عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-11-2012, 10:53 PM
عبد الله السلفي الجزائري عبد الله السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 1,039
افتراضي

[الدراسة على المبتدعة]
الشيخ ربيع: السؤال: إذا كنت في منطقة لا أعرف فيها طلبة علم سلفيين وقد بحثت ولا أستطيع أن ارتحل، فما نصيحتكم؟
الجواب: يعني أنت في بلد ما تجد من طلبة العلم إلا أهل البدع والضلال، ولا تجد من أهل السنة أحدا، فأنا أفضل لك الجهل مع سلامة الفطرة على أخذ العلم من أهل البدع، اللهم إلا إذا كان هذا الشخص لا يدعو إلى بدعته([1]) إطلاقا فيمكن أن تأخذ منه مثل: النحو أو بعض العلوم، أما العقيدة بل القرآن والحديث لا تأخذ منه لأن الحديث قد دُونَ والقرآن محفوظ – ولله
الحمد- وتفسيره موجود ومحفوظ ولله الحمد. الفتاوى(2/28)
وقال: فالشباب عليه الحذر من مخالطة أهل البدع، فلا يطلب العلم منهم ولا يطلب عليهم، فو الله لأن يبقى جاهلا سليم العقل والفطرة والقلب خير له من أن يتعلم من صاحب الهوى، فتَفسد عقيدته ويفسد منهجه كما رأينا بأم أعيننا. الفتاوى(1/301)
وقال: هذا الذي يتردد على مبتدع أو يأخذ عن مبتدع أو يقرأ في كتاب
أهل البدع انصحه، فإن قَبِل وإلا فألحقه بأهل البدع، هذا عمل السلف.
الفتاوى(1/304)
[ فالذي يقرأ أو يأخذ الفائدة حتى وإن كان يميز بين الحق والباطل، ينصح بترك القراءة، ولو كان لا يمدح أهل البدع، فإن أبى فيلُحق بأهل البدع]
الشيخ الألباني رحمه الله:
السؤال: الاستفادة من أهل البدع من حيث العلم، فكنتم تفرقون شيخنا.
الجواب: [الشيخ مقاطعا] أي نعم، في مسألة بعض المبتدعة عندهم في العلم قراءة القرآن، و التجويد والقراآت ونحو ذلك، عندهم معرفة بعلم النحو والصرف ونحو ذلك، عندهم معرفة بعلم أصول الفقه وأصول الحديث، وإن كانوا لا يطبقونهما، ولا يوجد حواليه في السنة الحريص على إتباع السنة من يتعلّم منه بعض هذه العلوم، فلا مانع أن يتلقى هذا العلم أو ذاك منه، لكنه شرط أن يكون حذِرا من بدعته.هكذا نقول.
سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 511)
[أهل البدع وإن أصابوا لا يستفاد منهم]
قال الشيخ ربيع: القاعدة الثانية عندهم: نقرأ كتب أهل البدع أو كتب المفكرين فما كان حسنا أخذناه وما كان باطلا تركناه!...
لا تقرأ في كتب أهل البدع لتستفيد. الفتاوى(1/305،306)
وقال: وهذا يرجع إلى نفس المكيدة التي حكيتها لكم سابقا: اقرأ، وخذ الحق ودع الباطل، وأنت لا تميز بين الحق والباطل فتقع في هوة الضلال...تقرأ لأهل البدع لا لتستفيد، إنما تقرأ لتعرف باطلهم فتحذر الناس منه . الفتاوى(1/480،481)
[ كما تقدم فلا يستفاد منهم ولو أصابوا، حتى للذي يميز بين الحق والباطل، فلا تُقرأ كتبهم إلا للنقد]
وسُئل: هناك خطيب يذكر كلام بعض أهل البدع ولا يُبين ضلال هذا الذي نقل عنه، فهل يجوز الاستدلال بكلامهم دون التحذير منهم؟
فأجاب:( بعد أن ذُكر له أبو حامد الغزالي([2]) كمثال قال:)... هذا خطأ ينصح بتركه وينصح بطريقة السلف في إهمال أهل البدع وإخماد فتنتهم.
الفتاوى(1/164)
[ فلا يقال فيما أصابوا فيه، أنهم أصابوا الحق، لأن فيه ترويجا لهم، بل يهمل أهل البدع كلية لأنهم جهال غير علماء كما سيأتي، وقد تلاعب بعضهم فأوّل كلام الشيخ ربيع، وحمله بما يوافق كلام الشيخ الألباني، وكأن قاعدة المجمل والمفصل خاصة بالشيخ ربيع دون غيره، ورددت عليه في رسالتي: "رسالة إلى كل عاقل " فبيّنت بالحجج والأدلة ما في كلامه من الباطل ] ([3])
وسئل: هل يجوز أن نسمع أشرطة بعض الحزبيين ونستفيد منها؟
الجواب: لا، لا تستمع لأشرطة الحزبيين، فضررها أكبر من نفعها، استفد من كتاب الله ومن سنة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – ومن كتب وأشرطة علماء السنة.
لأن أهل الأهواء يدسون سمومهم بحيث لا ينتبه لها إلا الفطناء، وأما المساكين من طلاب العلم الصغار ومن العوام فإن هذه السموم المدسوسة تسري في عقولهم وفي كيانهم من حيث لا يشعرون.
فالحذر الحذر من السماع لأهل البدع، ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الله الحق، وهم يحذرون من كتب الحق ومن كتب السنة فكيف ندعو إلى كتبهم وإلى أشرطتهم؟ الفتاوى(1/52)
[ فلا يُسمع لهم إطلاقا، ولو فيما أصابوا فيه، كما تقدم عن الكتب، وعن أخذ العلم من أهل البدع ].
الشيخ الألباني رحمه الله:
السؤال: المسؤولية عن نشر أشرطة بعض من لا ينهجون منهج السلف، ينتمون مثلا لبعض الجماعات التي نعرفُها في الساحة كجماعة الإخوان المسلمين أو التبليغ أو ما إلى ذلك، فبعضهم أفتى بأن لا أُسجِّل أو أنشُر مثل هذه الأشرطة بالمرة، والبعض الآخر قال: تخيَّر منها ما ترى فيه الصلاح ولا يكون فيه تصريح بمخالفة لمنهج السلف.
فالحيرة مازالت تُلازمني حتى الآن، وأسأل الله عز وجل أن يزيل هذه الحيرة بما تراه وبما تُشير به علينا في هذا المجال جزاكم الله خيرا؟
الجواب: لاشك عندي أن الرأي الثاني الذي حكيته عن بعض أهل العلم هو الصواب، لأن الحكمة ضالّة المؤمن من أين سمعها اِلتقطها، هذا الحديث وإن كان حديثا ضعيفا لا يصح([4])، وولِع به بعض النّاس في بعض البلاد، وكتبوه في اللّوحات، وعلّقوه في صدور المجالس على أنّه حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس بالثّابت.
ولكن حسبُنا منه أن يكون حكمةً فعلا فحينئذٍ نعمل بها، ولا نتعصّب لمذهبنا اعتبارًا بتعصُّب أصحاب المذاهب الأُخرى، فنحن أتباع الحقِّ حيثُ ما كان هذا الحق ومن حيث ما جاء، فالحكمة ضالّة المؤمن أين وَجدها اِلتقطها.
فإذا جاء أو وَقفت على مقالٍ أو بحثٍ علمي لجماعة من تلك الجماعات، التي مع الأسف لا تنهج منهج السلف، لكن كان فيها تذكير بآيات الله، ببعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ليس هناك ما يمنع من نشرِ هذه البحوث بطريقة التسجيل، مادام أنه لا يوجد فيها ما يُخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
وهذه المشكلة في الواقع لا تنحصر بالتسجيل بل تتعدّاه حتى إلى المؤلفات، وهي أكثرُ انتشارًا من المسجّلات هذه، فهل يصح لناشِر الكتب أو بائع الكتب أن يطبع ما ليس على منهج السلف الصالح، وأن يبيع مثل هذه الكتب؟
الجواب: قد لا يخلو كتابٌ ما من مخالفةٍ ما، وإنما العبرة بملاحظة شيئين اثنين: الشيء الأول: أن لا يكون الكتاب وعلى ذلك التسجيل داعيةً لمنهج يخالف منهج السلف الصالح.
ثانيا: أن يكون صوابُه يغلبُ خطأه، وهذا.. كما قال الإمام مالك رحمه الله ما مناّ أحد إلاّ ردَّ و رٌدَّ عليه إلا صاحب هذا القبر، ولذلك التسجيل وطبع الكتب وبيعُها يجب أن يُراعى فيه هاتان القاعدتان.
وإذْ سألت عن تسجيل ليس فيه مخالفة للمنهج السلفي، فأنا لا أرى مانعًا أبدا من نشرِ مثل هذا التسجيل لمجرّد أنّ الذي يتحدثُ فيه ليس سلفيّ المنهج، وإنّما هو خلفيٌّ أو حزبيّ أو ما شابه ذلك، هذا هو الذي يقتضيه العلمُ و يقتضيه الإنصاف، ويقتضيه محاولة التقريب بين الاختلافات القائمة اليوم بين الجماعات الإسلامية مع الأسف.
السائل: إكمالاً لهذا الأمر، بعض القائلين بالمنع من هذا الأمر، يقولون إنّ في نشر حديثٍ أو شريطٍ لمثل هؤلاء فيه تزكية لمنهجهم، وكأنه رضًا بكل ما يقولون ..؟
الشيخ: هذا فيه مبالغة، لو فرضنا رجلاً ألّف رسالةً جمع فيها أحاديث الأذكار من صحيح البخاري، وهو ليس سلفي المنهج، كيف يصدق هذا الكلام عليه، فما صلة نشر مثل هذه الرسالة بتأييد منهجه؟
لا، نحن نُعين منهجنا بنشرِ رسالته لأنّه سلك طريقتنا في اختيار ما صحّ عن نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم، فأنا أعتقد أن فيه مبالغة والله أعلم.
فتاوى جدة شريط (رقم 9)
[أهل البدع لا يقال فيهم علماء]
قال الشيخ ربيع: العلماء علماء أهل السنة، لا علماء الرفض وعلماء التصوف وعلماء الخرافات والبدع، هؤلاء أهل بدع ولا يقال فيهم: علماء.
الحق: أن كل مبتدع ليس بعالم، كما قال غير واحد من علماء السنة أن أهل البدع غير علماء([5]). الفتاوى(1/182)
الشيخ الألباني:
قال: في مسألة بعض المبتدعة عندهم في العلم قراءة القرآن، و التجويد والقراآت ونحو ذلك، عندهم معرفة بعلم النحو والصرف ونحو ذلك، عندهم معرفة بعلم أصول الفقه وأصول الحديث.سلسلة الهدى والنور شريط (رقم 511) [فبعض أهل البدع أثبت لهم الشيخ الألباني العلم، ولم يُفرِّق بين الداعية وغير الداعية].
[ الدعاة من أهل البدع كذابون]
سئل الشيخ ربيع: شيخنا قلتم إن كل أهل البدع كذابون، هل يفهم من كلامك رد رواية المبتدعة مطلقاً؟ وكيف يجمع بين هذا وبين رواية الأئمة عن أهل البدع؟
فأجاب: هذه قالها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله([6])، ولا أريد هذا المعنى، لا أريد أنه يرد روايات كل مبتدع. فمن المبتدعة دعاة، وهؤلاء لا شك أنهم كذابون حقًّا([7]) يكذبون على الناس بترويج بدعهم.
ولهذا تجنب سلفنا الصالح الرواية عنهم([8])، لأنهم لا يَسلَمُون من الكذب تبريرًا لدعواتهم وتزيينًا لها. الفتاوى(2/151)
الشيخ الألباني:
فإذا جاء أو وَقفت على مقالٍ أو بحثٍ علمي لجماعة من تلك الجماعات، التي مع الأسف لا تنهج منهج السلف،لكن كان فيها تذكير بآيات الله، ببعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ليس هناك ما يمنع من نشرِ هذه البحوث بطريقة التسجيل، مادام أنه لا يوجد فيها ما يُخالف الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.وهذه المشكلة في الواقع لا تنحصر بالتسجيل بل تتعدّاه حتى إلى المؤلفات.
[ وقد تقدم النقل كاملا] فتاوى جدة شريط (رقم 9)
[تقسيم الدين إلى أصول وفروع]
سئل الشيخ ربيع: هل يعتبر في التقسيم الصحيح للبدعة أنها تنقسم إلى بدعة كفرية وبدعة مفسقة أم تنقسم إلى بدعة في الأصول وبدعة في الفروع؟
فأجاب: قد تكون في الأصول وقد تكون في الفروع، وتكون مفسقة
وتكون مكفرة. قد تكون في الفروع ومكفرة، إذا جحد الصلاة أو جحد الحج أو الزكاة([9]) أو شيئا من السنن ما هو من الواجبات وجحدها يكفر.
البدعة –بارك الله فيك-قد تكون في الأصول وقد تكون في الفروع، وتكون مكفرة، وقد تكون في الأصول وغير مكفرة، يكون إنسان مسكين خفي عليه الأمر ما عرفه هذا ما يكفر. الفتاوى (1/150،151)
الشيخ الألباني:
السائل: البدعة المكفرة كأن يبتدع بدعة كفرية مثل القول بعدم استواء الرب سبحانه وتعالى على العرش ونفي ذلك، والبدعة المفسقة كأن يقع في بدعة من بدع العبادات، كالمولد مثلا.
الجواب: هذا الكلام غير صحيح، هذا الكلام منشؤه من علم الكلام،
التفريق بين البدعة في الأصول والبدعة في الفروع، أو البدعة في الأحكام والبدعة في العبادات، هذا التفريق هو بدعة...الخ .
سلسلة الهدى والنور (شريط رقم 666)
[أهل السنة لا يختلفون في أخبار الآحاد من عهد ابن تيمية]
قال الشيخ ربيع: " من عهد ابن تيمية إلى عصرنا هذا أهل السنة لا يختلفون في أخبار الآحاد([10])،وليس عندهم قضية ظن ويقين وهذا الكلام الفارغ حتى أثار أبو الحسن الفتنة في اليمن، وذهب يسأل الشيخ الألباني!
الشيخ الألباني له كتابان، له مؤلفان أحدهما خاص في حجية أخبار الآحاد وأنه تفيد العلم ، ورد على أهل البدع والضلال الذين يقولون تفيد الظن، وتكلم بقوة ونافح عن السنة، وفي كتاب آخر كذلك وفي مناظراته وفي كتابات أخرى...إلخ.فسأل الشيخ عن هذا السؤال، فأجاب إجابة طبعا ليس فيها أن أخبار الآحاد تفيد الظن، وإنما له كلام دخل منه أبو الحسن، وذهب ينقل ويثير في اليمن أن الألباني يقول: أخبار الآحاد تفيد الظن وله أهداف سيئة!
الفتاوى(2/102)
وقال: قال: ابن عمر لما أخبره واحد، والثاني يسمع فقط([11])، صدقه لأنه مؤمن، عدل، وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول، من قواعده قبول أخبار العدول، فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاما فالأصل فيه الصحة، ويجب أن تبني عليه الأحكام. الفتاوى(1/368)
وقال الشيخ ربيع: وبعد ذلك لمّا جئت أنا وأمسكته في أخبار الآحاد قال: الألباني([12] ابن باز([13])، الشنقيطي([14])، ابن عثيمين([15])، فلان وفلان
يقولون: أخبار الآحاد تفيد الظن! يكذب ويلبس ويدجل.الفتاوى(2/102)
الشيخ الألباني:
يقول رحمه الله في رسالته الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام (صـ18): "والحق الذي نراه و نعتقده أن كل حديث آحادي صحيح تلقته الأمة بالقبول من غير نكير منها عليه، أو طعن فيه، فإنه يفيد العلم واليقين، سواء كان في أحد الصحيحين، أو في غيرهما.
وأما ما تنازعت الأمة فيه، فصححه بعض العلماء وضعفه آخرون: فإنما يفيد عند من صححه الظن الغالب فحسب، والله أعلم".
[الردود ليست اجتهادية]
الشيخ ربيع:
السؤال: يروج بين طلاب العلم في هذه الأيام مقولة مفادها: لسنا ملزمين بإتباع أقوال العلماء في الردود على المخالف، لأن هؤلاء المردود عليهم مجتهدون لهم آراء اجتهادية قابلة للصواب والخطأ، فما رأيكم في هذا؟
الجواب: هذا كذب.
الصراع بين أهل السنة وبين أهل الحق والباطل ليس آراء اجتهادية، إن الذي
يقابله ويخاصمه ما هو مجتهد هو من أهل الضلال... الواجب إتباع الحق، يعني هذا العالم إذا فعل بدعة يحذر من بدعته([16]). الفتاوى(1/270،271)
[ فكل ردود الشيخ ربيع وأحكامه ليست اجتهادية، وكما تقدم أيضا في المقدمة ].
الشيخ الألباني:
سئل رحمه الله: فيه ردود الآن في الساحة على طلاب العلم، وعلى العلماء، والشيء الملاحظ في هذه الردود اتهام النيات، ما هو..تفسيركم لهذا؟
فأجاب: يَتقوا الله في إخوانهم المسلمين، وأن يُصَفُّوا نواياهم وقلوبهم، وأن لا يحقد بعضهم على بعض، لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله.
نحن نقول يا أستاذ دائما: هذا مشكلة العالم الإسلامي الآن هو بُعدهم عن شيئين، اثنين، لكن إحداهما أخذت الطريق أما الأخرى لا، لابد أنكم سمعتم في بعض أشرطتي أو كلماتي أن الإصلاح يبدأ من التصفية والتربية، فالتصفية فيه شيء من هذا، لكن التربية ما فيه في العالم الإسلامي كله، هذه المشكلة تجد طلاب العلم الذين سرت فيهم أن يكونوا على أكمل خُلق حسن، ما حووا إلا شيئا من العلم كان حجة عليهم وليس حجة لهم، فما الحل؟
ليس لها إلا الله تبارك وتعالى، ومن كان حريصا من أهل العلم على أن يمشي على هاتين الركيزتين التصفية والتربية عليه أن يُنشِّأ مَن حوله على هذا الأساس..أما هؤلاء الكبار الذين فاءوا إلى وجوه التصفية وأخذوا بحظٍّ وافر أو قريب من ذلك منه، فهؤلاء نادر جدا فيهم...
فالظاهرة المنتشرة الآن في الآونة الأخيرة في السعوديةوقبل ذلك في كثير من البلاد الإسلامية،.., لا وجه إطلاقا للدعاة إلى الكتاب والسنة والذين ينتمون إلى منهج السلف الصالح، ليس هناك مطلقا ما يسوِّغ لهم أن ينقسموا إلى طائفتين بل إلى طوائف يُعادي بعضهم بعضا، كما لو كان هناك سلفيون وأعداؤهم[الفوشيون] وهم طائفة واحدة كلهم يقولون أنا على الكتاب والسنة. سلسلة الهدى والنور شريط رقم (778)

([1]) كل منخرط مع جماعةٍ ما يعتبر داعية عند الشيخ ربيع، وإن كان ممن لا ينشر بدعته، لذلك فمآل قوله هو: لا دراسة على أهل البدع مطلقا لأنه ما من مبتدع إلا وهو منخرط مع جماعته.
سئل الشيخ ربيع: هل يشترط إقامة الحجة في إطلاق كلمة إخواني على من انخرط في حزبهم؟
فأجاب: والله إذا انخرط في حزبهم فهو منهم، المرء مع من أحب،.. عندنا أناس على الطريق المستقيم، وعندنا أناس منحرفون، يترك المستقيمين ويذهب عند المنحرفين ماذا يقال فيه؟
على كل حال ينصح باللطف، ويبين له، فإذا خرج من حظيرة الإخوان فالحمد لله، وإلا سواء كلمناه أو ما كلمناه فهو منهم، هل كان السلف يذهبون لأتباع الخوارج والروافض والمعتزلة واحدا واحدا ولا يطلقون عليه لفظ خارجي أو رافضي إلا إذا أقاموا عليه الحجة؟! هذا مع الروافض تقول عنه رافضي، وهذا منتمٍ للصوفية، يشاركهم في الموالد، ويشاركهم... ويشاركهم... ويكون عاميًّا فهو منهم.
الفتاوى(1/295)=
=وسئل الشيخ ربيع أيضا: هل الحزبي يعتبر داعية إلى هذه البدعة؟ فأجاب: نعم هذا داعية إلى الفتنة، يؤيد الباطل ويدافع عنه، كيف يسكت عنه؟ الفتاوى(1/307)
فالشيخ يرى أن إطلاق كلمة صوفي أو إخواني مثلا كافية في التبديع، لكن شيخ الإسلام يرى عدم ذلك، قال في درء التعارض (1/273): "والأقوال إذا حكيت عن قائلها أو نسبت الطوائف إلى متبوعها فإنما ذاك على سبيل التعريف والبيان وأما المدح والذم والموالاة والمعاداة فعلى الأسماء المذكورة في القرآن العزيز كاسم المسلم والكافر والمؤمن والمنافق والبر والفاجر والصادق والكاذب والمصلح والمفسد وأمثال ذلك وكون القول صوابا أو خطأ يعرف بالأدلة الدالة على ذلك المعلومة بالعقل والسمع".
ويقول الشيخ عبيد الجابري: "كلمة إخواني يعني أنه يرى رأي الإخوان، أو على مسلك الإخوان، وقد يكون جاهلا بهذا المسلك، ولو بيُّن له لتركه، ليس هنا تبديع، لكن كلمة مبتدع معناه أنه قامت عليه الحجة، أبى النصيحة، نُصح فأبى أن ينتصح، فقامت عليه الحجة وهناك يسمى مبتدعا ضالا". من شريط أسئلة منهجية فقهية عبر إذاعة الدروس السلفية، 12/5/1423.


([2]) قال شيخ الإسلام عنه في نقض التأسيس: وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة بليغة، ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين، لكن كونه لم يصل إلى ما جاء به الرسول من الطرق الصحيحة كان ينقل ذلك بحسب ما بلغه.اهـ بواسطة موقف ابن تيمية من الأشاعرة (ص716).
([3]) قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "هذا من كلام الشيخ رحمه الله، وهو يدل على أن الرجل منصف وعادل، وأن الحق ولو كان من أهل البدع، يجب أن يقبل، وأن أهل البدع إذا كان بعضهم أقرب إلى السنة من بعض يجب أن يُثنى عليهم بهذا القرب، وأما أن نرد ما قاله أهل البدع جملة وتفصيلاً، حتى ما قالوه من الصواب، ونقول هذا قاله صاحب بدعة، فهذا خطأ؛ لأن الواجب أن يقول الإنسان الحق أينما كان ولا ينظر إلى قائله.
ولهذا قال يجب أن يعرف الرجال بالحق، لا الحق بالرجال، وأنت إذا عرفت الحق بالرجال فمعناه أنك مقلد محض، لكن إذا عرفت الرجال بالحق، وأنه إذا كان ما يقولونه حقا فهم رجال حقا فهذا هو العدل، فالشيخ رحمه الله يقول: يجب أن يعطي كل ذي حق حقه حتى ولو كان من أهل البدع وكان قريبا من أهل السنة فإننا نعطيه حقه، ونقول إن هذا المبتدع أقرب إلى السنة من هذا المبتدع".(ص88 منقول)

([4]) أخرجه الترمذي بنحوه (2687) وغيره، وانظر مشكاة المصابيح بتحقيق الألباني رحمه الله رقم (216)
([5]) ترجم الشيخ ربيع في تحقيقه لكتاب النكت لكثير من المبتدعة ومدحهم، منه ما ذكره عن الكرابيسي الذي بدّعه الإمام أحمد، قال الشيخ ربيع (2/592): "فقيه أصولي محدث، عارف بالرجال عداده في كبار أصحاب الشافعي".
وكذلك كُتب التراجم من زمن السلف إلى الآن تجدهم يصفون المبتدع إذا كان عالما، بالعلم والمعرفة، ويُبيِّنون بدعته، ولا يُعلم نكير بينهم، بل وقد يقولون عنه علامة.
يقول الشيخ عبيد الجابري: "كلمة علاّمة لا تعني مطلقًا أن الرجل على السنة، فبالاستقراء وجدنا من أئمة السنة يطلقونها على أشخاص مبتدعة، فهم يعنون أنه علامة، أي عنده علم قد يكون في النحو، قد يكون في الفقه، قد يكون في الحديث، ولا يعنون أنه صاحب سنة أبدا، هكذا إذا وردت مجرّدة" كما في شريط لقاء مفتوح دورة الإمام البخاري 27/1/1425هـ.
([6]) لم أجد أن ابن تيمية قال ذلك. بل وصف الخوارج بالصدق، قال في منهاج السنة النبوية (1/67،68): "والبدع متنوعة فالخوارج مع أنهم مارقون يمرقون من الإسلام.. ليسوا ممن يتعمد الكذب بل هم معروفون بالصدق حتى يقال إن حديثهم من أصح الحديث لكنهم جهلوا وضلوا في بدعتهم ولم تكن بدعتهم عن زندقة وإلحاد بل عن جهل وضلال في معرفة معاني الكتاب"، وقال في منهاج السنة النبوية (7/36): "و الخوارج أصدق من الرافضة و أدين وأورع، بل الخوارج لا نعرف عنهم أنهم يتعمدون الكذب بل هم من أصدق الناس والمعتزلة مثل سائر الطوائف فيهم من يكذب وفيهم من يصدق".
([7]) صلاح الدين الأيوبي الذي ألزم الناس بعقيدة الأشاعرة، هو في نظر الشيخ ربيع مبتدع، لكونه قد وقع في بدعة واضحة، ولا تشترط إقامة الحجة في ذلك، كما سيأتي ومع ذلك قال عنه الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (8/636): "صلاح الدين الأيوبي البطل المجاهد الذي شهد له التاريخ والمسلمون بأنه مسلم صادق مجاهد"، وانظر ما قاله في تحقيقه للنكت (2/862،863) عن الزمخشري كبير المعتزلة.

([8]) من المعروف أن البخاري مثلا روى لعمران بن حطان الخارجي المادح لابن ملجم، فهل معنى ذلك أن البخاري بل وغيره يروون عن الكذابين؟!!
([9]) يقول الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع (6/193) معلِّقا على من قسّم الدين إلى أصول وفروع: "على أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع أنكره شيخ الإسلام، وهذا التقسيم لم يحدث إلا بعد القرون المفضلة في آخر القرن الثالث، وقال شيخ الإسلام: كيف نقول: إن الصلاة من الفروع؟! ـ لأن الذين يقسمون الدين إلى أصول وفروع يجعلون الصلاة من الفروع، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وكذا الزكاة، والصوم، والحج، كيف يقال: إنها من الفروع؟!".
فإن قيل إنما هو مجرد اصطلاح، فالجواب: كما هو معلوم من منهج الشيخ ربيع أن المجمل لا يحمل على المفصل، والقائل بالحمل قائلٌ عنده بقاعدةٍ من قواعد أهل البدع، وسيأتي بيان أن عدم الحمل قول محدث، مخالف للإجماع، ثم ثانيا: إن المجمل الذي يتضمن الخير والشر لا يجوز التكلّم به، بل يُبدّع به المتكلم عند الشيخ ربيع كما سيأتي، ومعروف أن هذا الاصطلاح تكلّم به أهل الكلام وقد أرادوا به الشر لا الخير، فتنبه.
([10]) خالف ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية(1/257) فقال:" فصل" لا تجوز الهجرة بخبر الواحد عما يوجب الهجرة، قال القاضي: ولا تجوز الهجرة بخبر الواحد بما يوجب الهجرة نص عليه [أي الإمام أحمد] في رواية أبي مزاحم".
([11]) الحديث أخرجه مسلم في أول كتاب الإيمان وفيه أنه وكَل الكلام إليه، فالخبر بلغ ابن عمر من يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وفي هذه القصة من الفوائد: أن ابن عمر قال "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريء منهم وأنهم برآء منِّي"، فنسب البراءة إليه ولم ينسبها إلى الشرع رضي الله عنه!! ومنها أنه لم يلُحق بمعبد كل من جالسه، وفرَّق المسلمين بسببه!! ومنها أنه ذكر الدليل على براءته منهم وهو قوله: "والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أنّ لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يُؤمن بالقدر، ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب" ثم ذكر حديث جبريل عليه السلام، ولم يكتف بالجرح من دون ذكر السبب!! فرضي الله عنه وعن الصحابة الكرام، الذين كانوا أمَنةً لأهل الأرض.
([12]) سيأتي النقل عنه ـــ إن شاء الله ـــ.
([13]) جاء في فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى برئاسة الشيخ ابن باز (4/364) الآتي:" أحاديث الآحاد الصحيحة قد تفيد اليقين إذا احتفت بالقرائن وإلا أفادت غلبة الظن".
([14]) قال الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه (صـ156) وهو يذكر الخلاف في إفادة خبر الواحد: "المذهب الثالث: هو التفصيل بأنه إن احتفت به قرائن دالة على صدقه أفاد اليقين، وإلا أفاد الظن" ثم ذكر بعض الأمثلة ثم قال:"واختار هذا القول ابن الحاجب، وإمام الحرمين، والآمدي، والبيضاوي، قاله صاحب "الضياء اللامع". وممن اختار هذا القول أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى". ثم قال:" الذي يظهر لي أنه هو التحقيق في هذه المسألة".
([15]) قال الشيخ ابن عثيمين في رسالته مصطلح الحديث (ص5): " وتفيد أخبار الآحاد سوى الضعيف: =
= أولاً: الظن وهو: رجحان صحة نسبتها إلى من نقلت عنه، ويختلف ذلك بحسب مراتبها السابقة، وربما تفيد العلم إذا احتفت بها القرائن، وشهدت بها الأصول".
([16]) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (10/383،384): "وما من الأئمة إلا من له أقوال وأفعال لا يتبع عليها مع أنه لا يذم عليها وأما الأقوال والأفعال التي لم يعلم قطعا مخالفتها للكتاب والسنة بل هي من موارد الاجتهاد التي تنازع فيها أهل العلم والإيمان فهذه الأمور قد تكون قطعية عند بعض من بيّن الله له الحق فيها لكنه لا يمكنه أن يلزم الناس بما بان له ولم يبن لهم فيلتحق من وجه بالقسم الأول ومن وجه بالقسم الثاني، وقد تكون اجتهادية عنده أيضا فهذه تسلم لكل مجتهد ومن قلده طريقهم تسليما نوعيا بحيث لا ينكر ذلك عليهم كما سلم في القسم الأول تسليما شخصيا".


------------- يتبع -----------


ويليه مباحث :

- الأشاعرة ومنهم ابن حجر مبتدعة والجواب عليه ص 37 .
- من وقع في بدعة واضحة ومنهم الإخوان والتبليغ والجواب عليه ص 40.
- السني إذا وقع في بدعةواضحة والجواب عليه ص 43.
-السني إذاوقع في بدعة خفية والجواب عليه ص49 .
- المبتدع يهجر وعلى الحاك المسلم سجنه وتأديبه بالقتل والجواب عليه ص 52 .
- المبتدع ليس له من الحقوق إلا الهجر والقتل والجواب عليه ص 57 .


__________________
قال بعض المشايخ الأفاضل :
إن من سنن الله الشرعية والكونية ما يكون بين الحق والباطل من نزاع ، وبين الهدى والضلال من صراع ، ولكل أنصار وأتباع ، وَذادَة وأشياع .
وكلما سمق الحق وازداد تلألؤاً واتضاحاً ، إزداد الباطل ضراوة وافتضاحاً
رد مع اقتباس