عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2012, 10:02 AM
أبومعاذ الحضرمي الأثري أبومعاذ الحضرمي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: اليمن
المشاركات: 1,139
افتراضي معنى شهادة أن محمداً رسول الله

معنى شهادة أن محمداً رسول الله:
اعلم رحمك الله أن من أعظم الواجبات بعد معرفة معنى لا إله إلا الله معرفة العبد لمعنى شهادة أن محمداً رسول الله  ؛ فإن ذكر أحدهما يستلزم ذكر الأخرى، وشروط لا إله إلا الله هي شروط شهادة أن محمداً رسول الله، ونواقضها هي نواقض شهادة أن محمداً رسول الله. فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله.
ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: الإقرار باللسان والاعتقاد الجازم بالقلب بأن محمداً بن عبد الله الهاشمي القرشي عبد الله ورسوله أرسله الله إلى جميع الخلق كافة من الجن والإنس.
ومقتضى هذه الشهادة: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
المصدر:(معنى شهادة أن محمداً رسول الله وحقوقه صلّى الله عليه وسلّم على أمته- مختارات من خطب الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني)
فشهادة أن محمداً رسول الله: معناها أنه رسول الله إلى الناس كافة، من الجن والإنس، والدليل قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ﴾[سبأ: 28]. ويجب علينا جميعا طاعته وتصديقه واجتناب ما نهى عنه، والدليل قول الله تعالى ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾[النور: 54]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) متفق عليه.
وهو خاتم الأنبياء والمرسلين لا نبي بعده.
قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)
قال ابن كثير في "تفسيره": (فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بعده بطريق الأولى والأحرى، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة)أ.هـ

فالشهادة الأولى – وهي شهادة أن لا إله إلا الله – فيها إقرار بالتوحيد، والثانية فيها إقرار بالرسالة كما قال المباركفوري في"تحفة الأحوذي".
قال القاضي عياض في "الشفا" (2/538):
(والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو تصديق نبوته ورسالة الله له، وتصديقه في جميع ما جاء به وما قاله، ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة بذلك باللسان تم الإيمان به والتصديق له كما ورد في هذا الحديث نفسه من رواية عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وقد زاده وضوحاً في حديث جبريل إذ قال أخبرني عن الإسلام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وذكر أركان الإسلام ثم سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..." الحديث، فقد قرر أن الإيمان به محتاج إلى العقد بالجنان، والإسلام به مضطر إلى النطق باللسان وهذه الحالة المحمودة التامة.
وأما الحال المذمومة فالشهادة باللسان دون تصديق القلب وهذا هو النفاق، قال الله تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) أي: كاذبون في قولهم ذلك عن اعتقادهم وتصديقهم وهم لا يعتقدونه فلما لم تصدق ذلك ضمائرهم لم ينفعهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فخرجوا عن اسم الإيمان ولم يكن لهم في الآخرة حكمه إذ لم يكن معهم إيمان ولحقوا بالكافرين في الدرك الأسفل من النار، وبقى عليهم حكم الإسلام بإظهار شهادة اللسان في أحكام الدنيا المتعلقة بالأئمة وحكام المسلمين الذين أحكامهم على الظواهر بما أظهروه من علامة الإسلام إذ لم يجعل للبشر سبيل إلى السرائر ولا أمروا بالبحث عنها) أ.هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"والشهادة بأن محمد رسول الله تتضمن تصديقه في كل ما أخبر وطاعته في كل ما أمر" اقتضاء الصراط المستقيم
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:"ومن هاهنا يعلم أن لاتتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمد رسول الله فإنه إذا علم أنه لاتتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلغ عن الله ما يحبه وما يكرهه بإتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته" كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

ومن أهم وأكثر علامات محبته صلى الله عليه وسلم: متابعته والاقتداء به.
يقول القاضي عياض رحمه الله: اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر موافقته، وإلا لم يكن صادقاً في حبه، وكان مدّعياً، فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه، وأولها الاقتداء به، واستعمال سنته، وإتباع أقواله وأفعاله، والتأدب بآدابه في عسره ويسره ، ومنشطه ومكرهه ، وشاهد هذا قوله تعالى : ((إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) (آل عمران:31). الشفا ، 2/571 .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في "ثلاثة الأصول": (ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في "حاشية ثلاثة الأصول": (هذا معنى شهادة أن محمداً رسول الله من طريق اللزوم. ولا ريب أنها تقتضي الإيمان به، وتصديقه فيما أخبر به، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وأن يعظم أمره ونهيه، ولا يقدم عليه قول أحد)

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في "شرح ثلاثة الأصول": (معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمداً عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله – عز وجل – إلى جميع الخلق من الجن والإنس) أ.هـ
وقال الشيخ ابن عثيمين في "شرح ثلاثة الأصول": (ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع)

وقال الشيخ صالح الفوزان في "المنتقى من فتاوى الفوزان": (ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله الاعتراف برسالته ظاهراً وباطناً، وطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، والاعتراف كذلك بعموم رسالته إلى جميع الثقلين، وأنه خاتم النبيين لا نبي بعده إلى أن تقوم الساعة)

2. لابد في الشهادة من مطابقة ما في اللسان لما في القلب
وإلا كان كذباً كما تقدم من كلام القاضي عياض، ولذلك كذب الله المنافقين في قولهم: (نشهد إنك لرسول الله(لأنهم وإن كانوا قد قالوها بلسانهم لكنهم لم يقولوها عن اعتقاد في قلوبهم، فلذلك وصفهم الله بأنهم كاذبون.
فحقيقة الشهادة هي ما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين" (3/451): (فإن الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره وقوله، وتتضمن إعلامه وإخباره وبيانه، فلها أربع مراتب:
فأول مراتبها علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته.
وثانيها: تكلمه بذلك ونطقه به وإن لم يعلم به غيره، بل يتكلم به مع نفسه، ويذكرها وينطق بها أو يكتبها.
وثالثها: أن يعلم غيره بما شهد به ويخبره به ويبينه له.
رد مع اقتباس