عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-21-2013, 03:54 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

إلى من أدركــــت رمضــــان :

وقفـــــات.

الوقفة الثالثة عشرة:
أوجب الله - عز وجل - برّ الوالدين وصلتهم وحُسن معاملتهم والرفق بهم وحذر من مجرد التأفف والتضجر فقال - تعالى -: ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا [سورة الإسراء:23].

وقال - تعالى -: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [سورة الإسراء:24].

وقد جاء رجل يستأذن الرسول - عليه الصلاة والسلا م - في الجهاد وهو من أفضل الأعمال وفيه من المشقة والتعب ما هو معلوم معروف بل ربما ذهبت فيه النفس والروح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أحيَّ والداك» قال: نعم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «ففيهما فجاهد» (رواه البخاري).

ومن صوَر بر الوالدين رحمتهما، والسؤال عن صحتهما، وإعانتهما على الطاعة، والتوسعة عليهما بالمال والهدايا، وإدخال السرور عليهما والدعاء لهما.

وبعض النساء تُعرِضُ عن بر والديها وتراها تقدم الصديقة والزميلة بالتبسط والحديث والزيارة، ولا يكون لوالديها نصيب من ذلك.

وبر الوالدين من أفضل الأعمال فعن ابن مسعود قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال: «الصلاة على وقتها»؛ قلت: ثم أي ؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي ؟ قال: «الجهاد في سبيل» (متفق عليه).

فاحرصي - بارك الله فيك - على برهما والدعاء لهما، والتصدق عنهما أحياءً أو أمواتاً. غفر الله لهما وجزاكِ خيراً. واحرصي أيضاً على صلة الأرحام والتواصل معهم في هذا الشهر الكريم.

ولكن لا يكون هذا التواصل باب شر عليكِ يُفتح فيه حديث الغيبة والنميمة والاستهزاء وضياع الأوقات. بل تكفي زيارة السؤال والاطمئنان ونشر الخير وتعليم الجاهلة، وتذكير الغافلة وإبداء المحبة وتفقد الحال ومساعدة المحتاج، ولتكن مجالساً معطرة بذكر الله - عز وجل - فيها فائدة وخير.


يُتبع إن شاء الله تعالى
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس