عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11-08-2010, 01:08 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

مناسك الحج والعمرة في سؤال وجواب (9)

عبد الرحمن بن ندى العتيبي





س102: من لم يجد مكاناً للسكن في منى فماذا يعمل؟

ج102: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمنى أيام التشريق ولياليها وقد أجاز العلماء السكن خارج منى خلال النهار ولكن يجتهد في المبيت بمنى فيقضي معظم الليل في منى ليالي التشريق لأنه واجب من واجبات الحج، ومن العلماء من يرى أن من لم يجد مسكن في منى فإنه ينصب خيمته بجوار آخر خيمة في حدود منى مثل امتداد الصفوف في الصلاة فإنها لو خرجت عن المسجد لها نفس الحكم ما دامت متصلة بالصفوف التي داخل المسجد.



س103: ما أيام التشريق وما الأحكام المتعلقة بها؟

ج103: أيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة وسميت بالتشريق لأن الحجاج كانوا يشرقون اللحم بعد ذبح الهدي حتى لا يفسد اللحم وتتعلق بها الأحكام التالية:

1) يحرم صومها ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «أيام التشريق أيام أكل وشرب».

2) في لياليها يجب على الحاج المبيت بمنى.

3) في أيام التشريق رمي الجمرات الثلاث ويبدأ الرمي فيها من بعد الزوال.

4) يمتد فيها زمن ذبح الهدي والأضحية وتكون نهاية مدته بغروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.




س104: هناك من يكتفي بالأخذ من أجزاء معينة من شعر الرأس فهل عمله صحيح؟

ج104:الحلق أو التقصير من واجبات الحج والعمرة والحلق أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال: اللهم اغفر للمحلقين قالوا: يا رسول الله وللمقصرين؟ قال: وللمقصرين) [رواه البخاري ومسلم].

ومن اختار التقصير على الحلق فلا حرج عليه قال تعالى:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} [الفتح: 27] ولكن التقصير يكون بالأخذ من جميع الشعر ويخطئ من يأخذ من جهة معينة فقط أو عدة شعرات فهذا لم يقصر، والمرأة تأخذ من شعرها بقدر أنملة الإصبع فإن كان شعرها طويلاً جعلته على شكل ضفيرة وتأخذ منه، أو تجمع شعرها فتأخذ منه بمقدار الأنملة.



س105: أيهما أفضل التعجل أم التأخر؟

ج105: الأفضل التأخر إلى يوم الثالث عشر فهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وبه تحصل زيادة أعمال تعبديه قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203].




س106: متى يجوز التوكيل في الرمي؟

ج106: الأولى أن يرمي الحاج عن نفسه فإن احتاج إلى التوكيل إما لكبر سن أو مرض أو صغير عاجز عن مزاحمة الناس فيجوز التوكيل قال تعالى:{اتقوا الله ما استطعتم} ويرمي الموكل أولاً عن نفسه ثم يرمي عن موكله في نفس المكان ولا يحتاج إلى المرور على الجميع ثم العودة.




س107: إذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة فما حكمها؟

ج107: إذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة فإنها تنتظر حتى تطهر فتطوف، فإن أرادت السفر وكانت بلادها قريبة فتسافر فإذا طهرت ترجع فتطوف بالبيت، فإن كانت بلادها بعيدة وهي في رفقة لا تسمح بانتظارها ويشق عليها الرجوع إلى مكة فلها أن تطوف طواف الإفاضة وهي حائض. قال شيخنا محمد العثيمين (القول الراجح أن المرأة اذا اضطرت إلى طواف الإفاضة في حال حيضها كان ذلك جائزا، لكن تتوقى ما يخشى منه تنجيس المسجد بأن تستشغر، أي تجعل ما يحفظ فرجها لئلا يسيل الدم فيلوث المسجد) [الشرح الممتع ج 7 ص300].




س108: بين لنا شرح حديث (لا يحج بعد العام مشرك)؟

ج108: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان) [رواه البخاري ومسلم]. فرض الله الحج في السنة التاسعة ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم في تلك السنة وإنما حج في العاشرة وكان في السنة التاسعة منشغلا باستقبال الوفود وسميت السنة التاسعة عام الوفود ممن قدموا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يريدون التفقه في دينهم، وفي السنة التاسعة كان من المتوقع أن يحج المشركون فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخر من أجل أن يتمخض حجه للمسلمين فقط، وكان الناس في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة لأنهم اذا قدموا إلى الكعبة يقولون لا نطوف حولها بثياب المعصية، فإن لم يحصلوا على ثياب من قريش طافوا عراة. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليحج بالمسلمين في السنة التاسعة وينادي (أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان).




س109: من حمل على رأسه شيء فهل يعتبر غطى رأسه؟

ج109: المراد بتغطية الرأس هو وضع شيء ملاصق للرأس بقصد التغطية كالطاقية والغترة ورداء ونحوها أما ما ليس بملاصق كالمظلة أو يحمل متاعه على رأسه فلا حرج عليه.




س110: هل يشرع الذكر الجماعي في التلبية والطواف والسعي وغيرها؟

ج110: التلبية يشرع الجهر بها كل على حدة فإن وافقت الأصوات بعضها البعض فلا حرج، وإن كان يقصد بالتلبية ذكر جماعي فهو غير مشروع وكذلك في الطواف والسعي فلا يصح أن يقصد الذكر الجماعي فيها، فإن وقع ذكر على سبيل التعليم فينبغي أن يكون في أعداد قليلة وبأصوات مخفضة، وليتفقه الحاج في دينه حتى تحصل منه العبادة على الوجه المشروع.




س111: بعد طواف الوداع هل يصح أن يرجع القهقري فيكبر ثلاثاً ثم يقول السلام عليك يا بيت الله؟

ج111: هذه الأعمال من البدع المحدثة فلا يصح أن يرجع القهقري وهو (المشي إلى الخلف حتى لا يستدبر الكعبة)، فلا حرج في أن يستدبر الكعبة إذا أراد الخروج من المسجد الحرام وليس في ذلك امتهان، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يرجع القهقري ولم يثبت عنه ذلك التكبير والسلام على الكعبة بعد طواف الوداع، ومن أراد الأجر فعليه باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.




س112: متى تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟

ج112: تسن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأوقات قبل الحج أو بعده في طوال العام لما يترتب على الصلاة في المسجد النبوي من الأجر العظيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام) [رواه البخاري ومسلم]. ويستحب أن يدخل المسجد مقدماً رجله اليمنى ثم يقول «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك» كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد وليس لدخول مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ذكر مخصوص ثم يصلي تحية المسجد ركعتين وإن صلاهما من الروضة الشريفة فهو أفضل ثم بعد الصلاة يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه،فيقف تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم عليه قائلا (السلام عليك يا رسول الله ورحمته وبركاته) ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسلم على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهذه الزيارة تشرع في حق الرجال، أما النساء فليس لهن زيارة شيء من القبور وقد نبه علمائنا رحمهم الله إلى الأمور التالية:

1) التمسح بالحجرة الشريفة أو الطواف بها بدعة منكرة، وإن قصد بالطواف التقرب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو شرك أكبر.

2) ليست زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام واجبة ولا شرط في الحج.

3) الأحاديث التي يحتج بها من يقول بشرعية شد الرحال إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إما ضعيفة أو موضوعة.

4) لا يجوز لأحد أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة أو تفريج كربة فذلك شرك.

5) حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره حياة برزخية وليست من جنس حياته قبل موته وإنما هي حياة لا يعلم عنها إلا الله.

6) ما يفعله بعض الزوار من تحري الدعاء عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مستقبلاً للقبلة رافعاً يديه من البدع المستحدثة.


تاريخ النشر 30/11/2009
جريدة الوطن (الكويت)

__________________
رد مع اقتباس