يعدهم ويمنيهم
فوعده : ما يصل إلى قلب الإنسان نحو : سيطول عمرك وتنال من الدنيا لذتك وستعلو على أقرانك وتظفر بأعدائك والدنيا دول ستكون لك كما كانت لغيرك
ويطول أمله ويعده بالحسنى على شركه ومعاصيه
ويمنيه الأماني الكاذبة على اختلاف وجوهها
والفرق بين وعده وتمنيته أنه يعد الباطل ويمنى المحال
و النفس المهينة التي لا قدر لها تغتذي بوعده وتمنيته كما قال القائل :
منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى ... و إلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
فالنفس المبطلة الخسيسة تلتذ بالأماني الباطلة و الوعود الكاذبة و تفرح بها كما يفرح بها النساء والصبيان ويتحركون لها
فالأقوال الباطلة مصدرها وعد الشيطان و تمنيته فإن الشيطان يمنى أصحابها الظفر بالحق وإدراكه ويعدهم الوصول إليه من غير طريقه
فكل مبطل فله نصيب من قوله : يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا
إغاثة اللهفان/ابن قيم الجوزية