عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-06-2015, 12:53 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي 5. الخلط بين الروايات

5. الخلط بين الروايات : (1)

قال الجعبري :


ويجزئُ وجهٌ مِن وجوهٍ خِلافُها *** تواترُ نقلِهِ فالإطلاقُ قيْدُ.

قال الشارح : " أي يجزئ قراءة وجه مِن وجوه خلاف الفاتحـــــة، بشرط أن يتواتر نقله (2) {ملِكِ} {مالِكِ} (3) ولا تجزئ القراءة بالشاذ.

وقوله : (فالإطلاق قيد) يعني - والله أعلم – أن قولهم : أنّ قراءة الفاتحـــة واجبــــة في الصلاة، وليس على إطلاقه، فإن{مالْكَ يَوْمِ الدِّينِ} مثلا من الفاتحــــة، و {مَلِْكَ يَوْمِ الدِّينِ} على القراءة الأخرى من الفاتحـــــة، ولا يجب إلا قراءة أحدهما، فلذلك - والله أعلم – أمر بتقييد الإطلاق.

قال العلامــــة المحقق الشيخ أبو العاكف محمد أمين، المدعو بعبدالله أفندي زاده شيخ الإقراء في وقته باستانبول في كتابه "عمدة الخلان" شرح : "زبدة العرفان في القراءات العشر"ما نصُّـــه : فلا يجوز لأحد قراءة القرآن مِن غير أخذٍ كامِلٍ عن أفوهِ الرجال المقرئين بالإسناد، ويحرم تعليم علم القراءة باستنباط المسائل مِن كتب القوم بمطلق الرأي بغير تلقٍّ على الترتيب المعتاد. لأن أحد اركان القرآن : السند إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بلا انقطاع، فالإقراء بلا سند متصل إليه – عليه الصلاة والسلام – مردود وممنوع عن الأخذ والإشباع ".

وكذا فإن العلامــــة المحقق والباحث المدقق فضيلــــة الشيخ علي محمد الضباع شيخ القرّاء والإقراء في الديار المصرية الأسبق لما وقع له ذكر التلفيق في القراءة عظم أمره، وقال : " هو خلط الطرق بعضها ببعض، وذلك غير جائز".

وقال القسطلاني في لطائفه " يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق، وتمييز بعضها مِن بعض، وإلا وقع فيما لا يجوز، وقراءة ما لم يترك"
. (4)
__________

(1) انظر : [كتاب الأخطاء الواقعة في قراءة سورة الفاتحة من المصلين والأئمة والقارئين ص (77 - 78)].
(2) وأركان القراءة المقروء بها ثلاثة بيّنها ابن الجزري في مقدمة "الطيبة " حيث قال :
فكل ما وافق وجه نحوي *** وكان للرسم احتمالا يحوي
وصحَّ إسنادًا هو القرآن *** فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت *** شذوذه لو أنه في السبعة.
(3) قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف بالألِف مدًا، وقرأ الباقون بغير الألِف قصرًا. "النشر" (1/ 271).
(4) هداية القارئ لشيخنا العلامة عبد الفتاح المرصفي – رحمه الله -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس