عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-26-2020, 01:10 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

[ الحلقة الثانية ]



أسباب الإلحاد


• من أسباب الإلحاد : [ المحرك الأخلاقي ! ] ، ويتمثل في " كِبْر الملحد "، فهو لا يريد أن يكون عبدا لخالقه فينكره، ويتكبر عن الإقرار به، معارضا الأدلة الساطعة على وجوده، ورافضا لنداء الفطرة فيفسدها، { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} ، ولذا ف " الكِبْر .. أدنى الإلحاد "!.

• من محركات الإلحاد : [ العامل النفسي ! ] ، ويتجلى في الحوادث القاسية التي يتعرض لها المرء في صغره، و(قد) تصيّره ملحدا بسبب الاضطرابات النفسية التي(قد) تولد في نفسه:[ بذرة التمرد والعناد ! ] ، ولذا قال مؤلف : (الإلحاد مشكلة نفسية) : " تنبهت إلى غزارة الدوافع النفسية للإلحاد "!.

• من محركات الإلحاد : [ العاطفة الجياشة ! ] وهي انطباعات شعورية في نفسية المرء بسبب عدم النظرة الشرعية تجاه ما يجري في الكون ..، من نحو الشرور الحاصلة فيه وعلاقتها بعدل الله، فيضطرب فكره، وقد يطعن في حكمته سبحانه، مما يؤدي إلى إلحاده، وهذا ما يسمى ب (الإلحاد العاطفي)!

• غالب إلحاد أهل العصر هو مطية للانفلات، فدافعه : [ حب الشهوات = الحرية اللاأخلاقية ! ] ، لأنه لا حرام في ظل الفكر الإلحادي، وعند سكون شهوات أهله في لحظات(!) : يعيشون أزمة فكرية ونفسية مع أنفسهم، وصراعات مع النزوات، مما قد يؤدي إلى الانتحار ..، فنعوذ بالله من الضلالات ..

• من أسباب الإلحاد :[ الشبهات ! ] ، وهي في حقيقتها:(تلبيسات) ، واصطلح بعضهم عليها ب " الأسباب التنظيرية "!، وهي توهمات حول وجود رب البريات، مع التنبه إلى ارتباط الشهوة بالشبهة عند كثير من الملحدين، فإن " الشهوة صابون الشبهة "، أي: تسهل مرورها إلى النفس لزعزعة الحق واليقين.

• مما يوقع في (الشبهات) المؤدية إلى الإلحاد : [ التعمق في الأنظار العقلية والفلسفات البشرية، مع التقصير -غاية- في معرفة العلوم النقلية والحقائق الشرعية ! ] ، ولذا قال المعلمي : " ونحن نجد من المنهمكين في العقليات، المقصرين في الشرعيات من تكون عاقبته الإلحاد أو الارتياب "!.

• من أسباب الإلحاد : [ الانبهار بحضارة الأمم الغالبة ! ] والتي تشيع في ثقافتها : " الفلسفة الإلحادية "، بل إن أشهر فلاسفتهم هم من رؤوس الملاحدة، فيحتقر المرء أمته ومعتقداتها، فيقع أسيرا - مع نفخ بعض أدعياء الفكر - في شِباك [ الهزيمة الحضارية ! ] التي تعد من محركات الشك والإلحاد.

• من محركات [ النزعة الإلحادية ! ] : " الاعتقاد الباطل بعدم كفاية دين الإسلام للإجابة على أسئلة العقل المزعومة "!، هذه الأسئلة التي هي من نتائج ( إفساد العقول بالفلسفات الشيطانية .. ، والوساوس النفسية .. ، والشكوك المرَضِية .. )، وأساس هذا المحرك : " الجهل بدين الإسلام ومحاسنه "!.

• مما يزيد أهل الإلحاد عنادا وإصرارا على ( أسئلتهم العقلية المزعومة )! ، و( شبهاتهم وتلبيساتهم الموهومة )! : عدم إحكام منهجية تعاملنا مع ذلك عامة، وضعف أجوبتنا عنها خاصة، ولذا قال الفخر الرازي : " الرد على أهل الإلحاد بالأجوبة الخسيسة الضعيفة = سعي في تقوية شبهاتهم "!..

• عندما تُفتقد [ التربية الشرعية ! ] في البيوتات والمؤسسات ومحاضن التعليم = تصير - بذلك - " أوعية " قابلة لتَشرُّب (الفكر الإلحادي) لأن التفريط في الحصانة الدينية يجعل الشباب والنشء خصوصا في مهب الريح تتقاذفه الشكوك والشبهات، ف " الشبه خطافة ، والقلوب ضعيفة "!.


يتبع .. بإذن الله


كتبه :
أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي -
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس