عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-03-2016, 08:43 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي #احتفاء_النبي صلي الله عليه وسلم بمولده

#احتفاء_النبي - صلي الله عليه وسلم - بمولده

كل المسلمين يحبون النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعظمونه ويجلونه ويحترمونه ، ومن يحب شخصا محبة حقيقية سيحب كل ما له علاقة به ، وكل ما له صلة به ، وهذه فطرة بني آدم ، ومما يتعلق به - صلي الله عليه وسلم - يوم ولادته فلا شك انه يوم لا كسائر الأيام ، ووقت لا كسائر الأوقات ، فهو يوم اختص بميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقت اختير لخروجه من رحم والدته لتشرق به الدنيا ويسعد به الناس اجمعون ، فلهذا اليوم مزية ، ولهذا الوقت خاصية ، فهو يوم مولد افضل البشر ، وخير الناس ، وأفضل العالمين ، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - شرع لنا الاحتفاء بيوم نجاة موسي من فرعون ، والإحتفاء بيوم عرفة ولو لم نكن في عرفة ، فالإحتفاء بيوم مولده لا شك هو من جنس هذه الاحتفاءات ومثيل لها وشبيه بها .
لكن كيف احتفي النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم نجاة موسي ؟ وكيف امر من لم يكن بعرفة ان يحتفي بهذا اليوم ؟
وهذا سؤال مهم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو قدوتنا وأسوتنا ، ويجب علينا ان نحتفي بالأيام كما احتفي هو بها ، وأن نعظمها كما عظمها هو ، لأن خير الهدي هو هدي نبينا محمد - صلي الله عليه وسلم - . وعند بحثنا عن كيفية احتفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأيام نجد انه شرع لأمته الصيام فيها شكرا لله عز وجل علي نعمته ، واعترافا بفضله ومنته ، وإيمانا بحسن تقديره ورعايته ، فهذا هو الإحتفاء الشرعي ، والإحتفال النبوي ، عنوانه التعبد والإنكسار والذل والخضوع لصاحب النعمة والمنة ، ولا يخلو احتفاء شرعي من هذا المعني ، فحتي عيدا الفطر والأضحي هما عيدا عبادة وشكر ، وصلاة وتكبير وتهليل وتحميد ، وإذا خلا العيد والاحتفاء عن معني العبادة فقد معناه وذهب مضمونه ومحتواه .
والاحتفاء بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس خارجا عن هذه القاعدة ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتفي بيوم مولده ويعظم ذلك اليوم ، وكان احتفاءه بصيام يوم الإثنين تعبدا لله ، وقربة اليه وانكسارا وذلا وخضوعا ؛ ان من عليه في ذلك اليوم بنعمته ، واحاطه بفضله ، وشمله بخيره ، وشكر النعم بالصيام من اتم انواع الشكر ، لأن الإنسان حينما يشعر بالجوع والعطش يستشعر نعمة الله عليه ، ومنته عليه ، فيزداد شكرا ، ويزداد تعبدا وتقربا من صاحب النعمة ، وهذا اليوم يتكرر كل اسبوع ؛ فهو احتفاء اسبوعي وهذه المدة اليسيرة تجعلك دائما في احتفاء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وتجعلك دائما ملاحظا لهذه النعمة التي من الله عليك بها ، واكرمك بها ، وتجعل محبتك له دوما في ازدياد ، وتوقيرك له واجلالك اياه دوما في علو وسمو ، بخلاف من جعل الاحتفاء به سنويا ؛ فهذا قد بعدت شقته ، وقلت اسباب تعظيمه وتوقيره للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، لأن المقصود هنا ليس ذات اليوم وانما لصلته بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بخلاف العيدين فالمقصود ذات اليومين .
إلي هنا فهذا هو احتفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم مولده ، الإحتفاء بمجرد صيام يوم الإثنين ، فلا نري هنا صخبا ولا تهويلا ، ولا حمحمة ولا زمجرة ، ولا رقيصا ولا طربا ، ولا اكلا ولا شربا ، اللهم الا فطور الصائم .
فمن صام يوم الإثنين من كل اسبوع فهذا الذي قد احتفي بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - احتفاء شرعيا صحيحا مقبولا ، واقتدي به ، واهتدي بهديه ، واستن بسنته ، ومن فعل غير ذلك واحتفي بمولده احتفاء غير هذا ، فلينظر من هو قدوته وبهدي من يهتدي وبسنة من يستن فليس قدوتك ولا أسوتك فيه محمد - صلي الله عليه وسلم - .
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
رد مع اقتباس