شيخنا [ أكرم بن محمد زيادة ] - حفظه الله – كما عهدناه , قبل وبعد فك أسره ....

[عماد عبد القادر]

******

شيخنا
[ أكرم بن محمد زيادة ]
- حفظه الله –

كما عهدناه
،
قبل وبعدما فُك أسره
......

******

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه .


أما بعد :

ليس الخبر كالمعاينة ولن تستطيع وصف ما عاينت لا خطاً على الورق ولا وصفاً للغير من دون ألم وأرق فهذه كُليمة ليست من نسج الخيال ولا سيناريو قصة مما يسنح في البال لكن هذا مما رأيته وعاينته في بيت شيخنا وسمعته من فيه فقد كتبت هذه الكُليمة بعدما تجاوزت بيت شيخنا بمائتي متر فأوقفت السيارة مذهولاً وكتبت ما جال في صدري وترجمته على هذه الورقة ولن أستطيع ولم أقدر على وصف هذا اللقاء بحذافيره فليس الخبر كالمعاينة فإن كان صواباً فمن الله وحده وإن كان غير ذلك فليصوبني إخواني وليرفقوا بي إن زل لساني أو جنح قلمي بما خطه بناني .


هذا هو شيخنا :
نحسبه والله حسيبه


صابراً على بلائه

محتسباً ما كان به

معلماً إيانا كيف نكون في الشدائد

مبيناً لنا أهمية العلم وكيف ينفع في المصائب

باراً بوالده الشيخ المُسن

مواسياً لنا ولنفسه




الله المُستعان
وعليه التُكلان


فقد زُرنا شيخنا بمعية الأخ أبو عمر الزامل والأخ رائد رماحة والأخ أحمد أبو سيف والأخ خالد كاملة والأخ حامد بدر مع خاط هذه السطور ليعيها كل من كان في قلبه إيمان ونور فصلينا في مسجده وأم بنا شيخنا ورأينا ابتسامته التي لا تفارق مُحياه وكانت بادية عليه آثار المرض والتعب والإرهاق التي حاول إخفاءها رُغم مضي أكثر من أسبوع على إطلاق سراحه وبعدها دخلنا بيته فكانت المفاجئة والصدمة لنا فقد رأينا والده الشيخ - أحسن الله ختامه – وأبدله الله خيراً من أهله ومُقامه قد شارف على المائة عام وقد بانت عليه آثار السنون وكيف احتضنه شيخنا الحنون في بيته الصغير المتواضع فما إن تجاذبنا أطراف الحديث ولا نريد أن نثقل عليه بأسئلتنا فباشر بسرد ما حصل وقد أثر فينا هول ما سرد فما إن قلت لا بارك الله فــ ,,,, فقاطعني وقال لي صه إني احتسب ما حصل لله وأسأل الله أن لا يُريها لعدو لا من قريب ولا من بعيد فضلاً عن القريب والحبيب والمحب فقلت في نفسي سبحان الله وأكمل شيخنا سرد ما حصل في تسعة وعشرين يوماً من عصب الأعين وصَمّ الآذان وتكبيل الأيدي والأرجل بحبلٍ سميكٍ من الكتان وهذا مع الرغم أن شيخنا هو أقلهم عذاباً فميزوه عن الباقي أيضاً بفرشة وبطانيتين فهذا هو امتهان كرامة الإنسان والتحطيم النفسي لجميع الأركان وجريمة شيخنا أنه سُئل عن شخصين لا يعرفهما جمعته بهما ( مأدبة غداء ) والله المستعان حمداً لله أنه كان يُسمح له بالصلاة ولا شيء سواها فلا يُفك عصب الأعين وصمّ الآذان باستثناء الأيدي للوضوء وقضاء الحاجة ثلاث مرات في اليوم ثم يعاد التقيد للأيدي لحالته الأولى ويصلي ويأكل وينام على هذه الحالة والله المستعان على هكذا امتهان لكرامة الإنسان فكان ذكر الله وتلاوة القرآن سراً وليس جهراً هما سلاحه فهكذا فُرض عليهم في هذا الامتحان حيث يُمنع الكلام بتاتاً وبعد هذه المُعاناة قيل له نأسف على ما بدر منا فرجع شيخنا لأُردننا بعدما حُرمنا من تكملة لقاءاته العلمية في مركز الإمام الألباني التي كانت بعنوان [ آيات العلو جمعاً وتفسيراً ] بسبب اعتقاله مدة شهراً كاملاً كان الله في عونه .



شيخنا – حفظكم الله - :

رفع الله ذكرك

وأجزل لك المثوبة

وكفر سيئاتك

وبهذا تُنال الدرجات العُلى


وأسأل الله جل في عُلاه أن يفك أسر المأسورين من المسلمين في كل مكان وأن يردهم لأهلهم سالمين .



اللهم آمين


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




كتب
أبو عبد القادر
01 شعبان 1431
الثُّلاثـــاء
13 يوليو 2010

[أبوجابر الأثري]

أسأل الله أن يعوضه خيرا, وأن يجعله ذخرا يوم لقياه

فالله حسيبه ونعم الوكيل