نفثة مصدور رقم (9) نصح بنشر هذه الكلمة الشيخ الحلبي [الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي]

[أبو عبد الله عادل السلفي]

بسم الله ..
- نفثة مصدور ( 9)

من المؤسف أن تلحظ - مرة أخرى (!) - استسهالا وعجلة ( !!)، بزعم " المدافعة " ؟! عند التعامل مع بعض الفتاوي = كفتاوي التصويت على الأصلح (؟!)، والتي تقتضي عند النظار - بضم النون مع تشديدها - مراعاة ( تحقيق المناط) ؟! ..، لتسلم دعوى " التدقيق والانضباط " ؟!..
فأين (قانون التدليل ) - في هذا الباب خاصة (!) - القائم على التفريق بين الفتوى( العامة) و (المشخصة) كما هو معلوم عند أرباب التحصيل (!!)..، والذي يستدعي الفرق بين(التأصيل )! و( التمثيل )! و ( التنزيل )! ..
فهل يحق لك - أيها المتصدر (!!) - أن تتكلم في مثل ذلك ب " مجرد التحليل "!! ، فراجع نفسك واحذر الفهم العليل ..
فـ " التكييف الأصولي " الذي ماهيته : ( التحقق من المجانسة بين الأصل والواقعة ) ؟! من الأمور الدقيقة التي لا تنال بالهوينا (!) ، ولا يصلح أن يتسور سورها الرفيع من لم يبرع في ( الدرس الأصولي )!!.. ، و ( النظر المقاصدي )!! ..، وفق ( النهج الأثري )!!.
فالمائدة دسمة (!) لا تقبل المشاركة بالتطفل (!!) ..، ولا مجرد الوصف بالفضل ( ؟!) ..، والقصد التنبيه على ضرورة التأهل(؟!) .. لا القدح في أحد بعينه فإياك والمواجهة بالتعجل.
والله المستعان ....(1)

.............................
(1) . نصح بنشر هذه الكلمة ( التأصيلية )؟! المختصرة المعتصرة الشيخ علي بن حسن بن علي الحلبي الأثري - حفظه الله ورفع قدره -
( أبو أويس رشيد الإدريسي - عفا الله عنه - )

[أبو عبد الله عادل السلفي]

التعقيب على التعقيب

وبعد يومين من كتابتي هذه النفثة بلغني تعقيب عليها ..فقلت معقبا :
تعرض أحد الأساتذة لمضمون هذه النفثة ظانا أنني قصدته بذلك، -إضافة إلى ما جاء في ثنايا كلامه من أمور وأمور (!!) - فأقول على وجه الاختصار والاعتصار :
- يشهد الله أنني لم أقصده بعينه، وإنما غرضي التنبيه على ظاهرة الاستعجال في تحقيق مناط الفتاوي المقصودة ( ؟!) ، وقد حمله - عفا الله عنه - على هذا (الظن)! أنه (ظن)! أنه الوحيد في بلدنا الحبيب من تكلم حول الموضوع، مع أن غيره تكلم ..، والمتتبع يقف على ذلك ..، فهناك غيرك - يا صاح ! - قد تصدروا لهذا وقالوا بقولك في المسألة المبحوثة ..بل تعرض لذلك من تعرض وتصدر من تصدر ..من المبتدئين في الطلب !!!..وصفحات الفايس كاشفة عن ذلك ..، فأعيد وأقول : كلامي القصد منه التنبيه على ظاهرة لا أراها صحيحة... على الأقل في نظري ..، فلا تعجل يا أخي !!
- اتهامك لي ..بسوء الخلق ..، وأنني أتكلم بليل ...، وما أشبه ...، والتعريض بأنني مضغوط علي من جهة كذا أو كذا ..فليس لي تجاهه إلا أن أقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ...وعند الله تجتمع الخصوم ! ..
واعلم - يا رعاك الله - أنني تربيت - بحمد الله - على الاستقلالية ..، ولا أخاف قول شيء أعتقده ...، لكن أتكلم في مواطن ، وأسكت في محال حسب المصلحة الشرعية ، وما أعتقده في مسائل المشاركة السياسية قلته للطلبة في المجالس الخاصة ، وفوق المنابر الدعوية لعموم الناس ...!!!
واعلم - وفقني الله وإياك للخير - أن اسمك عرض ذكره لي في بعض المجالس مرة بالإحالة على كلامك ، ومرة بالطعن في شخصك من بعض الإخوة الذين يخالفونك وكنت محذرا من هذا شديدا - والله يشهد - ، وكنت أقول : دعونا نتكلم عن المسألة فالقائل بها غيره ..، دعونا نناقش المسألة في ذاتها ...والله المستعان .
- قولك بأنك دعوتني للمباحثة في هذه الأمور ..فيما سبق هو أمر لا أنكره ..، بل ألححت علي في خصوصه لما تراه من الخير والمصلحة في ذلك ...
وجوابي عن هذا بأمور أكتفي ( ببعضها )!!:
1. لا يظهر لي سداد ذلك لأن مثل هذه المحاورة ..لا أفتحها على نفسي إلا إذا اضطررت لذلك ..
2. طريقتك في عرض الأمر كان فيها نوع من التسلط والمجاوزة - وعبارات الود فيها لا تقوى على إخفاء ذلك- ، وتذكر أخي ما حدث بيننا في الهاتف !!! ..، وليس كل ما يعلم يقال ..
3 . لعل المصلحة في غير هذه المجالسة حتى لا تفتح - بضم التاء - الأبواب على مصراعيها.. ، فالكلام ذو شجون ..، والمشتغل في الدعوة والمتجول في دروبها يفهم عني - إن شاء الله - ..
فاعلم أخي أنني لا أهاب أحدا في النقاش العلمي ، ولا أخاف بث ما أعتقده ، وإن كنت قد اتهمت بالخوف من المواجهة ؟!!!!.. فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وكيف يتسلل ذلك إلي من قبلك خاصة و بعض مقالاتك فيما سبق كنت أنتقد فيها ما أنتقد ، وكتابك في الدعوة السلفية في المغرب ..قرأته ونبهتك على أمور هي ركائز فيه على حد قولك ...، وكنت تقبل ذلك مشكورا ..!! ...، والقصد أن البحث بيننا كان حاصلا ...، فأنت تعرف نظري في العلم ( ؟!) ، وأنا أعرف نظرك فيه كذلك ( ؟!) ...فسبحان الله .
- أما البحث المقصود فأقول: الأصل هو اجتناب ذلك - ولا أراك تخالف فيه - وإنما القول بإيجاب التصويت يرجع إلى مبحث المصالح والمفاسد عموما ..
لما كان الأمر كذلك ..قصدت بتلك الكلمة المختصرة أن أقول : من قال بالمشروعية يجب أن يحقق المناط ..حتى يدلل على صحة كلامه عند استصحابه لبعض فتاوي أهل العلم..ولا بد أن يكون متينا في الصناعة الأصولية !!!..
وأعيد وأقولها - ليس لك بعينك ، لكن لكل من أراد إيجاب ذلك خروجا عن الأصل - : أين تحقيق المناط ؟!!...، فينبغي على الباحث أن يحذر من تضخم ( تنقيح المناط ) في ذهنه فيراه في واقعه أنه تحقق ...، وليس إلا السراب !!!
- أخي الحبيب ما قلناه هو اعتقاد نعتقده وندين الله به ، وإذا قاطعنا فلا يلزم من ذلك أننا نقوي شأن الفساد والمفسدين أو أننا نناصر العلمانيين على الإسلاميين ...، كيف هذا ؟!! سبحان ربي العظيم ...
لازم المذهب - إن كان لازما فيما نحن بصدده - فليس بلازم !!!
ثم أقول - من باب المقابلة والجدل في هذا السياق - : أليست مشاركتكم - خاصة إذا لم تكن محكمة - مشاركة للعلمانيين في طرائقهم ؟!
أما يخشى أن يورث ذلك - خاصة إذا لم يكن منضبطا - فهم الأجيال ..مشروعية ذلك في الأصل ...؟!
ألا يمكن أن يورث ذلك عدم ثقة الأجيال في مقومات دينهم ( ؟!)
إلى غير ذلك ..
أخيرا أقول : كلمتي عامة قصدي بها معالجة ظاهرة أراها غير سليمة .. وهي التسرع والاستعجال في التعامل مع بعض الفتاوي ..
هذا قصدي ..والله شهيد ... ، فالقضية أكبر من الأشخاص ...، وما ورد من عبارات قد تكون شديدة فقصدي منها التنفير من منهجية أراها فاسدة في التعامل مع بعض الفتاوى ، وهي طريقة مسلوكة عند أهل العلم والفهم ..
هذا ما أحببت ذكره ..على عجل ...قصد البيان هذه المرة ، وقد أعرضت مرارا وتكرارا ...
فمعذرة للقراء على هذا الاختصار - فالكلام طويل - فإنني في شغل دعوي أسأل الله الإخلاص والصدق ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي.

[أبو عبد الله عادل السلفي]

سؤال: ما القصد بتحقيق المناط ؟

بسم الله ...

الكلام في تحقيق المناط طويل الذيل ..، ومن المهمات في خصوصه بيان علاقته ب ( تخريج المناط) و ( وتنقيح المناط ) و ( النظر المآلي ) ...
وهذه كلها مسائل ضرورية الاعتبار في أي واقعة يراد تحقيق المناط في خصوصها، ولذا هذا الباب - خاصة - لا يقبل النظر السطحي الساذج ، وإنما يحتاج إلى قوة في ( الدرس الأصولي ) و ( النظر المقاصدي ) ..

لكن أقول عموما : تحقيق المناط عام وخاص ، والخاص هو ضبط العلة المناسبة، وتبحث في فصل القياس من كتب الأصول .
أما العام - وهو المقصود أصالة في كلامي - هو ضبط التصور (العلمي)؟! للواقع المراد الحكم عليه.
ولذا قال أهل العلم : الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، و" إذا فسد التصور فسد التصوير " ...
وتعريف هذا النوع من تحقيق المناط كما قال الشاطبي - رحمه الله - :" ومعناه أن يثبت الحكم بمدركه الشرعي لكن يبقى النظر في ( تعيين محله ) ؟!" الموافقات 4/65.
وفي خصوص التصويت على الأصلح - مثلا - والكلام طويل وليس القصد التفصيل في الأمر الآن ( ؟!) - فعند من يرى ذلك = أي إيجاب التصويت على الأصلح ! قالوا عموما : من أجل منع صعود العلمانيين ودفعهم ...، فيقال : هل في واقعنا (!!) إذا صوتنا على الأصلح يتحقق = يضمن دفع العلمانيين ومنعهم ..أم الأمر مظنون = غير متحقق ...( ؟!!!) ...هذا كتمثيل قريب جدا لأوضح لك أخي السائل مفهوم تحقيق المناط ، وإلا الكلام - كما قلت قريبا - في هذه المسألة بالذات طويل وهناك حيثيات واعتبارت أخرى تخص تحقيق المناط فيها..والله المستعان .
وأشكرك - أخي الفاضل على هذا السؤال - لأن ( الأهم ) عندي هو التأصيل ( و) ضبط " مجاله " و " قيوده " بغض النظر عن الواقعة ..، فمهم أن نتأصل مع الفهم لذلك ..، لأنه كلما ضبطنا ذلك ( حقيقة )! أعاننا الأمر على تضييق هوة الخلاف ..فالتأصيل التأصيل ، والتقعيد التقعيد مع ضبط المجالات ..فهو المنطلق ، وإلا فالوقائع غير متناهية ..

بوركت ...

[أبو سهل المغربي]

بارك الله في الشيخ ابي أويس ونفع الله به .