السؤال : يقول الله عز وجل : (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير29 فهل
السؤال : يقول الله عز وجل : (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) التكوير29 فهل معنى هذا أن الإنسان مجبور على أفعاله ولا إختيار له فيها، وما معنى أنه لن يخرج أحد عن قضاء الله وقدره، وأن كل شيء يجري بقدر الله سواء كان طاعة أو معصية؟
الجواب : كلا فإن الإنسان ليس مجبورا على أفعاله بل له مشيئة وإختيارا ولكن ليس دون مشيئة الله عز وجل، فلو أراد العبد فعل شيء من المحاسن أو المقابح فإنه يختار ما يشاءه ويفعله، ولكن ضمن قدرة الله عز وجل ومشيئته، فهو لا يستطيع أن يفعل شيئا أو يحرك ساكنا رغماً عن مشيئة الله عز وجل، فإن العبد لو أراد فعل أبسط الأشياء كأن يرفع يده فقط، فإنه يحتاج إلى القدرة لرفعها، فالله عز وجل هو الذي يمنحه هذه القدرة، ولهذا نقول أن العبد لا يستطيع أن يفعل شيئا دون مشيئة الله وقدرته، فالعبد له الإختيار فيما يفعل، بل ويعينه الله للقيام بفعله، بقدرته عز وجل، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله إذا سئل عن القدر قال : (القدر قدرة الله)، فكل ما يجري في هذا الكون يحتاج إلى قدرة عظيمة تسيّره وهي قدرة الله عز وجل، فللعبد مشيئة ولله عز وجل مشيئة، ولكن مع الفارق فلا بد من الإيمان بأن الله عز وجل هو أكبر وأعظم مشيئة وقدرة ومعونة وهداية، وهو قادر سبحانه وتعالى على منع ما لايريد، حتى لو أراده العبد وإتخذ أسبابه، فلا يجري شيء رغماً عن مشيئة الله وإرادته ودون قدرته سبحانه وتعالى.
|