عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 10-24-2012, 05:58 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي حكم الأضحية عن الأموات استقلالاً.

حكم الأضحية عن الأموات استقلالاً.

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين - رحمه الله - في "الشرح الممتع" (7/ 423 - 424):

مسألة : هل الأضحية مشروعة عن الأموات أو عن الأحياء ؟.

الجواب : الأضحية مشروعة عن الأحياء، إذ لم يرد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولا عن الصحابة - فيما أعلم - أنهم ضحوا عن الأموات استقلالاً.

فإن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - مات له أولاد من بنين أو بنات في حياته، ومات له زوجات وأقارب يحبهم، ولم يضح عن واحد منهم، فلم يضح عن عمه حمزة ولا عن زوجته خديجة، ولا عن زوجته زينب بنت خزيمة، ولا عن بناته الثلاث، ولا عن أولاده ـ رضي الله عنهم ـ.

ولو كان هذا من الأمور المشروعة لبيَّنه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في سنته قولاً أو فعلاً، وإنما يضحّي الإنسان عنه وعن أهل بيته.

وأما إدخال الميت تبعًا؛ فهذا قد يستدل له بأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- «ضحى عنه وعن أهل بيته»، وأهل بيته يشمل زوجاته اللاتي مِتْنَ، واللاتي على قيد الحياة.

وكذلك ضحّى عن أمته، وفيهم من هو ميت، وفيهم من لم يوجد، لكن الأضحية عليهم استقلالاً لا أعلم لذلك أصلاً في السنة.

ولهذا قال بعض العلماء: إن الأضحية عنهم استقلالاً بدعة ينهى عنها، ولكن القول بالبدعة قول صعب؛ لأن أدنى ما نقول فيها : إنها من جنس الصدقة، وقد ثبت جواز الصدقة عن الميت، وإن كانت الأضحية في الواقع لا يراد بها مجرد الصدقة بلحمها، أو الانتفاع به لقول الله - تعالى - : {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا} [سورة الحج: 37]، ولكن أهم شيء فيها هو التقرب إلى الله بالذبح).
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس