أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
81690 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2013, 02:17 AM
أبو علي الذهيبي أبو علي الذهيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 182
افتراضي من آداب الناسك في الإستفتاء مقال لإمام المسجد النبوي الشيخ بكر أبو زيد قبل أربعين عام



من آداب النَّاسك في الاستفتاء

للشَّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، إمام المسجد النَّبويِّ الشَّريف

1395/11/30 هـ

• هَذَا إعلام مختصر في تنبيه المفتي والمستفتي إلى مراقبة الله سبحانه وتعالى في الفتوى والاستفتاء، ووضع كل حكم في موضعه المناسب له، حيث وضعه الشَّارع صلوات الله وسلامه عليه، لا سيما في أحكام حج بيت الله الحرام، إذ السؤال والفتيا عن ذلك في مثل هَذِهِ الأشهر الحرم يكثر بين المسلمين، طلبا للصِّراط المستقيم، وهدي النَّبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
• إذا علم ذلك فليعلم كل مسلم أنه ينبغي للمستفتي أن يختار من المفتين الأورع الأتقى، احتياطا لدينه وحرصا على متابعة هدي نبيِّه، فقد نصَّ جماعة من أهل العلم على أن شرط المفتي أن يكون مسلما مكلَّفا عدلا ثقة مأمونا متنزِّها عن أسباب الفسق وخوارم المروءة.
• فلا ينبغي للسَّائل أن يستفتي أرباب الطُّرق والقبوريين ونحوهم، وليعلم أن حلق اللِّحية والقزع والقزع وشرب الدُّخان من أسباب الفسق وخوارم المروءة، وأمَّا صاحب البدع المكفِّرة كالذين يسبُّون الشيخين فلا يجوز اسفتاءهم في شيء من أمور الدِّين.
• ويجب على المفتي ألَّا يتسرَّع في الفتوى، فعليه تصوُّر السُّؤال، والفتيا بما يتَّفق وهدي الشَّريعة ونصوصها، وعليه ألَّا تتأثَّر فتياه بأيَّة عامل لا يتَّفق وقواعد الشَّريعة ممَّا يسبِّبُ تغيُّر فتواه.
• وفي كتاب المعيد من آداب المستفيد للحلبي ما نصُّه: يحرم على المفتي أن يتساهل في الفتوى، كأن يسرع ولا يتثبت قبل استيفاء الفكر والنَّظر فيها، أو تحمله أغراض فاسدة على تتبع الحيل المحرمة المكروهة ، والتمسك بالشبهة طلبا للترخيص على من يروم نفعه .. انتهى.
• فليتجنَّبا أي المفتي والمستفتي تتبُّع الرُّخص وشواذَّ الأقوال وغريب الآراء ففي تتبُّعها والأخذ بها هلكة، ولا تنفك الأحكام عن الذِّمم بتتبُّع الرُّخص، بل هي قائمة والذِّمم بها مشغولة.
• وقد حصل من كثير من النَّاس استرسال في تتبُع الرُّخص في أداء المناسك مما لا يلاقي الأخذ به هدي النبي صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم وقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام ( لتأخذوا عني مناسككم )، وهذا تلاعب بهذه الشَّعيرة الإسلاميَّة العظمى، وهو من تلاعب الشَّيطان بأمَّة محمد صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم، ومن تلاعب بها فقد جعل للشَّيطان في عبادته نصيبا شاء أم أبى.
• قال الذهبي في التَّذكرة: قال سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. انتهى
• وقال ابن قدامة في كتابه ذم ما عليه مدَّعوا التَّصوّف: قال معمر لو أن رجلا أخذ بقول أهل المدينة في السَّماع، يعني الغناء ... وبقول أهل مكَّة في المتعة والصَّرف، وبقول أهل الكوفة في السُّكر، كان شر عباد الله .. انتهى.
• وفي الفكر السَّامي للحجوي: قال المعتمر بن سليمان، رآني أبي أنشد شعرا، فنهاني
فقلت له: إن الحسن وابن سيرين قد انشدا الشعر
فقال: أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وابن سيرين اجتمع فيك الشر كله .. انتهى.
وقال إبراهيم بن أبي عبلة: من حمل شاذَّ العلم حمل شرَّا كثيرا.
وقال شعبة: لا يجيئك الحديث الشَّاذ إلا من الرَّجل الشَّاذ انتهى
• وقال ابن القيِّم رحمه الله تعالى في مدارج السَّالكين:
الرخصة نوعان:
أحدهما: الرخصة المستقرة المعلومة من الشرع نصاً، كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير عند الضرورة، وإن قيل لها عزيمة باعتبار الأمر والوجوب، فهي رخصة باعتبار الإذن والتوسعة، وكفطر المريض والمسافر ... فليس في تعاطي هذه الرخص ما يوهن رغبته، ولا يرده إلى غثاثة، ولا ينقص طلبه وإرادته البتة؛ فإن منها: ما هو واجب، كأكل الميتة عند الضرورة.
ومنها: ما هو راجح المصلحة، كفطر الصائم المريض، وقصر المسافر وفطره.
ومنها: ما مصلحته للمترخص وغيره؛ ففيه مصلحتان: قاصرة ومتعدية، كفطر الحامل والمرضع.
ففعل هذه الرخص أرجح، وأفضل من تركها.
النوع الثاني: رخص التأويلات، واختلاف المذاهب، فهذه تتبعها حرام ينقص الرغبة، ويوهن الطلب، ويرجع بالمترخص إلى غثاثة الرخص .. انتهى.
وقال فيه أيضا: إن الرُّخص التَّأويليَّة المستندة إلى اختلاف المذاهب والآراء الَّتِيْ تصيب وتخطئ، الأخذ بها عين البطالة والمنافاة للصِّدق .. انتهى.
• وأذكر ههنا مثالا يبين مدى تهاون بعض النَّاس بهذا الرُّكن العظيم وشعائره الشَّريفة
أرأيت لو أن مسلما أتى لفريضة الحج متمتعا مثلا، فأدَّى مناسكه مترخِّصا لرخصة من رخص، وذلك على هَذِهِ الصِّفة:
فلم يخرج لمنى يوم الثَّامن
ولم يذهب إلى عرفة إلا بعد العصر من يومها تلافيا لحرارة الشَّمس وزحمة الخلق
ثم نحر هديه بعرفة
وفي المزدلفة بعد بعد صلاتي المغرب المغرب والعشاء جمعا في وقت المغرب، ثم دفع إلى منى فرمى جمرة العقبة والشَّفق لم يغب بعد، خلِّعنك غيبوبة القمر
وفي وقته دخل المسجد الحرام فطاف وسعى لحجِّه
وفي أيَّام التَّشريق رمى ليلا، أو أعطى من يرمي عنه نوكيلا وهو صحيح معافى
فكم فاته من السُّنن ؟!
وكم واجبا أخلَّ به ؟!
فماذا كان نصيبه من قول صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم (( خذوا عني مناسككم )).
• فليتَّق الله كل عبد مسلم، وليضع الأحكام مواضعها، وليراقب الله حقيقة المراقبة أداء لحقِّ الله تعالى، ورجاء للخلوص من السُّؤال في البرزخ وفي يوم الوعيد على أكمل حال وأحسن
وفي هَذَا الإلماع كفاية إن شاء الله لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع وهو شهيد
والله أعلم وصلى الله على سيِّدنا محمد وآله وسلَّم.

كتبه
بكر بن عبد الله أبو زيد
الإمام بالمسجد النَّبوي الشَّريف

منقول.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-18-2013, 10:29 AM
أبو علي الذهيبي أبو علي الذهيبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 182
افتراضي





رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-24-2015, 12:02 PM
أبوزيد البوسيفي الليبي أبوزيد البوسيفي الليبي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 230
افتراضي

رحم الله الشيخ بكر رحمة واسعة..
__________________
قال رجل لابن المبارك:هل بقى من ينصح؟ قال: فهل تعرف من يقبل؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.