عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-05-2010, 03:52 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

[أعداءُ الله يَصفون أولياءَه بما يوجب التَّنفير عنهم]
أعداء الله يَصفون أولياءَه بما يوجب التَّنفير عنهم لقولهم: ﴿أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ﴾؛ فأعداء الله -في كل زمان، وفي كل مكان- يَصفون أولياء الله بما يوجب التَّنفير عنهم.
فالرسل وصفهم قومُهم بالجنون، والسِّحر، والكهانة، والشِّعر تنفيرًا عنهم، كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات: 52]، وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ[الفرقان: 31] وورثة الأنبياء مثلهم يَجعل الله لهم أعداءً من المجرِمين.
ولكنْ: ﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا [الفرقان: 31]؛ فمهما بَلَغوا من الأساليب؛ فإن اللهَ -تعالى- إذا أراد هداية أحدٍ فلا يمنعُه إضلالُ هؤلاء؛ لأن أعداءَ الأنبياء يسلكون في إبطال دعوة الأنبياء مَسْلكَين: مسلكَ الإضلال والدعاية الباطلة -في كل زمان، ومكان-؛ ثم مسلكَ السِّلاح؛ أي: المجابهة المسلَّحة؛ ولهذا قال -تعالى-: ﴿هَادِيًا﴾ في مقابل المسلَك الأول الذي هو الإضلال، وهو الذي نُسميه -الآن- بالأفكار المنحرِفة، وتضليل الأمَّة، والتَّلبيس على عقول أبنائها. وقال -تعالى-: ﴿وَنَصِيرًا﴾ في مقابل المسلكِ الثَّاني؛ وهو المجابهة المسلحة. (1/50)
رد مع اقتباس