نقد الشيخ الطنطاوي لطه حسين
قال الطنطاوي في مقال " طه حسين في الميزان " :
أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق ، وأرى أنه يؤمن بالله ، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب ، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده . وطه حسين من آثاره أنه سن سنة إدخال البنات الجامعات واختلاطهن بالشبان ، وما نرى ونلمس من نتائج هذه السنة .
على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره ، بل يسألني عن نفسي : ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبان أن يقرؤوا ؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه . فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين ، وإن دعاه الصاوي يوماً ( عميد الأدب العربي ) فمشت الكلمة في الناس ؟
الجواب : لا ( لا ) بالقول الصريح ، و ( لا ) بالقلم العريض لأن لطه حسين كتباً فيها بلاء كبير ككتابه ( مستقبل الثقافة ) وكتباً فيها تمجيد للوثنيات اليونانية ، وكتباً فيها الكفر الصريح .
ولقد كنت في مصر أدرس في دار العلوم سنة 1928م ، ويومئذ صدر كتابه ) الشعر الجاهلي ( الذي يكذب القرآن صراحة ، والذي ألفت عشرات الكتب في رده وإبطاله ، من أشهرها كتاب الغمراوي ) النقد التحليلي ( وكتاب السيد الخضر ) نقض كتاب الشعر الجاهلي ( و ) تحت راية القرآن ( للرافعي ، واتسعت القضية حتى دخلت الندوة البرلمان .
وكتبه تفيض بالتناقض يسوق الرأي ثم يعود فيأتي بضده . وما كان طه يوماً من كتاب الدعوة ، ولا من أنصار الإسلام ولا رضي عنه الإسلاميون أبداً ، حتى كتابه الذي قلت عنه إنه من روائع الأدب ) الأيام ( فيه عبارة أخجل من الله أن أرويها وترتجف أعصابي خوفاً من هذه الجرأة على الله ، ولا أدري إذا بُدلت هذه العبارة أو عُدلت في الطبعات الجديدة من الكتاب ، وهي قوله : إن الصبي ( يعني نفسه ) أضاع ما كان معه من القرآن كما أضاع نعله !
أستغفر الله ، صحيح أن كتابه ) مرآة الإسلام ( ليس فيها ما يؤخذ عليه ، ولكن النصيحة للمؤمنين والقول الحق في كتبه : أني لا أرى في قراءتها خيراً للشبان المتدينين ، وأرى الابتعاد عنها لسلامة دينهم وضمان آخرتهم . اهـ .
وعلّق الطنطاوي في الحاشية على كتاب " مرآة الإسلام " قائلاً : الذي ألّفه لمّا مالت سوق النشر إلى جهة الإسلام، ومِن هنا جاءت كتب مثل " حياة محمد " لهيكل و " محمد " للحكيم وعبقريات العقاد، ما هي إلا أن السوق مالت فمالوا معها .
=============
" فصول في الثقافة والأدب " ( ص253 - 254 )
__________________
.
((تابعوا فوائد متجددة على قناة التليغرام)) :
https://telegram.me/Kunnash
.
|