عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 05-14-2014, 11:09 AM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
Lightbulb


كما يُقال؛ ما أشبه الليلة بالبارحة، فمن ينظر للتأريخ الإسلامي يجد نظير فعل هؤلاء ما كان يقوم به ابن تومرت العابد، مدعي المهدية!!
ففي دراسة مقتضبة للدكتور حمد بن صالح السحيباني نشرتها مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، العدد 6، السنة 6، ص533-586، وكذلك نُشرت في موقع الألوكة على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/culture/1007/319/

وخلُصَ الباحث إلى النتيجة التالية:

الحمدلله، الذي بنعمه تتم الصالحات، وبعد: فإني أحاول في ختام هذا البحث أن أبرز أهم النتائج التي بدت لي خلال إعدادي له، والذي كان بعنوان: الاتجاه الفكري لدعوة ابن تومرت – دراسة تاريخية – .
– أن ابن تومرت جد في بادئ الأمر، في تكوين قاعدة قوية مؤمنة بما يدعو إليه، أو يقول به، وذلك لكي يضمن قاعدة شعبية لدعوته، ثم لدولته، ولهذا سلك العديد من السبل والوسائل المشروعة، وغير المشروعة، حتى يُظهر دعوته للناس ومن ثم يكثر حوله المؤيدون والأنصار، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً.
– أن هناك منطلقات معينة حاول ابن تومرت أن تكون أسساً فكرية لدعوته، ومن أجل تأصيلها في نفوس أتباعه سلك العديد من الوسائل بغض النظر عن مشروعيتها، وقد نجح إلى حد كبير في تأصيل هذه الأسس مؤقتاً عند أتباعه والمقربين إليه بالرغم مما يشوبها من الشطط والإنحراف.
– أن ابن تومرت قد تأثر بأراء كثير من الفرق والمذاهب الإسلامية في الاعتقاد، والمنهج، لا سيما الفرق الباطنية منها، ويبدو هذا جلياً في قوله بالمهدية، والعصمة والإمامة، وهذا بلا شك من الشطحات الواضحة التي وقعت فيها دعوة ابن تومرت.
– أن هذا الإنحراف في دعوة ابن تومرت هو السبب الرئيسي الذي جعل قبول الناس لها وقتياً ومرهوناً بوجود ابن تومرت، إذ أنه ما لبث الناس بعد وفاته أن أخذوا يتبينون ما فيها من غلو وشطط، ففتر حماسهم لها، ومع مضي الزمن زاد تحولهم عنها، حتى أصبح زعماء دولة الموحدين خصوماً لها يسعون للقضاء عليها في وضح النهار، وهذا التحول السريع عنها يدل بوضوح على أن هذه الدعوة كانت لا تملك مقومات البقاء. اهـ


رد مع اقتباس