عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-21-2013, 03:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي إلى من أدركــــت رمضــــان: وقفـــــات. لفضيلة الشيخ عبد الملك القاسم

إلى من أدركــــت رمضــــان: وقفـــــات.

لفضيلة الشيخ عبد الملك القاسم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحمد لله الذي بلغنا هذا الشهر العظيم، وأدعوه - عز وجل - كما بلغنا إياه، أن يُعيننا على حُسن صيامه وقيامه، وأن يتجاوز عن تقصيرنا وزللنا، وبعـد:

فهذه رسالة قصيرة سطرتها لك أختي المسلمة على عجل وضمنتها وقفات متنوعة، أدعوه -عز وجل- أن يُبارك في قليلها، وأن ينفع بها إنه سميع مجيب.

الوقفة الأولى: أذكرك بأصل الخَلق وسبب الوجود. قال الله - عز وجل -: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [سورة الذاريات: 56].

قال الإمام النووي: [وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحُق عليهم الاعتناء مما خُلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبــور، ومشروع انفصام لا موطن دوام]. ا هـ. [مقدمة كتاب رياض الصالحين ص 5].

أختي المسلمة: تفكري في عظم فضل الله عليكِ ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا [سورة إبراهيم 34].

وأجَلّ تلك النعم وأعظمها نعمة الإسلام، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ثم احمدي الله - عز وجل - على نعمة الهداية والتوفيق، فكم يعيش على هذه الأرض من أممٍ حُرِمَتْ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله؛ وكم ممن ينتسبنَ إلى الإسلام وَهُنّ مُخالفاتٍ لتعاليمِهِ ظاهرًا وباطنًا، مُفرّطاتٍ في الواجباتِ غارقاتٍ في المعاصي والآثام.

وأنتِ - أيتها الغالية - تتقلبين في نعم الله -عز وجل- من أمنٍ في الأوطان، وسعةٍ في الأرزاق، وصحةٍ في الأبدان، عليك واجب الشكر بالقول والفعل، وأعظم أنواع الشكر طاعة لله -عز وجل- واجتناب نواهيه فإن النعم تدوم بالشكر ... ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [سورة إبراهيم 7]، فاللهم لك الحمد.

واعلمي أن حقوق الله - عز وجل - أعظم من أن يقوم بها العباد، وأن نعم الله أكثر من أن تحصى ولكن (أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين).


يُتبَع إن شاء الله تعالى


_______________

المصدر: دار القاسم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس