أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
82861 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 10:40 PM
أبو عثمان السلفي أبو عثمان السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 821
افتراضي والتاريخ يُعيد نفسه ~~ أهل غزة

#أهل_غـزة
⭕ والتاريخ يُعيد نفسه:

📌 وصف المؤرخ الجبرتي في كتابه العجيب «عجائب الآثار» ما وقع مِن فتن فظيعة عند محاولة احتلال فرنسا للبلاد المصرية، و(ليس الخبر كالمعاينة)(!) فكان مما ذكره الجبرتي:

👈🏽 ثار النَّاس على الفرنسيين «وفتحوا مخازن الغلال والودائع التي للفرنساوية، وأخذوا ما أحبوا منها، وعملوا كرانك حوالي البلد ومتاريس، واستعدوا للحرب والجهاد، وقوى في رأسهم العناد، واستطالوا على من كان ساكنًا ببولاق من نصارى القبط والشوام فأوقعوا بهم بعض النهب وربما قتل منهم أشخاص هذا ما كان من أمر هؤلاء».
👈🏽 «احاطت العساكر الفرنساوية بالمدينة وبولاق من خارج، ومنعوا الداخل من الدخول والخارج من الخروج».
👈🏽 «اشتد الحرب وعظم الكرب، وأكثروا من الرمي المتتابع بالمكاحل والمدافع، وأكثروا وأوصلوا وقع القنابر والبنبات من أعالي التلول، خصوصًا البنبات الكبار على الدوام والاستمرار آناء الليل واطراف النهار، في الغدو والبكور والأسحار، وعدمت الأقوات، وغلت أسعار المبيعات، وعزت المأكولات، وفقدت الحبوب والغلات، وارتفع وجود الخبز من الأسواق».
👈🏽 «وصارت العساكر الذين مع الناس بالبلد يحفظون ما يجدونه بأيدي الناس من المآكل والمشارب، وغلا سعر الماء المأخوذ من الآبار أو الأسبلة، حتى بلغ سعر القربة نيفًا وستين نصفًا، وأما البحر فلا يكاد يصل إليه أحد».
👈🏽 «فكان الناس يبيتون بالأزقة والأسواق حتى الأمراء والأعيان، وهلكت البهائم من الجوع، لعدم وجود العلف من التبن والفول والشعير والدريس، بحيث صار ينادي على الحمار أو البغل المعدد الذي قيمته ثلاثون ريالًا وأكثر بمائة نصف فضة ».
👈🏽 «وترامى الفريقان بالمدافع والنيران حتى احترق ما بينهم من الدور، وكان إسماعيل كاشف الألفي تحصن ببيت أحمد أغا شويكار الذي كان ببيته، وقد كان الفرنساوية جعلوا به لغمًا بالبارود المدفون، فاشتعل ذلك اللغم، ورفع ما فوقه من الأبنية والناس، وطاروا في الهواء، واحترقوا عن آخرهم، وفيهم إسماعيل كاشف المذكور، وأنهدم جميع ما هناك من الدور والمباني العظيمة والقصور المطلة على البركة، واحترق جميع البيوت التي من عند بين المفارق بقرب جامع عثمان».
👈🏽 «وصارت كلها تلالًا وخرائب، كأنها لم تكن مغنى صبابات، ولا مواطن أنس ونزاهات».
👈🏽 «وقد جنت عليها أيدي الزمان، وطوارق الحدثان، حتى تبدلت محاسنها، وأفقرت مساكنها، وهكذا عقبى سوء ما عملوا.. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا».
👈🏽 «واستمر الحال على ما هو عليه من اشتعال نيران الحرب، وشدة البلاء والكرب، ووقوع البنبات على الدور والمساكن من القلاع، والهدم والحرق وصراخ النساء من البيوت، والصغار من الخوف والجزع والهلع، مع القحط وفقد المآكل والمشارب، وغلق الحوانيت والطوابين والمخابز، ووقوف حال الناس، من البيع والشراء وتفليس الناس، وعدم وجدان ما ينفقونه أن وجدوا شيئًا!! واستمر ضرب المدافع والقنابر والبنادق والنيران ليلًا ونهارًا، حتى كان الناس لا يهنأ لهم نوم ولا راحة ولا جلوس لحظة لطيفة من الزمن! ومقامهم دائمًا أبدًا بالأزقة والأسواق، وكأنما على رؤوس الجميع الطير، وأما النساء والصبيان فمقامهم بأسفل الحواصل والعقودات تحت طباق الأبنية إلى غير ذلك».
👈🏽 «وصار مؤونة غالب الناس الأرز ويطبخونه بالعسل وباللبن، ويبيعون ذلك في طشوت وأوان بالأسواق».
👈🏽 «وجرى على الناس ما لا يسطر في كتاب، ولم يكن لأحد في حساب، ولا يمكن الوقوف على كلياته فضلاً عن جزئياته، منها: عدم النوم ليلاً ونهارًا وعدم الطمأنينة، وغلو الأقوات، وفقد الكثير منها خصوصًا الأدهان، وتوقع الهلاك كل لحظة، والتكليف بما لا يطاق، و(مغالبة الجهلاء على العقلاء، وتطاول السفهاء على الرؤساء، وتهور العامة، ولغط الحرافيش وغير ذلك مما لا يمكن حصره)! ولم يزل الحال على هذا المنوال إلى نحو عشرة أيام».
ذهب كبار القوم لمفاوضة الفرنسيين، فقال الفرنسي:
«(قولوا لهم يتركون القتال، ويخرجون فيلحقون بوزيرهم، فإنهم لا طاقة لهم على حربنا، ويكونون سببًا لهلاك الرعية، وحرق البلدين مصر وبولاق).
فقالوا له: (نخشى أنهم إذا امتثلوا وجنحوا للموادعة، وخرجوا وذهبوا إلى سارى عسكرهم تنتقمون منا ومن الرعايا بعد ذلك).
فقالوا: (لا نفعل ذلك فإنهم إذا رضوا ومنعوا الحرب، اجتمعنا معكم وإياهم وعقدنا صلحًا، ولا نطالبكم بشيء، والذي قُتل منا في نظير الذي قُتل منكم، وزودناهم وأعطيناهم ما يحتاجون مِن خيل وجِمال، وأصبحنا معهم من يوصلهم إلى مأمنهم مِن عسكرنا، ولا نضر أحدًا بعد ذلك).
فلما رجع المشايخ بهذا الكلام وسمعه الإنكشارية والناس قاموا عليهم، وسبوهم وشتموهم وضربوا الشرقاوي والسرسي ورموا عمائهم، وأسمعوهم قبيح الكلام، وصاروا يقولون: (هؤلاء المشايخ ارتدوا وعملوا فرنسيس، ومرادهم خذلان المسلمين، وأنهم أخذوا دراهم من الفرنسيس).
وتكلم السَّفلة والغوغاء مِن أمثال هذا الفضول، وتشدد في ذلك الرجل المغربي الملتف عليه أخلاط العالم، ونادى من عند نفسه: (الصُّلح مَنقوض، وعليكم بالجهاد، ومن تأخر عنه ضرب عنقه).
وكان السادات ببيت الصاوى، فتحير واحتال بأن خرج وإمامه شخص ينادى بقوله: (إلزموا المتاريس). ليقي بذلك نفسه من العامة، ووافق ذلك أغراض العامة لعدم إدراكهم لعواقب الأمور، فالتفوا عليه، وتعضد كل بالآخر، وأنَّ غرضه هو في دوام الفتنة، فإنَّ بها يتوصل لما يريد مِن النَّهب والسَّلب، والتصور بصورة الأمارة باجتماع الأوغاد عليه، وتكفل الناس له بالمآكل والمشرب هو ومن انضم إليه، واشتطاط في المآكل مع فقد الناس لأدوَن ما يؤكل، حتى أنه كان إذا نزل جهة من جهات المدينة لإظهار أنه يريد المعونة أو الحرس، فيقدمون له بالطعام فيقول: (لا آكل إلا الفراخ)! ويُظهر أنَّه صائم! فيكلف أهل تلك الجهة أنواع المشتقات والتكلفات بتعنته في هذه الشدة؛ بطلب أفحش المأكولات، وما هو مفقود! ثم هو مع ذلك لا يغني شيئًا!! بل إذا دهم العدو تلك الجهة التي هو فيها فارقها، وانتقل لغيرها، وهكذا كان ديدنه وسبحه، ثم هو ليس ممن له في مصر ما يخاف عليه مِن مسكن، أو أهل، أو مال، أو غير ذلك، بل كما قيل: (لا ناقتي فيها ولا جملي)!! فإذا قدر ما قُدِّر تخلص مع حزبه إلى بعض الجهات، والتحق بالريف أو غيره، وحينئذ يكون كآحاد الناس، ويرجع لحالته الأولى، وتبطل الهيئة الاجتماعية التي جعلها لجلب الدنيا فخًا منصوبًا، ومخرق بها على سخاف العقول، وإخفَّاء الأحلام!!

وهكذا حال الفتن تكثر فيها الدَّجاجلة، ولو أن نيته ممحضة لخصوص (الجهاد) لكانت شواهد علانيته أظهر من نار على علم، أو اقتحم كغيره ممن سمعنا عنهم من المخلصين في الجهاد، وفي بيع أنفسهم في مرضاة رب العباد لظا الهيجاء، ولم يتعنت على الفقراء! ولم يجعل همته في السلب مصروفة! وحال سلوكه عند الناس ليست معروفة.
ومهما تكن عند امرىء من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
وبالجملة فكان هذا الرجل سببًا في تهدم أغلب المنازل بالأزبكية، ومن جملة ما رُميت به مصر مِن البلاء، وكان ممن ينادى به عليه حين أشيع أمر الصلح، وتكلم به الأشياخ الصلح منقوض، وعليكم بالجهاد! ومن تأخر ضرب عنقه! وهذا منه افتيات وفضول ودخول فيما لا يعنى، حيث كان في البلد مثل الباشا والكتخدا والأمراء المصرية، فما قدر هذا (الأهوج) حتى ينقض صلحًا! أو يبرمه! وأي شيء يكون هو حتى ينادي أو ينصب نفسه بدون أن ينصبه أحد لذلك، لكنها (الفتن: يستنسر بها البغاث! سيما عند هيجان العامة، وثوران الرعاع والغوغاء)، إذ كان ذلك مما يوافق أغراضهم.
وذنبٍ جرَّه سفهاء قومٍ .... وحلّ بغير جانبه العذاب
على أن المشايخ لم يأمروا بشيء، ولم يذكروا صلحًا ولا غيره، إنما بلَّغوا صورة المجلس الذي طلبوا لأجله لحضرة الكتخدا، فبمجرد ذلك قامت عليهم العامة هذا المقامَ وسبوهم وشتموهم بل وضربوهم!! وبعضهم رموا بعمامته إلى الأرض، وأسمعوهم قبيح الكلام، وفعلوا معهم ما فعلوا، وصاروا يقولون: (لولا أنَّ الكفرة الملاعين تبين لهم الغلب والعجز، ما طلبوا المصالحة والموادعة، وأن بارودهم وذخيرتهم فرغت)! ونحو ذلك من الظنون الفاسدة! ولم يردوا عليهم جوابًا بل ضربوا بالمدافع والبنادق ..».
👈🏽«واستمر هذا الحال بين الفريقين إلى يوم الخميس ثاني عشرينه، الموافق لعاشر برموده القبطي، وسادس نيسان الرومي، فغيمت السماء غيمًا كثيفًا، وأرعدت رعدًا مزعجًا عنيفًا، وأمطرت مطرًا غزيرًا، وسيلت سيلًا كثيرًا، فسالت المياه في الجهات، وتوحلت جميع السكك والطرقات، فاشتغل الناس بتجفيف المياه والأوحال، ولطخت الأمراء والعساكر بسراويلهم ومراكيبهم بالطين، والفرنساوية هجموا على مصر وبولاق مِن كل ناحية، ولم يبالوا بالأمطار؛ لأنهم في خارج الأفنية، وهي لا تتأثر بالمياه كداخل الأبنية، (وعندهم الاستعداد) والتحفظ والخفة في ملابسهم، وما على رؤوسهم، وكذلك أسلحتهم وعددهم وصنائعهم، بخلاف المسلمين، فلما حصل ذلك اغتنموا الفرصة وهجموا على البلدين مِن كل ناحية، وعملوا فتائل مغمسة بالزيت والقطران، وكعكات غليظة ملوية على أعناقهم معمولة بالنفط، والمياه المصنوعة المقطرة التي تشتعل ويقوى لهبها بالماء، وكان معظم كبستهم من ناحية الحديد، وكوم أبي الريش......، فكانوا يرمون المدافع والبنبات من قلعة جامع الظاهر....، يرمون بالبندق المتتابع، وطائفة بأيديهم الفتائل والكعكات المشتعلة بالنيران يلهبون بها السقائف، وضرف الحوانيت وشبابيك الدور، ويزحفون على هذه الصورة شيئًا فشيئًا، والمسلمون أيضًا بذلوا جهدهم وقاتلوا بشدة همتهم وعزمهم، وتحول الأغا وأكثر الناس إلى تلك الجهة، (وزلزلوا في ذلك اليوم والليلة زلزالًا شديدًا)، وهاجت العامة، وصرخت النساء والصبيان ونطوا من الحيطان، والنيران تأخذ المتوسطين بين الفئتين من كل جهة......، ثم إنهم هجموا على بولاق من (ناحية البحر)، ومن ناحية بوابة أبي العلا بالطريقة المذكورة بعضها، وقاتل أهل بولاق جهدهم ورموا بأنفسهم في النيران حتى غلب الفرنسيس عليهم وحصروهم من كل جهة، وقتلوا منهم بالحرق والقتل، وبلوا بالنهب والسلب، وملكوا بولاق، (وفعلوا بأهلها ما يشيب من هوله النواصي)!! وصارت (القتلى مطروحة في الطرقات والأزقة، واحترقت الأبنية والدور والقصور)، وخصوصًا البيوت والرباع المطلة على البحر، وكذلك الأطارف، وهرب كثير من الناس عندما أيقنوا بالغلبة، فنجوا بأنفسهم إلى الجهة القبلية، ثم احاطوا بالبلد ومنعوا من يخرج منها، واستولوا على الخانات والوكائل والحواصل والودائع والبضائع، وملكوا الدُّور وما بها من الأمتعة والأموال والنساء والخوندات والصبيان والبنات، ومخازن الغلال والسكر والكتان والقطن والاباريز والأرز والأدهان والأصناف العطرية، وما لاتسعه السطور، ولا يحيط به كتاب ولا منشور، والذي وجدوه منعكفًا في داره أو طبقته ولم يقاتل ولم يجدوا عنده سلاحًا، نهبوا متاعه وعروه من ثيابه، ومضوا وتركوه حيًّا، وأصبح من بقي من ضعفاء أهل بولاق وأهلها وأعيانها الذين لم يقاتلوا فقراء لا يملكون ما يستر عوراتهم».
👈🏽 «وأما المدينة فلم يزل الحال بها على النسق المتقدم من الحرب والكرب والنهب والسلب إلى سادس عشرينه، حتى ضاق خناق الناس من استمرار الانزعاج والحريق والسهر، (وعدم الراحة لحظة من الليل والنهار) مع ما هم فيه من عدم القوت، حتى (هلكت الناس)، وخصوصًا الفقراء والدَّواب، وإيذاء عسكر العثمانلي للرعية، وخطفهم ما يجدونه معهم، حتى تمنوا زوالهم ورجوع الفرنسيس على حالتهم التي كانوا عليها، والحال كل وقت في الزيادة، وأمر المسلمين في ضعف لعدم المير والمدد، والفرنساوية بالعكس، وفي كل يوم يزحفون إلى قدام، والمسلمون إلى وراء، فدخلوا من ناحية باب الحديد، وناحية كوم أبي الريش، وقنطرة الحاجب، وتلك النواحي وهم يحرقون بالفتائل والنيران الموقدة، ويملكون المتاريس...».
__________________
«لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.