إيقاظ وتحذير .. (الشيخ أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي)
بسم الله ..
** إيقاظ وتحذير ..
من المهمات - يا رعاكم الله - تجديد الشعور بالصلة بالأمة ( = شهود مشهد الاعتزاز بالأمة المحمدية )!! ..
واعلم أن اعتزازك بانتمائك لأمتك منطلقه : ( الاعتزاز بالإيمان بالله تعالى )! ..، قال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ..، و " من اعتز بذي العز فذو العز له عز " ..
فالعزة بيد الله تعالى وحده يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، قال تعالى : ( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) ..، ولذا من أسمائه جل وعلا : " العزيز " ..
فله سبحانه العزة الكاملة المطلقة : ( عزة القوة )..، و( عزة الامتناع )..، و ( عزة القهر والغلبة ) ..
وعليه فاعتزازك - عبد الله - بأمتك بحسب قوة صلتك بربك تبارك وتعالى = ( شهود مشهد العزة : حالة مانعة للإنسان أن يغلب )! ..، فالعزة والإيمان صنوان لا يفترقان .. وكما قال عمر - رضي الله عنه - : " .. إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " الصحيحة 1/117.
نعم ؛ العزة عزتان : ( معنوية) و( مادية ) ، لكن الأولى هي الأصل ( = التقوى ) ، والثانية - بشرطها - تابعة لها فتنبه ، ف " من لم تعزه التقوى فلا عزة له "! ..، و " ليست العزة في حسن البزة "! ..
قال إبراهيم بن شيبان - رحمه الله - : " الشرف في التواضع ، و ( العز في التقوى )! ، والحرية في القناعة " المدارج 2/343.
فللعبد " من العزة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه ، فإذا فاته حظ من العلو والعزة ، ففي مقابلة ما فاته من حقائق الإيمان علما وعملا ، ظاهرا وباطنا " إغاثة اللهفان للإمام ابن القيم - رحمه الله - 2/926
فاحذر - يا رعاك الله - أن تسكن في نفسك (بذرة الذلة والمهانة)!! ..، فتمنع من غرس (بذرة العزة والشهامة = الفاعلية السنية لا مجرد الانفعال وردود الأفعال الخلفية التي ألبست لباس الوعي والسعي بنظرة سطحية )!!...
قال العلامة ابن باديس - رحمه الله - : " الجاهل يمكن أن تعلمه ، والجافي يمكن أن تهذبه ، ولكن الذليل الذي نشأ على الذل يعسر أن تغرس في نفسه الذليلة المهينة عزة وإباء وشهامة تلحقه بالرجال " الآثار 4/64.
وافهم - وفقني الله وإياك - أنه بحسب تنكر المرء للنهج الأثري وتنكبه لطريقه وعدم يقينه فيه وبه يعاقب بالذلة والهزيمة النفسية والواقعية و ( قد )! لا يشعر ، فلا تغتر بالمظاهر .. ، فالعبرة بالحقائق ..، وإياك أن تكابر ..، ومن يكابر ..
والله المستعان ...، وعليه التكلان ..
كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).
قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."
عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
|