عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 07-06-2012, 02:19 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

سؤال 4 : لا بد أن لفضيلة الشيخ أبي عبدالله - رحمه الله تعالى – أسلوبًا فريدًا في ضبط شؤون العائلة، وتقريب وجهات النظر، خاصة مع وجود التعـــــدّد، لكوْنه - رحمه الله تعالى – يجمع بين نساءٍ أربع، وعدد كبير مِن الأبناء – بارك الله في الجميع.

أم عبدالله زهر : كان من خيرة الرجال، لم يكن أسلوبه في التعامل معنا نحن نساءه، ولا مع أبناءه الشدة، إنما كان يعامِل بالرفق وبالوُد واللطف.

أم أيمن : كان يدخل على إحدانا فلا يشعرها بأن هناك امرأة أخرى في حياته بل أخريات، إن أكلَ عندَها قال : ما شاء الله أكلك لذيذ كثير بيشَهّي، ولم يذكر عيبًا فينا لأخرى قط.

أم البراء : كان حريصاً على العدل، وتقريب وجهات النظر بيننا بالرفق، والود، والكلمة الطيبة، والطريقة الهادفة، وبأسلوب قلّ بل من النادر أن يتواجد في الرجال، كان يُقرّب وجهات النظر بيننا، ويؤلف بيننا بالكلمة الحلوة، ولا ينقل لإحدانا عن الأخرى إلاّ صورة طيبة، لا ينقل صورة سيئة تثير فيها الحقد أو الغيرة.
وكان دائما يردد الرفق ...الرفق (ما كان الرفق في شيئ إلازانه، وما نزع من شيئ إلا شانه) فعليكم بالرفق ... فعليكم بالرفق، فكان أسلوب تعامله مع النساء ومع الأبناء بالرفق والحلم، لم أرَ بحياتي مثله.

أم أيمن : كان ينظر للمستقبل البعيد ويخطط لراحتنا، كنا أنا وأم سعد في شقتين بطابق واحد، فلما وسَّعنا البيت قال : لتكن كل واحدة منكنّ في طابق، فلما راجعته في ذلك قال : أفضل لكنَّ في المستقبل وللأبناء.

أم سعد : وكان رحيمًا بنا حريصًا على راحتنا حتى بعد وفاته. وأحب أن أضيف أيضًا، فإني والله مهما عبّرْتُ لا أستطيع أن أعبّر عن حُسْنِ خلق زوجي أبو عبدالله - رحمه الله -.

نحنُ نساءٌ ولسنا صحابيات، وحتى الصحابيات كن يجدن بعض الغيرة، فإذا وجدها منا، كان والله من الكاظمين الغيظ، يحلُم علينا حُلْماً عظيما.

وأحيانًا كنت من باب المداعبة أقول له : يا أبا عبدالله اعدل، فيقول : ويحكِ ألم أعدل ؟.

واللهِ إنه كان يعدل حتى بالكلمة، واللهِ إنه كان مِن خيرِ الرجال لأهله – رحمه الله رحمة واسعة -.

أم البراء : كنتُ أجد فيه بحق صفات المؤمن التي ذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان (هينًا ليّناً سهلًا قريبا)، والله إنه كان يحمل هذه الصفات.

أم سعد : تصديقًا لكلام الأخوات كان يكرر هذا الحديث كثيرًا ويحثّنا على أن نتأدبَ به، وكان يتخذ قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيـــــــه) شعارًا له. وما رأيت أحدًا أشد تطبيقًا لهذا الحديث منه لا رجلًا ولا امرأة.

أم أيمن : ما كان يجرح مشاعر أي أحدٍ فينا أبدا، ولا يُشْعِر أيًا منا أن لها شريكة أخرى فيه. كان يكظم الغيظ، ويكره كثرة الإنتقاد والتعليق والتجريح، إن رأى شيئًا على أحدٍ كان دائماً يقول : جميل ... جميل، ولا يذم شيئًا على أحد، يكره التكلف، ويُكثر من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (البذاذة من الإيمان)، فكان يحب النظافة والترتيب، لكنه لم يكن يدقق على كل شيئ.

أم البراء : كان بسيطا جدًا لا يحب أن يُضايِق أحدًا أو يَنتقدَ أو يعيبَ طعامًا ولا لباسًا على أحد، لدرجة أنه إذا اشترت إحدانا شيئا ولبسته بارك لها فيه، وأظهر لها انبهاره به وإعجابه، ولو كان على غير حقيقته، حتى لا يكسر خاطرها، ويُذهب فرحها.
فإن قالت أنه لا يُعجبها كثيرًا قال : شيئ واشتريتيه وانقضى، لو شاورتيني قبل أن تشتريه قلت لك رأيي فيه، ولكن ما دام أنك لبستيه صار عليك جميلا، فالحمد لله.

أم عبدالله نجلاء : سبحان الله، الحمد لله، (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

ليسمع العالَم شهادة الأخوات الفاضلات شريكات في زوْج فاضل كريم سَما بحُسن اتباعه وحُسن خلقه، وحُسن عشرته، فلم يُذكر إلا بخير سواءً كان في حياته أو بعد وفاته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

لتسمع نساءٌ يكثرن اللعن ويكفرن العشير، ولتنظر حسن الإنقياد للحق، وحسن العهد فإنه من الإيمان.

ليسمع رجالٌ يتصيدون الأخطاء، ويفتعلون المشاكل لأتفه الأسباب، ولينظروا أقوال وأفعال الرجال الرجال ... الرجال الذين انتهجوا منهج السلف الحق وليحذو حذوهم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس