تغريدات شيخنا أبو أويس رشيد الإدريسي حول غلاء الأسعار

[أبو عبد الله عادل السلفي]

من عظيم البلية يوم اجتماع البرية : (التضييق على الرعية)!..، فالظلم ظلمات .. عند لقاء رب الأرض والسماوات..، مع التنبه أن ما يحصل من إضرار بالمجتمعات فبسبب اقتراف أفرادها للمخالفات..، { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ..، ف "أعمالكم عمالكم"!!..


لا يخفى أن الرفق بالرعيةوالضعفاء مما أكدت عليه الشريعة الغراء، لكن من الحقائق الغائبة-شهودا ودعوة- أن غلاء الأسعار هو بسبب الذنوب والاستهتار..، (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، قال القرطبي:"أي ظهر قلة الغيث وغلاء السعر (بما كسبت أيدي الناس)"!.


مهم(نهي التجار عن الجشع الذي يحملهم على رفع الأسعار)!،وضروري عندها أيضا(تربية المستهلك على ترخيص المنتوج في نفسه بتركه أو استبداله وعدم تعلق قلبه به)!،وإلى هذا المعنى التزكوي أشار بشر الحافي بقوله:"إذا اهتممت لغلاء السعر فاذكر الموت فإنه يذهب عنك هم الغلاء"!.


من السياسة الشرعية:(تعزيز مراقبة السوق عند غلاء الأسعار)!،مع الحذر من غفلة الواحد منا عن"التضرع للعزيز الغفار"!،{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون}،أي:ب"الشدائد من الجوع..و(غلاء الأسعار )!..لعلهم يدعونه"كما في إعانة المستفيد.


كما ينبغي -عند غلاء الأسعار- توجيه التجار الى(التحلي بالسماحة والتخلي عن السماجة)!، ينبغي حث المستهلكين على التعلق برب العالمين،فقد قيل لسلمة بن دينار:"يا أبا حازم أما ترى قد غلا السعر، فقال :وما يغمكم من ذلك؟إن الذي يرزقنا في الرخص هو الذي يرزقنا في الغلاء"!


من صور المعالجة لغلاء الأسعار(تحسيس التجار بحال المستهلكين ليتم العرض بما هو مناسب وبلين)!، كما ندفع ذلك بالبذل والصدقات، فصنائع المعروف تقي البليات،قال ابن تيمية: "وجعل[الله]ارتفاع الأسعار قد يكون بسبب ظلم العباد ، وانخفاضها قد يكون بسبب (إحسان بعض الناس)!".


الرفق بالرعية-عند غلاء الأسعار خاصة-ومراعاة حقوقهم الشرعية،وضرورة سماحة التجار واجتنابهم للطمع والأنانية،وانخفاض السعر عن المستهلكين وارتفاع البلية..،كل هذا يستوجب من الجميع-على اختلاف منازلهم-الرجوع إلى رب البرية، ف "غلاء الأسعار يرخص بالتوبة والاستغفار"!!..