أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
93165 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2012, 09:47 AM
سالم جابر سالم جابر غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 37
افتراضي أحبب حبيبك هونا ما ......

وقفة مع حديث : " أحبب حبيبك هونا ما .. "
إعداد : محمد بن محمد بن عبدالله الجيلاني
قال الإمام أبو عيسى محمد بن سؤرة الترمذي في (( الجامع )) ( 6/123/2065 تحفة ) : حدثنا أبو كريب ، حدثنا سُويدُ بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أراه رفعه " قال : أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " .
قال أبو عيسى ـ رحمه الله ـ : (( هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه . وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا ، رواه الحسن بي أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي . والصحيح هذا عن علي موقوف )) .
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في (( غاية المرام )) 273/472 : (( قلت : إسناد حديث أبي هريرة عندي جيد ؛ رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ليس فيهم من يُنظر في حاله سوى سُويدُ بن عمرو الكلبي ، وقد قال النسائي وابن معين : ثقة . وقال العجلي : ثقة ثبت في الحديث ، وكان رجلاً صالحاً متعبداً . ولم يتكلم فيه غير ابن حبان كما رأيت ( 1 ) ، فلا يلتفت إليه لا سيما وهو من رجال مسلم ، فاتفاق الجماعة على توثيقه مما يوهن كـلام ابن حبان فيه ، وقد أحسن الذهـبي حين قال في (( الميزان )) : (( و أما ابن حبان ، فأسرف واجترأ ، فقال : كان يقلب الأسانيد … )) . ثم نسي الذهبي هذا فأورده في (( الضعفاء )) من أجل كلام ابن حبان هذا ! وقال الحـافظ في (( التقريب )) : (( أفحش ابن حبان القول فيه ولم يأت بدليل )) . ولذلك لم يعرج الخزرجي عليه فلم يذكر في المترجم غير توثيق الأئمة الثلاثة الذين ذكرناهم وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى فالإسناد صحيح ، واستغراب الترمذي لا وجه له .. )) .
فقه الحديث :
يحث النبي أمته على الاعتدال في جانبي المحبة والبغض حتى لا يؤدي ذلك إلى الإسراف ومجاوزة الحد .

قال العلامة ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في (( النهاية )) 5/284 : (( " أحبب حبيبك هونا ما " أي حباً مقتصداً لا إفراط فيه وإضافة (( ما )) إليه [ أي لهون ] تفيد التقليل : يعني لا تسرف في الحب والبغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً ، والبغيض حبيباً ، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم ، ولا في البغض فتستحي منه إذا أحببته )) .
قال العلامة ابن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ : (( معناه أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن فقد يعود الحبيب بغيضاً وعكسه فإذا أمكنته من نفسك حال الحب ثم عاد بغيضاً كان لمعالم مضارك أجدر لما اطلع منك حال الحب بما أفضيت إليه من الأسرار ، وقال عمر رضي الله عنه : (( لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً )) ( 1 ) [ فقلت : كيف ذاك ؟ قال : (( إذا أحببت كَلِفْتَ كلـف الصبي( 2 )، وإذا أبَغضت أحببَتَ لصاحبك التِّلف )) . ] ( 3 ).
وعليه أنشد هدبة بن خشرم :
وأبْغِـضْ إذا أَبْغَضْتَ بغضــاً مقـارباً فإنك لا تدري متى أنت راجعُ
وكن معدناً للخير واصفح عن الأذى فإنك راءٍ ما عمــلت وسـامعُ
وأحــبب إذا أحبـــبت حبـاً مقــارباً فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
ولهذا قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : (( أحبوا هوناً وأبغضوا هوناً فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا ، وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا )) .
وقال محمد بن الحنفية t : (( ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً ؛ حتى يجعل الله له فرجاً أو مخرجاً )) ( 4 ).
هذا ما تيسر جمعه حول هذا الحديث ، والله أسال أن ينفع به كاتبه وقارئه .
والحمد لله رب العالمين .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-08-2012, 10:34 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم جابر مشاهدة المشاركة
وقفة مع حديث : " أحبب حبيبك هونا ما .. "
إعداد : محمد بن محمد بن عبدالله الجيلاني
قال الإمام أبو عيسى محمد بن سؤرة الترمذي في (( الجامع )) ( 6/123/2065 تحفة ) : حدثنا أبو كريب ، حدثنا سُويدُ بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أراه رفعه " قال : أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " .
قال أبو عيسى ـ رحمه الله ـ : (( هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه . وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا ، رواه الحسن بي أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي . والصحيح هذا عن علي موقوف )) .
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في (( غاية المرام )) 273/472 : (( قلت : إسناد حديث أبي هريرة عندي جيد ؛ رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ليس فيهم من يُنظر في حاله سوى سُويدُ بن عمرو الكلبي ، وقد قال النسائي وابن معين : ثقة . وقال العجلي : ثقة ثبت في الحديث ، وكان رجلاً صالحاً متعبداً . ولم يتكلم فيه غير ابن حبان كما رأيت ( 1 ) ، فلا يلتفت إليه لا سيما وهو من رجال مسلم ، فاتفاق الجماعة على توثيقه مما يوهن كـلام ابن حبان فيه ، وقد أحسن الذهـبي حين قال في (( الميزان )) : (( و أما ابن حبان ، فأسرف واجترأ ، فقال : كان يقلب الأسانيد … )) . ثم نسي الذهبي هذا فأورده في (( الضعفاء )) من أجل كلام ابن حبان هذا ! وقال الحـافظ في (( التقريب )) : (( أفحش ابن حبان القول فيه ولم يأت بدليل )) . ولذلك لم يعرج الخزرجي عليه فلم يذكر في المترجم غير توثيق الأئمة الثلاثة الذين ذكرناهم وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى فالإسناد صحيح ، واستغراب الترمذي لا وجه له .. )) .
فقه الحديث :
يحث النبي أمته على الاعتدال في جانبي المحبة والبغض حتى لا يؤدي ذلك إلى الإسراف ومجاوزة الحد .

قال العلامة ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في (( النهاية )) 5/284 : (( " أحبب حبيبك هونا ما " أي حباً مقتصداً لا إفراط فيه وإضافة (( ما )) إليه [ أي لهون ] تفيد التقليل : يعني لا تسرف في الحب والبغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً ، والبغيض حبيباً ، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم ، ولا في البغض فتستحي منه إذا أحببته )) .
قال العلامة ابن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ : (( معناه أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن فقد يعود الحبيب بغيضاً وعكسه فإذا أمكنته من نفسك حال الحب ثم عاد بغيضاً كان لمعالم مضارك أجدر لما اطلع منك حال الحب بما أفضيت إليه من الأسرار ، وقال عمر رضي الله عنه : (( لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً )) ( 1 ) [ فقلت : كيف ذاك ؟ قال : (( إذا أحببت كَلِفْتَ كلـف الصبي( 2 )، وإذا أبَغضت أحببَتَ لصاحبك التِّلف )) . ] ( 3 ).
وعليه أنشد هدبة بن خشرم :
وأبْغِـضْ إذا أَبْغَضْتَ بغضــاً مقـارباً فإنك لا تدري متى أنت راجعُ
وكن معدناً للخير واصفح عن الأذى فإنك راءٍ ما عمــلت وسـامعُ
وأحــبب إذا أحبـــبت حبـاً مقــارباً فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
ولهذا قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : (( أحبوا هوناً وأبغضوا هوناً فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا ، وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا )) .
وقال محمد بن الحنفية t : (( ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً ؛ حتى يجعل الله له فرجاً أو مخرجاً )) ( 4 ).
هذا ما تيسر جمعه حول هذا الحديث ، والله أسال أن ينفع به كاتبه وقارئه .
والحمد لله رب العالمين .
جزى الله الكاتب والناقل خيرا..
فما أجمل هذا الكلام!
والأجمل منه تطبيق هديه ،وتنفيذ أحكامه..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-08-2012, 10:58 AM
ابو احسان الاعرجي ابو احسان الاعرجي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 366
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
قال الله تعالى: (وقُلْ لعبادي يقولوا الَّتي هيَ أحسنُ إنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بينَهُم إنَّ الشَّيطانَ كان للإنسانِ عدوّاً مُبيناً)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-08-2012, 11:48 AM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-09-2012, 03:21 AM
ابو صالح الفلسطيني ابو صالح الفلسطيني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,403
افتراضي

بارك الله فيك .

في درس عن البلاغة للإمام ابن عثيمين رحمه الله :

يقول الشاعر :
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يُجْبَر

شبه تنافر القلوب بكسر الزجاجة تثبيتاً لتعذر عودتها إلى ما كانت عليه من المودة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هذا البيت ليس بصحيح لأن القلوب قد يتنافر ودها ثم ترجع، يرجع الود، وهذا كثيراً ودليله قوله تبارك وتعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)(فصلت:34).
وقال الشاعر:
أحبب حبيبك هوناً ما *** فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما
وأبغض بغيضك هوناً ما *** فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما

وهذا يروى حديثاً ولكنه ضعيف.
الشاهد أن هذا البيت غير صحيح لكن على ما يريد الشاعر به نقول هذا المقصود به أيش؟ تقرير الحال.

---------

وشكرا جزيلا لكم .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.