عرض مشاركة واحدة
  #169  
قديم 08-26-2016, 11:57 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الإذن هو الفيصل في إخراج المشرك والمستأمن. - تتمـــَّــــــة -.

ففي تقريره – رحمه الله تعالى – عدة فوائد :

منها :
تفريق الأحكام بينهم، ووجوب الوفاء لهم ما أوفوا.
ومنها : جواز دخول التجار والرسل، والمستجير "اللاجئ السياسي" !.
ومنها : أن الشرع يُطبق على أهل الذمة إذا كانوا يقيمون في الدار التي يجري فيها حكم الله ورسوله.
ومنها : أنه لا تطبق أحكام الإسلام على أهل الهدنة إذا كانوا يقيمون في ديارهم.
ومنها : إعطاء المستأمن الرخصة لزيارة أو حاجة، علمًا بأنه لا يوجد في عصرنا – هذا – إلا صنف المستأمن، كما ذهب إليه العلامة ابن عثيمين – رحمه الله -.

فالمسلمون قد يحتاجون إلى غيرهم في الصناعة والتجارة ونحو ذلك – كالعلوم اللازمة لتقوية الشوكة، من الدفاع، أو في شؤون الزراعة أو الاقتصاد – فليس هناك حرج من دخول غير المسلمين في دار الإسلام من أجل هذه المقاصد بعقد وعهد.

قال شيخ الإسلام (1) : ولهذا ذهب طائفة من العلماء – كمحمد بن جرير الطبري – إلا أن الكفار لا يقرون في بلاد المسلمين بالجزية، إلا إذا كان المسلمون محتاجين إليهم، فإذا استغنوا عنهم أجلوهم، كأهل خيبر، وفي هذه المسألة نزاع ليس هذا موضعه، والمقصود – هنا : أن الناس إذا احتاجوا إلى الطحانين والخبازين، فهذا على وجهين :

أحدهما : أن يحتاجوا إلى صناعتهم – كالذين يطحنون ويخبزون لأهل البيوت – فهؤلاء يستحقون الأجرة، وليس لهم عند الحاجة إليهم أن يطالبوا إلا بأجرة المثل، كغيرهم من الصناع.

والثاني : أن يحتاجوا إلى الصنعة والبيع، فيحتاجون إلى من يشتري الحنطة ويطحنها، وإلى من يخبزها ويبيعها خبزا لحاجة ...]. اهـ.

فهؤلاء ومن على شاكلتهم مستأمنون لا يجوز قتالهم... قال الإمام ابن باز – رحمه الله - (2) : [... لا يجوز قتل الكافر المستأمن الذي أدخلته الدولة آمنا، ولا قتل العصاة، ولا التعدي عليهم، بل يحالون للحكم الشرعي، هذه مسائل يحكم فيها بالحكم الشرعي ...]. ا هـ.


يُتبع إن شاء - تعالى -
_________
(1) [مجموع الفتاوى 28/ 89].
(2) [مراجعات في في فقه الواقع السياسي].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس