الموضوع: العرش والكرسي
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-03-2015, 11:55 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

صلاة مبتدعة وحديث موضوع فاحذر :

(اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك)

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار، وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك، فاثن على الله - عز وجل - وصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل : لا إله إلا الله لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل : اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمينا وشمالا، ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون). قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - (حديث موضوع). انظر : [ضعيف الترغيب والترهيب جـ 1 رقم 418].

وقال - رحمه الله تعالى - في التعليق عليه في كتابه القيم [التوسل أنواعه وأحكامه ص 50] :

قال ابن الأثير رحمه الله : (أسألك بمعاقد العز من عرشك أي : بالخصال التي استحق بها العرش العز، أو بمواضع انعقادها منه وحقيقة معناه : بِعِزِّ عرشك، وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء).

فعلى الوجه الأول من هذا الشرح، وهو الخصال التي استحق بها العرش العز، يكون توسلًا بصفة من صفات الله تعالى فيكون جائزا.

وأما على الوجه الثاني الذي هو مواضع انعقاد العز من العرش، فهو توسل بمخلوق، فيكون غير جائز، وعلى كلٍ فالحديث لا يستحقّ زيادة في البحث والتأويل بعدم ثبوته فنكتفي بما سبق] ا هـ.

وفيما يلي بعض الملاحظات التي تؤكد بدعية هذه الصلاة وهذا الدعاء، لنكون على حذر :

1.
الحديث أعلاه (موضوع)؛ ولنا فيما صحَّ من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بُلغَة وَغُنيَة وكفاية.
2. نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قراءة القرآن الكريم في الركوع والسجود بقوله : (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فادعوا فقمنٌ أن يستجاب لكم).
3. لا يصح قولهم : [منتهى الرحمة من كتاب الله - تعالى -، واسمه الأعظم، وجده الأعلى]. إذ أنه لا منتهى لرحمة الله ... - وحاشاه جلَّ في علاه -.
4. لا يصح قولهم الذي ضللوا به العوام : [ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون]. لأن دين الإسلام جاء هدىً ورحمة للعالمين، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [سورة غافر 60].
5. لم يختص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا بعبادةٍ دون أحد، ولم يخفها عن أحد دون أحد، فقد قال في حجة الوداع وهو يرفع السبابة إلى السماء وينكتها : (ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد...).
6. لو كانت هذه الصلاة صحيحة؛ لِمَ يخفونها عن الناس، ويفوِّتوا على أنفسهم أجرها وأجرَ من عمل بها إلى يوم القيامة، اللهم إلا أنهم يَخشوْن أن تنكشف بدعهم وضلالاتهم، لأن الله - تعالى - سخر لهذا الدين الجهابذة من علماء الحديث يغربلونه غربلة مما شابه، فهم لهم بالمرصاد.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس