محاذير و آداب شرعيّة ـــ يجب التنبّه إليها ـــ في الردّود بين أهل السنّة !

[عمربن محمد بدير]

محاذير و آداب شرعيّة ـــ يجب التنبّه إليها ـــ في الردّود بين أهل السنّة !

الحمد لله و الصلاة والسلام على نبينا محمد و آله وصحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم لقاء الدّيّان سبحانه وتعالى..

أما بعد:

إن الردود بين أهل السنّة ،ليست وليدة اليوم ،و ليست بِدْعاً من المسائل ،فقد ردّ العلماء قديما و حديثا على بعضهم البعض ،و التناظر و الجدال (بالتي هي أحسن) و المناقشة العلميّة معروفة مشهورة تكاد لا تعدّ،فلذلك ينبغي مراعاة آداب و شروط المناظرة ،والحفاظ على الأخلاق و صيانة الأعراض من السبّ والشتم ،إذ السب والشتم ليس من العلم (عند العقلاء) فضلا عن العلماء..

و أوّل أدب شرعيّ يراعى في المناظرات والنقاشات والحوارات (إخلاص النيّة) ،فهي أصل الأعمال الصالحة ،و لبّها وحقيقتها ،فإن على المناظر قصد وجه الله تعالى ،حتّى لا يكون في مناظرته نصيب للأتباع أو الأشباه أو الأنصار..و أدلّة ذلك كثير ة وفيرة ولله الحمد والمنة يعرفها أهل التوحيد و العقيدة السّديدة..

ثانياً:

طلب الحقّ و طلب ظهوره ،و هذه و إن كانت متعلّقة بالشرط الأوّل ،إلا أن النية قد تضطرب أثناء المناظرة و هذا من أعسر الأبواب و أدقّها و أشقّها على النّفس.

ثالثا:

إن ظهر الحق (أو) جزء منه عند المخالف لك (فاحمده على ذلك) ــ و لا تكابر ،فإن أهل السنة أهل إنصاف و لو على أنفسهم ..

رابعا:

محبّة الهداية للخلق ،و الرفق بالمخالف والتواضع إن أظهر الله سبحانه الحقّ على يديك ،وعدم الترفع على المخالف إن غلبتَه..

خامسا:

إن ظهر من مخالفك المكابرة ،فلا تكما جدالك ومحاورتك له ..

سادسا:

يجب تحديد مواطن النزاع و عدم الخروج عنها

سابعا:

اجتناب السباب والشتم و العبوس في وجه المخالف لأنك تريد هدايته لا تعييره .

ثامنا :

عدم ترك شبهة من شبهاته (تمرّ دون بيان خللها وزللها) خشية أن تنتقل إلى من يسمعكما ..

تاسعا:

ترتيب المسائل بحسب الأهمية ،إذ يمكن للمخالفة تحاشي المسائل المهمة و جرّك إلى مسائل أقل شأنا أو درجة من الأولى وهذا من فقه الأولويّات..

عاشرا :

عدم إلقاء الأحكام على مخالفك (كرميه:بالفسق أو البدعة أو الضلال) لأن هذا قد يصدّه عن الحقّ،كيف وهو يظن نفسه على هدًى..

تلك عشرة كاملة و الله الهادي وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد و آله وصحبه أجمعين ..

كتبه :عمر بن محمد بن علي البومرداسي.