عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-05-2012, 06:43 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح

سؤال 3. هل كان طلب العلم الشرعي، وملازمة الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى – وحبه للخير وعمل الخير، يعيق فضيلة الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – عن واجباته الأسرية نحو زوجاته وأبناءه وبناته ؟.

أم سعد: لا أبدًا، كان لا يُفوّت مجالس العلم، ويتحرى أجرها، كان يجمعنا أحياناً ونذهب معه، ورغم كثرة عدد الأبناء كان يُحب أن يدخل السرور على جميع أفراد أسرته، كان يخصص لكل عائلة فينا يومًا يخرجنا فيه برحلة ترفيهية، في نزهة على الرغم من ضيق الحال أحيانا.

ولم يكن ذلك سهلًا عليه - رحمه الله تعالى –، واللهِ لقد كان ذلك على حساب راحتــــه، يضغط على نفسه، ليسعد أهل بيته ومن حوله.

أم عبدالله زهر: اللهم بارك، بالإضافة إلينا نحن نساءَه، له عمّات، وخمس أخواتٍ وأبنائهنّ وبناتهنّ، وله من الأبناء والبنات تسع وثلاثين، ومن الأحفاد ستين، كان بارًا بالجميع يصلهم، ولا يترك أحدًا منهم في العيد إلا عيّده، ولو بالدّيْن أحيانا، ومع ذلك لا يُظهر حاجته لأحد من الناس أبدا.

أمامة بنت الشيخ: قبل أيام فكرتُ بالوالد وكيف كان باراً بالجميع، فكنتُ أعجب منه، لم يدخل يومًا على بنتٍ متزوّجة، ولا على أختٍ أو بناتِ أختٍ إلا وبيده شيئ، وكان ذلك ينطبق على الجميع ... هذه عندها نجاح ... وهذه عندها ولادة ... وهذه عندها مناسبة، حتى بلا مناسبة لا يدخل خاليا، فكنت أتفكر وأقول في نفسي : ما شاء الله، أناس كثيرون وضعهم المادي أحسن من وضع الوالد بكثير، لكنهم لا يعملون مثله.

أم سعد: أبرز شئ فيه - رحمه الله تعالى – أنه كان شكّارا، نعم والله كان شكّارًا من صيغة المبالغة – أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحد -، كنتُ إذا تذمرتُ يومًا كان يقول : {وقليل من عبادي الشكور}.

كنت أحياناً أمازحه إن أصابتنا ضائقة أقول له: أنت فقير، يقول: لا ... لا تقولي هذه الكلمة، أنا غنيّ، أنا غنيّ، يكفينا نعمة الإسلام، نعمة الإيمان، نعمة السنة ... عندي دروس علم، عندي زوجات، عندي أبناء، وعندي بنات، عندي حِجات، عندي عُمرات، عندي ...عندي.

فوالله إن كنتُ تعلمتُ الشكر فإني قد تعلمته على يديْ زوجي أبي عبدالله - رحمه الله تعالى –.

أم عبدالله نجلاء: أختي أم سعد لا بد وأنت تمازحينه بهذه الكلمات أنت فقير كنت تعنين شيئا، أو تحبينَ أن تسمعي منه شيئا.

أم سعد: كان - رحمه الله تعالى – في أحيان كثيرة يعاني من ضائقة مادية، وتدرين أن زوجاته أعلم الناس به وبحاله ووضعه بعد الله – عز وجل -، فكنت أقولها رفقاً به - وعلى وجه المداعبة -، إلا أنه دائماً لا يظهر ذلك، ويثني على الله الثناء الحسن، ويقول : الحمدلله حمداً كثيرا طيباً مباركا، أحيانًا لم يكن في جيبه شيئ فيقول : ماشاء الله أنا لست فقير، أنا جيبي مليئ.

ذكره الأخ محمد الخطيب في قصيدته فقال: كان صابرًا ومصابرا، وفعلًا إنه كان صابراً ومصابرا – وأحسبه أنه كذلك - ولا أزكيه على الله.

أم البراء: والله إنا كنا لنعجب من بركة وقته، كان لا يقصّر بأيٍ منا نحن زوجاته الأربع وأبناؤه، ولا في أهلينا، كان يزور أرحامنا وأهلينا.

أم أيمن: كان هو - رحمه الله تعالى – الذي يذكّرنا بمناسباتهم، إن نسينا ويأخذنا إليهم.

أم عبدالله نجلاء: ما شاء الله تبارك الله، اتفق الأخوات الفاضلات " الزوجات الأربع" أنه لم يقصر بأي من واجباته نحو أبنائه ونسائه، وأقاربهن وأقاربه، وأن الله بارك له في وقته حتى اتسع العلم والعمل والعائلة.

أسأل الله - تعالى - أن يكون قد عَمَرَ عُمْرَهُ بالصالحات، وبارك الله له فيه، وفي الأزواج، والذرية، والمال، وتقبل منه، وأن يُكثِرَ مِن أمثالِه، وأن يجعل عمله خالصًا يجدهُ في صحيفة أعماله، وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما قال في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعا: (مَن أَحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه).

هنيئًا له ... وهنيئًا لكنّ ... أسأل الله – تعالى – أن يجعله وإياكنّ من الحامدين الشاكرين، ويثقل لكم جميعًا الموازين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس