عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-14-2010, 03:18 PM
متعلم على سيبل نجاة متعلم على سيبل نجاة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 138
افتراضي

هذا السؤال لمن يزعم بأنه متمسك بالسنة ويقدمها على ما يسميه تاويلًا !
ومن المعلوم أن العموم إذا دخله التخصيص ضعف الاستدلال به .
فقوله " بغبر عمل عملوه ولا خير قدموه " لابد من تخصيصه , وإلا اقتضى أن الكفار يدخلون الجنة .
واعلموا أن من سيقول بهذا , دعواه مثل دعوى من قال : نحن لا نتأول الحديث , ونجريه على ظاهره !!!
فهل نُسلم لمن يحكم بدخول الكفار للجنة بهذا الظاهر من قوله " بغير عمل عملوه ولا خير قدموه " ؟
الجواب : طبعًا لا يُسلم لهم بذلك .
وكذلك لا يُسلم للجهمية المرجئة أن يصححوا إيمان تارك النطق باللسان وهو قادر عليه .
وكذلك لا يُسلم للأشعرية المرجئة ومرجئة الفقهاء أن يصححوا إيمان تارك عمل القلب .

فهذه العبارة " بغير عمل عملوه ولا خير قدموه " أو شبيهتها " لم يعملوا خيرًا قط " لابد من تخصيصها بما يلي :
الأول : أن تخصص بالإجماع القطعي على عدم دخول الكفار للجنة , وهذا مسلم به .
الثاني : أن تخصص بالإجماع القطعي السني على عدم صحة الإيمان بدون عمل القلب ولازمه وهو عمل الجوارح , وهذا متفق عليه بين السلف والخلف من أهل السنة والجماعة .
وهذان الإجماعان دليلان شرعيان , يجوز بهما تخصيص نصوص الكتاب والسنة بلا خلاف .
فيوجبان العدول عن الظاهر الأول وهو : نفي العمل والخير والمقصود به القدر من الإيمان المنجي من الخلود والمشتمل على أجزاءه الثلاثة القول والعمل والاعتقاد .
ويوجبان المصير إلى الظاهر الثاني وهو : وجود هذا القدر من الإيمان المنجي من الخلود وباجزاءه الثلاثة .

فهذا لا يسمى تأويلًا , ولكن يسمى تفسيرًا بالتخصيص لظاهر الخبر . والله الموفق
رد مع اقتباس