أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
43324 92142

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-29-2016, 08:55 PM
المحارب المحارب غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 10
افتراضي إعانة عموم المسلمين على كشف شبهات الزائغين (عدنان إبراهيم وسيلفي أنموذجا) (الجزء الثا

إعانة عموم المسلمين على كشف شبهات الزائغين
(عدنان إبراهيم وسيلفي أنموذجا)
(الجزء الثاني)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىعبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أمابعد
فإكمالا لما تقدم من قواعد تعين عموم المسلمينعلى كشف شبهات الزائغين، أذكر أربع قواعد:
القاعدة الأولى:الخلافليسدليلاشرعيا،فلاتحتجبه .
والظاهرة المشاهدة في ذلك أن بعض الناسإذا عرضتَ له مسألة وذكرت دليلا عليها،عارض الدليل وعارضك بقوله : فيها خلاف !
فيقال: ثم ماذا ؟ وهل ترد الأدلة لأجل الخلاف؟
والاحتجاجبالخلافغلطفيالشرع،وغلطفيالعقل .
فأمافيالشرع فالله جل وعلا أمرنا عندالاختلاف أن نتحاكم إلى الكتاب والسنة، قالتعالى (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلىالله)، وقال سبحانه (فإن تنازعتم في شيءفردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون باللهواليوم الآخر) .
وقد أجمع العلماء على حرمة جعل الخلافدليلا، يقول ابن عبد البر رحمه الله : ( الاختلاف ليس بحجة عند أحد علمته من فقهاءالأمة ) ، ثم إن هذا القول يلزم منه لازم، وهوكما يقول شيخ الإسلام (أن لا يكون حراما إلاما أُجمع على تحريمه، فكل ما اختُلف فيتحريمه يكون حلالا، وهذا مخالف لإجماعالأمة، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دينالإسلام ).
ونقل ابن حزم الاتفاق على تفسيق من فعلهذه الطريقة تجاه الأدلة الشرعية ، فقال: (ولوأن امرأً لا يأخذ إلا بما اجتمعت عليه الأمةفقط، ويترك كل ما اختلفوا فيه مما قد جاءتفيه النصوص، لكان فاسقا بإجماع الأمة ).
وأمافيالعقلفبيان غلط هذه الطريقة فمنوجهين :
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت إلاوقد كمل الدين، والخلافات إنما حصلت بعده،فكيف تكون دليلا وحجة في الدين وهي حادثةمتأخرة ؟
2- أنها قضية يلزم منها الدور ، فمن رد دليلابحجة وجود خلاف ، قيل له: رد الدليل لوجودالخلاف قضية فيها خلاف، فلا تُلزم بها، وإلاكنت متناقضا عقلا ، فمرة لا تقبل شيئا لوجودالخلاف، ومرة تلزم بشيء مع وجود الخلاف!!!
هذا على سبيل التنزل، وإلا فقد سبق أنالخلاف ليس دليلا بالإجماع .

وهذهالطريقةأضرتكثيرين، فحملتهمعلى رد الحق أو التواني في القيام به، فهناكمن سمع المحرم كالموسيقى بحجة وجودالخلاف، وهناك من تهاون في صلاة الجماعةللسبب نفسه، بل وُجد من ترك الصلاة عمودالدين لأن بعض العلماء قال: (إن من تركهاكسلا لا يكفر)، ولا يدري المسكين أن القائلينبذلك يقولون: إن تاركها كسلا قد فعل ما هوأعظم من الزنى والسرقة والقتل، وأنه متعرضلسخط الله وعقابه في الدنيا والآخرة وإن لميكفر ، هذا مع أن المسلم يكبر على قلبه أنيصير على حال يختلف العلماء في إسلامهوكفره ، فكيف إذا مات ثم ظهر أن القائلبتكفير تارك الصلاة هو المصيب .
إذاتقررلكمعنى القاعدة : فاحذرإذاسمعتشبهةأنتدخلعلىقلبكبمجردذكرالخلاففيها،أولأجلنسبتهاإلىعالمأياكانمنزلته، بل الواجب طلب الدليلالشرعي من المتكلم ، فإن لم يأت به فلا عبرةبقوله ، وإن جاء به فلا يخلو حالك من أمرين : إما أن تكون عالما بطرق الترجيح المعروفة ، فلكاختيار أقرب الدليلين للشرع .
وإما أن تكون عاميا لا تحسن الترجيح بينالأقوال المختلفة، فالواجب عليك عندها أن تقلدالأعلم والأوثق ، ولا يكلفك الله فوق هذا .
وأكثر الناس هم من أصحاب الحالة الثانيةكما لا يخفى .
وإنأردتأنتعرفمقدارالخطرالذييكونعندإهمالماتقدم، فانظر إلى حالالخوارج المارقين ، فأغلبهم صغار جهلة لايعرفون طرائق الترجيح ولا يحسنونها، سمعواأدلة متشابهة من دعاة سوء فظنوا أنها الحق،فأوردوا أنفسهم المهالك، ولو أن الواحد منهمعرف قدر نفسه، واكتفى بتقليد الأوثق والأعلمفي هذه الأعصار ، كالعلماء ابن باز وابنعثيمين مثلا، لما وقع في هذه الموبقات .

وكذلك كثير من أتباع عدنان إبراهيم تبعواكلامه ، مع أنهم لا يحسنون التمييز بين الأدلة،فصاروا إلى إنكار قطعيات من الدين ، حتىتجد أحدهم لم يقرأ كتابا كاملا في حياته،ويقول لك : (العلماء رجال، وأنا رجل) ، ويقول: (في البخاري أحاديث ضعيفة كثيرة)، وإذاسألته : هل في بيتك صحيح البخاري؟ أو هلقرأته مرة؟ أو هل تعرف عدد مجلداته؟ لقال: لا،لكني أعرف !
وهذا كمن يخطِّئ طبيبا أجمع الأطباء علىإتقانه الصنعة ، ثم تقول له : وهل قرأت كتبه أوكتب غيره في الطب حتى توصلت إلى هذهالنتيجة؟ فيقول لك : لا، لم أقرأ، ولكنني أعرف!!!
أعانك الله على بلائك، وجبر مصيبة أهلك فيك .
ويزداد الأمر سوءا وخطورة حين تعلم أن هؤلاءالذين يرون الخلاف قد سوغ لهم ترك الأدلة الشرعية إلى ما يهوون من الأقوال، هم من المنكرين لمسألة الإجماع ، فلا يرون صحته فيأي مسألة من الدين ، فعليه : لا توجد مسألةفي الدين يصح الإلزام بها حتى لو دلت عليهاعشرات النصوص ، بل إن عدنان إبراهيمصرح بأن خلاف الرافضة مانع من الحكم علىمسألة أنها إجماعية، فعلى كلامه : لا يصحالقول بأن العلماء أجمعوا على عدم جواز سبالصحابة، لأن الرافضة ترى سبهم .
ولا يصح القول بأن الأمة أجمعت على أنالقرآن محفوظ غير محرف، لأن الرافضةأجمعوا على أنه محرف كما هو مسطر فيكتبهم .
والعجيب أن عدنان إبراهيم ممن يزعم أنهيحارب فكر التكفير ، وينسبه إلى أهل السنةظلما وبهتانا ، فيقال له: هذهمسألة غيرإجماعية ، لأن أهل السنة يقولون بها كماتدعي ، فلا يصح لك الإلزام بها ، ويجب عليكاحترام من اجتهد وكفّر المسلمين، واستباحدماءهم .
هذا أقوله لإلزامه بباطله ، وإلا فأهل السنةأبعد الناس عن تكفير المسلمين، واستحلالدمائهم .

القاعدة الثانية:اضربخصمكبأدلتك،ولاتكتفبمحاولةصدضرباتهعنك،فقدسبق معنا في المقال السابق أن الشبهات لاتنتهي ولا حد لها ، وإبراز الشبهات على أيأمر كان ولو كان ضروريا لا يشك الإنسان فيههو من الأمور السهلة ، فأنت حين قراءتكللمكتوب الآن لا تشك أنك تقرأ، وأستطيع أنأقول لك : أنت لا تقرأ حقيقة الآن ، وإنما أنتنائم ، وما تظنه واقعا إنما هو مجرد حلم ،وستستيقظ من نومك بعد قليل .
ألم يمرّ عليك يوم في عمرك، ورأيت في منامكشيئا أفرحك أو أفزعك ، وظننته حقيقة ،وتأثرت مع أحداثه، ثم فجأة استيقظت،واكتشفت أنه حلم ؟

بلى ، مر عليك هذا الموقف كثيرا ، أقول : وكذلك ما تقرأه الآن ، ربما يكون حلما يزولعن قريب !!!
أرأيت كيف أن الإتيان بالشبه على أمر ما منأسهل الأمور .
فإذا كان الأمر كذلك فإياك أن تكتفي بردالشبه الواردة دون أن تدلي بأدلتك وحجتك ،وهذه الطريقة ممكن تعريفها إن صح التعبير؛بأن حقيقتها أن ينتقل السني من حال الدفاعإلى حال الهجوم ، والله يقول (بل نقدف بالحقعلى الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) .
ولنأخذمثالاعلىشبهةيرددهاعدنانإبراهيمكثيرا، وهي زعمه أن اليهودوالنصارى لا يلزمهم اتباع النبي صلى اللهعليه وسلم في شريعته في الصلاة والزكاةونحوها من الشرائع، بل يكفيهم الإيمان بأنهرسول من عند الله ، ثم العمل بما عندهم فيالتوراة والإنجيل ، ويستدل على باطله بقولهتعالى (إن الذين ءامنوا والذين هادواوالنصارى والصابئين من ءامن بالله واليومالآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون) ،فيقولعدنان: الله أخبر أن اليهود والنصارى إذا ءامنوابالله واليوم الآخر وعملوا الصالحات أنهم لاخوف عليهم، ولم يذكر اتباعهم لشريعة محمدصلى الله عليه وسلم .
هذهشبهته، ولنفرض أننا لا نعرف الجوابعلى الشبهة ، ولا معنى الآية ، لكننريدتطبيقالقاعدة،وهيماأسميناهبحالةالهجومعلىالخصم، فنقول لعدنان: أجب على هذه الأسئلة :
ما معنى قوله تعالى (وما أرسلناك إلا كافةللناس بشيرا ونذيرا)، أليس فيها أن النبيصلى الله عليه وسلم مرسل إلى جميع الناسحتى اليهود والنصارى ؟
فإن أجاب ولن يجيب، يقال له : ما معنى قولهتعالى(قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكمجميعا) ؟
فإن تكلّف جوابا بعيدا، قيل له : ما معنى قولهتعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأميالذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراةوالإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكرويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائثويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهمفالذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النورالذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) ، مَن هؤلاءالذين يجدونه عندهم في التوراة والإنجيل ؟أليسوا هم اليهود والنصارى؟ ألم يذكر وجوباتباعهم له ، وما هذه الآصار والأغلال التيوضعها عنهم؟ كيف نجمع بين كونهم لا يلزمهماتباع النبي صلى الله عليه وسلم في شريعتهوبين هذه الآية ؟
فإن تعسف بالجواب، فيقال : وما معنى قولهتعالى (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذنالله) أليس فيها أن الرسول إنما يرسل ليطيعهالناس، وليس الاكتفاء بأن يقروا أنه رسول الله؟
وقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ما الرحمة التي أصابت اليهود والنصارى برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم لا تجب عليهم طاعته؟
وماذا نصنع بقوله صلى الله عليه وسلم (لو أنموسى حيا ما وسعه إلا اتباعي) ؟ وقوله (والله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لايؤمن بي وبما جئت به إلا كان من أصحاب النار)؟

حسنا: لنطلب من عدنان تفسير ما فيالصحيحين من حديث ابن عباس رضي اللهعنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثمعاذا إلى اليمن وقال له (إنك تأتي قوم منأهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادةأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإنهم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله أفترضعليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن همأطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهمصدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم) ،أليس في الحديث التصريح بفرض الصلاةوالزكاة عليهم، وقد عبّر في الحديث أن الصدقةتؤخذ منهم ، فمن الذي يأخذها منهم ، أهمأحبارهم ورهبانهم ، أم يأخذها إمام المسلمينأو من ينيبه ؟
ثم ما معنى كون رسالة النبي صلى الله عليهوسلم عامة ، ورسالة غيره من الرسل خاصة ؟
فإذن : نحن الآن لما أعطينا الخصم بعض أدلتنابان الضعف الشديد في دليله حتى لو لمنعرف الجواب الخاص عن دليله .
ثملنتزلمعهأكثروأكثر، ونقول سلّمنا لكبصحة قولك ودليلك ، لكن فيه إشكالات ، منها :
- أليس من العجب أن يمر على هذه الآية سائرالعلماء والمفسرين من عصر النبي صلى اللهعليه وسلم إلى عصرنا ، ثم لا يفهم واحد منهمالفهم الذي فهمته ؟
- في الآية قال الله (إن الذين ءامنوا والذينهادوا والنصارى والصابئين من ءامن بالله) فشرط الإيمان بالله .
لماذا جعلت الإيمان بالله المراد به فقط التصديقبالله ، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لوفدعبد القيس كما في الصحيحين (أتدرون ماالإيمان بالله وحده» قالوا: الله ورسوله أعلم،قال: «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدارسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنمالخمس» .
ألا يمكن أن يكون هذا هو الإيمان كما أجمععليه أهل السنة ، فيدخل فيه جميع الأعمالالظاهرة والباطنة ؟
لنتركحتىهذا،ونسلّملكلامه،نقول : الآننريدتطبيقكلامك :
إذا رأيتُ نصرانيا أو يهوديا هل أدعوه إلىالدخول في الإسلام أو أدعوه لمجرد أن يقولمحمد رسول صادق ؟
وإذا اختار الثانية ثم مات من وقته ، هل يجوزأن أصلي عليه ، وهل يصح دفنه في مقابرالمسلمين ؟ وإذا تجرأ أحد ودفنه في مقابرالكافرين هل يكون آثما ؟
هل يصح أن يكون في الصباح يهوديا، ثمينتقل الظهر إلى النصرانية ، ثم في العصريكون مسلما ثم العشاء يرجع ويكون يهوديا ؟
إن صح فسلام على عقلك، وهو قول معلومالفساد بإجماع أهل الأديان كلهم .

وإن لم يصح فيقال : لماذا لم يصح وهو مؤمنبالله واليوم الآخر ؟
ولو وُجد نصرانيان فاختار أحدهما الإسلام،واختار الآخر البقاء على النصرانية معتصديقه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فماالدليل على جواز ترك الأول دينه، والدليل علىجواز بقاء الثاني على دينه ؟
ثم مَن هم هؤلاء اليهود والنصارى الذين لاتلزمهم شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ،أهم سلالة بني إسرائيل فقط، أو يدخل فيهمسائر الشعوب ؟
فإن قيل : سائر الشعوب، فما الدليل على أنهمأهل كتاب، والأدلة تدل بوضوح أن موسىوعيسى عليهما السلام إنما بعثا إلى بنيإسرائيل خاصة .
وإن قيل : بل المراد من هم من سلالة بنيإسرائيل ، فيقال : وكيف نعرفهم الآن ، وقداختلطت أنسابهم بغيرهم من الشعوب كما هومعروف في التاريخ .
وأخيرا : لو تجاوزنا هذه الإشكالات فكيفيعبد اليهودي والنصراني ربه ، وقد شهدالقرآن والسنة والواقع أن كتبهم الموجودة اليومالتوراة والإنجيل قد حرفت وبدلت ؟
فهل يأخذون ما هو موجود في كتبهم اليوم مننسبة التعب إلى الله سبحانه وتعالى لما خلقالخلق ؟ وهل يأخذون بنسبة العظائم إلىالأنبياء ، إلى غير ذلك من القبائح والشنائعالموجودة فيها ؟

أخيالكريم : قد أكثرت من الإيراداتوالأسئلة التي ربما أصابتك بالملل ، لكن ذلككان مقصودا لتتبين أهمية القاعدة ، حتى أنيأحسب أنك عرفت بطلان الشبهة مع أني لمأذكر جوابها المباشر وتفسير الآية الصحيح ،أليس كذلك ؟ بلى هو كذلك إن شاء الله .
فخذهذهالقاعدة،واعرفقدرها،وافعلهامعكلمبطل،فإنهلايثبتأمامها، ورحم الله شيخ الإسلام إذ يقول : (فالحق كالذهب الخالص، كلما امتُحن ازدادجودة، والباطل كالمغشوش المضيء، إذاامتُحن ظهر فساده.
فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر، وناظر عنهالمناظر، ظهرت له البراهين، وقوي به اليقين،وازداد به إيمان المؤمنين، وأشرق نوره فيصدور العالمين.
والدين الباطل إذا جادل عنه المجادل، ورام أنيقيم عوده المائل، أقام الله تبارك وتعالى منيقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هوزاهق، وتبيّن أن صاحبه الأحمق كاذب مائق،وظهر فيه من القبح والفساد، والحلولوالاتحاد، والتناقض والإلحاد، والكفر والضلالوالجهل والمحال، ما يظهر به لعموم الرجال أنأهله من أضلِّ الضُلَّال) .

ولذلكترىالذينيتابعونعدنانإبراهيمومنعلىشاكلتهينتهيبهمالحالحتىيخرجوامنالدينبالكلية،وهذا أمر مشاهد وواقع ، وذلك لأنهم يأخذونمنه أصولا باطلة في نفسها ، فتَرِدُ عليها أسئلةمن أنفسهم أو غيرهم، فلا يجدون جوابا لها ،ويبقى الشك وعدم اليقين في قلوبهم، فيهربونمنه إلى الإلحاد والكفر ، وإنمالايرجعونإلىالإسلام،لأنالأصولالباطلةالتيتشرّبوهاتمنعهممنذلك .
وحتى لا ننسى فإن الجواب المباشر للآية التياستدل بها المبطل هو أن المراد بها: أي اليهودوالنصارى الذين كانوا على دين صحيح، ثمماتوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ،فهـؤلاء هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأما من كان من اليهود والنصارى بعد بعثةالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يُقبل من أحدمنهم دينا حتى يتبع النبي صلى الله عليهوسلم وشريعة الإسلام .
ذكر هذا المفسرون في كتبهم ، فارجع إلى أيكتاب تفسير شئت .

القاعدة الثالثة: الحقواحدفينفسه،والمطلوبفيهاليقينوالجزمبأنههوالحق،قال تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأنما يدعون من دونه هو الباطل) (يا أيها الناسقد جاءكم الحق من ربكم) (وأن هذا صراطيمستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكمعن سبيله) (ذلك الكتاب لا ريب فيه) ، والأدلةفي ذلك كثيرة .
فمنأصولالضلالالقولبأنالحقيقةنسبيةلايصحلأحدأنيدعيها،وبهذاالأصلدخلتالشبهاتعلىكثيرمنأبناءالمسلمين، فتجد من يعظّم اليهوديوالنصراني والبوذي بحجة أنه قد يكون الحقمعه، فلا يُجزم بباطله ، ثم يُتْبِعون ذلك بعبارتهمالوقحة: (الرأي والرأي الآخر) ، وحقيقتها:الهوى والهوى الآخر ، وفي بعض الأحيانوالكفر الآخر .
مع أن هؤلاء يحترمون كل الآراء حتى من عبدالبقر ، وتضيق صدورهم عند المناداة بتطبيقالشريعة .
ألايجعلونهمجردرأييجباحترامه؟!
وحسبك دليلا على بطلان هذا الأصل أن تعلمأن جميع الرسل دعوا أقوامهم إلى شيءواحد، وهو ما جاءوا به من الحق، وأمرواالناس بتصديقه والعمل به ، ثم الدعوة إليه ،ولم يأت رسول قط بتخيير الناس فيما يعتقدون.
وليسهذاالجزمخاصابالرسل،بلحتىلأتباعهم،ولذلكأُمِرالأتباعبالدعوةإلىالدين،والأمربالمعروفوالنهيعنالمنكر .

القاعدة الرابعة:القلوبضعيفة،والشبهخطافة،فإياكوالسماعللباطل،أوالتساهلفيه،ومادمتعلىيقينمندينك،فلايضركجهلكبضلالغيرك،والسلامةلايعدلهاشيء .
قال الذهبي في كتابه السير عند ترجمةالراوندي بعد ذكره لزندقته: (وكان يلازمالرافضة والملاحدة، فإذا عوتب، قال: إنما أريدأن أعرف أقوالهم.
ثم إنه كاشف وناظر، وأبرز الشبه والشكوك).
ونقل عن ابن عقيل قوله : (وكان أصحابناالحنابلة يريدون مني هجران جماعة منالعلماء، وكان ذلك يحرمني علما نافعا) . ثمعلق الذهبي فقال : (كانوا ينهونه عن مجالسةالمعتزلة، ويأبى حتى وقع في حبائلهم، وتجسرعلى تأويل النصوص - نسأل الله السلامة -) .
وقد أجمع السلف على وجوب صيانة القلوبوالأسماع عن الشبه ، والنبي صلى الله عليهوسلم قال (من سمع منكم بالدجال , فلينأ عنه، فإن الرجل يأتيه , وهو يرى أنه كاذب , فيتبعهلما يرى من الشبهات) ، وفي الصحيحين قالصلى الله عليه وسلم (فإذا رأيت الذين يتبعونما تشابه منه فأولئك الذين سمى اللهفاحذروهم) .
وقد يكون صاحب الباطل ذا هيئة حسنة ، معفصاحة وحلاوة منطق ، فيغتر به الجهال ، واللهيقول لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأنالمنافقين (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإنيقولوا تسمع لقولهم) قال ابن كثير في تفسيره: (أي: كانوا أشكالا حسنة وذوي فصاحةوألسنة، إذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهملبلاغتهم) .
فالحذر الحذر ، والفرار الفرار ، والسعيد مناتعظ بغيره ، فكم ممن ضلّ، وفارق اليقين قلبه، بكلمة سمعها، أو عبارة قرأها ، قال شيخالإسلام رحمه الله : (ومن كان عليما بهذهالأمور: تبين له بذلك حذق السلف وعلمهموخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه،وذموا أهله وعابوهم، وعلم أن من ابتغى الهدىفي غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله إلابعدا) .
أسأل الله أن يجنبني وإياك الفتن ما ظهر منهاوما بطن ، وأن يجعل لنا من أمرنا رشدا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبهأجمعين .

وكتبه: ناصر بن غازي الرحيلي .
المحاضر في قسم العقيدة في الجامعةالإسلامية .

للإطلاع على الجزء الأول من المقال، انظر هنا: http://goo.gl/dCw3ff.

.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.