الجمع بين تصفيد الشياطين، وبين وجود المعاصي والآثام في رمضان
(( قد يقول قائل، أو يسأل سائل، يقول:
نعم؛ نحن نَرى -في شهر رَمضان- إقبالًا من النَّاس على الصَّلاة، وعلى الصِّيام، وعلى المساجد، ونرى قِلةً في المعاصي؛ لكن: نرى أن هُنالِك معاصي، ونرى أن هُنالِك آثامًا؛ بل في رَمضان تقع جَرائم؛ فكيف نفهم هذا مع تَصفِيد الشَّياطين؟
أقول:
جاءَتْ الرِّوايَة الأخرى لِتُبيِّن أن الشَّياطين المَقصُودين في هذا الحَديثِ هُم (مَرَدة الشَّياطِين)؛ لذلِك هذا لا يَنفي وقوع المعاصي -بل بعض الكبائر-؛ لكنَّ تصفيد المَرَدَة له أثر كبير في تقليل هذا الشَّر، وفي تخفيفِ كَيد الشَّيطان في بني آدم-أجمعين-.
والرِّوايَة الأخرى: قوله -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: " إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ مِن شهر رَمضان؛ صُفِّدَت الشَّياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ "، والمارِد: هو العظيم الكبير منهم؛ فهذا مِن مِنَّة الله -تعالى- وتَوفيقه -سُبحانَهُ وتَعالَى- )).
[" برنامج فقه الصيام " على قناة الأثر، للشيخ علي الحلبي -حفظه الله-، الحلقة الرابعة (3:47)].