهلية من هم ليسوا من أهل الفترة, وعنون عليه: باب زيارة قبر المشرك.

4- ابن ماجة:
حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان(1572), وعنون عليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.

5- ابن الجوزي :
إذ قال في الموضوعات(1: 284) بعد أن ذكر حديثا باطلا موضوعا فيه أن الله أحيا أبوي النبي(ص) ليؤمنا به, قال: [هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر", وقوله(ص).. وذكر ابن الجوزي حديث الاستئذان..].

6- القرافي :
قال في شرح تنقيح الفصول (ص297): «حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم ، ولولا التكليف لما عذبوا ، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه،إنما الخلاف في الفروع خاصة ، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع».

7- وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، وكذلك العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ :
في "شرح الفقه الأكبر"، وفي رسالة مستقلة أسماها: "أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه الصلاة والسلام". وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول –عليه أتمّ الصلاة والتسليم–. وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في ص84: «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».

الخاتمة

وأخيرا لا بد أن يعلم أن المقصود من الموضوع هو لفت النظر للازم الطعن والاتهام في الدين وأن قول الجفري _ فيمن يقول بموت أبوي الرسول على الكفر _ " أن القوم بينهم وبين رسول الله شيء " و " أنهم يريدون نزع محبة محمد من قلوب العامة " ما هو إلا تدليس وتلبيس على العامة ، وأنه في الحقيقة متوجه لمن ذكرنا لو التزم به الجفري .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-14-2010, 01:43 PM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التعبد المرضي
بإثبات كفر والدي النبي r
كما نطقت بذا الآثار، وجاءت به صحيح الأخبار، مخالفين بذا كل غبيٍّ أبيّ
....
* * *
....

....إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله:
....
....{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون َ }سورة”آل عمران” الآية (102)
....
....{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }سورة”النساء” الآية (1)
....
....{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة”الأحزاب” الآية (70 - 71)
....
....أما بعد: فإن أصدق الحديث: كتاب الله، وخير الهدي: هدي محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ،،،
....
....اعلم - رحمنا الله وإياك - أن هذه المسألة مهمة، تتجلى أهميتها بالنظر إلى آثارها، فعيها، واحمد الله على سلامتك من مغبتها، وسل العافية مما ابتلي به غيرك فتعثر في فهمها، وهلك في بوار تبعاتها، مع شدة وضوحها، وترادف الأدلة الشرعية والآثار السلفية في تجليتها، وإليكموها :
....

