الصحابة -في اللغة- :
مصدر بمعنى (الصُّحبة)، ومنه: (الصحابيّ)، و (الصاحب) .
ويجمع على: (أصحاب)، و(صحب).
والصحابي –اصطلاحًا- :
هو من لقي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا -طالت مجالستُه له أو قصُرت-وإن تخللت ذلك ردّةٌ-، ومات على الإسلام.
كيف تثبت صحبة الصحابي ؟
ذكر العلماء وجوهاً تثبت بها الصحبة؛ وهي:
1 - التواتر الصحيح بأنه صحابي .
2 - الاستفاضة والشهرة -بين أهل العلم- القاصرة عن التواتر-.
3 -أن يُـروى عـن أحـد الصحابـة أن فلاناً له صحبـة ، أو عن أحد التابعين الثقات العارفين-بشرط صحة السند إليه-.
4 - أن يقول هو عن نفسه- إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة- : أنا صحابي.
طبقات الصحابة :
من الناس من يعتبر الصحابة –جميعًا- طبقة واحدة ؛ نظراً لصحبتهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وينظر إلى التابعين -ومَن بعدَهم- كذلك.
ويستشهد على هذا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :«خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم»- فذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة-.
ومِن العلماء مَن قسَّم الصحابة إلى طبقات -حسب سبقهم إلى الإسلام، وهجرتهم، وشهودهم المواقعَ الفاضلةَ : كبدر ، وبيعة الرضوان -وغير ذلك من المراتب والدرجات-.
وقد قسّم ابن سعد في كتابه «الطبقات الكبرى» الصحابة إلى خمس طبقات :
1-فبدأ بالبدريين من المهاجرين.
2-ثم بالأنصار البدريين.
3-ثم الذين أسلموا من المهاجرين والأنصار -ولم يشهدوا بدرًا-.
4-ثم الذين أسلموا قبل فتح مكة.
5-ثم الذين أسلموا بعد فتحها.
وقد قسَّم ابن سعد «طبقاته» على أساس العنصر الزمني، والعنصر المكاني:
يقول ابن كثير : «ومن أجل الكتب -في هذا-: «طبقات محمد بن سعد»- كاتب الواقدي-».
وقال ابن حَجَر –عنه- : «وكتابه أجمع ما جُمع في ذلك».
أما الحاكم النيسابوري ؛ فقد قسَّم الصحابة في كتابه «معرفة علوم الحديث» إلى اثنتي عشرة طبقة :
1 - قوم أسلموا بمكة: كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
2 - أصحاب دار الندوة.
3 - المهاجِرة إلى الحبشة.
4 - أصحاب العقبة الأولى.
5 - أصحاب العقبة الثانية.
6 - أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بقُباء- قبل أن يدخلوا المدينة-.
7 - أهل بدر.
8 - الذين هاجروا بين بدر والحُدَيْبِيَة.
9 - أهل بيعة الرضوان.
10 - المهاجرة بين الحُدَيْبِيَة والفتح.
11 - مُسْلِمة الفتح.
12 - صبيان وأطفال رأوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح ، وفي حجة الوداع –وغيرها-.
ومعرفة الصحابة أصلٌ أصيلٌ في معرفة (المرسل)، و(المسند):
قال الحاكم -مبينًا أهمية معرفة الصحابة- :
«ومن تبحّر في معرفة الصحابة ؛ فهو حافظٌ كاملٌ الحفظ ، فقد رأيت جماعة من مشايخنا يروون الحديثَ المرسلَ عن تابعي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوهّمونه صحابيًّا!! وربما رَوَوُا المسندَ عن صحابي ؛ فيتوهمونه تابعيًّا!».
والصحابة –كلُّهم- عدولٌ - بثناء الله عليهم في كتابه الكريم ، ومدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لهم-:
يقول الله –تعالى- في صـفــة المهاجرين والأنصار- : {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}.
والصحابةُ -في الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ليسوا سواء :
فمنهم المقلّ.
ومنهم المكثر.
ومن المكثرين :أبو هريرة ، وعائشة بنت أبي بكر -أم المؤمنين-، وأنس بن مالك، وعبدالله بن عمر، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبو سعيد الخُدْري ، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عَمْرو بن العاص.
أشهر المؤلفات في كتب الصحابة :
1 - «الاستيعاب في أسماء الأصحاب»: لابن عبدالبَرّ.
2 - «أسد الغابة في معرفة الصحابة»: لابن الأثير الجَزَري.
3 -« الإصابة في تمييز الصحابة»: لابن حَجَر العسقلاني.
4 - «الطبقات الكبرى»: لابن سعد.