عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-13-2012, 08:09 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي سلسلة " الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية"

المشاركة الأخيرة وفيها كل من المباحث التالية :


- المنهج والعقيدة والفرق بينهما ص 104 .
-كلام السلف والزمن الحاضر ص 105 .
- المجمل والمفصل والمطلق والمقيد ص 112 .
- الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ص 117 .
- كتب الردود ص 118
-محمد نسيب الرفاعي ص119 .
- الخاتمة أسأل الله حسنها ص 125 .


ومع كلام المؤلف :

[ المنهج والعقيدة هل بينهما فرق؟]
الشيخ ربيع:
السؤال: هل هناك من يفرق بين المنهج والعقيدة، وإن كان بينهما فرق فهل هناك مدخل لأهل التحزب من خلال ذلك التفريق؟
الجواب:..أنا سمعت الشيخ ابن باز لا يفرق بين العقيدة والمنهج ويقول كلها شيء واحد، والشيخ الألباني يفرق، وأنا أفرق.
أرى أن المنهج أشمل من العقيدة،..فالمنهج شامل، منهج أهل السنة في العقيدة، ومنهجهم في العبادة، منهجهم في التلقي، منهجهم في كذا وكذا.
الفتاوى(1/490)
وقال: وبعض العلماء ومنهم الشيخ الألباني يرى أن كلمة منهج أوسع من كلمة عقيدة، لأن العقيدة تدخل في المنهج وهذا الذي ترجح لي.
الفتاوى(1/491)
الشيخ الألباني:
السؤال: ما مدى استقامة فلان سلفي العقيدة ولكنه على منهج الإخوان، فهل المنهج ليس من العقيدة ؟ وهل عُرف هذا التقسيم عند السلف فوُجد رجل سلفي المعتقد وليس بسلفيِّ المنهج؟
الجواب: لا يفترقان يا أخي، ولا يُمكن أن يكون إخوانيّا سلفيا، لكن سيكون سلفيا في بعض، وإخوانيا في بعض، أو إخوانيا في بعض وسلفيا في بعض، أما أن يكون سلفيا على ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام فهذا أمر مستحيل الجمع بينهما.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 751)
[كلام السلف والزمن الحاضر]
الشيخ ربيع:
السؤال: يقول بعض الناس: أنتم تنظرون إلى كلام السلف في المبتدعة من المعتزلة والقدرية وغيرهم وتطبقونه علينا، ومن نحن ومن هم ، فما توجيهكم لذلك؟
الجواب: من هذا الذي قال: تطبقونه علينا؟ يعني أنا أسأل عقيدته صوفية أو حزبي أو..، ما رأيكم فيمن يدافع عن واحد يسب كليم الله موسى ويطعن في جل الصحابة ويقول بالحلول ووحدة الوجود؟ يقول لك أنا سلفي، لماذا لا تطبق عليه أحكام أهل البدع؟ الذي يدافع عن هذا الصنف يكون من شر أهل البدع. الفتاوى(1/210،211)
الشيخ الألباني:
قال رحمه الله: إذا وجدنا في بعض عبارات السّلف الحكم على مَن واقع بدعةً بأنّه مبتدع فهو من باب التحذير وليس من باب الاعتقاد، لعله يحسن ذكره بالمناسبة الأثر المعروف عن الإمام مالك لمّا جاءه السائل قال يا مالك: الاستواء، قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة، أخرجوا الرجل فإنه مبتدع.
هو ما صار مبتدعا مجرد ما سأل عن الاستواء، لكن أراد أن يفهم شيئا، لكن خشي الإمام مالك أن يرمي وراء ذلك مخالفة للعقيدة السّلفية، فقال أخرجوا الرجل إنه مبتدع.
أنظروا الآن كيف الوسائل تختلف، هل ترى أنت وأنا وبكر وعمرو وزيد إلخ لو سَأَلنا واحدٌ من عامة المسلمين أو من خاصة المسلمين مثل هذا السؤال نُجيبه بنفس جواب مالك، ونلحقه بتمام كلامه، فنقول أخرجوا الرّجل فإنه مبتدع؟!
لا، ليه؟ لأن الزمن اختلف فالوسائل التي كانت يومئذ مقبولة، اليوم ليست مقبولة لأنّها تضر أكثر مما تنفع.
