الموضوع: العرش والكرسي
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-03-2015, 04:56 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

إن الله - تعالى - كان عرشه على الماء.

قال الله - تعالى - : ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ [سورة هود 7].

وقال الله - تعالى - : ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۞ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [سورة البقرة 28 ـ 29].

وعن ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله - تعالى - : ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ قال : (إن الله - تعالى - كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئا قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانا فارتفع، ثم [أيبس] الماء فجعله أرضا، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين، إلى أن قال : فلما فرغ الله - عز وجل - من خلق ما أحب، استوى على العرش) (إسناده جيد) انظر : [مختصر العلو رقم 54 ص 105].

وعن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (لما فرغ الله من خلقه، استوى على عرشه) انظر : [مختصر العلو رقم 38 ص98].

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (قدَّر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) (صحيح) انظر : [تخريج الطحاوية 140].

وعليه فإنه يتبن لنا أن الله - تعالى – كان قبل أن يخلق الزمان والمكان.

فعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء قوم من بني تميم فقال : (اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا : بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ قال : (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء)، ثم أتاني رجل فقال : يا عمران ! أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، وأيم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم) (صحيح) رواه (البخاري) انظر : [مشكاة المصابيح جـ 3 رقم 5698].

العرش فوق الماء : - عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (العرش فوق الماء، والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم) (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 48 ص 103].

وعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (جعل الله فوق السماء السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش، والذي نفسي بيده إن الشمس والقمر ليعلمان أنهما سيصيران إلى النار يوم القيامة) (صحيح) انظر : [مختصر العلو رقم 35 ص 97].

وقد روى ابن عبد البر في الإستيعاب من شعر عبد الله بن رواحة يمجد فيه ربه - سبحانه وتعالى - بقوله :

شهدتُ بأن وعــــد الله حـــق *** وأن النار مثوى الكافرينـــا
وأن العرش فوق الماء طافٍ *** وفوق العرش رب العالمينا
وتحمــــله ملائكـــة كــــــرام *** ملائكـــة الإلـــه مسومينــا.

وللعرش ساق وقوائم : عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟) قال : قلت : الله ورسوله أعلم، قال : (يا أبا المنذر ! أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال : فضرب في صدري وقال : (ليهنك العلم أبا المنذر). رواه (مسلم وأبو داود).
ورواه أحمد وابن أبي شيبة في كتابه بإسناد مسلم وزاد : (والذي نفسي بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش). انظر : [صحيح الترغيب والترهيب 2 رقم 1471] و [السلسلة الصحيحة جـ7 رقم 3410] و [مختصر العلو].

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد لطم وجهه، فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال : لم لطمت وجهه ؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر، فقلت : يا خبيث وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يُصعَقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذًا بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاقَ قبلي ؟ أم جوزي بصعقته ؟) (البخاري ومسلم).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس