أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62405 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2012, 06:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي السلام الاستئذان والتوديع: فضائل آداب وأحكام

السلام الإستئذان والتوديع : فضائل آداب وأحكام

المقدمــــــــــة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (إن السلام اسم من أسماء الله - تعالى - وضعه في الأرض، فأفشوا السلام بينكم) (صحيح) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (989) انظر: [السلسلة الصحيحة رقم 184].

فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى وصفاته العلا؛ فهو السلام الحقّ، ووصفه بالسلام أبلغ من وصفه بالسالم، فهو - سبحانه - سلام في ذاته وصفاته وفي أفعاله، منزّهٌ عن الكُفء والندّ والشبيه والمثيل والشريك، والصاحبة والولد، وعن كل نقصٍ وعيب.

وقال ابن القيّم رحمه الله - تعالى -:
وهو السلام على الحقيقة سالمٌ *** من كل تمثيلٍ ومن نقصان. [1]. ا هـ.

فحياته جلَّ وعلا سلام من الموت ومن السِّنة والنوم، وقيوميته وقدرته سلامٌ من التعب واللغوب، وقضاؤه وقدرهُ. سلامٌ من العبث والظلم والجور.
وكذلك كلامُهُ وغِناهُ وعِلمُهُ وسمعُهُ وبصرُهُ وعلوّهُ واستواؤه ونزولُهُ وجميع صفاته. سلامٌ من كل ما يضادّ كمـــــالها، ومن كل ما يتخيّله مُشبّهٌ، أو يتقوّله مُعَطّل.

وموالاته لأوليائه سلام من أن تكونَ عن حاجـــةٍ لهم أو تملّقٍ أو ذُلٍ أو انتفاع ٍ – حاشا لله سبحانه – وهو الغني عن العالمين، بل موالاةَ رحمةٍ وخير وبرٍ وإحسان، أثنى على أوليائه من خيرة خلقه «الرسل» بقوله: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [سورة الصافات: 181].

ووصف الجنة بأنها دار السلام ودعا إليها بقوله: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ [سورة يونس: 25].
وتحية أهلها يوم يلقوْنهُ سلام: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيماً [سورة الأحزاب: 44].
وجعل إفشاء السلام سبباً من أسباب دخول الجنــــة: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) (صحيح) رواه (مسلم: 54).

ومن إفشاء السلام أن تُلقيه على من عرفت ومن لم تعرف: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أن رجلا سأل رسول الله ﷺ: أي الإسلام خير ؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (متفق عليه).

وإفشاؤه: يكون بالإكثار منه، وإعلانه، وإظهاره والجهر به جهرًا يُسمِعُ ولا يوقظُ النيام.

عن ثابت بن عبيد الله – رضي الله عنه – قال: أتيتُ مجلساً فيه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فقال: (إذا سلمتََ فأَسمِع، فإنها تحيـــّــــةٌٌ من عند الله مباركـــــةٌ طيبـــــــة) رواه البخاري في الأدب المُفرد» (1005)، وصححه الألباني رحمه الله - تعالى - في «صحيح الأدب المفرد" (773).

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى – في كتابه القيم: صفة صلاة النبي ﷺ؛ ص (126):
السلام: معناه التعويذ بالله والتحصين به، فإن السلام اسم له – سبحانه -، تقديره: الله عليك حفيظ، وكفيل، كما يُقال: "الله معك" أي: بالحفظ والمعونة واللطف] اهـ.

فالسلام أصلٌ عظيمٌ من أصول النعم، وإفشاؤه شعيرة من شعائر الإسلام العظيمـــة التي تهاون بها الكثيرون، واستبدلوها بكلمات رخوة، أو أجنبية دخيلة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح.

من محاضرات اللجنــــة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

[1] انظر : [الكافية الشافية (ص 212)].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-23-2012, 06:32 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي بدء التحية بالسلام وصيغها - نسخة معدّلة ومزيدة -.

السلام الإستئذان والتوديع : فضائل آداب وأحكام.

بدء التحية بالسلام وصيغها :
عَلّمَ الله - تبارك وتعالى - أبينا آدم السلام ، وأمره أن يسلم على ملأ من الملائكة جلوس : عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال : الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه : يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملأ منهم جلوس فقل : السلام عليكم. فقال : السلام عليكم. قالوا : عليك السلام ورحمة الله. ثم رجع إلى ربه فقال : إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم ...) (صحيح) رواه الترمذي . [مشكاة المصابيح جــ 3 رقم 4662] و [صحيح الجامع 5209].

وفي رواية : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا، [1] فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك. فقال : السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه : ورحمة الله). رواه البخاري (5873).

قال ابن حجر - رحمه الله - في الفتح : [واستدل به على أن هذه الصيغة هي المشروعة لابتداء السلام لقوله : فهي تحيتك وتحية ذريتك " وهذا فيما لو سلم على جماعة، فلو سلم على واحدٍ فسيأتي حكمه بعد أبواب.

ولو حذف اللام فقال : "سلام عليكم" أجزأ، قال الله - تعالى - : {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ غ‍ سَلَامٌ عَلَيْكُم} [2] .
وقال - تعالى - : {فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُم} [3] .
وقال - تعالى - : {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [4] . إلى غير ذلك، لكن باللام أولى لأنها للتفخيم والتكثير.
وثبت في حديث التشهد : السلام عليك أيها النبي] ا هـ .

وعن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من قال : السلام عليكم، كتبت له عشر حسنات، ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله، كتبت له عشرون حسنة، ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كتبت له ثلاثون حسنة) (صحيح لغيره) رواه الطبراني. انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم : 2711].

قال ابن القيّم رحمه الله – تعالى - : [لما كانَ الإنسانُ لا سبيل له إلى انتفاعه بالحياة إلا بثلاثة أشياء :
أحدها : سلامَتُهُ مِنَ الشّرّ، ومِن كل ما يُضادّ حياتَهُ وعيشَه.
والثاني : حصول الخير له.
والثالث : دوامه وثباته له.

فإنّ بهذه الثلاثة يكملُ انتفاعُهُ بالحياة ْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، فشُرعتِ التحيـــــة متضمّنَةً الثلاثـــــة.
فقوْلُهُ : "السلام عليكم" يتضمّن السلامــــةَ مِن الشر.
وقوْله : "ورحمة الله" يتضمّن حصول الخير.
وقوله : "وبركاته" يتضمّن دوامه وثباته، كما هو موضوع لفظ البركــــة، وهو كثرة الخير واستمراره.

ولمّـا كانت هذه الثلاثــــة مطلوبه لكل أحد، بل هي متضمّنــــة لكلّ مطالبه، وكلّ المطالبِ دونها وسائلٌ إليها وأسبابٌ لتحصيلها، جاء لفظ التحيـّـــة دالاًّ عليها.

وقد عُرفَ بهذا فضل هذه التحيــّـــة وكمالها على سائر تحيات الأمم، ولهذا اختارَها اللهُ لعِبادِهِ، وجعلها تحيّتهم بينهم في الدنيا وفي دار السلام.

وقد بانَ لك أنّها مِن محاسِنِ الإسلام وكماله، فإذا كانَ هذا فرعٌ مِن فروع الإسلام، وهو التحيــّـــة التي يعرفها الخاصّ والعام، فما ظنّك بسائر محاسِن الإسلام وجلالتــه، وعظمتـــه وبهجتـــه التي شهدت بها العقولُ والفِطَر]. ا هـ . [5]

أما التسليم بقول : سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فقد ورد سؤال للجنة الدائمـــة يقول :

ما رأيكم في قول الرجل إذا أراد السلام على قوم قال : (سلام الله عليكم ورحمته وبركاته) (سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته)؟ حيث فيه من منع ذلك وفيه من أجازه.

فأجابت برئاسة فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله - : [الأمر في ذلك واسع؛ لأن المضاف إليه أي : [لفظ الجلالة " الله " في : "سلام الله" بدل "ال" في قوله : (السلام)].

لكن كونه يتلفظ بالألفاظ الواردة وهي : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولى وأفضل).

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم].

http://www.alifta.net/Search/ResultD...stKeyWordFound

********************

ومن تمام التحية المصافحة :

عن عبد الله بن يزيد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : (من تمام التحية أن تصافح أخاك) قال شيخنا الألباني – رحمه الله - : (صحيح الإسناد موقوفا). انظر : [الأدب المفرد 1/ 336 رقم 968].

وحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المصافحة : فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2 / 1220 رقم 3703].

أول من جاء بالمصافحة : عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم. فهم أول من جاء بالمصافحة) قال شيخنا الألباني – رحمه الله - : (حديث صحيح). انظر : [الأدب المفرد 1/ 336 رقم : 967].

وفي رواية : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم. قال : فقدم الأشعريون - فيهم أبو موسى الأشعري - فلما دنوا من المدينة، جعلوا يرتجزون يقولون : "غدا نلقى الأحبة، محمداً وحزبه". فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة) (حديث صحيح). انظر : [السلسلة 2/ 61 رقم : 527].

وعن قتادة - رضي الله عنه - قال : قلت لأنس بن مالك - رضي الله عنه - : (أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال : نعم) (حديث صحيح). رواه (البخاري والترمذي) انظر : [صحيح الترغيب جـ 3 رقم 2722].

وعن سلمة بن وردان قال : رأيت أنس بن مالك - رضي الله عنه - ُيصافح الناس، فسألني من أنت ؟ فقلت : مولى لبني ليث، فمسح على رأسي ثلاثاً وقال : (بارك الله فيك). قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : (حديث حـسـن). انظر : [الأدب المفرد 1/ 336 رقم : 966].

حكم المعانقة، والالتزام، والتقبيل عند اللقاء، وتقبيل يد العالم

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رجلٌ يا رسول الله ! أحدنا يَلقى صديقهُ أينحني له ؟ قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا). قال : فيلتزمه ويقبله ؟ قال : (لا). قال : فيصافحه، قال : (نعم إن شاء). والسياق لأحمد وكذا الترمذي، لكن ليس عنده (إن شاء) ولفظ ابن ماجه نحوه وفيه (ولكن تصافحوا). (حديث حسن) انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 298 رقم 160].

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في التعليق على الحديث، والشرح عن عدم مشروعية التقبيل عند اللقاء، ومشروعية المعانقة عند القدوم من السفر، ومشروعية تقبيل اليد بشروط] :

[... فالحقُّ أنّ الحديث نصٌّ صريح على عدم مشروعية (التقبيل) عند اللقاء، ولا يدخل في ذلك تقبيل الأولاد والزوجات؛ كما هو ظاهر.

وأمّا الأحاديث التي فيها أنّ النبيّ - صلي الله عليه وسلم - قبّل بعض الصحابة في وقائع مختلفة ؛ مثل تقبيله واعتناقه لزيد بن حارثة عند قدومه المدينة، واعتناقه لأبي الهيثم بن التيهان، وغيرهما.
فالجوّاب عنها من وجوه :

(الأول) : أنها أحاديث معلولة لا تقوم بها حجة، ولعلنا نتفرغ للكلام عليها، وبيان عللها إنْ شاء الله - تعالى -.

(الثاني) : أنه لو صحّ شيء منها، لم يجز أن يعارض بها هذا الحديث الصحيح، لأنها فعل من النبيّ - صلي الله عليه وسلم - يحتمل الخصوصيّة أو غيرها من الاحتمالات التي توهن الاحتجاج بها، على خلاف هذا الحديث، لأنه حديث قوليّ وخطاب عام موجّه إلى الأمة، فهو حجــّــة عليها، لِما تقرر في علم الأُصول أنّ القول مُقدّم على الفعل عند التعارض، والحاظر مقدمٌ على المبيح، وهذا الحديث قولٌ وحاظرٌ، فهو المقدّم على الأحاديث المذكورة لو صحّت.

وأمّــا (الالتزام و المعانـقة) فما دام أنّه لم يثبت النهي عنه في الحديث كما تقدم ؛ فالواجب حينئذٍ البقاء على الأصل، وهو الإباحة، وبخاصّة أنه قد تأيّدَ ببعض الأحاديث والآثار، فقال أنس - رضي الله عنه - : (كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تلاقوا تصافحوا، فإذا قدموا من سفرٍ تعانقوا). رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح، كما قال المنذري (3/270) ، والهيثمي (8/ 36) (حسن) انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2719] . [السلسلة الصحيحة 2647].

وروى البيهقي (7/ 100) بسند صحيح عن الشعبي : (كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا، صافحوا، فإذا قدموا من سفر، عانق بعضهم بعضاً ".

وروى البخاري في الأدب المفرد (970)، وأحمد (3/ 495) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : (بلغني حديثٌ عن رجلٍ سمِعَهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاشتريت بعيراً ثمّ شدَدْتُ عليه رَحلي، فَسِرْتُ إليهِ شهراً حتى قدمتُ عليه الشام، فإذا عبد الله بن أنيس، فقلت للبـواب : قل له : جابر على الباب. فقال : ابن عبد الله ؟ قلتُ : نعم. فخرج يَطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته " الحديث. وإسناده حسن كما قال الحافظ (1/ 195)، وعلّقه البخاري.

وصحّ التزام ابن التَّيِّهان للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه - صلى الله عليه وسلم - إلى حديقته، كما في مختصر الشمائل (113).
وأمّــا (تقبيل اليـد) … فـفي الباب أحاديث وأثار كثيرة يدلُّ مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - والسلف، فنرى جــواز (تقبيل يد العـالم) إذا توفّرت الشـروط الآتية :

1. أنْ لا يُتـّخـَـذ عادةً بحيث يتطبع العالم على مدّ يده إلى تلامذته، ويتطبّع هؤلاء على التبرك بذلك، فإنّ النبي - صلي الله عليه وسلم وإنْ قُبلت يده، فإنما كان ذلك على الندرة، وما كان كذلك، فلا يجوز أن يُجعل سنة مستمرة، كما هو معلوم من القواعد الفقهية.

2. أنْ لا يدعو ذلك إلى تكبر العالم على غيره ورؤيته لنفسه، كمــا هو الواقع مع بعض المشايخ اليوم.

3. أنْ لايؤدي ذلك إلى تعطيل سنة معلومة ؛ كسنة المصافحة ؛ فإنها مشروعة بفعله صلي الله عليه وسلم وقوله ، وهي سببٌ شرعيّ لتساقط ذنوب المتصافحين ؛ كما روي في غير ما حديث واحد؛ فلا يجوز إلغاؤها من أجل أمرٍ أحسن أحواله أنـه جائـز) ا هـ .مختصرا. انظر : [سلسة الأحاديث الصحيحة [1/ 298 ـ 302 رقم 160].

وعن عطاف بن خالد قال : حدثني عبد الرحمن بن رزين قال : (مررنا بالربذة فقيل لنا : ها هنا سلمة بن الأكوع، فأتيته، فسلمنا عليه، فأخرج يديه فقال : بايعت بهاتين نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخرج كفاً له ضخمة، كأنها كف بعير، فقمنا إليها فقبلناها) قال الألباني رحمه الله - تعالى - : (الحديث حـسـن). انظر : [الأدب المفرد رقم : 973].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
_______

[1] قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في التعليق على حديث : (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته). (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 2/ 518 رقم 862 ].
فائدة : (يرجع الضمير في قوله على صورته إلى آدم عليه السلام لأنه أقرب مذكور، ولأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة بلفظ خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا وقد مضى تخريجه برقم (449).
وأما حديث . . . على صورة الرحمن فهو منكر كما حققته في الكتاب الآخر (1176)].
[2] تمام الآيتين :{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ غ‍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [سورة الرعد : 23].
[3] تمام الآية : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأنعام 54].
[4] [سورة الصافات 79].
[5] انظر : [بدائع الفوائد 2/ 669 – 670].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-23-2012, 07:58 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي الثناء على الله – تعالى - باسمه السلام، والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم.

الثناء على الله – تعالى - وتمجيده وتنزيهه باسمه السلام
والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم –

1. الثناء على الله – تعالى - وتمجيده وتنزيهه باسمه السلام بعد الصلوات : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا انصرف من صلاته أثنى على الله ثناء تنزيه وتسبيح وتمجيد ومجّدهُ بأبلغ وصف وأوجزه، فأخبر أن الله هو السلام، ومنه السلام وأسماؤه الحسنى وصفاته العُلى كلها سلام، فعن ثوبان - رضي الله عنه - قال : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً ثم قال : (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركتَ يا ذا الجلال والإكرام). (صحيح) رواه : (أحمد، ومسلم، والأربعة). انظر : [صحيح الجامع رقم : 4688].

2. السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم – :

1/ 2. أمرنا الله - تبارك وتعالى - بالصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - مطلقاً كلما ذكر بلا تقييد
فقال - سبحانه - : {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب 56].

وعن الحسن - رضي الله عنهما - قال : لما نزلت : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} قالوا : يا رسول الله ! هذا السلام قد علمنا كيف هو، فكيف تأمرنا أن نصلي عليك ؟ قال : تقولون : (اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد) (صحيح) انظر : [كتاب فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - رقم 56].

ومن كمال الأدب مع النبي – صلى الله عليه وسلم - : أنه إذا كتب اسمه – صلى الله عليه وسلم - أن يتبعه بالصلاة والسلام عليه – صلى الله عليه وسلم - كاملة، لا أن يكتفي العبد بكتابة " ص " أو " صلعم " كما نرى في كثير من الكتب - حتى الإسلامية منها للأسف -، لأن الإختصار في كتابة الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - بهذه الطريقة غير مشروع، كما نص على ذلك أهل العلم قديماً وحديثاً.

وعن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه - رضي الله عنهما - : أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - جاء يوماً والبشر يُرى في وجهه، فقالوا : يا رسول الله ! إنا نرى في وجهك بشراً لم نكن نراه، قال : (أجل إنه أتاني ملك فقال : يا محمد إن ربك يقول : أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمّتك إلا صليتُ عليه عشرا ؟، ولا سلّمَ عليكَ إلا سلمتُ عليه عشرا ؟) (صحيح لغيره) انظر : [كتاب فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - رقم 2].

وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال : أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فأطال السجود، قال : (أتاني جبريل قال : من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليكَ سلمتُ عليه، فسجدْتُ لله شكرا) (إسناده صحيح لغيره) انظر : [كتاب فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - رقم 7].

ولكرامة النبي - صلى الله عليه وسلم - على الله - تبارك وتعالى - سلم عليه الحجر قبل أن يُبعث : فعن جابر بن سمرة - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إني لأعرفُ حجراً بمكة إنّي كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، لأعرفه الآن) (صحيح) رواه (مسلم) وانظر : [بداية السول 39].

2/ 2. وشرعَ اللهُ ــ السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقيداً عند دخول المسجد وعند الخروج منه : فعن فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - قالت : [كان إذا دخل المسجد يقول بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال : بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) قال الألباني : (صحيح) انظر : [صحيح الجامع حديث رقم : 4716]. وهو حديث مستدرك من الطبعة الأولى] و [صحيح ابن ماجه رقم : 625].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا دخل أحدكم المسجد، فليسلم على النبي، وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل : اللهم اعصمني من الشيطان) [صحيح الجامع 514].
وفي رواية لأبي داود عن أبي حميد، أو أبي أسيد - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل : اللهم إني أسألك من فضلك) [صحيح أبي داود 484] و [صحيح الجامع 515].

3/ 2. السلام في التشهّد وفضله : من قال في التشهد : (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض، أو بين السماء والأرض) :

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : (كنا إذا جلسنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا : السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض، أو بين السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به). قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - : (صحيح). رواه : (أحمد، والبخاري ومسلم، وأبو داود وغيرهم). وانظر : [سنن أبي داود 1/ 254 رقم 968] و [صحيح الجامع رقم : 7403].

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على صيغ التشهد في كتابه القيّم "صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم - ص (128) الحاشية " :

[تنبيه : ليس في كل الصّيَغ المُتقدمـــة زيادة : "ومغفرته" فلا يُعتد بها، ولذلك أنكرها بعض السلف، فروى الطبراني (3/ 56/ 1) بسند صحيح عن طلحة بن مصرف قال : زاد ربيع بن خيثم في التشهد، وبركاته : "ومغفرته" ! فقال علقمة : نقف حيث عُلّمنا : "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" .... ]. ا هـ.

4/ 2. السلام عليك أيها النبي في التشهد بكاف المخاطب فقط وهو حي. فلما قبض قال الصحابة – رضي الله عنهم - : السلام على النبي : عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - : قال : "علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – التشهد، وكفي بين كفيه، كما يعلمني السورة من القرآن" : (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) (صحيح) أخرجه الإ مام أحمد (1/ 414) وكذا أخرجه البخاري (4 / 176) ومسلم (2 / 14) وابن أبي شيبة في (المصنف) (1/ 114/ 2) كلهم عن أبي نعيم به. وأخرجه أبو عوانة (2 / 228 - 229) والبيهقي (2/ 138) من طرق عن أبي نعيم به.

وزادوا جميعاً في آخره : (وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا : السلام على النبي). [1].

5/ 2. السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم – يصله من أمته أينما كانوا وهو في قبره : امتنّ على رسول الله - محمد صلى الله عليه وسلم – بميزةٍ لم ينلها أحدٌ مِن الأنبياء قبله فضلاً عن غيرهم، أن جعل ملائكة سياحين في الأرض يبلّغوه عن أمتــــه السلام، من مشارق الأرض ومغاربها، فيردّ الله عليه روحه، ويرد عليهم السلام).

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ما من أحد يُسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام) . رواه : [أبو داود وحسنه الألباني – رحمه الله – في صحيح سنن أبي داود 1/ 570].

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني من أمتي السلام) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر: [صحيح سنن النسائي1/ 410].

وهذا مِن عظيم قدرةِ الله - تبارك وتعالى – وفضله على عباده، فالحمد لله على نعمــــة الإسلام.

3. التسليم في الخروج من الصلاة : عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم) (صحيح) انظر: [صحيح الجامع 5885].
وعن أنس - رضي الله عنه – قال : (كان يُسلّم تسليمةً واحدة) (صحيح) انظر: [السلسلة الصحيحة رقم 316].

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى – في التعليق على الحديث : [قلت : التسليمة الواحدة فرضٌ لا بُدّ منه لقوله - صلى الله عليه وسلم - :
(... وتحليلها التسليم) والتسليمتان سنة، ويجوز ترك الأخرى أحياناً لهذا الحديث.

ولقد كان هديه - صلى الله عليه وسلم - في الخروج من الصلاة على وجوه :

الأول :
الإقتصار على التسليمة الواحدة، كما سبق.
الثاني : أن يقول عن يمينه: " السلام عليكم ورحمة الله "، وعن يساره "السلام عليكم".
الثالث : مثلُ الذي قبله إلا أنه يزيد في التسليمة الثانية أيضاً : "ورحمة الله ".
الرابع : مثلُ الذي قبله إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى "وبركاته".

وكل ذلك ثبتٌ في الأحاديث، وقد ذكرتُ مُخَرّجيها في صفة صلاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فمن شاء راجعه]. ا هـ. انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 628 - 630 رقم 316].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________

[1] فائدة : (قال الحافظ في (الفتح) (11/ 48) : [هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون : (السلام عليك أيها النبي) . بكاف الخطاب في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - تركوا الخطاب ، وذكروه بلفظ الغيبة، فصاروا يقولون : (السلام على النبي). (متفق عليه) انظر : [إرواء الغليل رقم (321)] و [صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم – ص (161)].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-23-2012, 09:16 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي السلام على المسلم ورده. (نسخــــــة مُعدّلــــــة)

السلام على المسلم وردّه

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) (صحيح) رواه (البخاري ومسلم وأبو داود). وانظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2700].

من مرّ على قوم فسلّم عليهم كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام : عن عبد الله يعني ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( السلام اسم من أسماء الله - تعالى - وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردّوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم) (صحيح) رواه البزار والطبراني وأحد إسنادي البزار جيد قوي . انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 1705] و [السلسلة الصحيحة 184].

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو النبي القدوة يمرّ بالنساء والغلمان فيسلم عليهم : فعن سفيان بن عيينة عن بن أبي حسين سمعه من شهر بن حوشب - رضي الله عنه - يقول : [أخبرته أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت : مر علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نسوَةٍ فسلم علينا) صحيح. انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1220 رقم 3701].

وأخرج النسائي عن ثابت - رضي الله عنه - قال : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح على رؤوسهم، ويدعو لهم). (صحيح) انظر : [السلسلة الصحيحة 3/ 273 رقم 1278].

وفي رواية عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال : (أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ونحن صبيان فسلم علينا) (صحيح). انظر : [سنن ابن ماجة 2 / 1220 رقم 3700].

وعن بشير بن يسار - رضي الله عنه - قال : [ما كان أحدٌ يبدأ أو يبدر ابن عمر بالسلام] قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : سند الحديث (صـحـيـح). انظر : [الأدب المفرد : 982].

أبخل الناس من بخل بالسلام : عن عبدالله بن مغفل - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أسرق الناس الذي يسرق صلاته لا يتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام) (صحيح) رواه (الطبراني). انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 966]. ‌

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام) (صحيح) رواه (الطبراني والبيهقي). انظر : [صحيح الجامع حديث رقم: 1044]. و [صحيح الجامع حديث رقم : 1041]. ‌

السلام سنة وردّهُ فريضة :

قال الله – تعالى - : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [سورة النساء : 86].

عن أبي رجاء عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال : "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم – (عشر) ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس فقال : (عشرون) ثم جاء آخر، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال : (ثلاثون) قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [سنن أبي داود 4/ 350 رقم 5195].

أما حديث معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه زاد : " ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال : (أربعون) قال : (هكذا تكون الفضائل). فقد قال فيه شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - (ضعيف الإسناد) انظر : [سنن أبي داود 4/ 350 رقم 5196].

وقد وردت زيادة : (ومغفرته) و (ومغفرته، وطيب صلواته) بأحاديث صحيحة في رد السلام منها :

عن زيد بن أرقم – رضي الله عنه – قال : (كنا إذا سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته]. (صحيح) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/ 330) وانظر : [السلسلة الصحيحة 3/ 433 رقم 1449].

وعن ابن أبي الزناد قال : حدثني أبي : (أنه أخذ هذه الرسالة من خارجة بن زيد، ومن كبراء آل زيد : بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله معاوية أمير المؤمنين من زيد بن ثابت : "سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد : فإنك تسألني عن ميراث الجد والإخوة - فذكر الرسالة - ونسأل الله الهدى والحفظ والتثبت في أمرنا كله، ونعوذ بالله أن نضل أو نجهل، أو نتكلف ما ليس لنا به علم. والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته". وكتب : وهيب، يوم الخميس لثنتي عشرة بقيت من رمضان سنة اثنتين وأربعين) قال الألباني رحمه الله - تعالى - : (حديث حـسـن) انظر : [الأدب المفرد 1/ 386 رقم 1131].

وعن أبي الزناد قال : "كان خارجة بن زيد بن ثابت يكتب على كتاب زيد إذا سَلّمَ قال : السلام عليكَ يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته) قال الألباني رحمه الله - تعالى - : (حديث صـحـيـح) انظر : [الأدب المفرد 1/ 346 رقم 1001].

من لم يردّ السلام

من لم يردّ السلام ردّ من هو خيرٌ منه " الملائكة " وَلَعَنَتْهُ : وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : (إن للإسلام صوىً ومناراً كمنار الطريق، من ذلك أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسلّم على بني آدم إذا لقيتهم، فإن ردّوا عليك، ردّت عليك وعليهمُ الملائكة، وإن لم يردّوا عليك، ردت عليك الملائكة، ولَعَنَتْهُمْ إن سَكَتّ عنهم، وتسليمُكَ على أهل بيتك إذا دخلت عليهم، فمن انتقصَ منهن شيئاً فهو سهمٌ في الإسلام تركه، ومن تركهُنَّ فقد نبذ الإسلام وراء ظهره) (صحيح) انظر : [كتاب الإيمان لابن تيمية].

السلام في الصلاة ورده :

عن علقمة عن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : كنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي، سلمنا عليه فلم يردّ علينا، وقال : (إن في الصلاة لشغلا) (حديث صحيح) انظر : [سنن أبي داود 1/ 243 رقم 923].

وعن أبي وائل عن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : " كنا نسلم في الصلاة ونأمر بحاجتنا ، فقدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي فسلمتُ عليه فلم يرد علي السلام، فأخذني ما قَدُمَ وما حَدُث، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال : (إن الله يُحدثُ من أمره ما يشاء، وإن الله - جلّ وعزّ - قد أحدث من أمره أن لا تكلموا في الصلاة، فرد عليّ السلام) قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - : (حسن صحيح) انظر: [سنن أبي داود 1/ 243 رقم 923].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا غرار في صلاة ولا تسليم). (صحيح) قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى - : (حسن صحيح) أخرجه أبو داود (928)، والحاكم (1/ 264) وكلاهما عن الإمام أحمد. انظر: [السلسلة الصحيحة 1/ 630 رقم 318].
وزاد أبو داود : [قال أحمد : يعني فيما أرى أن لا تُسلِّم ولا يُسلَّم عليك، ويغرّر الرجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاك" .
ثمّ روى أحمد عن سفيان قال : " سمعتُ أبي يقول : سألت أبا عمرو الشيباني عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا إغرار في الصلاة) ؟. فقال : إنما هو : (لا غرار في الصلاة). ومعنى (غرار) : يقول : لا يخرج منها وهو يظن أنه قد بقي عليه منها شيء، حتى يكون على اليقين والكمال] ا. هـ.

فائدة : قال ابن الأثير في "النهاية" :

[الغرار : النقصان.
وغرار النوم : قلّته.
وغرار الصلاة : نقصان هيآتها وأركانها.
وغرار التسليم : أن يقول المجيب : "وعليك" ولا يقول : "السلام".
وقيل : أراد بالغرار : أي ليس في الصلاة نوم.

والتسليم : يروى بالنصب والجرّ فمن جَرّهُ كان معطوفاً على الصلاة، كما تقدم، ومن نصب، كان معطوفاً على الغرار.
ويكون المعنى : لا نقص ولا تسليم في صلاة، لأنّ الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز]. ا هـ.

قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : [قلت : ومن الواضح أن تفسير الإمام أحمد المتقدّم، إنما على رواية النصب، فإذا صحّت هذه الرواية، فلا ينبغي تفسير "غرار التسليم" بحيث يشمل تسليم غير المُصلي على المُصلي، كما هو ظاهر كلام الإمام أحمد، وإنما يقتصر فيه على تسليم المُصلي على من سلم عليه، فإنهم كانوا في أول الأمر يردّون السلام في الصلاة، ثمّ نهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وعليه يكون هذا الحديث مِنَ الأدلة على ذلك.

وأما حَملُهُ على تسليم غير المُصلّي، فليسَ بصواب لِثبوت تسليم الصحابة على النبي - صلى الله عليه وسلم – في غير ما حديثٍ واحد، دونَ إنكارٍ مِنهُ عليهم، بلْ أيّدَهُم على ذلك بأن ردّ السلامَ عليهِ بالإشارة، مِن ذلك حديثُ ابن عمر قال : (خرجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إلى قُباءَ يُصلّي فيه، قال : فجاءتهُ الأنصار فسلّموا عليه وهوَ يُصَلّي، قال : فقلتُ لبلال : كيفَ رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يردّ عليهم حينَ كانوا يُسلمون عليه وهوَ يُصلي ؟ قال : يقول : هكذا ، وبسطَ كفّهُ، وبسطَ جعفر بن عوْن – أحد رواة الحديث – كفــّــه، وجعلَ بطنهُ أسفل، وجعل ظهرَهُ إلى فوْق) أخرجه أبو داود وغيرَهُ وهو (حديث صحيح)، كما بيّنتهُ في تعليقي على كتاب "الأحكام" لعبد الحقّ الإشبيلي (رقم الحديث 1369) ثم في " صحيح أبي داود" (860).

وقد احتجّ بهِ الإمام أحمد نفسه، وذهبَ إلى العمل به، فقال اسحق بن منصور المروزي في "المسائل" (ص 22) :
قلت : تُسلم على القومِ وهُم في الصلاة ؟ قال : نعم، فذكرَ قصة بلال حينَ سألهُ ابنُ عمر : كيفَ كان يردّ؟ قال : كانَ يُشير". قال االمروزي : "قال اسحق كما قال"]. ا.هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 630 - 632 رقم 318].

السلام على الجنب وردّه :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه وهو جنب قال : فانبجست أي : فانخنست فاغتسلت ثم جئت، فقال : (أين كنت) أو (أين ذهبت) قلت : إني كنت جنبا، قال : (إن المسلم لا ينجس). قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : (صحيح) . انظر : [ جامع الترمذي 1/ 207 رقم 121 ].

وقد رخص غير واحد من أهل العلم في مصافحة الجنب، ولم يَروْا بعرق الجنب والحائض بأسا.
ومعنى قوله : فانخنست يعني : تنحيت عنه.

إذا عطس أحد فقال : السلام عليكم، يردّ عليه بقول : عليك وعلى أمك : عن هلال بن يساف قال كنا مع سالم بن عبيد فعطس رجل من القوم فقال : السلام عليكم . فقال له سالم : وعليك وعلى أمك . فكأن الرجل وَجَدَ في نفسه فقال : أما إني لم أقل إلاّ ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذ عطس رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال السلام عليكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (عليك وعلى أمك، إذا عطسَ أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين، وليقل له من يرد عليه : يرحمك، الله وليقل : يغفر لي ولكم) (صحيح) رواه الترمذي وأبو داود . انظر : [مشكاة المصابيح رقم : 4741].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-23-2012, 09:31 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي هل يجوز الإعراض وعدم رد السلام ؟؟

يجوز الإعراض وعدم رد السلام في الحالات التالية :

1. يجوز الإعراض وعدم رد السلام عمّن أحدث معصية حتى يحدث توبة واستغفارا :
فقد (هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك خمسين يوما، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، ولم يكن أحدٌ يجالسهم أو يكلمهم أو يحييهم، حتى أنزل الله في كتابه توبته عليهم) (صحيح) غاية المرام (409).

فعن عبد الله بن كعب - رضي الله عنهما - قال سمعت كعب بن مالك قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، وقصّ بن السرح الحديث قال : (... ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن كلامِنا أيها الثلاثة، حتى إذا طالَ عليّ تسوّرْتُ جدارَ حائطِ أبي قتادة، وهو ابن عمي فسلمْتُ عليه، فوالله ما ردّ عليّ السلام، ثم صليتُ الصبحَ صباحَ خمسينَ ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فسمِعتُ صارخاً : يا كعب بن مالك أبشر، فلما جاءَني الذي سَمعتُ صوتَه يبشّرُني، نزعتُ له ثوبيّ فكسوتُهما إياه، فانطلقتُ حتى إذا دخلتُ المسجد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسٌ فقام إليّ طلحة بن عبيد الله، يُهَرْول حتى صافحني وهنأني) قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - : (متفق عليه). صحيح مطوّلا بقصة غزوة تبوك . وانظر: [سنن أبي داود 3 / 88 . رقم 2773].

2. من أحدث : فعن أبي صخر عن نافع : "أن رجلاً أتى ابن عمر فقال : "إن فلاناً يُقرؤُكَ السلام، قال : إنهُ بلغني أنهُ قد أحْدَث، فإن كانَ قد أحْدَثَ فلا تُقرئْهُ مِني السلام، فإني سَمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (يكونُ في أمتي، أو في هذه الأمة مسخٌ، وخسفٌ، وقذفٌ، وذلك في أهل القدر). قال الشيخ الألباني : (حديث حسن) انظر : [سنن ابن ماجـــة 2/ 1350 رقم 4061].

3. يكره رد السلام مِن غير المتوضئ : عن بن عمر - رضي الله عنهما - : أن رجلا سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فلم يرد عليه) قال أبو عيسى " الترمذي " رحمه الله - تعالى - : هذا حديث (حسن صحيح).
وقال : وإنما يكره هذا عندنا إذا كان على الغائط والبول، وقد فسر بعض أهل العلم ذلك، وهذا أحسن شيء روى في هذا الباب. انظر : [جامع الترمذي 1/ 150 رقم 90].
وعن جابر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا رأيتني على مثل هذه الحالة - يعني البول - فلا تسلم علي فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك) (صحيح) رواه : ابن ماجه ) انظر : صحيح الجامع رقم : 575 . ‌
وعن المهاجر بن قنفذ - رضي الله عنه - أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلم عليه، فلم يردّ عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه]، فقال : إني كَرِهْتُ أن أذكرَ الله - عز وجل - إلا على طهر (أو طهارة) (حديث صحيح) رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي) وانظر : [سنن ابي داود 1 / 5 رقم 17].
فالحكم للكراهة، وليس التحريم.
ودليل الجواز : حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت : (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله - عز وجل - على كل أحيانه) (حديث صحيح رواه أبو داود) انظر : [سنن ابي داود 1/ 5 رقم 18].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-23-2012, 09:57 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي فضائل السلام.

فضائل السلام .

1. السلام تجارة رابحة مع الله - تبارك وتعالى - سهلة المنال :
من رغب أن يصلي عليه اللهُ المَلِكُ السلامُ، فليكثر مِن الصلاة والسلام على سيّد الأنام رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم – : فعن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه : (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا إنا لنرى البشرى في وجهك، فقال : إنه أتاني المَلَك فقال : يا محمد ! إن ربك يقول : أما يُرضيك أنه لا يُصلي عليكَ أحدٌ إلا صليتُ عليه عشرا، [1] ولا يسلم عليك أحدٌ إلا سلمت عليه عشرا) قال الشيخ الألباني : (حديث حسن) انظر: [صحيح سنن النسائي1/ 410].
ويكفي المؤمن شرفاً أن يُصلي الله – جلّ في عُلاه - ويسلم عليه، ولو لم يكن من فوائد الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا هذا لكفاه.

وعن عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فرد فجلس، فقال : عشرون، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد فجلس، فقال ثلاثون) (صحيح) رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي وحسنه أيضا. انظر : [صحيح الترغيب جـ 3 رقم 2710].

وعن زيد بن وهب عن عمر - رضي الله عنه - قال : كنت رديف أبي بكر، فيمر على القوم فيقول : السلام عليكم، فيقولون : (السلام عليكم ورحمة الله، ويقول السلام عليكم ورحمة الله، فيقولون : (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال : أبو بكر - رضي الله عنه - : فضَلَنا الناس اليوم بزيادة كثيرة) قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : (صـحـيـح) انظر : [الأدب المفرد 1 / 342 رقم : 987].

قال شيخنا الألباني رحمه الله - تعالى - : [ومن البدع التي لا تتحقق هذه الأجور العظيمة للسلام بها " التلويح بالسبحة "، أو " الإشارة باليد دون التلفظ بالسلام"، وكذلك "رد السلام بمنبه السيارة".

وكثيرا ما تكون هذه البدعة " التلويح بالسبحة " سبباً لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام .

وكذلك كثر في هذه الأيام السلام ورده بمنبه السيارة. ولا تتحقق بهذا الأجور العظيمة للسلام]. ا هـ.
____________

[1] معنى الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - :

قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : [أوْلى ما قيلَ في معنى الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - قول أبي العالية :
" صلاة الله على نبيه " : ثناؤه عليه وتعظيمه.
وصلاة الملائكة وغيرهم عليه : طلب ذلك له من الله - تعالى -.
والمراد : طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ".

ذكره الحافظ في " الفتح ". وَرَدَّ القول المشهور أن صلاة الرب هي الرحمة.

وفصّل ذلك ابن القيم في " جلاء الأفهام " بما لا مزيد عليه فليراجع]. ا هـ. انظر : [كتاب صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم - ص (129)].


يتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-24-2012, 04:25 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي فضائل السلام.

فضائل السلام

2. أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام :
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام) (صحيح) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، ولفظه : قيل : [ يا رسول الله ! الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام، قال : (أوْلاهما بالله - تعالى -) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جــ 3 رقم : 270] .

3. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام : وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) (صحيح) رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود. انظر : [صحيح الترغيب جـ 3 رقم 2756].

وعن بشير بن يسار - رضي الله عنه - قال : [ما كان أحدٌ يبدأ أو يبدر ابن عمر بالسلام] قال شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى - : سند الحديث (صـحـيـح). انظر : [الأدب المفرد : 982].

4. السلام من موجبات الجنــــة : عن أبي شريح - رضي الله عنه - أنه قال : يا رسول الله ! أخبرني بشيء يوجب لي الجنة، قال : (طيبُ الكلام، وبذلُ السلام، وإطعامُ الطعام) (صحيح) انظر : [صحيح الترغيب والترهيب جـ 3 رقم 2699].

عن زرارة بن أوفى - رضي الله عنه - قال : حدثني عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفلَ الناسُ قِبَلَهُ وقيل : قد قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله ثلاثا، فجئتُ في الناسِ لأنظرَ فلما تبينتُ وجهَهُ عرفتُ أن وجهَهُ ليس بوجهِ كذاب، فكانَ أول شيء سمعتُهُ تكلم به أن قال :(يا أيها الناس ! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) قال شيخنا الألباني : (صحيح) انظر : [سنن ابن ماجة 2/ 1083 رقم3251].

5. السلام تحية أهل الجنة - جعلنا الله تعالى وإياكم من أهلها - : قال الله – تعالى - : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ۞ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة يونس 9 ــ 10].
وقال الله - تعالى - : {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [سورة إبراهيم 23].
وقال الله - تعالى - : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ۞ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [سورة الزمر 73 ــ 74].

6. السلام من موجبات مغفرة الذنوب : عن أبي شريح - رضي الله عنه - قال : قلت : [يا رسول الله ! دلني على عمل يدخلني الجنة] قال : (إن من موجبات المغفرة : بذل السلام، وحسن الكلام) (صحيح). انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2699].
وعن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعا : (إذا لقي المسلم أخاه المسلم فأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما من بين أصابعهما، كما يتناثر ورق الشجر بالشتاء). (صحيح) [السلسلة الصحيحة 5/ 10 رقم 2004].
قال عبدة : فقلت لمجاهد : إن هذا ليسير، فقال مجاهد : لا تقل هذا، فإن الله - تعالى - قال في كتابه : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فعرفت فضل علمه على غيره.
وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه، وأخذ بيده فصافحه، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر) [صحيح الترغيب 2720]. قال شيخنا الألباني (صحيح لغيره). رواه (الطبراني في الأوسط ورواته لا أعلم فيهم مجروحا).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقي حذيفة، فأراد أن يصافحه، فتنحى حذيفة، فقال : إني كنت جنبا، فقال : (إن المسلم إذا صافح أخاه، تحاتّت خطاياهما كما يتحاتّ ورق الشجر) (صحيح لغيره) رواه البزار من رواية : مصعب بن ثابت. انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2721].

7. السلام سبب من أسباب ثبات الإيمان : عن ابن الزبير - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( دبّ إليكم داء الأمم قبلكم، البغضاء والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين، والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك : أفشوا السلام بينكم) (حديث حسن لغيره) رواه البزار بإسناد جيد. انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2695 ] .

8. من مر على قوم فسلّم عليهم كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام : عن عبد الله يعني ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (السلام اسم من أسماء الله - تعالى - وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردّوا عليه ردّ عليه من هو خير منهم) (صحيح) رواه البزار والطبراني وأحد إسنادي البزار جيد قوي. انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 1705] و [السلسلة الصحيحة 184].

9 السلام محبة : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) (صحيح) رواه (مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه). انظر : [صحيح الترغيب جــ 3 رقم 2694].

10 . السلام سلامة : عن البراء - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أفشوا السلام تسلموا) (حسن) رواه ابن حبان في صحيحه . انظر : [صحيح الترهيب والترغيب جــ 3 رقم 2696 ].

11. السلام بركة : وعن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك) رواه الترمذي . مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 4652].

12. السلام خير، وسلامة صدر : عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلام خير ؟ قال : (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (صحيح) رواه (البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه). انظر : [صحيح الترغيب جـ 3 رقم 2693].
وعن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - : سند الحديث (صـحـيـح). انظر : [الأدب المفرد رقم 985] .

13. ولفضل السلام وأهميته حسدتنا عليه يهود : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين) (صحيح) انظر : [صحيح الجامع رقم : 1997].


يُتبع -إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-08-2013, 06:57 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي السلام على غير المُسلم ورده.

السلام على غير المُسلم ورده.

قال – تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [سورة النساء 94].

وعن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنهم - قال : (مرّ رجلٌ من بني سليم على نفرٍ من أصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه غنم له، فسلم عليهم، قالوا : "ما سلّمَ عليكم إلاّ ليتعَوّذَ مِنكُم، فقاموا فقتلوه، وأخذوا غنمه، فأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قال الشيخ الألباني : (صحيح) انظر : [جامع الترمذي 5/ 240 رقم 3030].

وهذا خُلقٌ رفيعٌ علمنا الله - تعالى - إياه : أن لا نعجل بالحُكم على الآخرين بالتكفير حتى نتيقّن، إذ ليس من الإنصاف الحكم بسوء الظن على الظاهر، وكم أودى الحكم بسوء الظن بحياة خَلْقٍ كثير، وللأسف هذا ما تعاني منه الأمــــة. نسأل الله العفو والعافيــــة والفرج القريب.

ومن إفشاء السلام أن تُلقيه على من عرفت ومن لم تعرف : عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟ قال : (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح حديث رقم : 4629].
ولكن لا يجوزُ أن يُبدأ أهل الذمة بالسلام مطلقاً، والنهي عن بدئهم بالسلام ليس مقيّداً بالطريق فقط :

فعن سهل بن أبي صالح قال : "خرجت مع أبي إلى الشام، فكان أهل الشام يمرّون بأهل الصوامع فيسلِّمون عليهم، فسمعت أبي يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) (صحيح).أخرجه مسلم والبخاري في الأدب المفرد، وأحمد وغيرهم. انظر : [السلسلة الصحيحة رقم 704].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : [... جمعنا مجلسٌ فيهِ طائفةٌ مِن أصحابنا أهل الحديث، فورد سؤالٌ عن :
جواز بِدءِ غير المسلم بالسلام، فأجبْتُ بالنفيِ مُحتَجّــًا بهذا الحديث فأبدى أحدهم فهماً للحديثِ مؤدّاهُ : أن النّهيَ فيه إنما إذا لقيهُ في الطريق، وأما إذا أتاهُ في حانوتهِ أو في منزله، فلا مانع مِن بِدئِهِ بالسلام ! ثمّ جرى النقاش حوله طويلاً، وكلٌ يُدلي بما عنده مِن رأي.

وكان مِن قولي يومئذ : إن قوله : (لا تبدؤوا ...) مُطلقٌ ليس مقيداً بالطريق، وأن قوله : (إذا لقيتم أحدهم في طريق ...) لا يُقيّدُهُ، فإنه مِن عطفِ الجملة على الجملة، وَدَعّمْتُ ذلك بالمعنى الذي تضمّنتهُ هذه الجملة، وهو أن اضطرارهم إلى أضيقِ الطرق، إنما هو إشارةٌ إلى ترك إكرامِهم لكفرهم، فناسبَ أن لا يُبدؤوا مِن أجل ذلك بالسلام لهذا المعنى، وذلك يقتضي تعميم الحكم. هذا ما ذكرته يومئذٍ، ثم وجدتُ ما يُقوّيهِ ويشهد له في عدة روايات :

الأولى : قول راوي الحديث سُهيل بن أبي صالح : "خرجتُ مع أبي إلى الشام، فكان أهل الشام يمرّون بأهل الصوامع فيسلمون عليهم، فسمعت أبي يقول : " فذكره. أخرجه أحمد (2/ 346).

فهذا نصٌ مِن راوي الحديث - وهو أبو صالح ، واسمه ذكوان تابعيٌ ثقة – أن النّهيَ يشمل الكتابيُّ ولو كان في منزله، ولم يكن في الطريق، وراوي الحديث أدرى بمَرْويّهِ مِن غيره فلا أقلّ مِن أن يصلحَ للإستعانة به على الترجيح.

الثانية : عن أبي عثمان النّهديّ قال : كتب أبو موسى إلى دهقان يُسلم عليه في كِتابه، فقيل له أتُسَلّم عليهِ وهو كافر؟ قال : إنه كتبَ إليّ فسلّمَ عليّ، فرددتُ عليه.

الثالثة : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم – لما كتبَ إلى هرقل ملك الروم – وهو في الشام – لم يبدأهُ بالسلام، وإنما قال : (بسم الله الرحمن الرحيم، مِن محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيمِ الروم : سلامٌ على من اتّبعَ الهُدى...) أخرجه (البخاري في الأدب المُفرد 1109) ومسلم).
فلو كان النهي المذكور خاصّاً بالطريق، لبدأهُ عليه السلام بالسلام الإسلاميّ، ولم يقل: (سلامٌ على من اتّبعَ الهدى).

الرابعـــة : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم – لما عاد الغلام اليهوديّ قال له : أسلم ...) الحديث، فلم يبدأهُ بالسلام. وهو حديثٌ صحيح رواه البخاري وغيره ومخرّجٌ في الإرواء (1272).

فلو كان البدءُ الممنوعُ إنما إذا لقيَهُ في الطريق، لبدأهُ عليه السلام بالسلام، لأنه ليسَ في الطريق، كما هو ظاهر. ومِثله.

الخامسة : أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم – لما جاء عمه أبو طالب في مرض موته، لم يَبدأهُ أيضًا بالسلام، وإنما قال له : (يا عم ! قل لا إله إلا الله ...) الحديث أخرجه الشيخان وغيرهما وهو مُخرجٌ في الإرواء (2173).

فثبتَ مِن هذه الروايات أنَّ بِِدءَ الكتابيّ بالسلام لا يجوزُ مطلقا، سواءً كان في الطريقِ أو في المنزل أو غيره ...] انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 318 – 320 رقم 704]. باختصار.


يُتبع -إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-08-2013, 07:04 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي هل يجوز أن نبدأ الذمي بغير السلام ؟؟

هل يجوز أن نبدأ الذمي بغير السلام ؟؟.

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – : فإن قيل :

[هل يجوز أن يبدأهُ بغير السلام مِن مثلِ قوله : كيف أصبحتَ وكيفَ أمسيت، أو كيف حالكَ، ونحوَ ذلك ؟.

فأقول : الذي يبدو لي والله أعلم الجواز، لأن النّهيَ المذكور في الحديث إنما هو عنِ السلام، وهو عند الإطلاق يُرادُ به السلام الإسلاميّ، المُتضمّن لاسم الله - عزّ وجلّ ! -، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم – : (إن السلام اسم من أسماء الله - تعالى - وضعه في الأرض فأفشوا السلام بينكم) (صحيح) أخرجه (البخاري) في الأدب المفرد (989) انظر : [السلسلة الصحيحة 184].

ومما يؤكد ما ذكرته : قولُ علقمـــة (إنما سلّمَ عبدالله – يعني : ابن مسعود على الدهاقينَ) إشارةً) أخرجه البخاري (1104) مترجِماً له بقوله : (من سلمَ على الذميّ إشارة). وسنده (صحيح).
فأجازَ ابن مسعود ابتداؤهم في السلام بالإشارة، لأنه ليسَ السلام الخاصّ بالمسلمين، فكذلك يُقال في السلام عليهم بنحوِ ما ذكرنا من الألفاظ.

وأما ما جاء في بعضِ كتبِ الحنابلة – مِثل : "الدليل" – أنه : يَحرُم بِداءَتُهُم أيضاً بـ " كيفَ أصبحتَ أو أمسيتَ ؟" أو " كيفَ أنتَ أو حالك ؟" فلا أعلمُ له دليلاً مِنَ السنة، بلْ قد صرّحَ في شرحه " منار السبيل " أنهُ قيسَ على السلام !.

أقول : ولا يخفى أنه قياسٌ معَ الفارق، لِما في السلام مِن الفضائل التي لم تَرد في غيرهِ مِنَ الألفاظِ المذكورة. والله أعلم ...] انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 318 – 321 رقم 704]. باختصار.


يُتبع -إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-08-2013, 07:08 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,648
افتراضي هل يجوز أن يُقال في ردّ السلام على غير المسلم : "وعليكم السلام"

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – : [مسألة أخرى جرى البحث فيها في المجلس المشار إليه، وهي :

هل يجوز أن يُقال في ردّ السلام على غير المسلم : وعليكم السلام ؟؟.

فأجبتُ بالجواز بشرط : أن يكون سلامُهُ فصيحاً بيّناً لا يلوي فيه لسانَهُ كما كان اليهود يفعلونَهُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم – وأصحابَهُ بقولهم : السام عليكم.
فأمرَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم – بإجابتهم بـ : " وعليكم " فقط، كما ثبتَ في الصحيحين وغيرهما مِن حديث عائشة - رضي الله عنها –. [1]

قلت : فالنظر في سبب هذا التشريع، يقتضي جواز الردّ بالمِثلِ عند تحقّقِ الشرطِ المذكور، وأيّدتُ ذلك بأمريْن اثنين :

الأول : قوله - صلى الله عليه وسلم – : (إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم، فإنما يقول : السام عليك . فقولوا : وعليك) أخرجه الشيخان، والبخاري أيضاً في " الأدب المفرد" (1106) وهو مخرجٌ في الإرواء" (5/ 112).

فقد علّلَ النبي - صلى الله عليه وسلم – قوله : (فقولوا : وعليك) بأنهم يقولون (السام عليك) فهذا التعليل يُعطي أنهم إذا قالوا : (السلام عليك)أن يُرَدّ عليهم بالمِثل: (وعليكَ السلام)، ويؤيدُهُ الأمر الآتي وهو :

الثاني : عموم قوله - تعالى - : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فإنها بعمومها تشمل غير المسلمين أيضا.

هذا ما قلته في ذلك المجلس وأزيدُ الآن فأقول : ويُؤيدُ أن الآية على عمومها أمران :

الأول :
ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد" (1107) عن ابن عباس – رضي الله عنهما - : (ردوا السلام على من كان يهودياً، أو نصرانياً، او مجوسياً، ذلك بأن الله يقول : {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (سنده صحيحٌ موقوفاً) يقوّيها ما روى سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال : (لو قال لي فِرعَوْنُ "باركَ الله فيك"، قلت وفيك. وفِرعَوْنُ قد مات). أخرجه البخاري في " أدبه" (1113) وسندهُ صحيح على شرطِ مُسلم.

والآخر : قول الله – تبارك وتعالى - : {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [سورة الممتحنـــة : 8].

فهذه الآية صريحــة بالأمر بالإحسان إلى الكفار المُواطنين الذين يُسالِمون المُؤمنين ولا يؤذونهم، والعدلُ معهم، ومما لا ريبَ فيه أنّ أحدهم إذا سلّمَ قائلاً بصراحــــة "السلامُ عليكم" فرددناهُ عليهِ باقتضاب : "وعليك"، أنه ليسَ مِنَ العَدْلِ في شيئ بلهَ البِر، لأننا في هذه الحالـــة نُسَوّي بينَهُ وبيْنَ من يقولُ منهم : "السام عليكم" وهذا ظلمٌ ظاهر. والله أعلم]. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 321 – 322 رقم 704]. ا هـ.

وفي رواية : (إذا مررتم باليهود ... فلا تسلموا عليهم وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم). (صحيح) أخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/ 491) عن أبي بصرة الغفاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( فذكره بزيادة (والنصارى). انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 288 رقم 2242].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى – في التعليق على الحديث : قلت وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، ... [لكني أرى أن ذكر (النصارى) في هذا الحديث خطأ لعله من بعض الناسخين، فإن الإمام أحمد قد رواه في "المسند" (6/ 398) بإسناد الفسوي دون هذه اللفظه وسياقه هكذا : قال لهم يوما : (إني راكبٌ إلى يهود فمن انطلق معي، فإن سلموا عليكم، فقولوا وعليكم). وزاد : (فانطلقنا، فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم) ....

وقال – رحمه الله تعالى – : واعلم أن عدم ثبوت لفظة (النصارى) لا يعني جواز ابتدائِهم بالسلام، لأنه قد صح النهي عن ذلك في غير ما حديث صحيح، وفي بعضها اللفظ المذكور.

كما صح قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم). وهي مخرجة في [الارواء 5/ 111– 118].

والرد عليهم بـ (وعليكم) محمول عندي على ما إذا لم يكن سَلامهم صريحاً، وإلا وجبَ مقابلتهم بالمثل (وعليكم السلام) لعموم قوله – تعالى - : {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [ سورة النساء : 86].

ولمفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا سلم عليكم اليهود - فإنما يقول أحدهم السام عليكم، فقل : وعليك). أخرجه (البخاري (6257) ومسلم وغيرهما).

ولعل هذا هو وجه ما حكاه الحافظ ابن حجر في " الفتح " (11/ 45) عن جماعة من السلف أنهم ذهبوا إلى أنه : يجوز أن يقال في الرد عليهم : (وعليكم السلام). كما يرد على المسلم. والله - سبحانه وتعالى – أعلم]. اهـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 5/ 288 – 291 رقم 2242].


يُتبع -إن شاء الله - تعالى -.
___________

[1] حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - قالت : (استأذن رهط من اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : السام عليكم . فقلت : بل عليكم السام واللعنة. فقال : (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) قلت : أولم تسمع ما قالوا ؟ قال : (قد قلت وعليكم).
وفي رواية : (عليكم) ولم يذكر الواو .
وفي رواية للبخاري : قالت : (إن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : السامُ عليك. قال : (وعليكم)، فقالت عائشة : "السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (مهلا يا عائشة، عليكِ بالرفق، وإياك والعنف والفحش). قالت : أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال : (أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ).
وفي رواية لمسلم : قال : (لا تكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش) (متفق عليه) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 4638].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.