وهذا الكلام له صلة بمبدأ المقاطعة المعروفة في الإسلام أو الهجر لله، كثيرا ما نُسأل فلان صاحبنا وصديقنا لكنه ما بيصلي، يشرب الدخان ،.. نقاطعه، أقول لا نقاطعه، لأنّ مقاطعتك له هو اللِّي بدّوا إياها هو، مقاطعتك إلُو ما تفيده، بالعكس تسرُّه، وبتخلِّيه في ضلاله.
لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية المراد بها تحقيق مصلحة شرعية، وهو تأديب المُهاجَر، المقاطع، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدِّبه بل تزيدُه ضلالا على ضلال، حينئذٍ لا ترِد المقاطعة.
لذلك نحن اليوم لا ينبغي أن نتشبث بالوسائل التي كان يتعاطاها السلف لأنّهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة والمنعَة، اليوم شايف أوضاع المسلمين كيف ضعفاء في كلِّ شيء، ليس فقط الحكومات، الأفراد، الأمر كما قال عليه السلام: "إنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، قالوا من هم يا رسول الله، قال: ناس صدقوا،
قليلون صالحون من ناسٍ كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم([1])".
فلو نحن فتحنا باب المقاطعة والهجر والتبديع لازم نعيش في الجبال، إنما نحن واجبنا اليوم: " ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ "[ النحل:125].سلسلة الهدى والنور شريط(رقم 666)
الشيخ ربيع:
قال: إذا رجعنا إلى أحمد بن حنبل وإخوانه نجد الفرق الكبير بيننا وبينهم، نحن نضعف عن تطبيق المنهج الذي كانوا يسيرون عليه-رضي الله عنهم ورحمهم- لكن نحن في زمان اشتد فيه الضعف والانحطاط ومحاربة هذه الأحكام ولو كانت صوابًا. الفتاوى(1/174)
الشيخ الألباني:
قال رحمه الله: نحن مشكلتنا في هذا الزمان أننا نُعالج الأمور بعواطف، أردت أن أقول أن كثيرا من الشباب اليوم المتحمِّس لإسلامه ودينه يُعالج بعض المسائل الفقهية الدقيقة معالجة قائمة على العاطفة الإسلامية، معالجةً غير مقرونة بالعلم المستند إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
فأنا أعتقد أن مثل هذا السؤال أي: التحذير، المقاطعة، الهجر، الولاء، البراء، هذه أمور إنّما تتعلق بمجتمع إسلامي قوي بإمكانه أن يُحقق:
أولا: مثل هذه الأمور، وثانيا: بإمكانه أن يستثمر ثمراتِها اليانعة والناضجة، الآن التحذير ليس من الضروري أن يقترن معه المقاطعة، والهجر في هذا الزمان، أما حينما يكون مجتمعنا مجتمعا إسلاميا، الأمور هذه كلها يجب أن تكون مجتمعة.
سلسلة الهدى والنور شريط(رقم 735)
الشيخ ربيع:
وسُئل:هل صحيح ما يقوله بعض الناس أن سبب الشدة في ردود السلف على المبتدعة هو انتشار السنة في ذلك العصر؟
الجواب: سبب شدتهم انتشار السنة، ماذا يقصد بهذا الكلام؟
السائل: يقصد أننا لا نشدد على المبتدعة الآن لقلة السنة.
الشيخ: يعني لقلة السنة نحن نموت! ونُميت الدعوة السلفية! ولا نبين للناس الحق ولا نحذرهم من الباطل!
في أول العهد أهل البدع قليل لا يضرونهم، لكن الآن الناس غالبهم مبتدعة لم ينج منهم إلا القليل، فلا بد من البيان، نحن عندنا البيان، يصفون من يقوم بهذا البيان بالشدة. الفتاوى(1/241)
[ البيان لا يخالف فيه أحد من أهل السنة إذا كان بالتي هي أحسن، إنما المخالفة في معاملة المخالف]([2])
الشيخ الألباني:
السائل: لكن مثلا يعني مثلا إذا وُجدت بيئة الغالب في هذه البيئة أهل السنة مثلا، ثم وُجدت بعض النوابت، ابتدعوا في دين الله عز وجل فهنا يعني أن يُطبّق أو لا يُطبّق؟
الجواب: يجب هنا استعمال الحكمة، الفئة الظاهرة القوية هل إذا قاطعت الفئة المنحرفة عن الجماعة، يعود الكلام السابق، هل ذلك ينفع الطائفة المتمسِّكة بالحق أم يضرّها؟ هذا من جهتهم، ثم هل ينفع المقاطعين والمهجورين من الطائفة المنصورة أم يضرهم ؟...
يعني لا ينبغي أن نأخذ مثل هذه الأمور بالحماس و العاطفة، وإنما بالرويّة والأناة والحكمة، فنحن مثلا هنا شذّ واحدٌ من هؤلاء، خالف الجماعة، آه يا غيرة الله هذا قاطعوه.
لا. ترفقوا به، انصحوه، أرشدوه..الخ، صاحبوه فإذا يُئِس منه أولا ثم خُشيَ أن تسريَ عدواه إلى زيد وبكر ثانيا: حينئذ يقاطع إذا غلب على رأيه أن المقاطعة هي العلاج، وكما يقال آخر الدواء الكي ..
بصورة عامة لا أنصح اليوم باستعمال علاج المقاطعة أبدا، لأنه يضرّ أكثر مما ينفع، وأكبر دليل الفتنة القائمة الآن في الحجاز، كلهم تجمعهم دعوة التوحيد، ودعوة الكتاب والسنة.
لكن لأن لبعضهم نشاطا خاصا إما في السياسة وإما في بعض الأقطار التي لا تُعرف من قبل عن أحد من أهل العلم، وقد يكون خطأ وقد يكون صوابا فلا نتحمل أيَّ شيء نسمعه من جديد، وبخاصة إذا كان أمرا نُكرا فيما يبدو لنا بادئ الرأي ، بِنحاربُوا، هذا خطأ يا أخي، هذا خطأ يعني:
تُريد صديقا لا عيب فيه وهل عود يفوح بلا دخان.
نحن نتمنى الإخوان المسلمين يكونوا معنا فقط على التوحيد، فقط على التوحيد، حتى نكون معهم. هم مُش راضيين معنا حتى في العقيدة، وبِيقولُوا إثارة الخلافات، هذا يُفرِّق الصف، يُفرِّق الجمع، إلى غيره.
هاذون الإخوان الذي انقسم عنهم جماعة أو هم انقسموا عن جماعة، والله أعلم، هؤلاء معنا على طول الخط، في الكتاب و السنة ومنهج السلف الصالح، لكن جاؤوا بشيء جديد فعلا، بعضه خطأ و بعضه صواب، فلماذا ننشر بين بعضنا البعض الآن الفرقة، و التحزب والتعصب؟ وبينما كنّا كتلة صِرنا كتلتين، صِرنا كتلتين صاروا ثلاثة، صاروا سفريّه صاروا سروريين، الخ.
الله أكبر، وما فرّق بينهم شيء يستحق التفريق، ما فيه خلاف في الأمور العظائم التي لا يُمكن أن يتصور أن السلفيين يختلفون فيها، نحن نعلم جميعًا أن الصحابة اختلفوا في بعض المسائل، لكن المنهج كان واحدًا.
ولذلك إذا أنت تصوّرت أنه جماعة من أهل السنة والجماعة، ومن الطائفة المنصورة، شذّ منهم أفراد، نأخذهم بالرفق واللّين يا أخي، ونُحاول أن نحتفظ بهم مع الجماعة ولا نُقاطعهم ولا نهجرهم إلا إذا خشينا منهم خشية، وهذه لا تظهر فورًا.
يعني مجرّد ما واحد أظهر رأياًّ، نشز فيه وشرَد عن الجماعة لا ينبغي فورا نقاطعه وأن نهجره وإنما نتريّث حتى لعلّ الله عز وجل يهد قلبه، أو يتبين لنا أن فصله هو الأولى. سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 666)
[المجمل والمفصل والمطلق والمقيد]
الشيخ ربيع:
سئل الشيخ ربيع كما في شريط وقفات في المنهج: هل من أصول أهل السنة أن لا يحمل المطلق على المقيد ولا المجمل على المفسر ولا المتشابه على المحكم إلا في كلام الله تعالى؟
فأجاب قائلا: "والله، نحن ما نعرف ما وضعت هذه الأصول إلا لكتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم توضع لكلام البشر، فالرجل إذا كان له قولان قالوا: له قولان، القول الأول كذا، والقول الثاني بخلافه، ما قالوا يحمل المطلق على المقيد، في المذهب الواحد خمسة أقوال، يختار منها الذي يريد الحق ما يوافق الكتاب والسنة، والبقية يقول: أقوال، ما يقول: يحمل المطلق على
المقيد"([3]).
الشيخ الألباني:
قال الشيخ بعد سماعه لشريط فيه كلام أحد الدعاة، ومما جاء فيه الحكم على بعض من فعل المعاصي وجهرَ بها بالردّة.
قال الشيخ رحمه الله: المحاضرة ليست في العقيدة، والمحاضرة يتحمسّ فيها الإنسان ويعظ ويبالغ في المحاضرة و، و، الخ، هذا من جهة، من جهة أخرى هذا حكم على شخص أو أشخاص معيَّنيين انطلاقًا من عقيدة صحيحة، وهو الذي يستحل المحرّم..، فهذا ما فيه خلاف بين السلفيين بل والخلفيين أيضا لأنّه يكون كفره كُفرَ رِدّة، أليس كذلك؟
السائل: نعم.
الشيخ: هذا هو الذي نحن نسأل هل هناك خلاف في مثل هذه القضية كعقيدة، أمّا تطبيق الحكم المترتب وراء هذه العقيدة على زيد من الناس قد يختلف، أنا وأنت قد نختلف، أنا وأبو مالك قد نختلف، يا تُرى هذا الذي يُعلن بمعصيته ويتفاخر بها، ويُورِّط ناسًا حولها، و..و..الخ هذا مستحلٌّ قلبيّا ولاّ لا؟ أنا قد أقول: لا، وأنت قد تقول: بلى، أو بالعكس، أنا أقول: بلى وأنت قد تقول: لا، هذا ما يجوز أن نجعل بيننا وبينك خلافا عقديا كما يقولون اليوم، لأننا نحن في الأصل كما كُنَّا بحثنا معك متفقون أن هناك كفر ردّة، كفر عملي، وكفر اعتقادي، وهذه الصُّورة ما يجوز لنا أن نجعلها سبب خلاف بيننا وبينهم في العقيدة ..
أنا أُذكِّر والذِّكرى تنفع المؤمنين عن سبيل التقارب بين الإخوان السلفيين المتنافرين مع الأسف لأسباب في اعتقادي غير مُوجِبة لهذا التنافر وهذا التدابر والتباغض في سبيل الوصول إلى معرفة السبب.
كان سؤالي واضحا جدا، يا خالد أعطِنا أعظم خلاف بيننا وبين الإخوان ذُون في العقيدة، فأقول عادةً مع الأسف لكن لا أسف لأنك والحمد لله ما جئت بالمثال، فإذًا هذا شيء يُفرحنا ولا يُؤسفنا، إنما جئت بمحاضرة ألقاها الرّجل وحكم على طبقة من الفسّاق بأنهم مرتدّون، لكن هذا لا يُوجد خلاف فكري وعقائدي بيننا وبينهم وبخاصة وأنت بلا شك أعرف بمحاضراتهم وبكتبهم أنّهم يُصرحون بأن عقيدتهم على منهج السلف الصالح، خاصّة في موضوع التكفير وأنّهم ليسُوا خوارج وأنهم لا يُفكرون بكفر الكبيرة، أليس كذلك؟
السائل: بلى.
الشيخ: فإذا كان هذا الأصل بارك الله فيك موجود بيننا جميعا، حينئذ إذا وقفنا على عبارة لأحدهم، نقول: إنّها تُوهم خلاف المعروف عندهم، حينئذٍ لا يجوز بارك الله فيك أن تتمسَّك بها وننقض القاعدة التي هم متفقون معنا عليها، وإنما نُحاول أن نُوجِد توجيهًا مقبولا معقولا لمثل هذا الكلام الذي ممكن أن يخالف العقيدة المجمع عليها بيننا.
وقد ذكرنا آنفا وأظن أنك صرّحت أيضا أن هذا الكلام خطأ، ليس بحثنا أن هذا خطأ أم لا ؟ هل هو كلام مثلا خطابي أم عقائدي، ما هذا مَوضوعنا.
موضوعنا هاتِ دليلا من كلامهم الصريح بأنهم يكفرون مرتكب الكبيرة، وهذا لا يُوجد، بل الموجود هو العكس، فإذًا هذه الكلمات تُفسَّر على ضوء تلك القاعدة.
وإني ذكرت آنفا أنه..قد يصدر منا نحن والذين نظن بأنّنا نتّئِد في إصدار الأحكام، قد يصدُر منَّا شيء ولسنا هناك، وما فكّرنا أنه سيفهم الناس أنها خلاف منهجنا، فكلّ إنسان معرّض للسهو في التعبير عما يستقِرّ في قلبه وفي
داخل نفسه.
لكن أنا الحقيقة العبارة أنا ما أفهم منها أن الرجل يخالف ما نعرفُه عنه من أنّه لا يكفر المسلم المرتكب للكبيرة، وأنّه يُدندن بأن تكفير المسلم بكبيرة هو مذهب الخوارج، وهو ضدّهم صراحة.
إذًا فعندنا مخرج يا أخي أنّه نحمل هذا الكلام على شيء مما نحن نتفق عليه وهو قُلناه سابقا أنه يفهم من لسان حال هؤلاء الفسّاق أنهم يستحلّون ذلك الفسق والفجور بقلوبهم،[ لا هو مخطئ أم أنه مخطئ ] لكن مُش مخطئ في العقيدة، مخطئ في الحكم على شخص من الناس.
يعني أنت تعرف جيّدا، أن القاضي الشرعي الذي يحكم بما أنزل الله، يحكم بقتل من قتل عمدا، لكن بناءا على شهود قد يكون شهود زور، فحكم بقتل نفس بريئة، لكن هو مخطئ، لكن المبدأ الذي أقام القتل عليه ليس خطأ، فهمت بارك الله فيك.
نحن بِدْنا نمسك الأصول، ما بِدْنا نمسك الفروع التي تُطبّق على الأصول صوابا أم خطأ، ولذلك فأنا أنصح أنّه ما تجعل هذه الكلمات سبب فُرقة بينك وبينهم ما دام أن الأصول أنتم متفقون عليها.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 606)
[الفرقة الناجية والطائفة المنصورة]
الشيخ ربيع:
قال:" الدوافع إلى التفريق بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، إنها دوافع سياسية ماكرة" كما في شريط (غربة التوحيد والسنة).
الشيخ الألباني:
السؤال:بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟
الجواب: لا أرى أن تدخل في هذا الموضوع، لأن البحث في هذا الموضوع هو من الأسباب الذي أوجد الفرقة بين السلفيين.
هل هذه المسألة لها علاقة بالعقيدة؟ لا. هل لها علاقة بالأحكام الشرعية؟ لا. بماذا علاقتها؟ بالفتنة القائمة، فاصرف ذهنك عنها، وبالتعبير السلفي: امض.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 778)
وقال رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول القسم الثاني (صـ 932): "وأما ما أثاره بعض إخواننا الدعاة من التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية فهو رأي له، لا أراه بعيدا عن الصواب... -إلى أن قال-... فبين الطائفة والفرقة عموم وخصوص ظاهران، ولكني مع ذلك لا أرى كبير فائدة من الأخذ والرد في هذه القضية حرصا على الدعوة ووحدة
الكلمة"([4]).
[ كتب الردود]
الشيخ ربيع: قال: فالذي ينكر كتب الردود ويقول: ردود، ردود، هؤلاء فجرة ينشرون باطلهم، ولا يريدون أن يرد عليهم أحد، هذا مقصودهم، افهموا، ولهذا يشوهون الردود ويقولون: كتب الردود تقسي القلوب وإلى آخره، يعني خرافاتهم وبدعهم تلين القلوب! الفتاوى(1/281)
الشيخ الألباني:
نصح الشيخ رحمه الله من سأله عن قوله ما رأيك في فلان: شوف يا أخي أنا بانصحك أنت والشباب الآخرين الذين يقفون في خطٍّ منحرف، فيما يبدو لنا والله أعلم، أنه ما تضيعوا أوقاتكم في نقد بعضكم بعضا، وتقولوا فلان قال كذا، وفلان قال كذا، وفلان قال كذا، لأنه أولا: هذا ليس من العلم في شيء.
وثانيا: هذا الأسلوب يُوغر الصدور، [ويُحقِّق] الأحقاد والبغضاء في القلوب، إنما عليكم بالعلم، فالعلم هو الذي سيكشف هل هذا الكلام في زيد من الناس، لأن له أخطاء كثيرة هو مثلا يحق لنا أن نُسميَه بأنه صاحب بدعة وبالتالي هل هو مبتدع؟ مالنا ولهذه التعمقات.
أنا أنصح بأن لا تتعمقوا هذا التعمق، لأننا الحقيقة نحن نشكو الآن هذه الفرقة التي طرأت على المنتسبين لدعوة الكتاب والسنة، أو كما نقول نحن للدعوة السلفية، هذه الفرقة الله أعلم السبب الأكبر فيها هو حظ النفس الأمارة بالسوء، وليس هو الخلاف في بعض الآراء الفكرية هذه نصيحتي.
سلسلة الهدى والنور شريط(رقم 784)
[ محمد نسيب الرفاعي ]
الشيخ ربيع:
قال في جلسة جرت في منزله وجمعته مع بعض المشايخ ومنهم الشيخ فلاح إسماعيل مندكار، قال: "فالألباني -والذي نعلم- له من أبرز تلاميذه وأفضلهم في ذلك الوقت -في حياته- هذا محمد نسيب الرفاعي، في مسألة واحدة هجره وطلب هجره مسألة واحدة! ولم يصبر عليه ولا أدنى مدة -والله الذي لا إله إلا هو- أنا قلت لكم مسألة واحدة؛ بمسألة واحدة فقط هجره وأمر بهجرانه إلى أن مات.
ولما خاصمه بعض السلفيين والله كاد أن يخرجهم من السلفية، وقال: السلفي لا يتجنى على السلفي، قال: هذا تجنى عليَّ، والسلفي لا يتجنى على السلفي".
[ فالشيخ الألباني بناء على كلام الشيخ ربيع هو أول من بدأ بهجر نسيب الرفاعي، بل وأمر بهجره بسبب مسألة واحدة، زيادة على ذلك فالألباني رحمه الله لم يكتف بهذا، بل لما نُوقش في مسألة نسيب الرفاعي كاد أن يُخرج المناقش من السلفية. وإليك أخي القارئ ما كتبه الشيخ الألباني رحمه الله حول هذه المسألة ]


الشيخ الألباني رحمه الله:
قال رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/29،32 تحت رقم2507): "واعلم أن الذي دعاني إلى كتابة ما تقدم, أن رجلا عاش برهة طويلة مع إخواننا السلفيين في حلب, بل إنه كان رئيسا عليهم بعض الوقت, ثم أحدث فيهم حدثا دون برهان من الله ورسوله, وهو أن دعاهم إلى القول بعصمة نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وذريته من الوقوع في الفاحشة.
[ ثم ذكر رحمه الله مناقشة بعض الإخوة له، ثم قال:] ثم اشتدت المجادلة بينهما في ذلك حتى أرسل إلي أحد الإخوان الغيورين الحريصين على وحدة الصف خطابا يشرح لي الأمر, ويستعجلني بالسفر إليهم, قبل أن يتفاقم الأمر, وينفرط عقد الجماعة؛ فسافرت بالطائرة - ولأول مرة – إلى حلب, ومعي اثنان من الإخوان, وأتينا الرجل في منزله, واقترحت عليهما أن يكون الغداء عنده تألفا له, فاستحسنا ذلك.
وبعد الغداء بدأنا بمناقشته فيما أحدثه من القول, واستمر النقاش معه إلى ما بعد صلاة العشاء, ولكن عبثا, فقد كان مستسلما لرأيه, شأنه في ذلك شأن المتعصبة الذين يدافعون عن آرائهم دون أي اهتمام للأدلة المخالفة لهم, بل لقد زاد هذا عليهم فصرح في المجلس بتكفير من يخالفه في قوله المذكور, إلا أنه تنازل - بعد جهد جهيد- عن التكفير المشار إليه, واكتفى بالتصريح بتضليل المخالف أيًّا كان!
ولما يئسنا منه قلنا له: إن فرضك على غيرك أن يتبنى رأيك وهو غير مقتنع به, ينافي أصلا من أصول الدعوة السلفية, وهو أن الحاكمية لله وحده, وذكرناه بقوله تعالى في النصارى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } [التوبة: 31].
ولهذا فحسبك أن يظل كل منكما عند رأيه, ما دام أن أحدكما لم يقنع برأي الآخر, ولا تضلله, كما هو لا يضللك, وبذلك يمكنك أن تستمر في التعاون معه فيما أنتما متفقان عليه من أصول الدعوة وفروعها.
فأصر على فرض رأيه عليه, وإلا فلا تعاون, علما بأن هذا الذي يريد أن يفرض عليه رأيه هو أعرف منه وأفقه بالدعوة السلفية أصولا وفروعا, وإن كان ذاك أكثر ثقافة عامة منه.
وصباح اليوم التالي بلَّغنا إخوانه المقربين إليه بخلاصة المناقشة, وأن الرجل لا يزال مصرا على التضليل وعدم التعاون إلا بالخضوع لرأيه.
فأجمعوا أمرهم على عزله, ولكن بعد مناقشته أيضا, فذهبوا إليه في بيته -بعد استئذانه طبعا- وأنا معهم, وصاحباي، فطلبوا منه التنازل عن إصراره وأن يدع الرجل على رأيه, وأن يستمر معهم في التعاون, فرفض ذلك.[ثم قال الشيخ بعد كلام نقله]:
ثم أخذت الأيام تمضي, والأخبار عنه تترى بأنه ينال من خصمه ويصفه بما ليس فيه, فلما تيقنت إصراره على رأيه وتقوله عليه, وهو يعرف نزاهته وإخلاصه قرابة ثلاثين سنة, أعلنت مقاطعته حتى يعود إلى رشده, فكان كلما لقيني وهش إلي وبش أعرضت عنه.
[ ثم ذكر الشيخ قصة جلسةٍ جرت معه بعدها، ومن جملة ما قيل له:]"رأيك هذا هو وحي السماء, ألا يمكن أن يكون خطأ ؟"
قال:(بلى).
فإذا قيل له: "فكيف تجزم بضلال مخالفك مع احتمال أن يكون الصواب معه؟"
لم يحر جوابا, وإنما يعود ليجادل بصوت مرتفع..
[ ومن أراد الزيادة فعليه بالمرجع السابق، فأنت تلاحظ أن الشيخ لم يبدأ بالهجر، والتضليل، بل ناقشه، ولما رأى إصراره دعاه إلى عدم تضليل المخالف له في الرأي فحسب، مع كونه مخطأ، ثم لما علم الشيخ من أنه ينال من خصمه بالباطل، بل ويعقد على مسألته الولاء والبراء، هجره. ومع ذلك لم يُلحق الشيخ الألباني به كل من جالسه، أو صاحبه، فرحمه الله تعالى.
وقد بينت هذا الأمر أكثر في رسالتي: رسالة إلى كل عاقل ( رد على أسامة العتيبي )، وذكرت أيضا أن الشيخ الألباني من إنصافه أنه نصح ببعض رسائل نسيب الرفاعي ].

الخاتمة أسأل الله حسنها
مما تقدم من نقول وآراء للشيخ ربيع المدخلي، في عدّة مسائل منهجية، كمعاملة أهل البدع، والمخالفين من أهل السنة، ومسألة الهجر والتبديع والتكفير، وأن طالب العلم له الحق في التكفير والتبديع وغيرها.
بل ويقول إنه: " على منهج أهل السنة في الدقيق والجليل - ما استطعت إلى ذلك سبيلا-". كما في مجموع الكتب والرسائل (9/204)، وقال جواباً على من سأله قائلاً: هناك من يقول أن الشيخ ربيع معصوم في المنهج؛ ما تقول أنت في هذا؟ الشيخ ربيع: لا، لا. أقول: لست معصوماً، لست معصوماً، ولكن – اسمع-: لا أعرف لي خطأ في المنهج". ومعنى ذلك أن مخالفه مخالف للمنهج السلفي، لكونه على المنهج في الجليل والدقيق، وحكمه إذًا الحبس إلى القتل كما تقدم.
وبعد مقارنة أقواله وآرائه بأقوال الشيخ الألباني في المسائل نفسها، يتبيّن الفرق الواضح والاختلاف البيِّن بين الشيخين، وعند ذلك يُدرك المنصف والحريص على نشر الخير أن هذا المنهج أضر من منهج سيد قطب لأن سيد قطب لا يفتتن به أهل السنة ولله الحمد والمنة، بخلاف خطأ العالم الذي هو من أهل السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى الكبرى (3/229): " فإن فتوى من مفت في الحلال والحرام برأي يخالف السنة أضر عليهم من أهل الأهواء وقد ذكر هذا المعنى الإمام أحمد وغيره فإن مذاهب أهل الأهواء قد اشتهرت الأحاديث التي تردها واستفاضت، وأهل الأهواء مقموعون في الأمر الغالب عند الخاصة والعامة، بخلاف الفتيا فإن أدلتها من السنة قد لا يعرفها إلا الأفراد ولا يميز ضعيفها في الغالب إلا الخاصة وقد ينتصب للفتيا والقضاء ممن يخالفها كثير".
لذلك أدعو المخلصين من أبناء هذه الأمة، وخاصة هذا الوطن، أن لا يسكتوا على هذا الداء الذي ينخر في عظم الأمة، ويسعى إل تفتيتها.
وفي الأخير كما لا أدّعي لكلِّ عالم من هذه الأمة ولكل داعية ولكل شيخ العصمة، فلا أدعي ذلك لنفسي، فمن وجد خيرا فليحمد الله وليشكر من أعانه على ذلك، ومن وجد غير ذلك فباب النصيحة بالحجة والبرهان مفتوح، وإني إن شاء الله لمن الممتثلين.
والله أسأل أن ينفعني بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه جواد كريم، بر رحيم، وأن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.






([1]) أخرجه ابن المبارك في الزهد(775) وصححه الألباني، وانظر في تخريجه السلسلة الصحيحة (1619).

([2])قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى(28/212): "فإذا لم يكن في هجرانه إنزجار أحد ولا انتهاء أحد بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها، لم تكن هجرة مأمورا بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية، فإذا عجزوا عن أظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوى" فهل معنى ذلك أن شيخ الإسلام بل وقبله الإمام أحمد يريد من أهل السنة أن يموتوا؟!!!

([3]) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(31/136،137): "ومما يقضى منه العجب ظن بعض الناس أن دلالة المفهوم حجة في كلام الشارع دون كلام الناس بمنزلة القياس وهذا خلاف إجماع الناس، فإن الناس إما قائل بأن المفهوم من جملة دلالات الألفاظ أو قائل أنه ليس من جملتها أما هذا التفصيل فمحدث ثم القائلون بأنه حجة إنما قالوا هو حجة في الكلام مطلقا واستدلوا على كونه حجة بكلام الناس وبما ذكره أهل اللغة وبأدلة عقلية تبين لكل ذي نظر أن دلالة المفهوم من جنس دلالة العموم والإطلاق والتقييد وهو دلالة من دلالات اللفظ وهذا ظاهر في كلام العلماء والقياس ليس من دلالات الألفاظ المعلومة من جهة اللغة وإنما يصير دليلا بنص الشارع بخلاف المفهوم فانه دليل في اللغة، والشارع بيّن الأحكام بلغة العرب". وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى(27/381): "والذي تدل عليه الأدلة الشرعية أن نحمل المطلق من كلام العلماء على المقيد".
وقد تكلّمت في رسالتي: قعدات على وقفات (حوار مع الشيخ ربيع حول المجمل والمفصل )، على الأدلة التي استدل بها الشيخ ربيع، وبيّنت أنها في الحقيقة أدلّة عليه لا له، مع زيادات مفيدة، أسأل الله تعالى النفع بها في الدارين.

([4]) وسئل الشيخ مقبل رحمه الله: هل التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية تفريق بدعي؟ وهل الخلاف فيه خلاف في الأصول؟
فأجاب قائلا: "التفريق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، أرى أن الطائفة المنصورة أرفع من الفرقة الناجية، لأن الفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة، أما تلك فتلك طائفة منصورة يقاتلون من قاتلهم، ولا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك، فأوصاف الطائفة المنصورة أرفع من أوصاف الفرقة الناجية، فالفرقة الناجية ليس لها إلا النجاة، ثم إن أهل الحديث داخلون دخولاً أولياً في الطائفة المنصورة، وقد تكلمنا على هذا في بعض الأشرطة، وأنا أعرف أن بعض إخواننا في الله لا يرتضي هذا لكن أقول: ليس هناك آية قرآنية، ولا حديث نبوي أنهما مفترقتان، فما أخذناه إلا من ألفاظ وأوصاف الطائفة المنصورة" كما في غارة الأشرطة (1/9).


__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس