عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-29-2016, 04:16 PM
ابو العلاء السالمي ابو العلاء السالمي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 343
افتراضي الثالوث في مؤتمر الشيشان [الأشاعرة، والماتردية، والصوفية] أين هم عن ( الأسلام وأهله)


الثالوث في مؤتمر الشيشان [الأشاعرة، والماتردية، والصوفية] أين هم عن ( الأسلام وأهله)


يذكرني اجتماع الثالوث في الشيشان [ الأشاعرة ، والماتردية ، والصوفية ] المرتضى من مؤسسة ( سميث ريدشاردسون ) المشهورة بـ [ راند الأمريكية ] ، وهي : وحدة بحوث الأمن القومي .
يذكرني حالهم وحالنا بـ : اختلاف النصارى - قديما - في المجامع والمؤتمرات البابوية حول مسائل دقيقة كـ [ هل الملائكة من جنس الذكور أو الإناث ] .
و : [ هل الشيطان يمكن إدخاله في خرم إبرة ] .
ويأتي أحد المنتخبين للبابوية بإخراج الهيكل العظمي للبابا الذي قبله لأجل محاكمته في بعض آرائه .
و.. و .. و .. غيرها من القضايا المشتهرة عندهم !

في حين : كان أهل الإسلام قد بلغوا في الفتوحات عقر أوروبا ، وتقدموا في المجالات العلمية تقدما مبهرا ، فابتكروا نهضة لم تشدها أمة من الأمم الغابرة .

واليوم : المسلمون في سائر البلدان بين فتك مخالب الحروب ، وسطوة جلاد التشريد ، والضعف المادي ، والاستغلال الممنهج ، ويأتي الثالوث [ الأشاعرة ، والماتردية ، والصوفية ] في اجتماع في بلاد الشيشان التابعة كأقليم لأحكام للإدارة الروسية : يأججون المشاعر العدوانية تجاه نخبة عظيمة من المسلمين في المشارق والمغارب في تضييق إطار لقب [ أهل السنة والجماعة ] على طوائفهم الحرفية والصوتية المتضادة ، وبالمقربة من مؤتمرهم تضج أصوات الثكلى وبكاء الأطفال في بورما من قبل أتباع بوذا ، وترتفع صيحات السوريين من غارات النظام والقوى الروسية ، وتختنق عبارات المسلمين السنة في فلسطين المنسية الأحواز المحتلة من الروافض ، وتنتهك الأعراض وتسلب الأوطان في العراق ...
ووتتاكف الجهود في تصدير الإلحاد ، والتبشير باسم يسوع المخلص ، والمطالبة بتجديد الخطاب الديني من التنوريين لـ هدم التراث الإسلامي ، وتقويض دعائمة ، وظهور العلمانية في الوسط الديني ..

ويؤكد المذكور المزبور ما ورد في دراسة وحدة بحوث الأمن القومي ( راند الأمريكية ) :
[ إن الولايات المتحدة والغرب، ومن أجل التشجيع على التغيير الإيجابي .. دعم الحداثيين أولا:
- نشر وتوزيع أعمالهم بأسعار مدعومة.
- تشجيعهم على التأليف للجماهير الواسعة وللشباب.
- إدراج آرائهم في برامج تعليم التربية الإسلامية.
- منحهم أرضية مدنية.
- جعل آرائهم وأفكارهم في خصوص قضايا التأويل الأساسية للدين متيسرة لجمهور واسع، على حساب أفكار الأصوليين والتقليديين، الذين يتوفرون على صفحات على الإنترنات، ودور نشر، ومدارس، وقنوات أخرى عديدة لنشر آرائهم.
- وضع العلمانية والحداثة كخيار ثقافي بديل محتمل للشباب الإسلامي غير المؤطر.
دعم التقليديين على حساب الأصوليين:
- الترويج للنقد الذي يقوم التقليديون لعنف الأصوليين وتطرفهم؛ وتشجيع الخلاف بين التقلييديين والأصوليين.
- عدم التشجيع على تحالف التقليديين مع الأصوليين.
- التشجيع على التعاون بين الحداثيين والتقليديين القريبين من أطراف الطيف الحداثي.
- وتشجيع القطاعات الأكثر قربا من الحداثة، من مثل تشجيع المذهب الحنفي مقابل المذاهب الأخرى. وحث أصحاب هذا المذهب على إصدار آراء دينية، وعلى ترويجها من أجل إضعاف سلطة الأحكام المتأثرة بالوهابية المتلخلفة .
- الترويج لقبول التصوف.
مواجهة الأصوليين ومعارضتهم:
- تحدي تأويلهم للإسلام وكشف عدم دقته.
- كشف علاقاتهم بالمجموعات والأعمال الخارجة عن القانون.
- التشهير بعواقب أعمالهم العنيفة.
- البرهنة على عجزهم عن إدارة الحكم من أجل بلوغ دولهم وأقوامهم تقدما إيجابيا ] .

قلت : وما اجتمع الثالوث في الشيشان إلا ليزيدوا الخرق اتساعا ، فلا يصلح الرقع بعد الرتق وإن حاول الراقع المصلح جمع شتات الثوب بقطع غير متلائمة ، فاتها التناسق وغاب عنها الاندماج : ظهر لكل صاحب بصيرة فساد دواء المصلح الماثل ، وتغلغل الداء حتى المفاصل ، والثوب أجزائه متنافرة - رغم اجتماعها ظاهرا - ، فلا الخيط نفع في التلاحم ولا الراقع أوجد التلائم ، لأجل ما وصل إليه الثوب والخرق من حز الغلاصم .

وإن من إنصافنا لهؤلاء - المخرجين لنا من أهل السنة بالإطلاق - أننا نشاركهم هذا اللقب في كثير من المسائل ؛ فالأشعرية وأخواتها داخلون في اللقب مقابلة بالأبعد عن الحق ، مشاركون فيه في العديد من الأبواب الأصلية والفرعية ، بل يمثلون أهل السنة في مناطق الروافض .
ورحم الله الرئيس ابن تيمية الحفيد المنصف لهذا الثالوث :
1 - المثني على الأشاعرة وجهودهم من جهة الإجمال في الرد على كثير من أهل الألحاد والبدع ، واعتبره [ مما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف ] كما قال في " درء التعارض " ( 2 / 102 ) .
2 - المدافع عن الأشاعرة و صاد التشنيع عنهم من جهة الروافض ، وتفضيله لهم على المعتزلة وغيرهم ، ومعتبرا الإقرار بذلك [ عند كل من يدري ما يقول، ويتقي الله فيما يقول ] كما قال في " منهاج السنة النبوية " ( 1 / 444 ) .
3 - ثناؤه على الأشاعرة وغيرهم ممن رد على أهل الكتاب والجهمية والمعتزلة والقدرية ؛ كما قال في " مجموع الفتاوى " ( 4 / 12 ) : [ فحسناتهم نوعان : إما موافقة أهل السنة والحديث ، وإما الرد على من خالف السنة والحديث ببيان تناقض حججهم ] .
وهذا - كما قيل - : غيض من فيض من إنصافنا لهم ؛ فأين هم من حلية الأشراف : الإنصاف ؟!

وكتب : محمود الصرفندي


هكذا أحسن.
__________________

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]
رد مع اقتباس