عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05-10-2010, 02:59 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

من السنن المهجورة في القبر اللحد وهو الأفضل

وقد عَلِمْتُ أن الذي عليه الكثيرون - إلاّ ما شاء الله - في القبر هو الشق. لكن الأفضل هو اللحد وهو من خاصية هذه الأمة.

قال النووي في " المجموع " (5/287): [ أجمع العلماء أنّ الدفن في اللحد والشقّ جائزان، لكن إن كانت الأرض صلبة لا ينهارُ ترابها، فاللحدُ أفضل لما سبقَ من الأدلة وإن كانت رخوَةً تنهارُ فالشقّ أفضل]

قال شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى- في كتابه القيّم " أحكام الجنائز" : [ويجوز في القبر اللحد (1) والشق لجريان العمل عليهما في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنّ الأوَّل أفضل، وفي ذلك أحاديث :

1. عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما - قال : ( لما تُوُفّيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجل يَلْحَدُ وآخر يُضَرِّحُ، فقالوا : نَسْتَخيرُ رَبَّنا وَنَبْعَثُ إليْهِما، فأيُّهُما سَبَق تَرَكْناه، فأرْسِلَ إليْهِما فسَبَقَ صاحِبُ اللَّحْدِ، فَلَحَدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم) أخرجه ابن ماجه (1/472) والطحاوي (4/45) وأحمد (3/99).

قلت – والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى - : وسنده حسن كما قال الحافظ في التلخيص ، وله شاهدان :

الأول : عن ابن عباس – رضي الله عنهما - أخرجه ابن ماجه (1/298) وأحمد (39و3358) وابن سعد (2/2/72).

والآخر عن عائشة – رضي الله عنها – دخل قبر النبي - صلى الله عليه وسلم – العباس وعليّ والفضل، وسوّى لحدهُ رجلٌ من الأنصار، وهو الذي سوّى لُحودَ قبورِ الشهداْ يوم بدر) أخرجه الطحاوي في (مُشكل الاثار4/47) وابن الجارود (268) وابن حِبّان (2161) وإسناده صحيح.

الثاني : عن عامر بن سعد بن ابي وقاص عن أبيه أنه قال : ( ألحدوا لي لحداً، وانصبوا عليّ اللبن نَصْباً كما صُنِعَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أخرجه مسلم (2/61) والنسائي (1/283) وابن ماجه (1/471).

الثالث : عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (اللحد لنا والشق لغيرنا) (ارتقى بمجموع طرقه إلى الحسن بل الصحيح) .
___________

اللحد : بفتح اللاّم وبالضم، وسكون الحاء: وهو الشق في عرض القبر من جهة القبلة، والشقّ هو الضريح، وهو أن يُحَفَرَ إلى أسفـَلَ كالنّهر. انظر : [أحكام الجنائز ص 182].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس