عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-25-2013, 03:09 AM
أم سعد أم سعد غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 397
Post [ مقطع مفرغ ] "حق الليلة" - عبدالله الحمادي

مَا حُكم "حَقِّ اللَّيلَة" وتخصِيصِها للنِّصف من شَعْبان ؟

(( اْلجواب:هذا السّؤال يتكوّن من جُزءين:

اْلجزء الَأول: فيما يُعرف بـ"حَقِّ اللَّيلةِ"،وقد نصّ أهلُ اْلعلمِ على أنّ توزيعَ اْلحلوى في ليلةِ النِّصف من شعبان ،أو في يومِ النّصف ليس من السُّنَّة ،بل هو من اْلبِدعة اْلمحدَثَة ،وذلك لَأنّه اتّخاذ عيدٍ في يومٍ ليس بعيدٍ، واْلعيدُ ما عَاوَدَ،فاعْتِيَاد توزيعِ اْلحلوى في هذا اْليَوم يكونُ قد اتُّخِذ عيدًا ،وهذا لَا أصلَ له في الشَّرع ،وإنَّما في الِإسلام ثلاثة أعيادٍ : يوم اْلجمعة ،وعيد الَأضحى ،وعيد اْلفِطر ،وقَدْ أتَى النَّبيّ- صلّى الله عليهِ وسلّم- إلى اْلمدينة ،ووجَدَهُم يلعبُون بأعيادٍ ،فنَهَاهُم عن ذَلِك ،وقال:((... قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الَأضْحَى، وَيَوْمَ اْلفِطْرِ))...

ثانيًا :مِمّا يَدُلّ عَلَى أنَّ هذَا اْلعملَ غيرُ جائزٍ أنّ هناكَ مُعتقدٌ فيهِ :وهو أنّ الأعمالَ الطَّيِّبةَ والصَّدَقات تصلُ للَأمواتِ في هَذا اْليوم، ومَعَ مُرورِ الَأيّامِ تَنَاسى النَّاس سبَبَ التَّشْريعِ،وسبَبَ ابتداعِ هذه اْلبِدعةِ ،وبَقَوا وظَنَّوا أنَّها مجرّدُ أمر شَعْبِي ،أوْ من اْلعاداتِ ،وهذَا غير صحيح،إذ أُسّس هذا اْلعمل عَلَى مُعتقدٍ شَرْعِيٍّ ،وهُو تَزَاوُر الَأمواتِ ،أوْ وصولِ الصَّدَقاتِ لَهُم في النِّصفِ من شعبان؛ لبَرَكةِ هذا اْليوم ،هذا هو أساسُ تِلك اْلبدعة ،وبعدَ ذلك أَنْسَاهم الشَّيطان واستَمَروا عَلَى هذا اْلعَمَل.

ثالثًا: الصَّدقة في أيِّ وقتٍ،تنفعُ النَّاس، تنفعُ الَأمواتَ ومنْ ماتَ منهُم-رحمهُ الله-، ولا نُخَصّصُها بيومٍ ونحرِمُهم في باقِي أيَّامِ السَّنةِ .
الَأمر الرّابع:بعضُ النَّاس يوم [ يَأتي ]"حَقّ اللَّيلةِ"، يُسمِّيه :"حقُّ الله"، ومِن (هذا) التَّسمية يجبُ أنْ نفهَمَ اْلمرادَ ،لَأنَّ اْلحقّ فِي الشَّرعِ:مَا كانَ وَاجبًا مطْلوبًا بشكلٍ مفروضٍ وواجب،ولَا وجودَ لهذا اْلحقّ فِي الشَّرع،لَم يَشْرعه اللهُ ولَا رسوله-صلّى الله عليه وسلَّم-، فإذا قُلنا :"حَقِّ الله" ؛إنْ أرَادُوا حَقَّه بِمَا فَرَضَهُ-من الصَّدَقَة بِالطَّعَامِ وَاْلحَلَوِيَات هذه اللّيلة ، فلَا يوجدُ دليلٌ على هَذَا،
وإِنْ أرَادُوا حقًًا لله يُعْطَى لَه ،فالله ليس بفقيرٍ،و لَا هو بِحاجةٍ لمثلِ هذا اْلعمل ،فالله غَنِيٌّ عن عِبِادِهِ،

الأمر [اْلخامس]: لماذا-بالذَّات- في هذا اْليَوم تُعطى اْلحَلَويات ،وبَعْضهم يُوزِّعُ المالَ ؟ واْلكثير منهُم كانَ يعتقدُ صدقَةً عن الأمواتِ في هذا اْليوم ،فالتَّخصيصُ بمثلِ هذا اْليوم لا يشُكّ أنَّهُ يدُلّ ناتج عن مُعتقدٍ وعن عبادةٍ ،وليس مُجرّد عادة أو أمر شعبيٍّ شَائعٍ،
رد مع اقتباس