((( بيان الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة مع ذكر بعض أقوال الأئمة في ذلك )))
أولاً: الأدلة من القرآن العظيم :
....أ - قوله تعالى: { إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم } سورة”البقرة” الآية (119) انظر قول شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - تحت هذه الآية في “تفسيره” (1/516) وتنصيصه على كفرهما.
....ب - سبب نزول قوله تعالى: { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } سورة”التوبة” الآية (113)"قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله تعالى: { وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية. بعد أن ذكر قصة غريبة في أن النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - نزل بعسفانالقصة بطولها ثم قال: "وأغرب منه وأشد نكارة ما رواه الخطيب البغدادي في كتابالسابق واللاحق"بسند مجهول عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فيه قصة أن الله أحيا أمه فأمنت ثم عادت. وكذا ما رواه السهيلي في “الروض"بسند فيه جماعة مجهولون: أن الله أحيا أباه وأمه فآمنا به. وقد قال الحافظ ابن دحية: هذا حديث موضوع، يرده القرآن والإجماع"أهـ"قرع الأسنة"ص(62)
....
....قال العلامة ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في “الموضوعات” (1: 284) بعد أن ذكر حديثاً باطلاً موضوعاً فيه أن الله تعالى أحيا أبوي النبي - صلىالله تعالى عليه وآله وسلم - ليؤمنا به, قال: ”هذا حديث موضوع لا يشك فيه, والذي وضعه قليل الفهم, عديم العلم, إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافرا لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة, لا بل لو آمن بعد المعاينة, ويكفي في رد هذا الحديث قوله تعالى" فيمت وهو كافر"..."
....
بيان نفيس من كلام الإمام الموسوعي الكبير شيخ الإسلامابن تيمية - رحمه الله تعالى:
....قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى : "لم يصح عن أحد من أهل الحديث، بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق، وإن كان قد روي في ذلك أبو بكر - يعني الخطيب - في كتابه"السابق واللاحق"وذكره أبو القاسم السهيلي في “شرح السيرة"بإسناد فيه مجاهيل، وذكره أبو عبد الله القرطبي في “التذكرة"وأمثال هذه المواضع،
فلا نزاع بين أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات كذباً، كما نص عليه أهل العلم، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث، لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد، ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة، ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا قد يروون الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين، فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي في نقله، فإنه من أعظم الأمور خرقاً للعادة من وجهين:
....- من جهة إحياء الموتى.
....- ومن جهة الإيمان بعد الموت.
....
....فكان نقل مثل هذا أولى من غيره، فلما لم يروه أحد من الثقات علم أنه كذب. والخطيب البغدادي في كتاب”السابق واللاحق"مقصوده أن يذكر ما تقدم ومن تأخر من المحدثين عن شخص واحد سواء كان الذي يروونه صدقاً أو كذباً. وابن شاهين يروي الغث والسمين. والسهيلي إنما ذكر ذلك بإسناد فيه مجاهيل.
....
....ثم هذا خلاف الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع: قال تعالى: { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله غفوراً رحيماً، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال: إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار } فبين الله تعالى: أنه لا توبة لمن مات كافراً.
....وقال تعالى: { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون } سورة”غافر” الآية (85)فأخبر أن سنته في عباده أنه لا ينفع الإيمان بعد رؤية البأس - أي: العذاب - فكيف بعد الموت؟ ونحو ذلك من النصوص.
....
....وفي صحيح الإمام مسلم: "أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أين أبي؟ قال: "إن أباك في النار" فلما أدبر دعاه، فقال: "إن أبي وأباك في النار"وفي صحيح مسلم أيضاً، أنه قال: "استأذنت ربي أن أزور قبر أمي، فأذن لي، واستأذنته في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الآخرة"وفي الحديث الذي في المسند وغيره، قال: "إن أمي مع أمك في النار"
....
....فإن قيل: هذا عام الفتح، والإحياء كان بعد ذلك في حجة الوداع، ولهذا ذكر ذلك من ذكره، وبهذا اعتذر صاحب"التذكرة"وهذا باطل لوجوه:
....
....(الأول) :أن الخبر عما كان ويكون لا يدخله نسخ، كقوله في أبي لهب: { سيصلى ناراً ذات لهب } سورة ”المسد” الآية (3) وكقوله في الوليد: { سأرهقه صعوداً } سورة "المدثر" الآية (17) .
....
....وكذلك في "إن أبي وأباك في النار" و "إن أمي وأمك في النار"وهذا ليس خبراً عن نار يخرج منها صاحبها كأهل الكبائر؛ لأنه لو كان كذلك لجاز الاستغفار لهما، ولو كان قد سبق في علم الله إيمانهما لم ينه عن ذلك، فإن الأعمال بالخواتيم، ومن مات مؤمناً فإن الله يغفر له فلا يكون الاستغفار له ممتنعاً.
....
....(الثاني) : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زار قبر أمه لأنها كانت بطريقه"بالحجون"عند مكة عام الفتح، وأما أبوه فلم يكن هناك ولم يزره إذ كان مدفوناً بالشام في غير طريقه، فكيف يقال: أحيي له؟
....
....(الثالث) :أنهما لو كانا مؤمنين إيماناً ينفع كانا أحق بالشهرة والذكر عن عميه: حمزة، والعباس؛ وهذا أبعد مما يقوله الجهال من الرافضة ونحوهم من أن أبا طالب آمن.
....
....ويحتجون بما في السيرة من الحديث الضعيف، وفيه أنه تكلم بكلام خفي وقت الموت. ولو أن العباس ذكر أنه آمن لما كان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - عمك الشيخ الضال كان ينفعك فهل نفعته بشيء؟ فقال: "وجدته في غمرة من نار فشفعت فيه حتى صار في ضحضاح من نار، في رجليه نعلان يغلي منهما دماغه، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" هذا الباطل مخالف لما في الصحيح وغيره فإنه كان آخر شيء قاله: هو على ملة عبد المطلب، وأن العباس لم يشهد موته، مع أن ذلك لو صحّ لكان أبو طالب أحق بالشهرة من حمزة والعباس، فلما كان من العلم المتواتر المستفيض بين الأمة خلفاً عن سلف أنه لم يذكر أبو طالب ولا أبواه في جملة من يذكر من أهله من المؤمنين: كحمزة، والعباس، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين - رضي الله عنهم - كان هذا من أبين الأدلة على أن ذلك كذب.
....
....(الرابع) :أن الله تعالى قال: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم - إلى قوله - لأستغفرن لك وما أملك لك من الله شيئاً } الآية سورة”الممتحنة” الآية (6)
....
....وقال تعالى: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } سورة ”التوبة” الآية (114)فأمر بالتأسي بإبراهيم والذين معه، إلا في وعد إبراهيم لأبيه بالاستغفار، وأخبر أنه لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، والله أعلم" "مجموع فتاوى شيخ الإسلام” (4/324/327)
....
....أقول:هذا البيان الساطع، والضياء اللامع، وصبح الحق المشرق، وإشراقة شمس الدليل، حين تأتي على ليل الباطل وظلماته، فتجلي الحقائق، وتكشف الأجنة.
....
....إذا علمت هذا فانظر رأيت التصوف الدميم، ومفضوح الباطن، مهتوك الستر، وهو يخفي عبثاً سوأته عند فجأة البرهان، وقوته، وشدة سطوته، وأخذه بالعقول والقلوب. وعليه فاستمسك به كل كريم عليم، ونفر منه كل خاسر لئيم.

....
ثانياً: من السنةالنبوية المقدسة:
....أ -ما رواه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - عن أنس - رضي الله تعالى عنه: "أن رجلاً قال: يا رسول الله! أين أبي؟ فقال: "في النار" فلما قفّى؛ دعاه، فقال: "إن أبي وأباك في النار"" الإمام مسلم"ك"الإيمان"باب"بيان أن من مات على الكفر فهو في النار” (1/191) برقم (203) وغيره
....
....ب -وفي "صحيح الإمام مسلم" أيضاً: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة، أتى رسم قبر، فجلس إليه، فجعل يخاطب، ثم قام مستعبراً، فقلنا: يا رسول الله! إنا رأينا ما صنعت. قال: "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي" فما رؤي باكياً أكثر من يومئذ""صحيح الإمام مسلم” (2/672)والإمام الترمذي في “الجامع” (3/370) رقم (1054)مختصراً، وابن سعد في “الطبقات الكبرى” (1/117) والإمام أحمد في “المسند” (5/355 - 356)والحاكم في “المستدرك” (1/376)والإمام البيهقي في “السنن الكبرى” (4/76) و"الدلائل” (1/189)وابن شاهين في “الناسخ والمنسوخ"رقم (652،653،654)والجورقاني في “الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير” (1/229 - 230)والإمام الطبري في “التفسير” (11/42)" أهـ انظر حاشية”أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري ص(74)
....
....وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - عند شرحه لحديث" استأذنت ربي أن أستنغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي”قال” فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة ؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى ، وقد قال الله تعالى ( وصاحبهما في الدنيا معروفا ) وفيه النهي عن الاستغفار للكفار، قال القاضي عياض رحمه الله : سبب زيارته قبرها أنه قصد قوة الموعضة والذكرى بمشاهدة قبرها؛ ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث : فزوروا القبور؛ فإنها تذكركم باتلآخرة"انتهى
....
....وقال أيضاًرحمه الله تعالى" قوله : فبكى وأبكى من حوله ، قال القاضي : بكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به” انتهى .

....
ثالثاً : نقل الإجماع على ما تقدم :
....نقل العلامة القاري - رحمه الله تعالى: "إجماع السلف والخلف على عدم نجاة أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك من غير خلاف لما هنالك، والخلاف في اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق"مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للعلامة علي بن سلطان محمد القاري ص(7 - 8) تحقيق: مشهور بن حسن بن سلمان - مكتبة الغرباء الأثرية - الطبعة الأولى 1413هـ

....
رابعاً: أقوال بعض السلف في إثبات كفر أبوي النبي r
....وآثرت ذكر أقوال المرضي عنهم لدى المخالف - بل واستدل بهم - ليكون أدعى للقبول.
....- الإمام النسائي - رحمه الله تعالى - ”صاحب السنن": إذ روى حديث الاستئذان (2032) - وهو: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، فقال: ((استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) – وعنوّن عليه : باب زيارة قبر المشرك.
....
.... - وكذلك صنع صنوه الإمام ابن ماجة - رحمه الله تعالى - حيث روى هو أيضا حديث الاستئذان (1572), وعنوّن عليه: باب ما جاء في زيارة قبور المشركين.
....
....- الإمام أبو حنيفة :قال الإمام القاري - رحمه الله تعالى: "قد قال الإمام الأعظم والهمام الأقدم في كتابه المعتبر المعبَّر بـ"الفقه الأكبر" ص(68)ما نصه: "ووالدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماتا على الكفر" مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري ص(37)
....
....- شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - في “تفسيره” (1/516)حيث قال : "أهل الشرك من أهل الجحيم، وأن أبويه كانا منهم"
....
....- الإمام البيهقي- رحمه الله تعالى - في “دلائل النبوة” (1/192 - 193)بعد أن سرد جملة من الأحاديث تدل على أنهما في النار: "وكيف لا يكون أبواه وجده بهذه الصفة في الآخرة وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا"
....
....- الإمام النووي- رحمه الله تعالى - قال في “شرحه"على قوله: "إن أبي وأباك في النار"ما نصه: "فيه أن من مات على الكفر، فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين"شرح النووي على صحيح مسلم” (1/79)

....
((( رد شبهة متعلقة بأبوي النبي r )))
....قالوا: لا أدري ما تعشقكم لتعذيب أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم؟
....
....قال الشيخ أبو ذر عبد العزيز البرعي اليمني - حفظه الله تعالى: "يقول الله تعالى:{ ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيما } فلا تشغل نفسك بالدفاع عن مشركين ماتا على الشرك، وقضى الله عليهما به، ودع اتهام المسلمينإن كنت صاحب حق لم لا تقابلهم بالبراهين خير من أن تأتي بالتهزئات والسخريات، قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم"وقال: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم } الآية"قراع الأسنة في نفي التطرف والشذوذ عن أهل السنة"للشيخ عبد العزيز البرعي ص(63)

....
((( رد شبهة أخرى في الباب )))
إبطال دعوى الأدب الزائفة :
إن القول بأن أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النار، إنما فيه سوء أدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ! والجواب من وجوه:
....أ - إن الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو اتباع أمره، واعتقاد ما أخبر به، وسوء الأدب هو اجتناب هديه، ومصادمة قوله - صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"سورة”الحجرات” الآية (1)
....
....وما أحسن ما قاله الشيخ عبد الرحمن اليماني - رحمه الله تعالى - تعليقاً على حديث إحياء أبويّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أورده الشوكاني - رحمه الله تعالى - في “الأحاديث الموضوعة"ص(322) قال في تعليقه عليه: "كثيراً ما تجمح المحبة ببعض الناس، فيتخطى الحجة، ويحاربها! ومن وفق؛ علم أن ذلك مناف للمحبة المشروعة، والله المستعان"
....
....ب :أن القول بنجاة والدي النبي - صلى الله عليه وسلم - هو هدم صريح لقاعدة من قواعد الاعتقاد، وهي أن الإيمان هو الشرط الأول لدخول الجنة، وغير ذلك إنما هو من تلبيس الشياطين، فمجرد النسبة العرقية لوالدي النبي- صلى الله عليه وسلم -وأنها هي مفتاح الجنة: تقوّل على الله بغير علم.
....
....ج:لقد جرّ هذا الاعتقاد بعض القائلين به: مثل البيجوري- صاحب"جوهرة التوحيد"في ص(29) -وغيره من أمثاله إلى الحكم بنجاة كل أصول النبي- صلى الله عليه وسلم -وهذا مردود" بتصرف من مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام" ص(33 - 34)
....
....وحديث تحريم النار على صلب النبي - صلى الله عليه وسلم - "قال عنه الحافظ الذهبي: سنده مظلم ومتنه موضوع"أحاديث مختارة"رقم (67) و"الميزان” (4/368)
....
....وقال الجورقاني: "هذا حديث موضوع باطل"ونحوه عن السيوطي في “الحاوي” (2/224)واللآلئ” (2/224) وابن عرّاق في “تنزيه الشريعة” (1/322) والشوكاني في “الفوائد المجموعة"ص (321)

....
((( رد شبهة ثالثة في الباب )))
كونهما كانا من أهل الفترة.
....أقول: قد جاء خبر صحيح صريح من الصادق المصدوق - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي بلغ الغاية في الرحمة، والمنتهى في الأدب، وأرأف الخلق بهما وبأبي طالب وعبد المطلب، في كفرهم، فهل أنتم أعلم وأرأف وأرحم وآدب من النبي - صلى الله عليه وسلم - إن قلتم: نعم، كفرتم. وإن قلتم: لا. لزمتكم الحجة.
....
....وأما الكلام في أهل لفترة، فقد: "اختلف حول هذه المسألة على أقوال، قد فصل فيها القول الشنقيطي في “دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب"في سورة”الإسراء"ملخصها: أن أهل الفترة معذورون بالآيات المتقدمة ولحديث الأربعة الذين يختبرون، ومن خص بالدليل أنه من أهل النار فهو من أهل النارومن لم يرد فيه دليل على أنه من أهل الجنة ولا من أهل النار، فهو إلى الله حين يختبره، فإن شاء أنجاه، وإن شاء أهلكه، وأما قول من قال أنهم أدركوا بقايا من الملل السابقة فهذا قول لا دليل عليه فيما نعلم، بل الأدلة تنصب على أنهم لم يأتهم نذير" "قرع الأسنة"ص(61)

....
((( رد شبهة رابعة في الباب )))
....قولهم : أن القول بكفرهم قادح في نسبه الطاهر الشريف.
....
....قال الإمام البيهقي– رحمه الله تعالى -في “الدلائل"(1/192, 193): ”وكفرُهم لا يقدح في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن أنكحة الكفار صحيحة ، ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم ، فلا يلزمهم تجديد العقد ، ولا مفارقتهن ؛ إذ كان مثله يجوز في الإسلام وبالله التوفيق” انتهى

....
فصل :
((( توافق معتقد الشيعة والصوفية في إيمان أبي طالب )))
قد توافق معتقد الشيعة والصوفية في إيمان أبي طالب.فـ"أما موقف الرفاعية من أبي طالب وأبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه موافق لمذهب الشيعة، وللصيادي رسالة سماها: "السهم الصائب لكبد من أذى أبا طالب"ورسالة: "الكنز المطلسم"ذكر فيهما أن أهل البيت كلهم مطهرون وأنهم كلهم في الجنة، وأيد رأي السيوطي الذي نص على لإيمان أبي طالب وموته عليه، وأن أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل الجنة، وأن من رماهم بالنقص يكون مؤذياً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالتالي يكون مقتحماً للكفر ناقلاً عن الشيخ كمال الدين الشمني الحنفي: أن من قال بأنهما في النار: فهو ملعون""ذخيرة المعاد” (4 - 5)وانظر"النجوم الزواهر"للرجيبي الحسيني ص(48) والنقل عن"الرفاعية"ص(168)
....
وقد تقدم أن القائل هو النبي - صلى الله عليه وسلم !!! بل الصيادي نفسه تناقض واضطرب"فحكم ببعد أبي طالب عن الدين، مبيناً أن نسبة قرابته لم تنفعه، قال: إن نسبة الأبوة المعنوية أشرف من نسبة الأبوة الظاهرة، وهي التي جعلت بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي- رضي الله عنهم -من أهل البيت، وأبعد عنها أبو طالب ولم تنفعه نسبة العمومة""قلادوة الجواهر"ص(295)والنقل عن"الرفاعية" ص(169) إذاً الصيادي لجهله أصاب بسهمه كبد نفسه، واستحق لعنة ذاك الحنفي - هذا قولهم بأفواههم.

....
...."وكذلك الشيعة صنفوا العديد من الرسائل في إيمان أبي طالب، مثل: رسالة"مؤمن أهل البيت"للخنيزي، ورسالة للمفيد سماها"إيمان أبي طالب"ورسالة للحر العاملي سماها"شيخ الأبطح"قال فيها: "إن الشيعة الإمامية وأكثر الزيدية يقولون بإسلام أبي طالب، وأنه ستر ذلك عن قريش لمصلحة الإسلام" "الأعلام"للزركلي (4/166) والنقل عن"الرفاعية" ص (169)
....
....وزعموا: "أن الله تعالى قال: "لا أدخل النار من عرف أبا طالب وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني""البرهان في تفسير القرآن"للبحراني الشيعي ص(23)و"الخصال"للقمي(2/583) انظر"الرفاعية"ص(165)
....
....والجواب: ذكر المفسرون تحت قول الله تعالى: { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } سورة ”القصص” الآية (56)ما أخرجه: "الإمام البخاري في “الصحيح” (7/193) رقم (3883)و(10/592) رقم (6208)و(11/419) رقم (6572) مختصراً،والإمام مسلم في “الصحيح"(1/194 - 195) رقم (209)والإمام أحمد في “المسند” (1/206،207،210)والحميدي في “المسند” (1/219) رقم (460)وابن أبي شيبة في “المصنف"(13/165) وعبد الرزاق في “المصنف” (6/41) رقم (9939)وابن منده في “الإيمان” (958،961)وأبو يعلى في “المسند" (12/53،54،78) رقم (6694،6695،6715) وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (105 - عبد الله بن ثوب)والجورقاني في “الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (1/237 - 238)والبيهقي في “دلائل النبوة” (2/346)و"البعث والنشور"رقم (10،11،12) من حديث العباس بن عبد المطلب؛ قال: يا رسول الله! هل نفعت أبا طالب بشيء؛ فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "نعم، هو في ضحضاح من نار ولولا أنا؛ لكان في الدرك الأسفل من النار"وهذا يبين بطلان ما نسب إلى العباس في الرواية السابقة من أنه سمع أبا طالب يقول كلمة التوحيد (فلو كان سمع؛ لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا السؤال، وهذا بيّن جداً.
....
....قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في "الإصابة" (4/117)معلقاً على حديث العباس هذا: "فهذا هو الصحيح، يرد الرواية التي ذكرها ابن إسحاق، إذ لو كان قال كلمة التوحيد؛ ما نهى الله تعالى نبيه عن الاستغفار له، وهذا الجواب أولى من قول من أجاب بأن العباس ما أدّى هذه الشهادة وهو مسلم! وإنما ذكرها قبل أن يسل، فلا يعتد بها"مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"ص(23 - 24)
....
....وقال الحافظ ابن عساكر - رحمه الله تعالى - في صدر ترجمته: "قيل: إنه أسلم!! ولا يصحّ إسلامه"من مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة"ص(32)
....
....وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في “السيرة” (2/132) بعد أن قرر أن أبا طالب مات كافراً؛ قال: "ولولا ما نهانا الله عنه من الاستغفار للمشركين؛ لاستغفرنا لأبي طالب وترحمنا عليه"من مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري ص(32 - 33)
....
....وقد وردت أحاديث كثيرة فيها التصريح بموت أبي طالب على الكفر، منها: ما أخرجه الإمام البخاري في كتاب ”التفسير” باب "وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين"و"باب: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي ما يشاء"والإمام مسلم كتاب"الإيمان"باب"الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع - وهو الغرغرة - ونسخ جواز الاستغفار للمشركين والدليل على أن من مات على الشرك فهو من أصحاب الجحيم ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل"والإمام النسائي في “السنن الكبرى”كتاب"التفسير” (1/561) رقم (250)و(2/144) رقم (403)وكما في “تحفة الأشراف” (8/387)و"المجتبى” (4/90 - 91)وأبو عوانة في “المسند” (1/14 - 15)والإمام أحمد في “المسند” (5/433)والإمام الطحاوي في “مشكل الآثار” (3/187)والإمام ابن منده في “الإيمان"رقم (37)والإمام ابن حبان في “الصحيح"رقم (978)إحسانوالإمام ابن جرير في “التفسير” (11/30)و(20/59)والإمام البيهقي في “الدلائل” (2/342 - 343)والإمام البغوي في “شرح السنة” (5/55 - 56)والواحدي في “أسباب النزول” (177) وساق الحديث"انظر"مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للعلامة علي بن سلطان محمد القاري ص(21) بتصرف
....
....قلت :
ولقد أجمل فأجمل الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - ما سبق في “البداية والنهاية” (4/7/346)وقرر هناك خطأ الرافضة وافتراءهم فانظره

....
((( الإشارة للأحاديث الضعيفة والموضوعة في البابوكلام محققي أهل الاجتهاد فيها )))
....انظر الأحاديث الضعيفة والموضوعة في إسلام أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم: "المقاصد الحسنة” (25)و"مختصر المقاصد” (51)و"التمييز" (11) و"اللآلئ المصنوعة” (1/266 )و"تنزيه الشريعة” (1/332) و"تذكرة الموضوعات” (87) و"الغماز على اللماز” (28) و"كشف الخفاء" (1/61) ومقدمة العلامة الألباني"بداية السول” (16)انظر مقدمةأدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري"حاشية ص(14)

هذا ما تيسر إيراده، وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
....
كتبه
الراجي رحمة ربه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في 14/2/1426هـ 24/3/2005م

__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-15-2010, 12:08 AM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

الرد على هذه الفتوى


بسم الله الرحمن الرحيم



مسألة مصير والدي النبي صلى الله عليه وسلم



نسأل الله الإعانة والتوفيق




في البداية أود التنبيه على أن هذه المسائل مما لا ينبغي الحديث فيها ولا الخوض فيها


لأنها تخص نسب النبي صلى الله عليه وسلم


كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى ( نور على الدرب ) :


" هذا السؤال ليس من الأسئلة التي يستحسن أن يسأل عنها لأنه لا فائدة منها إطلاقاً، ولكن بعد السؤال عنها لابد من الجواب " أهـ .


---------------------------------------------



أولاً : ما تعريف أهل الفترة ؟


أهل الفترة : هم الأناس الذي وجدوا في الفترة بين كل نبيين كعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم
( تعريف العلامة ابن كثير - تفسير القرآن العظيم 2 / 35 - بتصرف )


وحكم أهل الفترة ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :


روى الإمام أحمد من حديث الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ:
فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا،
وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ،
وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا،
وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ،
فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ،
قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا. قال الألباني صحيح.


فهؤلاء يبعثون يوم القيامة ويمتحنهم المولى عز وجل ..




ثانياً : هل أهل مكة والعرب لم تبلغهم دعوة أو رسالة ؟
وهل نقول أنهم من أهل الفترة ؟


هم في زمن الفترة فعلاً
لكن بلغتهم دعوة إبراهيم عليه السلام
والدليل على ذلك
قس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل
بلغتهم الدعوة وآمنوا بها وأنذروا قومهم
وخطب قس بن ساعدة مشهورة وغنية عن التعريف
يعرفها كل أهل الأدب والبلاغة
منها :
خطبة قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ :
" أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت،
ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج،
ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة.
إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون؟!
أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا،
يقسم قس بالله قسما لا إثم فيه إن لله دينا هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه،
وإنكم لتأتون من الأمر منكرا. "


إذاً ... العرب وصلتهم دعوة إبراهيم عليه السلام


يقول النووي رحمه الله – شارحا الحديث الأول - :
" فيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار ،
وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة ، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم "
( شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .




ثالثاً : هل يفيد الإنسان نسبه أو قرابته ...


هناك عدة أسئلة ..


ماذا أفاد ابن نوح كون أبيه نبياً ؟


الجواب : ما قاله جل وعلا : { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45)
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) } .



هل نفع ابن نوح كون أبيه نبيا .. وكونه من أهله ..
أجابنا الشارع الحكيم عن هذا بالآية السابقة .
بل نفى أن يكون من أهله
لأنه كفر بالله عز وجل



سؤال آخر : هل أفاد امرأة لوط كون زوجها نبياً ؟


الجواب : قال تعالى : { قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (58) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) }


يقول أحدهم : لماذا ؟ أليس زوجها نبياً ؟؟
نقول : لا تنفع القرابة في شفاعة أحد ونجاته من عذاب النار .


سؤال آخر أيضاً :
هل أفاد آزر كون ابنه إبراهيم عليه السلام نبياً ؟


الجواب : {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114



الخلاصة .. لا تنفع القرابة ولا النسب في شيء يوم القيامة .
فيوم القيامة : { وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً }لقمان33




رابعاً : هل النبي صلى الله عليه وسلم يقول غير الحق ؟


لماذا هذا السؤال ؟
قال بعض الناس في الحديث الذي يقول فيه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عندما جاء رجل يسأله عن أبيه، فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أبي وأبوك في النار

فقال بعض الناس : إن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك وهو غضبان ؟



الجواب :
هذا الكلام من التأويل الباطل الذي يفسد الحديث،
لأن الله سبحانه قد برأ نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أن يقول الكذب، حتى وإن قلنا أنه قال قولاً وهو غضبان،
لأن الله سبحانه يقول: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]
فمن يؤول ذلك ويقول أن حديث {أبي وأبوك في النار }، قال ذلك وهو غضبان فهذا كذب،
ولو أن شخصاً قال لك -حتى وهو غضبان- سأعطيك كذا لو فعلت كذا وكذا، وتبين لك خلافه، فتعتقد أنه كذب عليك، وإن كان قالها وهو في حالة غضب،
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ينطق عن الهوى.
ولهذا لما كان بعض الصحابة يكتب حديثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال بعضهم الآخر:
{تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج مني إلا الحق }
ثم إن الحديث ليس فيه غضب: {أبي وأبوك في النار } هذا الحديث ليس فيه غضب ولا ما يستدعي الغضب، فلا يرد كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الواضح الصريح بأقاويل الناس كائناً من كان.




خامساً : اتفق المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على صحة أحاديث البخاري ومسلم ..
ولا يوجد من ينكر ذلك إلا من شذ ...


روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أنس أن رجلاً قال يا رسول الله أين أبي؟
قال: "في النار"، فلما قفا دعاه فقال: " إن أبي وأباك في النار " .



وروى الإمام مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة قال:
زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال:
" استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم بالموت ".


ولم ينه رب العزة نبيه عن الاستغفار لأحد من المؤمنين
فمن الذي نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لهم ؟
اقرأ معي هذه الآية :
قال تعالى : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } [التوبة:113].
فقد نزلت هذه الآية لنهي النبي عن الاستغفار لعمه أبي طالب ونهي المؤمنين عن الاستغفار للآبائهم المشركين ( راجع تفسير الجلالين ) .
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيشمل كل قرابة مشركة للإنسان .


فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة التي لا تحتمل التأويل ولا التحريف : " أبي وأباك في النار " .
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قرر أن والده مشرك في النار .

فمن نحن حتى نأتي ونقول للنبي صلى الله عليه وسلم : لا يا رسول الله إن والدك في الجنة ؟



أيعقل أن يعارض قول النبي وصريح عبارته بأفهامنا وعواطفنا وعقولنا القاصرة ؟


وأيضاً نهى الله عز وجل النبي عن الاستغفار لأمه ؟
فهل نأتي نحن ونعترض على نهي الله عز وجل لنبيه ونقول أن والدة النبي في الجنة ؟



أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربي الشفاعة فمنعنيها..... الحديث.


منع الله عز وجل نبيه من الشفاعة لأمه !!


نأتي نحن ونقول هي في الجنة ؟



يجب علينا أن ندرك أن النسب لا ينجي الإنسان من عذاب الله تعالى ،
يقول النووي رحمه الله : " من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين " (شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .




إذا كان والدي النبي في الجنة على حد من يزعم ذلك ؟
فما قوله في عم النبي صلى الله عليه وسلم : أبو طالب
فهو أشد نصرة للنبي من والديه ..


قال الامام مسلم رحمه الله في صحيحه :
و حدثني ‏ ‏حرملة بن يحيى التجيبي ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله بن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال : ‏
لما حضرت ‏ ‏أبا طالب ‏ ‏الوفاة جاءه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏فوجد عنده ‏ ‏أبا جهل ‏ ‏وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ‏ ‏
فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : "‏ ‏يا عم ‏ ‏قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله "
فقال ‏ ‏أبو جهل ‏ ‏وعبد الله بن أبي أمية :‏ ‏يا ‏ ‏أبا طالب ‏ ‏أترغب عن ملة ‏ ‏عبد المطلب ؟ ‏
‏فلم يزل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يعرضها ‏ ‏عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال ‏ ‏أبو طالب‏ ‏آخر ما كلمهم : هو على ملة ‏ ‏عبد المطلب .
‏وأبى أن يقول لا إله إلا الله .
فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : " ‏أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " . فأنزل الله عز وجل ‏:
{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }
وأنزل الله تعالى في ‏ ‏أبي طالب ‏ ‏فقال لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ‏}
(مسلم رقم 132 وأخرجه البخاري أيضا برقم 4772)



فهل انتفع أبو طالب بقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم
وهل شفع نسب النبي له بالنجاة من النار ودخول الجنة ؟!!!





شبهة : قد حاول بعض أهل العلم الدفاع عن والدي النبي صلى الله عليه وسلم والحكم بنجاتهما ،
وأن الله تعالى أحياهما بعد موتهما ، فأسلما وآمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم ماتا على ذلك ،
واستدل على هذا بأحاديث موضوعة وضعيفة جدا لا يصح الاستدلال بها .


رد الشبهة :
" قال العظيم آبادي : " كل ما ورد بإحياء والديه صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ونجاتهما أكثره موضوع مكذوب مفترى ،
وبعضه ضعيف جدا لا يصح بحال ، لاتفاق أئمة الحديث على وضعه وضعفه
كالدارقطني والجوزقاني وابن شاهين والخطيب وابن عساكر وابن ناصر وابن الجوزي والسهيلي والقرطبي وجماعة "
(عون المعبود12/494 باختصار، وانظر: مجموع الفتاوى4/324) .


و يجب علينا أن ندرك أن النسب لا ينجي الإنسان من عذاب الله تعالى ،
يقول النووي رحمه الله : " من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين " (شرح صحيح مسلم 3 / 79 ) .
ولم يكن حكم والدي النبي صلى الله عليه وسلم وجده بدعا في ذلك ،
فقد أصر والد إبراهيم عليه السلام على الكفر حتى مات على ذلك فتبرأ منه إبراهيم عليه السلام ،
كما قال تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه } [التوبة:114] ،
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرر هذا الأمر بجلاء ، وذلك حين نزلت عليه الآية الكريمة { وأنذر عشيرتك الأقربين } [الشعراء:214] ،
قال : « يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ،
يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ،
ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا » رواه البخاري (2753) ومسلم (206)


وينبغي على كل مسلم أن لا يحكم عاطفته في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته دونما حجة وبينة من علم
فيبوء بالخسارة في الدنيا والآخرة ، والله المستعان
__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-15-2010, 12:23 AM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

وهناك سؤال ماهوه موقف على جمعة والشلة اللى معاه من هؤلاء الائمةالذين يرون كفرهما هل هم ملعونين....؟؟!!


..وقال الحافظ ابن عساكر - رحمه الله تعالى - في صدر ترجمته: "قيل: إنه أسلم!! ولا يصحّ إسلامه"من مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة"ص(32)
....
....وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في “السيرة” (2/132) بعد أن قرر أن أبا طالب مات كافراً؛ قال: "ولولا ما نهانا الله عنه من الاستغفار للمشركين؛ لاستغفرنا لأبي طالب وترحمنا عليه"من مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري ص(32 - 33)


- الإمام أبو حنيفة :قال الإمام القاري - رحمه الله تعالى: "قد قال الإمام الأعظم والهمام الأقدم في كتابه المعتبر المعبَّر بـ"الفقه الأكبر" ص(68)ما نصه: "ووالدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماتا على الكفر" مقدمة"أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول - عليه الصلاة والسلام"للقاري ص(37)
....
....- شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله تعالى - في “تفسيره” (1/516)حيث قال : "أهل الشرك من أهل الجحيم، وأن أبويه كانا منهم"
....
....- الإمام البيهقي- رحمه الله تعالى - في “دلائل النبوة” (1/192 - 193)بعد أن سرد جملة من الأحاديث تدل على أنهما في النار: "وكيف لا يكون أبواه وجده بهذه الصفة في الآخرة وكانوا يعبدون الوثن حتى ماتوا"
....
....- الإمام النووي- رحمه الله تعالى - قال في “شرحه"على قوله: "إن أبي وأباك في النار"ما نصه: "فيه أن من مات على الكفر، فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين"شرح النووي على صحيح مسلم” (1/79
__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-15-2010, 12:24 AM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

منقول من موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

السؤال: سؤاله الثاني يقول أسأل الثاني وأنا أعتقد بأن علي إثم في هذا السؤال وهو أن لدينا ناساً يقولون إن عبد الله أبا محمد صلى الله عليه وسلم هو للنار، وناس يقولون لا بل هو للجنة لأنه أبو نبي، أفيدونا جزاكم الله خيراً، وهل عليّ إثم في هذا السؤال، وإذا كان علي إثم فهل له كفارة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً ودمتم؟
الجواب

الشيخ: أولاً ليس عليك إثم في هذا السؤال، لكن هذا السؤال ليس من الأسئلة التي يستحسن أن يسأل عنها لأنه لا فائدة منها إطلاقاً، ولكن بعد السؤال عنها لابد من الجواب فيقال إن أبا النبي صلى الله عليه وسلم مات على الكفر وهو في النار، كما ثبت في الصحيح أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله أين أبي؟ قال أبوك في النار، فلما انصرف دعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال له فقال له أبي وأبوك في النار، وهذا نص في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فيكون أبو النبي صلى الله عليه وسلم كغيره من الكفار فيكون في النار. والأخ السائل يقول إن بعض الناس يقولون ليس في النار لأنه أبو نبي، وهذا لا يمنع إذا كان أبا نبي أن يكون في النار فهذا آزر أبو إبراهيم كان كافراً وكان في النار، ولهذا لما قال الله تعالى، لما استغفر إبراهيم لأبيه قال الله تعالى (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم).
__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-20-2010, 01:57 PM
سيف بلعيد سيف بلعيد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 177
افتراضي

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...51&postcount=1
__________________
كان اسمي المستعار سابقا ( ولد برق )

صفحتي على فيس بوك

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

صفحتي على تويتر

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.