أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
8631 | 98954 |
#1
|
|||
|
|||
هل أغلق بابَ الجَرح والتَّعديل ؟
يعتقدُ البعضُ أنَّ بابَ الجَرح والتَّعديل أُغلِق ، و الكلامَ فيه ممتنعٌ لانتهاء زمن الرّواية و التّدوين ،و هذا الاعتقادُ السائدُ غلطٌ ، لأنّه من المعلوم أنّ علماءَ الحديث المتقدمين اختلفُوا في حال كثيرٍ من رواة الحديث تضعيفاً أو توثيقاً ، و مَنْ رَامَ الأخذَ بالحديث و العمل بمقتضاه ، فينبغي عليه أنْ يجتهدَ في معرفة درجة الحديث من حيث الصّحة و ذلك بالنظر في سَنَِدهِ ( معرفة حال الرواة ) و متنه .
و التحقيق في حال الرواة جرحاً و تعديلًا فَعَلَهُ المتأخّرون من العلماء الكبار كالإمام الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هـ كما في تهذيب التهذيب ، و الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ هـ كما في تقريب التهذيب ، و من المعاصرين الإمام الألباني رحمه الله و الشيخ مقبل اليماني و غيرهِما ، و هؤلاء جميعا جاؤُوا بعد زمنِ تدوين السنّة المحمدية ، و أمّا مَنْ لَمْ يكُنْ ملّمًا بعلمِ الحديث و قواعدِِه ، أو كان عاجزاً عنْ النَّظر في الحديث لضيق الوقت أوْ لافتقارهِ المصادرَ أو غيرها من الأسباب ، فَلا حَرَجَ عليْه أن يقلّدَ عالماً مبرّزاً في علم الحديث . إنَّ الكلامَ في الرواة = رواة الأخبار هو مِنْ قَبيل الأحكام أي الإجتهاد المبني على قواعد و أصول مقررة في كتب أهل العلم،و كذلك الكلام على الأعيان و الجماعات و الطوائف المعاصرة ، هو من قبيل الأحكام لا الأخبار كما يظنُّ غلاةُ التبديع الجددُ ، فالواجبُ النظر في كلام ( المتكلّم =العالِم ) فإن وافق مقتضى النصوص الشرعية قبل و إلَّا رُفض و رُدَّ ، كائناً من كان قائله . و ليتضحْ المقالَ ، أستحضرُ في هذا المقام ، ما جرى في سنة ١٩٢٤ م ، عندما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافةَ الإسلامية ، هذا الحدثُ الذي فاجأ المسلمينَ في العالم الإسلامي ، فـالشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى كتب مقالًا بعنوان :" الفاجعةُ الكبرى ، أَوْ جناياتُ الكماليين على الإسلام والمسلمين و مروقِهم من الدين " ،و كَانَ الشاعرُ الكبيرُ أحمد شوقي حينهـا ينشد : اللُه أكبرُ في الفتحِ مِنْ عَجَبٍ يا خالدَ التُّرْكِ جَدّد خَالِدَ العَرَبِ بَيْد َأنَّ بعد وفاة مصطفى كمال أتاتورك سنة ١٩٣٨ م ، حَدَثَ تحوّل مثيرٌ في موقف الشيخ ابن باديس حيْثُ كتب مقالاً نشرَهُ في جريدة الشهاب ، نَعَتَ فيه أتاتورك بالرّجلِ العبقريّ ، و أنَّه أعظمُ رجلٍ عرفتُه البشرية في التاريخ الحديث. ....و عَدَّد جملةً مِنْ خصاله و أعماله . بينما حَدَثَ تحوُّلٌ آخر في موقف أحمد شوقي الَّذي أنشدَ مخاطباً استنبول : يا أختَ أندلسٍ عَليكِ السَّلامِ هَوَتْ الخلافةُ فيكِ وَ الإسلامِ إنَّ موقفَ الشيخَ ابنَ باديس الأخير من أتاتورك ، أَسالَ كثيراً مِن الحِبْر ، و لمْ يفهمْ الكثيرون سرَّ هذا التحوّل ، حتى أدّى ذلك ببعض السلفيين للجزم بأنّ ابن باديس ليس بسلفيّ كما جاء ذلك في رسالة بعنوان :" الردُّ الوافي على مَنْ زعم أنّ ابن باديس سلفيّ " وزّعت قبل سنوات لكاتبة جزائرية !!! لا شك أنّ ابن باديس أخطأ و هو معذورٌ في ذلك ، لاعتبارات كثيرة منها : غيابُ المعلومة الدقيقة عمَّا كان يجري في تُركية آنذاك ، و موقفُه المعادي و المتشدّد من الصوفيين الطرقيين ، الذين كانوا يستحكمون السيطرة الدينية أيام الدولة العثمانية خلاصةُ القول أنّ العلماء يُصيبون و يُخطئون في الحكمِ على الأشخاص ، و مَنْ أراد معرفة الحقّ فعليه أولاً أن يتجرّد من الهوى و العصبية و التقليد ، و الله الموفّق |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249 قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) : (وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه). |
#3
|
|||
|
|||
شكرا أخي الكريم عمر بن محمد البدير
|
|
|