عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 05-18-2015, 05:20 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

الدرس الحادي عشر:

قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ: أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ - يَرْحَمُهُ اللَّهُ تَعَالَى- :
ثُمَّ الْمُخَالَفَةُ: إِنْ كَانَتْ بِتَغْيِيرِ السِّيَاقِ: فَمُدْرَجُ الْإِسْنَادِ، أَوْ بِدَمْجِ مَوْقُوفٍ بِمَرْفُوعٍ: فَمُدْرَجُ الْمَتْنِ، أَوْ بِتَقْدِيمٍ أَوْ تَأْخِيرٍ : فَالْمَقْلُوبُ ، أَوْ بِزِيَادَةِ رَاوٍ: فَالْمَزِيدُ فِي مُتَّصِلِ الْأَسَانِيدِ ، أَوْ بِإِبْدَالِهِ وَلَا مُرَجِّحَ : فَالْمُضْطَّرِبُ .
وَقَدْ يَقَعُ الْإِبْدَالُ عَمْدًا امْتِحَانًا ، أَوْ بِتَغْيِيرٍ مَعَ بَقَاءِ السِّيَاقِ: فَالْمُصَحَّفُ وَالْمُحَرَّفُ .
وَلَا يَجُوزُ تَعَمُّدُ تَغْيِيرِ الْمَتْنِ بِالنَّقْصِ وَالْمُرَادِفِ إِلَّا لِعَالِمٍ بِمَا يُحِيلُ الْمَعَانِي .
فَإِنْ خَفِيَ الْمَعْنَى احْتِيجَ إِلَى شَرْحِ الْغَرِيبِ ، وَبَيَانِ الْمُشْكِلِ .


الشرح:

هذا هو السبب السادس من أسباب رد حديث الآحاد لطعن في راويه، وهو مخالفته لغيره.
وذكر الحافظ هنا أهم صور المخالفة وما يترتب عليها من أحكام، وما ينتج عنها من مصطلحات، فذكر منها:
المدرج، والمقلوب، والمزيد في متصل الأسانيد، والمضطرب، والمصحف، والمحرف.
ثم استرسل بذكر فوائد تتعلق بالرواية بالمعنى، وغريب الحديث، ومشكل الحديث.
فهذه تسعة مباحث من مباحث المصطلح ادرجها الحافظ تحت بند المخالفة، وفيما يلي بيانها باختصار شديد:
1-المدرج: وهو ما زاده بعض الرواة في الحديث مما ليس منه، فإن كانت الزيادة في الإسناد سمي مدرج الإسناد، وإن كانت الزيادة في المتن سمي مدرج المتن.
والإدراج في الإسناد له صور منها:
أ. أن يروي جماعة الحديث بأسانيد مختلفة، فيرويه عنهم راوٍ فيجمع تلك الأسانيد على إسناد واحد، ولا يبين الاختلاف.
ب. أن يسوق الإسناد فيعرض له عارض، فيقول كلاماً من قبل نفسه فيظن أن ذلك من الإسناد.
ومدرج المتن له صور منها أن بدمج الراوي حديثا موقوفا بمرفوع وقد يكون بدمج مرفوع بموقوف ومقطوع.
2- المقلوب: ما حصل فيه تقديم وتأخير من الراوي على سبيل الخطأ، وقد يكون في الإسناد، وقد يكون في المتن.
ومن صوره:
أ. أن يقدم أحد الرواة في اسم راوٍ، أو أبيه.
ب. أن يقدم جملة على جملة في المتن ويفسد المعنى.
ج. جعل إسناد متن لمتن آخر.
3-المزيد في متصل الأسانيد: وهو أن يزيد الراوي رجلا في الإسناد على سبيل الخطأ ويكون الحديث متصلا أصلا بدون هذه الزيادة، فيكون كالحشو في السند.
4- المضطرب: وهو ما روي على صورتين أو اكثر، كأن يذكر أحدهما الحديث عن راو ويذكره آخر عن راو آخر، أو يذكر احدهما لفظا، ويذكر الآخر لفظا آخر، ولا يوجد ما يرجح أحد الروايتين على الأخرى.
وقول الحافظ: وقد يقع الإبدال عمدا امتحانا: يعني به أن بعض النقاد كان يمتحن حفظ الراوي قيقلب عليه السند او المتن ليرى تثبته من حفظه.
5-6- المصحف والمحرف: وهو ما رواه احد الرواة خطأ فغير في نطق كلمة منه، فإن كان التغيير بالتشكيل سمي مصحفا، وإن كان بإبدال حرف مكان حرف سمي محرفا.
7- الرواية بالمعنى: وهي ان يقوم راو باختصار الحديث او تغيير الفاظه فيرويه بمعناه، وقد أجاز العلماء هذا شريطة أن يكون الراوي من أهل العلم باللسان والمعاني حتى لا يفسد المعنى، فإن بان أنه أفسد المعنى ردت روايته.
8- غريب الحديث، وهو يختلف عما تقدم معنا سابقا باسم الحديث الغريب، فغريب الحديث يعني وقوع كلمات غير مشتهرة في كلام العرب أو نادرة الاستعمال، وهذا استطراد من الحافظ لا علاقة له بالمخالفة، وقد الف العلماء في هذا العلم كتبا مستقلة.
9- مشكل الحديث: تقدم الحديث عن مختلف الحديث، وهو ما أوهمه ظاهره التعارض مع حديث آخر، وأما المشكل فهو أن يكونن الحديث غير واضح المعنى لمعارضته للقرآن أو القواعد الشرعية العامة او العقل او التاريخ.
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس