عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 08-03-2011, 05:46 PM
فتح الرحمن احمد فتح الرحمن احمد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,108
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاوية البيروتي مشاهدة المشاركة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم .

وبعد، فعلى مدى التاريخ الإسلامي شاركت المرأة المسلمة في الحياة العلمية، فقد عرف التاريخ منهنّ قارئات ومحدِّثات وفقيهات وشاعرات ونحويّات وخطّاطات، لكن قِلَّة عُرِفَ عنهنّ أنهنّ مؤلِّفات، ويمكن أن نعزو قلّة التأليف عند المرأة لثلاثة أسباب ، ذكرهن محمد يوسف في كتابه " المؤلِّفات من النساء " ( طبعة دار ابن حزم )، وهن :

1 - عدم تفرّغ المرأة بسبب طبيعة عملها في شؤون البيت الكثيرة، بالإضافة إلى أيام الحمل، ثم الولادة، ثم العناية بالأولاد وتربيتهم ... إلخ .
2 - رغبة المرأة في السّماع والكلام أكثر من الاتجاه إلى التأليف .3 - إهمال كثير من الكتّاب والمؤرّخين تراجم النساء ! وقد تكون أكثر الأسباب في هذا الأمر عدم إلمام الكاتب بالجوانب الكافية لترجمة المرأة التي يكون مبناها على السّتر والعفاف، وصعوبة الاستفسار عن أحوالها
. اهـ .


جزاك الله خيرا اخي ابو معاوية ونفع الله بكم

يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي (رحمه الله ) في "أضواء البيان " (9/ 20ــــ 22):

مبحث تعليم النساء الكتابة

وقع الخلاف بسبب نصين في المسألة :


الأول : حديث الشفاء بنت عبد الله قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال لي : ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة ؟ " رواه المجد في المنتقى عن أحمد وأبي داود وقال بعده : وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة .

والثاني : حديث عائشة رواه الحاكم وصححه البيهقي مرفوعا : " لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة يعني النساء ، وعلموهن الغزل وسورة النور " قال الشوكاني في نيل الأوطار ، على حديث المنتقى وحديث عائشة : إن حديث الشفاء دليل على جواز تعليمهن ، وحديث النهي محمول على من يخشى من تعليمها الفساد ، أعني تعليم الكتابة والقراءة .

[ ص: 21 ] أما تعليم العلم فليس محل خلاف ، والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم ، إذا نظرت كالآتي :

أولا : لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل ، والعلم قسمان : علم سماع وتلق ، وهذه سيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة ، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، وهذا مشهور ومعلوم .

والثاني : علم تحصيل بالقراءة والكتابة ، وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها ، فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه ، كما روي عن علي رضي الله عنه : أنه مر على رجل يعلم امرأة الكتابة فقال : لا تزد الشر شرا .

وروي عن بعض الحكماء : أنه رأى امرأة تتعلم الكتابة ، فقال : أفعى تسقى سما ، وأنشدوا الآتي :



ما للنساء وللكتا بة والعمالة والخطابه هذا لنا ولهن منا
أن يبتن على جنابه

ومثله ما قاله المنفلوطي :

يا قوم لم تخلق بنات الورى للدرس والطرس وقال وقيل
لنا علوم ولها غيرها فعلموها كيف نشر الغسيل
والثوب والإبرة في كفها طرس عليه كل خط جميل


وهذا نظر إلى تعليمهن وموقفهن من زاوية واحدة . كما قال الشاعر الآخر :


كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جر الذيول


مع أننا وجدنا في تاريخ المرأة نسوة شاركن في القتال ، حتى عائشة رضي الله عنها كانت تسقي الماء ، وأم سلمة تداوي الجرحى ، إذ لا يؤخذ قول كل منهما على عمومه .

قال صاحب التراتيب الإدارية : أورد القلقشندي أن جماعة من النساء كن يكتبن ، ولم ير أن أحدا من السلف أنكر عليهن . ا هـ .

ومن المعلوم رواية كريمة لصحيح البخاري ، وهي من الرواية المعتبرة عن المحدثين ،
فقد رأيت بنفسي وأنا مدرس بالأحساء نسخة لسنن أبي داود عند آل المبارك وعليها تعليق لأخت صلاح الدين الأيوبي ، وذكر صاحب التراتيب الإدارية قوله : وقد ثبت عن كثير من نساء أهل الصحراء الإفريقية خصوصا شنقيط : شنجط ، أي شنقيط ، وهي المعروفة الآن بموريتانيا ، وتيتبكتو ، وقبيلة كنت العجب ، حتى جاء أن الشيخ المختار الكنتي الشهير ، ختم مختصر خليل للرجال ، وختمته زوجته في جهة أخرى للنساء . ا هـ .
ومما يؤيد ما ذكره أننا ونحن في بعثة الجامعة الإسلامية لإفريقيا ، سمعنا ونحن في مدينة أطار وهي على مقربة من مدينة شنجيط المذكورة ،
سمعنا من كبار أهلها أنه كان يوجد بها سابقا مائتا فتاة يحفظن المدونة كاملة .

وقد سمعت في الآونة الأخيرة ، أنه كانت توجد امرأة تدرس في المسجد النبوي ، الحديث ، والسيرة ، واللغة العربية وهي شنقيطية .

ويجب أن تكون النظرة لهذه المسألة على ضوء واقع الحياة اليوم وفي كل يوم ، وقد أصبح تعليم المرأة من متطلبات الحياة ، ولكن المشكلة تكمن في منهج تعليمها ، وكيفية تلقيها العلم .

فكان من اللازم أن يكون منهج تعليمها قاصرا على النواحي التي يحسن أن تعمل فيها كالتعليم والطب وكفى .

أما كيفية تعليمها ، فإن مشكلتها إنما جاءت من الاختلاط في مدرجات الجامعات ، وفصول الدراسة في الثانويات في فترة المراهقة ، وقلة المراقبة ، وفي هذا يكمن الخطر منها وعليها في آن واحد ، فإذا كان لا بد من تعليمها ، فلا بد أيضا من المنهج الذي يحقق الغاية منه ، ويضمن السلامة فيه ، والتوفيق من الله سبحانه .

أما ما يخشى عليها من الاتصال عن طريق الكتابة ، فقد وجد ما هو أقرب وأسرع منها لمن شاءت وهو الهاتف في البيوت ، فإنه في متناول المتعلمة والجاهلة . والمدار في ذلك كله على الحصانة التربوية والمتانة الدينية والقوة الأخلاقية .

وقد أوردت هذا المبحث استطرادا لبيان وجهة النظر في هذه المسألة ، اقتباسا من قوله تعالى : الذي علم بالقلم ، وبالله التوفيق .) أ.هـ
__________________
قال العَلامَةَ ابْنَ دَقِيقِ العِيد رحمه الله[SIZE="5"][/SIZE] فِي «الاقْتِراح» (ص302):

«أَعْرَاضُ المُسْلِمين حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار؛ وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاس: المُحَدِّثُونَ، وَالحُكَّام».
رد مع اقتباس