عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 02-08-2012, 04:52 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي مشابهة الكفار في أعيادهم

مشابهة الكفار في أعيادهم

ومِن ذلك تركُ الوظائف الراتبة :
مِنَ الصنائع، والتجارات أو حِلَق العلم، او غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح، واللعب فيه بالخيل أو غيرها، على وجهٍ يُخالفُ ما قبله وما بعدهُ مِنَ الأيام.

والضابط : أنه لا يُحْدَثْ فيهِ أمرٌ أصلاً، بل يُجعَلْ يوماً كسائر الأيام، فإنّا قد قدّمْنا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه نهاهم عن اليومين اللذيْن كان لهم يلعبون فيهما في الجاهلية، وأنه – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الذبح بالمكان إذا كان المشركون يُعيّدون فيه.

ومن ذلك : ما يفعله كثيرٌ مِنَ الناس في أثناء الشتاء، في أثناء كانون الأول لأربعٍ وعشرين خلت منه، ويزعمون أنه ميلاد المسيح- عليه الصلاة والسلام، فجميع ما يحدُث فيه هو مِنَ المُنكرات، مِثل : إيقاد النيران، وإحداث طعام، واصطناع شمع وغير ذلك.

فإنّ اتخاذ هذا الميلاد عيداً هو دين النصارى، ليسَ لذلك أصلٌ في دين الإسلام ولم يكن لهذا الميلاد ذكرٌ أصلاً على عهد السلف الماضين، بل أصله مأخوذٌ عَن النصارى، وانضمّ إليه سببٌ طبيعيٌ وهو كوْنُهُ في الشتاء المناسب لإيقاد النيران، وأنواعٌ مخصوصةٌ مِنَ الأطعمة.

ثمّ إنّ النصارى تزعُم أنه بعد الميلاد بأيام عَمّدَ يحيى لعيسى - عليهما السلام – في ماء المعمودية، فهم يتعمّدون في هذا الوقت ويسمّونه عيد الغطاس.

وقد صار كثيرٌ مِن جُهّالِ النساء يُدخلنَ أولادهنّ إلى الحمّام في هذا الوقت، ويَزعمنَ أنّ هذا ينفع الولد، وهذا مِن دين النصارى، وهوَ مِن أقبح المُنكرات المحرمـــة.

وكذلك أعياد الفرس ، مثل النيروز، والمهرجان، وأعياد اليهود أوغيرهم مِنْ أنواع الكُفّار أو الأعاجم، او الأعراب حكمها كلّها على ما ذكرناه مِن قبل.

______

انظر : [كتاب مهذب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم. ترتيب الدكتور عبد الرحمن عبد الجبار ص 180 - 181].
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس