عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 12-13-2014, 12:00 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي الجمع بين الحديثين : (... يجعل التسليم في آخره). وبين (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).

كيف الجمع بين الحديثين : (... يجعل التسليم في آخره). وبين (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى).
في الصلاة الرباعية النهارية التطوعية.

روى الإمام أحمد قال : حدثنا وكيع حدثنا سفيان وإسرائيل وأبي عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : سألنا عليًا - رضي الله عنه - عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار فقال : (إنكم لا تطيقونه، قال : قلنا : أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا، قال : (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر أمهلَ حتى إذا كانت الشمس من ها هنا - يعني من قبل المشرق - مقدارها من صلاة العصر (1) من هاهنا - من قبل المغرب - قام فصلى ركعتين، ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من هاهنا يعني : من قبل المشرق - مقدارها من صلاة الظهر من ها هنا - يعني مِنْ قبل المغرب - قام فصلى أربعا، وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس، وركعتين بعدها، وأربعا قبل العصر، يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين، [يجعل التسليم في آخره].(2) انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 474 رقم 237].

وفي رواية الإمام أحمد 615 : [... قال : قال علي - رضي الله عنه – [... تلك ست عشرة ركعة تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنهار، وَقَلَّ مَن يُداومْ عليها].
حدثنا وكيع عن أبيه قال : قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدثه : [يا أبا إسحاق يُسَوّي حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا].

قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - في التعليق على الحديث بعد تحقيق الحديث الأول :

[فقه الحديث : دلّ قوله : "يجعل التسليم في آخره"، على أن السنة في السنن الرباعية النهارية أن تُصلى بتسليمةٍ واحدة، ولا يُسَلّمْ فيها بين الركعتين.


وقد فهم بعضهم من قوله : "يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المؤمنين" أنه يعني تسليم التحلل مِنَ الصلاة.
وردَّه الشيخ علي القاري في "شرح الشمائل" بقوله : "ولا يخفى أنَ سلام التحليل إنما يكون مخصوصاً بمن حضر المُصلّى مِنَ الملائكة والمؤمنين، ولفظُ الحديثِ أعمّ مِنه حيثُ ذكر الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين إلى يوم الدين".

ولهذا جزم المناوي في "شرحه على الشمائل" أن المُراد به التشهّد، قال : "لاشتمالهِ على التسليم على الكلّ في قولنا : "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".

قلت : - والقول لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى - : ويُؤيّدُهُ حديث ابن مسعود - رضي الله عنه – المتفق عليه، قال : [كنا إذا صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم – قلنا : السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فلما انصرفَ النبي - صلى الله عليه وسلم – أقبل علينا بوجهه فقال : (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل : التحياتُ لله ….. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنه إذا قال ذلك، أصاب كل عبد صالحٍ في السماء والأرض ….).

قلت : وهذه الزيادة التي في آخر الحديث تقطع بذلك، فلا مجال للإختلاف بعدها فهيَ صريحة في الدلالة على ما ذكرنا مِن أن الرّباعية النهارية، مِن السنن، لا يُسَلّمْ في التّشهّد الأول مِنها، وعلى هذا، فالحديث مُخالِفٌ لظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم – : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى). (3)
وهو حديثٌ صحيح، كما بيّنته في "صحيح أبي داود" (1172) و"الحوض المورود في زوائد منتقى ابن الجارود" (رقم 123) يسرَ الله لنا إتمامهما.

ولعلّ التوفيق بينَ الحديثين بأن يُحمل حديث الباب على الجواز، وحديث ابن عمر على الأفضلية، كما هو الشأن في الرباعية الليلية أيضاً، والله أعلم] ا.هـ. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 477 رقم 237].
________

(1) : أي : مقدارها في وقت صلاة العصر، وهذا الوقت يكون بالتخمين وقتُ الضّحى، ووقتُ الأربعِ بعدَها قبلَ الزوال بشيئ يسير، وذلك قبلَ وقت الكراهة قُبَيْلَ الزوال – إن شاء الله تعالى -. انظر : [السلسلة الصحيحة 1/ 474 رقم 237. الحاشية].

(2) أخرجه أحمد رقم (650 و 1375)، وابنه (1202) و الترمذي (2/ 294 و 493 و 494) والنسائي (1/ 139 – 140)، وابن ماجه (1/ 353)، والطيالسي (1/ 113 – 114) وعنه البيهقي (2/ 273) والترمذي أيضا في الشمائل (2/ 103 – 104) من طريق شعبة وغيره عن أبي اسحق عن عاصم بن ضمرة قال : سألنا عليًا - رضي الله عنه - عن تطوع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنهار فقال : (إنكم لا تطيقونه، قال : قلنا : أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا ...).

(3) قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى - في كتابه القيم : "تمام المنة في التعليق على فقه السنة" :

[ومن (سنة الظهر) قوله في فضل الأربع قبل الظهر تحت رقم ( 2 ) : " وإذا صلى أربعا قبلها أو بعدها فالأفضل أن يسلم بعد كل ركعتين وإن كان يجوز أن يصليهما متصلة بتسليم واحد لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى). رواه أبو داود بسند صحيح ".

قلت : من شروط الحديث الصحيح أن لا يشذَّ راويه عن رواية الثقات الآخرين للحديث، وهذا الشرط في هذا الحديث مفقود لأن الحديث في " الصحيحين " وغيرهما من طرق عن ابن عمر دون ذكر " النهار " وهذه الزيادة تفرد بها علي بن عبد الله الأزدي عن ابن عمر دون سائر من رواه عن ابن عمر.
وقد قال الحافظ في " الفتح " ما مختصره : " إن أكثر أئمة الحديث أعلّوا هذه الزيادة بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وحكم النسائي على راويها بأنه أخطأ فيها.
وروى ابن وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) . (موقوف).

فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح أن لا يكون شاذا.
وقد روى ابن أبي شيبة عن ابن عمر (أنه كان يصلي بالنهار أربعا أربعا).
وهذا في " المصنف " ( 2 / 274 ) بسند صحيح.

قلت : فإن لم تثبت هذه الزيادة فمفهوم الحديث الصحيح : " صلاة الليل مثنى مثنى . . " يدل على أن صلاة النهار ليست كذلك، فتصلى أربعا متصلة كما قال الحنفية قال الحافظ ( 2/ 283 ) : " وتعقب بأنه مفهوم لقب وليس بحجة على الراجح ".

قلت : ويؤيده "صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، صلاة الضحى ثماني ركعات يسلم من كل ركعتين" وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود ( 1/ 203 ) بإسناد صحيح على شرطهما وهو في " الصحيحين " دون التسليم.
وقال الحافظ في " الفتح " ( 3/ 41 ) : " أخرجه ابن خزيمة وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثمان ركعات أو أقل ".

قلت : فهذا الحديث يستأنس به على أن الأفضل التسليم بعد كل ركعتين في الصلاة النهارية. والله أعلم .

ثم وجدت للحديث طرقًا أخرى وبعض الشواهد أحدها صحيح خرجتها في "الروض النضير" (522) فصح الحديث والحمد لله، ولذلك أوردته في " صحيح أبي داود " ( 1172 )]. اهـ. انظر : [تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص (239 – 240)].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس